الأربعاء، 27 فبراير 2013

مصارف الزكاة


مصارف الزكاة

الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، والصلاة والسلام على من بعثه ربه للعالمين بشيراً ونذيراً، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على عبادة الموسرين زكاة في أموالهم، تؤخذ منهم وترد على فقرائهم، وبين سبحانه على من تقسم هذه الأموال المجموعة، ومن هم أصحابها.
دليل تحديدهم:
قال الله سبحانه تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[التوبة: 60]، فدلت على أنه تصرف الزكاة إلى الأصناف الثمانية.
بيان الأصناف الثمانية:
1- الفقراء: جمع فقير، والفقير في رأي الشافعية والحنابلة: هو من ليس له مال ولا كسب يقع موقعاً من كفايته، أو حاجته.
2- المساكين: جمع مسكين: والمسكين هو الذي يقدر على كسب ما يسد مسداً من حاجته، ولكن لا يكفيه، كمن يحتاج إلى عشرة وعنده ثمانية لا تكفيه الكفاية اللائقة بحاله من مطعم وملبس ومسكن.
فالفقير عند الشافعية والحنابلة أسوأ حالاً من المسكين، وعند الحنفية والمالكية: المسكين أسوأ حالاً من الفقير، وذكر كل طائفة أدلة تؤيد قولهم، فتراجع في مضانها1.
3- العاملون عليها: وهم الذين يجمعون الزكاة من الناس، ويشترط فيهم العدالة والمعرفة بفقه الزكاة، ويدخل في العاملين عليها: الكاتب، وقاسم الزكاة، وحافظ المال.
4- المؤلفة قلوبهم: وهم أقسام:
- منهم: من يُعطى ليُسلم، كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم صفوان بن أمية من غنائم حنين، وقد كان شهدها مشركاً. قال: فلم يزل يعطيني حتى صار أحبَّ الناس إليَّ بعد أن كان أبغض الناس إلي، كما قال الإمام أحمد عن صفوان بن أمية قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما زال يعطيني حتى صار وإنه لأحب الناس إليَّ2.
- ومنهم من يُعْطَى ليحسُن إسلامه، ويثبت قلبه، كما أعطى يوم حنين أيضاً جماعة من صناديد الطلقاء وأشرافهم: مائة من الإبل، مائة من الإبل وقال: ((إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه، مخافة أن يَكُبَّه الله على وجهه في نار جهنم))3.
وفي الصحيحين عن أبي سعيد: أن علياً بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذُهَيبة في تربتها من اليمن فقسمها بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس، وعُيَينة بن بدر الفزاري، وعلقمة بن عُلاثة، وزيد الخير4.
- ومنهم: من يُعطَى لما يرجى من إسلام نظرائه وأصحابه.
- ومنهم: من يُعطَى ليجبي الصدقات ممن يليه، أو ليدفع عن حَوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد.
أما هل يُعطى المؤلفة قلوبهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟
فيه خلاف، فرُوي عن عمر، وعامر الشعبي وجماعة: أنهم لا يُعطَون بعده؛ لأن الله قد أعز الإسلام وأهله، ومَكَّن لهم في البلاد، وأذل لهم رقاب العباد.
وقال آخرون: بل يُعطَون؛ لأنه عليه الصلاة والسلام قد أعطاهم بعد فتح مكة وكسر هَوازن، وهذا أمر قد يحتاج إليه فيصرف إليهم5.
5- في الرقاب: وهم عند الحنفية والشافعية: المكاتبون المسلمون الذي لا يجدون وفاء ما يؤدون، ولو مع القوة والكسب.
وقال المالكية والحنابلة: يشترى بسهمهم رقيق فيعتق؛ لأن كل موضع ذكرت فيه الرقبة يراد عتقها، والعتق والتحرير لا يكون إلا في القن (العبد الخالص العبودية) كما في الكفارات6.
6- الغارمون: وهم نوعان: غارمون لإصلاح ذات البين، وغارم لنفسه بأن تحمل ديونا ولم يكن عنده وفاء.
7- في سبيل الله: وهم الغزاة المتطوعون الذين يجاهدون في سبيل اللّه والدعوة إلى اللّه وما يعين عليها ويدعم أعمالها.
8- ابن السبيل: هو المسافر الذي انقطع به السفر ونفد ما في يده7.
هل تعطى الزكاة لغير هذه الأصناف؟
اتفق جماهير فقهاء المذاهب على أنه لا يجوز صرف الزكاة إلى غير من ذكر الله تعالى، من بناء المساجد والجسور والقناطر والسقايات وجري الأنهار وإصلاح الطرقات، وتكفين الموتى والتوسعة على الأضياف، وبناء الأسوار، ونحو ذلك من القرب التي لم يذكرها الله تعالى مما لا تمليك فيه؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: {إنما الصدقات للفقراء....} [التوبة: 60]، وكلمة إنما للحصر والإثبات، تثبت المذكور وتنفي ما عداه8.
وحكى القاضي عياض عن بعض العلماء جواز صرف الزكاة في المصالح العامة9.
مقدار ما يُعطى لمستحقي الزكاة:
اختلف الفقهاء في مقدار ما يعطى للفقير والمسكين10:
فقال الشافعية والحنابلة: يجوز أن يدفع إلى كل منهما ما تزول به حاجته أو كفايته من أداة يعمل بها إن كان فيه قوة، أو بضاعة يتجر فيها، حتى ولو احتاج إلى مال كثير للبضاعة التي تصلح له، ويحسن التجارة فيها؛ لأن الله أثبت الصدقات لهؤلاء الأصناف دفعاً لحاجتهم وتحصيلاً لمصلحتهم، فالمقصود من الزكاة سد الخلة ودفع الحاجة، فيعطى الفقير والمسكين ما يحقق حاجته وهو كفاية سنة، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث قبيصة عند مسلم: ((فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش، أو سداداً من عيش))11.
وكره أبو حنيفة إعطاء إنسان نصاب الزكاة وهو قدر مائتي درهم، ويجزئ إعطاء أي قدر.
وأجاز مالك إعطاء نصاب، ويرد الأمر إلى الاجتهاد، فإن الغرض إغناء الفقير حتى يصير غنياً، لكن لا يعطى عند المالكية أكثر من كفاية سنة.
ودليل أبي حنيفة ومالك أن الآية ليس فيها تحديد مقدار ما يعطى كل واحد من الأصناف!.
وأما مقدار ما يعطى للعامل: فاتفق الفقهاء12 على أنه يدفع إليه بقدر عمله، أي ما يسعه أو يكفيه وأعوانه بالوسط، مدة ذهابهم وإيابهم، لكن قيد الحنفية ذلك بألا يزاد على نصف ما يقبضه.
وأما ما يعطى للغارم: فبقدر ما عليه من الدين إذا كان في طاعة وفي غير سرف، بل في أمر ضروري. وكذلك ابن السبيل: يعطى ما يوصله إلى بلده13.
شروط المستحقين للزكاة:
1- أن يكون فقيراً، إلا العامل فإنه يعطى ولو كان غنياً؛ لأنه يستحقه أجرة، ولأنه فرغ نفسه لهذا العمل، فيحتاج إلى الكفاية، وإلا ابن السبيل إذا كان في وطنه مال، فهو بمنزلة الفقير؛ لأن الحاجة هي المعتبرة، وهو الآن فقير يداً، وإن كان غنياً ظاهراً، وإلا المؤلفة قلوبهم، والغازي.
وعليه لا يجوز صرف الزكاة لغني، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحل الصدقة لغني، ولا ذي مِرَّة سوي))14. ومعنى المِرَّة: القُوَّةُ والشِّدّةُ15. وتحل لخمسة من الأغنياء: وهم العامل عليها، والمؤلَّف، والغازي في سبيل الله، والغارم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: لغاز في سبيل الله، أو لعامل عليها، أو لغارم، أو لرجل اشتراها بماله، أو لرجل كان له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهداها المسكين للغني))16.
2- أن يكون مستحق الزكاة مسلماً: إلا المؤلفة قلوبهم، في رأي المالكية والحنابلة، فلا يجوز صرف الزكاة إلى الكافر بلا خلاف؛ لحديث معاذ رضي الله عنه: ((فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم)، أمر بوضع الزكاة في فقراء من يؤخذ من أغنيائهم وهم المسلمون، فلا يجوز وضعها في غيرهم.
3- ألا يكون المستحق من بني هاشم: لأن آل البيت تحرم عليهم الزكاة؛ لأنها أوساخ الناس، ولهم من خُمْس الخُمس في البيت ما يكفيهم، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد))17.
4- ألا يكون ممن تلزم المزكي نفقته من الأقارب والزوجات ولو في العدة: لأن ذلك يمنع وقوع الأداء تمليكاً للفقير من كل وجه، بل يكون صرفاً إلى نفسه من وجه، فهو يجلب لنفسه نفعاً، وهو منع وجوب النفقة عليه، فلا تدفع الزكاة إلى الوالدين وإن علو (أي الأجداد)، والمولودين وإن سفلوا (أي الأحفاد والأسباط)، وإلى الزوجات؛ بصفة الفقر أو المسكين؛ لأن نفقتهم واجبة على المزكي، والزكاة للحاجة، ولا حاجة مع وجود النفقة.
5- أن يكون بالغاً عاقلاً حراً: فلا تجزئ لعبد اتفاقاً، ولا تجزئ عند الحنفية18 لصغير غير مراهق (ما دون السابعة) ولا مجنون إلا إذا قبض عن الصغير والمجنون لهما من يجوز له قبضه كالأب والوصي وغيرهما، وتجوز عندهم لصبيان أقاربه المميزين في مناسبة عيد أو غيره؛ ولا يجوز دفع الزكاة لولد الغني إذا كان صغيراً، لأن الولد الصغير يعد غنياً بغنى أبيه، ويجوز إعطاؤها له إذا كان كبيراً فقيراً؛ لأنه لا يعد غنياً بمال أبيه، فكان كالأجنبي، كما لا يعد الأب غنياً بغني ابنه، وإلا الزوجة بغنى زوجها، ولا الطفل بغنى أمه.
واشترط الشافعية19 أن يكون قابض الزكاة رشيداً: وهو البالغ العاقل حسن التصرف، فلا يجزئ لصبي أو مجنون أو سفيه ديانة كتارك الصلاة إلا أن يقبضها له وليه لسفهه أو قصوره.
واشترط المالكية20 أن يكون عامل الزكاة بالغاً أميناً، فلا تعطى الزكاة لقاصر.
أما الحنابلة21: فأجازوا دفع الزكاة إلى الكبير والصغير، سواء أكل الطعام أو لم يأكل، والمجنون، لكن يقبضها ولي الصغير والمجنون عنهما، أو القيم عليهما، روى الدار قطني عن أبي جحيفة قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعياً، فأخذ الصدقة من أغنيائنا، فردها في فقرائنا، وكنت غلاماً يتيماً لا مال لي، فأعطاني قلوصاً) أي ناقة شابة22.
نسأل الله بمنه وكرمه أن يفقهنا في ديننا، ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، ونسأله أن لا يتوفانا إلا وهو راض عنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.

1 راجع: نيل الأوطار (4/223)، والفروع لابن مفلح (12/14).
2 رواه أحمد، وصححه شعيب الأرناؤوط في تعليقه على المسند رقم الحديث (15339).
3 صحيح مسلم رقم الحديث (657).
4 صحيح البخاري رقم (4094)، ومسلم رقم (1064).
5 راجع: تفسير ابن كثير (2/479).
6 راجع: الفقه الإسلامي وأدلته؛ لوهبة الزحيلي (3/1956).
7 رسالة في الفقه الميسر للشيخ صالح بن غانم السدلان (1/64).
8 راجع: المغني (2/525)، والشرح الكبير (1/497)، والمهذب (1/170)، والدر المختار ورد المحتار (2/81، 83، 85).
9 راجع: نيل الأوطار (7/115).
10 الدر المختار (2/88، 93)، الشرح الكبير (2/700)، المجموع (6/202)، بداية المجتهد (1/268).
11 صحيح مسلم (1044).
12 الشرح الكبير (2/700)، بداية المجتهد (1/269)، المهذب (1/171)، والدر المختار (2/81).
13 راجع: بداية المجتهد: (1/268وما بعدها)، والفقه الإسلامي وأدلته لوهبه الزحيلي (3/1959-1960).
14 رواه أبو داود والترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7251).
15لسان العرب (5/165).
16 رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (7250).
17 رواه مسلم في حديث طويل من رواية عبد المطلب بن ربيعة مرفوعاً رقم الحديث (1072).
18 حاشية ابن عابدين: (2/81، 85، 90، وما بعدها) البدائع (2/47).
19 مغني المحتاج (3/112).
20 الشرح الكبير (2/690)
21 المغني (2/508).
22 راجع الفقه الإسلامي وأدلته (3/1961-1972).

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

مؤسسة الحويني الخيرية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته











يدعوكم شيخنا الفاضل أبي إسحاق الحويني من خلال مؤسسة 
الحويني الخيرية للمساهمة من أجل بناء معهد بن تيمية 
لتدريس العلوم الشرعية وأصوله وثوابته لتعلم الدين 
 ومن ثم انتشار طلبة العلم في ربوع العالم ليعلّموا الناس دينهم

المعهد من المفترض أن يكون 11 طابقاً
وصل البناء الآن إلى الطابق السادس
ولم يتم إكمال العمل بعد
-------
المؤسسة تقبل الزكوات ، والصدقات ،
 والصدقات الجارية ، والتبرعات العينية
-------
التبرع في حساب
490/411/1372
بنك القاهرة - فرع كفر الشيخ
-------
التواصل مع رئيس مجلس الإدارة الأستاذة محمد شريف – 
شقيق شيخنا أبي إسحاق – من خلال الإتصال على رقم
01000443305
ومن خارج مصر يتم إضافة كود البلد قبل الرقم 002
-------
ولمن يريد أن يتبرع من أجل أخذ دور بأكمله أو دورين 
أو تشطيب أحد الأدوار التي تم بناءها
فليتفضل بترك رسالة على رقم شيخنا
يكتب فيها أنه يريد التواصل من أجل معهد بن تيمية
وسيتصل عليه شيخنا إن شاء الله
وهذا هو رقم الشيخ
01009558108
ومن خارج مصر يتم إضافة كود البلد قبل الرقم 002
-------
وكذلك يمكن التواصل من خلال الموقع
http://www.alheweny.org/aws/contect.php
-------
وكذلك
يمكن التواصل مع صفحة المدير التنفيذي لمؤسسة الحويني الخيرية
 الشيخ محمد سعد الأزهري على الفيس بوك
-------
كذلك المؤسسة معنية بإذن الله بالأعمال الخيرية
-------
برجاء نشر البوست في كل الصفحات والمجموعات والمواقع 
والمنتديات والإيميلات وللأصدقاء في الفيس بوك
نريد الخبر ينتشر ويصل لكل الناس
واحتسبوا الأجر
فالدال على الخير كفاعله
 
ملتقى أخوات أهل السنة والجماعة 

السبت، 23 فبراير 2013

ما معنى قوله: "لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني"؟



 

  ما معنى قوله: "لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني"؟
وهل هو مرفوع إلى الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أو موقوفٌ على أحد الصحابة؟ 


الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه، ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فهذا القولُ لم نقف عليه مع كثرة البحث مرفوعًا إلى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم وإنما أخرجه ابنُ قتيبة، في "عيون الأخبار"، ووكيعٌ في "أخبار القضاة" (1/348)، ومن طريقه ابنُ عساكرَ، في "تاريخ دمشق" (10/19)، وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (3/418)، من طريق ابن النقور، أربعتُهم رووه من قول إياس بن معاوية رحمه الله بلفظ "لست بخِبٍّ، والخِبُّ لا يخدعني، ولا يخدع ابنَ سيرين، ويخدع الْحَسَن، ويخدع أبا معاوية بن قرة، ويخدع عُمَرَ بْن عَبْد العزيز"، وهذا لفظ وكيع.

وقد نسب المقولة إليه من قدماء الأدباء وغيرهم: الجاحظ في "البيان والتبيين" 68، و"الحيوان"(2/279)، ونسبها إليه كذلك أبو طالب المكي، في "قوت القلوب" (2/444)، والزمخشري في "ربيع الأبرار"، والراغب في "محاضرات الأدباء"، والغزالي في "الإحياء" (2/80)، والذهبي في "تاريخ الإسلام" (8/42)، وهو من مدققي المحدثين والمؤرخين رحمه الله تعالى وقد نسبها ابن منظور في "لسان العرب"، والزبيدي في "تاج العروس"، كلاهما في مادة (خبب) - لابن سيرين.

هذا؛ وقد اشتهر نسبة الأثر لأمير المؤمنين، أبي حفصٍ، عُمَرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه ولعل ذلك لوقوعها في كتب شيخَيِ الإسلام: أبي العباس، ابن تيمية، وأبي عبد الله، ابن القيم، معزوةً له، فقد وقعت في "مجموع الفتاوى" (5/265)، "وإعلام الموقعين" (3/241)، و"الروح" (ص244)، وكذلك نسبها ابن عبد ربه لعمر رضي الله عنه في أربعة مواضع من "العقد الفريد".

والخِبُّ هو: المُخادع الغادر؛ قال في "الصحاح": "الخِبُّ: الرَّجل الخدَّاع الجُرْبُزُ، تقول منه: خَبِبْتَ يا رجُل تَخَبُّ خِبًّا، مثال عَلِمْت تعلم عِلمًا، وقد خَبَّبَ غلامي فلانٌ؛ أي خدعه" اهـ.

والمعنى: لستُ بالماكر المُخادع -وحاشاه عن ذلك- ولكنَّه لا يُمكن أن يخدعه الماكِر المراوغ؛ فليس المُؤمن مُخادعًا غادرًا، كما لا يَسمح لغيره أن يغدر به.

وقال ابن القيم، في كتاب "الروح": "وكان عمرُ أعقلَ من أن يُخدَع، وأورعَ من أن يَخْدَع".

وقال المغيرة بن شعبة: "ما رأيتُ أحدًا أحزَمَ من عمر؛ كان -والله- له فضلٌ يَمنعه أن يَجزع، وعقلٌ يَمنعه أن يخدع"،، والله أعلم

الشيـــخ / خالد بن عبد المنعم الرافعي
طـريق الإسلام 

الأربعاء، 20 فبراير 2013

العــــافية




العــــافية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:


فإن من أعظم نعم الله على عباده بعد نعمة الإيمان والإسلام، نعمة العافية، قال تعالى عن نبي الله هود - عليه السلام -
وهو يخاطب قومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا
وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ
﴾ [هود: 52].



روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس - رضي الله عنه -:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ". (1)

والغبن أن يشتري الإنسان السلعة بأكثر من ثمنها، فمن صح بدنه وتفرغ من الأشغال العالقة به،
ولم يسع لإصلاح آخرته يقال عنه: رجل مغبون.

روى الترمذي في سننه من حديث عبيد الله بن محصن الخطمي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا" (2)



قوله: "آمنًا في سربه"، أي: آمنًا على نفسه وأهله وعياله وماله.


قوله: "معافى في جسده"، أي: من الأمراض، أي: صحيحًا سالمًا من العلل والأسقام.


قوله: "عنده قوت يومه"، أي: كفاية قوته وحاجته من وجه حلال.


قوله: " فكأنما حيزت له الدنيا"، أي: ضمت وجمعت، فمن جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه،
وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل
على غيرها، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها، بأن يصرفها في طاعة المنعم، لا في معصيته.



وإن من أعظم المطالب، وأرفع المراتب التي ينبغي للمؤمن أن يحرص عليها سؤال الله العافية،
روى الترمذي في سننه من حديث رفاعة بن رافع قال: قام أبوبكر الصديق على المنبر، ثم بكى
فقال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الأول على المنبر ثم بكى، فقال: "سلوا الله العفو ولا عافية،
فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية".



قال ابن القيم - رحمه الله -: تعليقًا على الحديث المذكور: "فجمع بين عافيتي الدين والدنيا، ولا يتم صلاح
العبد في الدارين إلا باليقين والعافية، فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة، والعافية تدفع عنه
أمراض الدنيا في قلبه وبدنه، فجمع أمر الآخرة في كلمة، وأمر الدنيا كله في كلمة"(3)



وروى ابن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من: اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة"(4)



فبين النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن أفضل ما سأله العباد أن يعافيهم الله،
لأن العمدة الكبرى والمنحة العظمى في نيل السعادة الدنيوية والأخروية هي العافية.



وروى البزار في كشف الأستار من حديث أنس بن مالك: أنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- مرَّ بقوم مبتلين،
فقال: "أما كان هؤلاء يسألون الله العافية؟!" (5) ، وفي الحديث دليل على أن سؤال الله العافية يدفع كل بلية،
ويرفع كل محنة، ولهذا جاء صلى الله عليه وسلم بهذا الاستفهام بمعنى الاستنكار، فكأنه قال لهم: كيف تتركون
أنفسكم في هذه المحنة والابتلاء؟ وأنتم تجدون الدواء الحاسم لها، والمرهم الشافي لما أصابكم منها، وهو الدعاء بالعافية،
واستدفاع هذه المحنة النازلة بكم، بهذه الدعوة الكافية، وفي هذا ما يزيد النفوس نشاطًا والقلوب بصيرة،
باستعمال هذا الدواء عند عروض كل داء، ومساس كل محنة، ونزول كل بلية، قال أحد الصالحين:
"أكثروا من سؤال العافية، فإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه لا يأمن ما هو أشد منه،
وإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء،
وما المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس، وما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم".



والذي يزور مستشفيات المسلمين ويرى ما ابتلي به إخوانه من الأمراض
الخطيرة التي عجز الطب الحديث عن علاج بعضها، ليحمد الله - عز وجل - صباحًا ومساءً على نعمة العافية.


قال الشاعر:
إني وإن كان جمع المال يعجبني
ما يعدم المال عندي صحة الجسد
المال زين وفي الأولاد مكرمة
والسقم ينسيك ذكر المال والولد





وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل ربه العافية صباحًا ومساءً، وحتى عند نومه، فروى أبو داود
في سننه من حديث ابن عمر قال: "لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي
وحين يصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي
وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي
ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي". (6) قال أبو داود: قال وكيع: يعني الخسف، وروى مسلم في
صحيحه من حديث عبد الله بن الحارث، يحدث عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -، أنه أمر رجلًا
إذا أخذ مضجعه أن يقول: "اللهم خلقت نفسي... الحديث، وقال في آخره: اللهمَّ إِنِّي أسألك العافية"،
فقال له رجل: أسمعت هذا من عمر. فقال: من خير من عمر، من رسول الله - صلى الله عليه وسلم.



والعافية في الدنيا هي دفع الله عن العبد جميع الأسقام والبلايا وجميع ما يكرهه ويشينه،
والعافية في الآخرة هي دفع الله عنه جميع أهوال الآخرة وأفزاعها، ولا يخرج مطلوب العبد من هذين القسمين.



وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بالله من سيئ الأسقام، فروى الإمام أحمد في مسنده
من حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، ومن سيء الأسقام". (7)



وأرشد عليه الصلاة والسلام أمته إلى اغتنام الصحة قبل المرض،
فروى الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس - رضي الله عنه -
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اغتنم خمسًا قبل خمس.. ذكر منها: صحتك قبل سقمك"
، وكان ابن عمر كما في صحيح البخاري يقول: "إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح،
وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك"(8)



والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

منقـــول
كتبه : الدكتور / أمين بن محمد الشقاوي


(1) صحيح البخاري» كِتَاب الرِّقَاقِ» بَاب لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ »رقم الحديث: 5962
(2) حققه الألباني - صحيح ابن ماجه- برقم - 3357خلاصة حكم المحدث:حسن
(3 ) تحفة الذاكرين (ص ٣٠٥).
( 4) حققه الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5703 خلاصة حكم المحدث: صحيح
(5) المحدث:الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2197خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
(6) المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5074--خلاصة حكم المحدث: صحيح
(7) المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1285خلاصة حكم المحدث: صحيح
(8) رواه البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6416 - خلاصة حكم المحدث:صحيح

الأحد، 17 فبراير 2013

الشيخ العريفي يحرم مشاهدة قناة MBC3





الشيخ العريفي يحرم مشاهدة قناة MBC3



طالب الداعية الإسلامي المعروف الدكتور محمد العريفي أولياء الأمور بمنع أولادهم من مشاهدة قناة "إم بي سي 3" المخصصة لبرامج الأطفال.
ودعا العريفي أولياء الأمور بضرورة حذف القناة، التي تبث من دبي، من أجهزة الاستقبال لديهم، مذكرًا إياهم بأن أولادهم أمانة بأعناقهم، لأن القناة تعرض مشاهد مليئة بالإلحاد والفساد، وبالتالي يحرم مشاهدتها.
وقال الداعية السعودي في تغريدة له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "حرامٌ أن تمكن طفلك من متابعة إم بي سي 3 الأطفال، فقد امتلأت مشاهدها بأفكار الإلحاد والفساد احذفها الآن، فولدك أمانة". وكان الداعية المعروف محمد صالح المنجد قد وجه أيضا عدة انتقادات إلى قناة (أم بي سي 3) المتخصصة للأطفال، مشيرا إلى أن استخدام صور المشايخ على اللوحات الإعلانية فتنة لهم، إضافة إلى أنه مخالف للتوحيد، وقال: إن مَن يترك أطفاله يشاهدون برامجها يعد "آثماً وخائناً لرعيته".
وكانت دراسة أعدها أحد الباحثين قبل عدة أعوام، قد أشارت إلى الخطورة البالغة التي تمثلها تلك القناة على النشئ، مشيرة إلى أنها تؤثر بشكل مباشر في العقل الباطن للأطفال، فيتعلمون منها الكثير من السلوكيات والعقائد الخاطئة التي تخالف القيم والتقاليد والعقائد الإسلامية
 
منقــــــــــــــــــول

حكم العمل بالحديث الضعيف الشيخ/ عبد الكريم الخضير


حكم العمل بالحديث الضعيف

الشيخ/ عبد الكريم الخضير

ورأوا بيانه في الحكم والعقائد عن ابن مهدي عبد الرحمن بن مهدي "وغير واحد" كأحمد بن حنبل، وابن معين، وابن المبارك، بل هذا قول جمهور العلماء، أنهم إذا رووا في الفضائل تساهلوا، وإذا رووا في الأحكام تشددوا، يتساهلون في رواية الأحاديث الضعيفة في الفضائل، ويقبلون الأحاديث الضعيفة غير شديدة الضعف في الفضائل، فضائل الأعمال، وأما الأحكام، فلا يقبلون فيها إلا ما صح، أو حسن، ويشددون في الأحكام، وفي العقائد، وأما في الفضائل، والترغيب، والترهيب، فيتسامحون، ويتساهلون فيها.
وهذا يجرنا إلى القول بحكم العمل بالحديث الضعيف؛ لأن عندنا أبواب الدين: العقائد، والأحكام، والفضائل، والتفسير، وإثبات قراءة من قراءات القرآن، والمغازي، والسير، هذه أبواب الدين التي يطلب الدليل لها، فالجمهور يشددون في الأحكام، والعقائد، ويتساهلون فيما عدا ذلك، يتساهلون في التفسير، وهذا مروي عن الإمام أحمد -رحمه الله-، يتساهلون في الفضائل، يتساهلون في المغازي والسير، فيقبلون فيها الضعيف، وإذا رووا في الأحكام، واستدلوا للأحكام، وطلبوا دليل للأحكام، والعقائد يشددون، وهذا مأثور عن من ذكرنا، كابن مهدي، وابن المبارك، وابن معين، والإمام أحمد، وغيرهم من لفظهم.
والنووي في مقدمة الأربعين، وفي الأذكار نقل الاتفاق على هذا القول، وأن العلماء اتفقوا على قبول الأحاديث الضعيفة في الفضائل، في فضائل الأعمال، وهذا النقل فيه تساهل، فقد وجد من يمنع كالبخاري، ومسلم أيضاً، يشددون في رواية الأحاديث الضعيفة، ولا يستدلون بها، والبخاري -رحمه الله تعالى- في تراجمه من الإشارات الكثيرة في رد الأحاديث الضعيفة في جميع أبواب الدين في التراجم، أبو حاتم -رحمه الله- لا يقبل الحسن، ولا يحتج به، فكيف بالضعيف؟ أبو بكر ابن العربي يرد الضعيف، ويوصي طلابه كما في أحكام القرآن أن لا يشتغلوا من الحديث إلا بما صح، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- كرر ذلك في كثير من كتبه، وأنه لا يعتمد على غير الصحيح، والحسن، يعني ما يقبل من الأحاديث، فهو يرد الضعيف، والشوكاني كذلك صرح في مقدمة تفسيره أنه لا يعول على الضعيف، لا في الأحكام، ولا في إثبات التفسير لكتاب الله -جل وعلا-، ولا في شيء من أبواب الدين، والسبب في ذلك أن الظن غالب في عدم ثبوته، والصحيح، والحسن الظن غالب في ثبوته، ومناط الأحكام إنما هو على غلبة الظن، وإضافة إلى أن الاشتغال بالأحاديث الضعيفة يلهي، ويشغل عن الأحاديث الصحيحة، وفيما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غنية عن الاشتغال بالضعاف، وما دخل المبتدعة من صوفية، وغيرهم إلا من قبل الأحاديث الضعيفة، والذين يستدلون بالضعيف جرهم ذلك الاستدلال إلى أن تساهلوا فرووا الأحاديث شديدة الضعف، بل بعضهم استدل بما هو شديد الضعف الواهي، ولا شك أن مثل هذا الاسترسال غير مرضي.
الجمهور الذين يستدلون بالضعيف يشترطون له شروطاً، أن يكون في فضائل الأعمال لا في الأحكام والعقائد، وأن يكون الضعف غير شديد، فإن كان الضعف شديداً؛ فلا، وأن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط، بل يعتقد الاحتياط، لكن هذا الاحتياط –أحياناً- يترتب عليه ترك مأمور، وأحياناً يترتب عليه ارتكاب محظور، وإذا ترتب على الاحتياط شيء من هذا، ترك مأمور، أو فعل محظور، فالاحتياط كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ترك هذا الاحتياط.
فالمرجح أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً، يعني الضعيف الباقي على ضعفه، وليس له ما يشهد له، بعضهم يرى أن الحديث الضعيف تلقي بالقبول مثلاً، فيعمل به للتلقي بالقبول، وهذه جادة معروفة عند أهل العلم، بعضهم يقول: إذا كان الضعيف مندرجاً تحت أصل عام، وهذا من شروط الجمهور في قبوله، أو يندرج تحت قاعدة كلية؛ فإنه يعمل به، وعلى كل حال هذا القول، والتوسع فيه جعل كثير ممن ينتسب إلى العلم لا يعنى بالصحيحين، وغيرهما، بل يعنى بأحاديث تسند، وتدعم ما يذهب إليه من أقوال، فلو كان معوله على الأحاديث الصحيحة، أو على الأقل الأحاديث المقبولة من صحيحة، وحسنة، ولا يتشاغل بالضعيف؛ لا شك أنه لن يقع في مخالفة بإذن الله -جل وعلا-، ولن يصده ذلك عن تحصيل الدين على وجهه كما أنزل، وما أوتيت الأمة في كثير من تصرفات المبتدعة إلا من قبل الأحاديث الضعيفة، ومع الأسف أن الأحاديث الضعيفة تملأ كتب التفسير، وتملأ كتب الفقه، وتجدهم يستدلون بالضعيف، فضلاً عن كتب التواريخ، والأدب، والكتب غير المتخصصة، ففيها من ذلك الشيء الكثير، بل فيها بعض الموضوعات  .

والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

منقــــــــــــــــــــــــــــــول
مـــــــــــوقع الشيخ / عبد الكريم الخضير

الجمعة، 1 فبراير 2013

كتاب الصحيح المسند في أذكار اليوم والليلة


هـــــــدية للغاليات


كتاب الصحيح المسند في أذكار اليوم والليلة

لفضيلة الشيخ / مصطفى العدوي حفظه الله

الكتــاب بصيغـــة pdf




نفعني الله وإيـاكم

وجعلني وإياكم من الذاكـــرين الله كثيراً
اللهم آمين