الجمعة، 21 أغسطس 2015

ما أكثر العبر وأقل المعتبرين



ما أكثر العبر وأقل المعتبرين



عباد الله، أين التفكر؟ أين الاعتبار؟ أين السير في الأرض كما أمرنا الله؟ وأين النظر في السماء؟ وأين التأمل في النعم؟ وأين، وأين؟ في مصائر الأمم الغابرة وأخبارهم، وإن ذلك -والله- يبعث على التوبة؛ لأنك إذا اعتبرت بنزول العذاب وما كان فيه:  ( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ) سورة غافر:84-85، 


لا توجد قرية في العالم إلا سيهلكها الله قبل اليوم القيامة:( وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ) سورة الإسراء:58، وبناء عليه - يا عباد الله- فإن ما يكون الآن في العالم عند الأمم المكذبة الخارجة عن الوحي فيه عذاب شديد سيأتيهم، فلذلك لا يغتر المغتر بما عندهم من الدنيا، ولا يقلدهم المقلدون، والله لو عرف شباب قومي ما يعذب الله به أولئك الذين خرجوا عن شرعه ما تشبهوا بهم، ولا ساروا على منوالهم، ولا أعجبوا بهم، بل إذا رأوا ما فيها من الكفر والفسوق خافوا نزول عذاب الله:  ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا ) سورة الإسراء:16.



وعندما نرى في المقابل في بعض بلاد المسلمين اليوم ما يحدث فيها من الجرائم فإنك تتأمل في مثل قوله تعالى:  ( جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا ) سورة الأنعام:123، فهم يمكرون فيها، وعندما تتأمل ما يحدث من التدافع، سنة المدافعة بين الكفار والمسلمين، والمشركين والموحدين، وأهل السنة وأهل البدعة، عندما تتأمل يخرج معك من قوله تعالى: ( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ) سورة البقرة:251، (  لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ ) سورة الحـج:40، 


سيخرج معك من الفوائد ما لا يعلمه إلا الله، لما تتأمل في قوله:    ( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ )  سورة الحـج:41، تعرف كيف يؤتى البلد الأمان من الله عز وجل.


عندما نتأمل في نهاية الطغاة المتجبرين كما حصل لفرعون لعنه الله:(  فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى  ) سورة النازعات:20-26، 



وهذا نهاية كل من ظلم، وتعدى وجار، ما راعى الأهل ولا الجار، فبينما هو يعقد عقد الإصرار، حل به الموت فحل من حلته الأزرار، ما صحبه سوى الكفن إلى بيت البلى والعفن، لو رأيته وقد أحلت به المحن، وشين ذلك الوجه الحسن، فلا تسأل كيف صار، سال في اللحد صديده، وبلي في القبر جديده، وهجره نسيبه ووديده، وتفرق حشمه وعبيده والأنصار.







 



الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
ما أكثر العبر وأقل المعتبرين



 



منقول


 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق