الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

أبي عامر الأشعري رضي الله عنه





روى البخاري في صحيحه




لما فرَغَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من حنينٍ بعث أبا عامرٍ على جيشٍ إلى أوْطاسٍ، فلقيَ دُريْدَ بنَ الصِّمَّةِ، فقُتلَ دُريْدٌ وهزم اللهُ أصحابَه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامرٍ، فرُميَ أبو عامرٍ في ركبتِه،رماه جُشميٌّ بسهمٍ فأثبتَه في ركبتِه، فانتهيتُ إليه فقلتُ: يا عمِّ من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدتُ له فلحقتُه، فلما رآني ولَّى، فاتَّبعتُه وجعلتُ أقولُ له: ألا تستحي، ألا تثبتُ، فكفَّ، فاختلفنا ضربتين بالسيفِ فقتلتُه، ثم قلتُ لأبي عامرٍ: قتلَ اللهُ صاحبَك، قال: فانزِعْ هذا السهمَ، فنزعتُه فنزا منه الماءُ، قال: با ابنَ أخي أقرئِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم السلامَ، وقل له: استغفرْ لي. واستخلفَني أبو عامرٍ على الناسِ، فمكثَ يسيرًا ثم ماتَ، فرجعتُ فدخلتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بيتِه على سريرٍ مُرْمَلٍ وعليه فِراشٌ، قد أثَّرَ رمالُ السريرِ بظهرِه وجنبيْه، فأخبرتُه بخبرِنا وخبرِ أبي عامرٍ، وقال: قل له استغفرْ لي، فدعا بماءٍ فتوضأَ، ثم رفع يديْه فقال: اللهم اغفر لعبيدٍ أبي عامرٍ ورأيت بياضَ إبطيْه، ثم قال: اللهم اجعلْه يومَ القيامةِ فوق كثيرٍ من خلقِك من الناسِ. فقلت: ولي فاستغفرْ، فقال: اللهم اغفرْ لعبدِ اللهِ بن قيسٍ ذنبَه، وأدخلْه يومَ القيامةِ مُدخلاً كريمًا. قال أبو بردةَ : إحداهما لأبي عامرٍ، والأخرى لأبي موسى.




الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4323

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]





وفي رواية مسلم



لما فرغ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من حُنَينٍ ، بعث أبا عامرٍ على جيشٍ إلى أوطاسٍ . فلقي دُرَيدَ بنَ الصِّمَّةِ . فقُتِل دُرَيدٌ وهزم اللهُ أصحابَه . فقال أبو موسى : و بعثني مع أبي عامرٍ . قال فرُمِيَ أبو عامر في رُكبتِه . رماه رجلٌ من بني جشمٍ بسهمٍ . فأثبتَه في رُكبتِه . فانتهيتُ إليه فقلتُ : يا عمِّ ! من رماك ؟ فأشار أبو عامرٍ إلى أبي موسى . فقال : إنَّ ذاك قاتلي . تراه ذلك الذي رماني . قال أبو موسى : فقصدتُ له فاعتمدتُه فلحقتُه . فلما رآني ولىَّ عني ذاهبًا . فاتبعتُه وجعلتُ أقول له : ألا تستحي ؟ ألستَ أعرابيًّا ؟ ألا تثبتُ ؟ فكفَّ . فالتقيتُ أنا وهو . فاختلفنا أنا وهو ضربتيَن ِ. فضربتُه بالسَّيفِ فقتلتُه . ثم رجعتُ إلى أبي عامرٍ فقلتُ : إنَّ اللهَ قد قتل صاحبَك . قال : فانزَعْ هذا السهمَ . فنزعتُه فنزا منه الماءُ . فقال : يا ابنَ أخي ! انطلِقْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَقْرِئْه مني السلامَ . وقل له : يقول لك أبو عامرٍ : استغْفِرْ لي . قال : واستعملَني أبو عامرٍ على الناسِ . ومكث يسيرًا ثم إنه مات . فلما رجعتُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخلتُ عليه ، وهو في بيتٍ على سريرٍ مُرمَّلٍ ، وعليه فراشٌ ، وقد أثَّر رمالُ السريرِ بظهرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجنبَيه . فأخبرتُه بخبرِنا وخبرِ أبي عامرٍ . وقلتُ له : قال : قُل له : يستغْفِرْ لي . فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بماءٍ . فتوضَّأ منه . ثم رفع يدَيه . ثم قال " اللهمَّ ! اغفِرْ لعُبيدٍ ، أبي عامرٍ " حتى رأيتُ بياضَ إبطَيه . ثم قال " اللهمَّ ! اجعلْه يومَ القيامةِ فوقَ كثيرٍ من خلقِك ، أو من الناسِ " فقلتُ : ولي يا رسولَ اللهِ ! فاستغفِرْ . فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " اللهمَّ ! اغفر لعبدِاللهِ بنِ قَيسٍ ذَنبَه . وأَدخِلْه يومَ القيامةِ مدخلًا كريمًا " . قال أبو بردةَ : إحداهما لأبي عامرٍ . والأخرى لأبي موسى


الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2498

خلاصة حكم المحدث: صحيح .



شرح النووي على صحيح مسلم


قوله : ( فنزا منه الماء ) هو بالنون والزاي أي ظهر وارتفع ، وجرى ولم ينقطع .

قوله : ( على سرير مرمل ، وعليه فراش ، وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أما ( مرمل ) فبإسكان الراء وفتح الميم ، ورمال بكسر الراء وضمها ، وهو الذي ينسج في وجهه بالسعف ونحوه ، ويشد بشريط ونحوه ، يقال منه : أرملته فهو مرمل وحكي رملته فهو مرمول .

[ ص: 49 ] وأما قوله : ( وعليه فراش ) فكذا وقع في صحيح البخاري ومسلم ، فقال القابسي : الذي أحفظه في غير هذا السند ( عليه فراش ) قال : وأظن لفظة ( ما ) سقطت لبعض الرواة ، وتابعه القاضي عياض وغيره على أن لفظة ( ما ) ساقطة ، وأن الصواب إثباتها . قالوا : وقد جاء في حديث عمر في تخيير النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش ، قد أثر الرمال بجنبيه .

قوله : ( ثم رفع يديه ، ثم قال : اللهم اغفر لعبيد أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه إلى آخره ) فيه استحباب الدعاء ، واستحباب رفع اليدين فيه ، وأن الحديث الذي رواه أنس أنه لم يرفع يديه إلا في ثلاثة مواطن محمول على أنه لم يره ، وإلا فقد ثبت الرفع في مواطن كثيرة فوق ثلاثين موطنا .

شرح النووي



 

السبت، 7 ديسمبر 2013

عكاشة بن محصن رضي الله عنه.


عكاشة بن محصن
رضي الله عنه

 
خرَج علينا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا فقال : ( عُرِضَتْ عليَّ الأمَمُ، فجعَل يمرُّ النبيُّ معَه الرجلُ، والنبيُّ معَه الرجلانِ، والنبيُّ معَه الرَّهطُ، والنبيُّ ليس معَه أحدٌ، ورأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فرجَوتُ أن يكونَ أمتي، فقيل : هذا موسى وقومُه، ثم قيل لي : انظُرْ، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فقيل لي : انظُرْ هكذا وهكذا، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فقيل : هؤلاءِ أمتُك، ومعَ هؤلاءِ سبعونَ ألفًا يدخُلونَ الجنةَ بغيرِ حِسابٍ ) . فتفرَّقَ الناسُ ولم يبَيِّنْ لهم، فتذاكَر أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا : أما نحنُ فوُلِدْنا في الشِّركِ، ولكنا آمنا باللهِ ورسولِه، ولكن هؤلاءِ هم أبناؤُنا، فبلَغ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( همُ الذينَ لا يتطيَّرونَ، ولا يستَرقونَ، ولا يكتَوُونَ، وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ ) . فقام عُكَّاشَةُ بنُ مِحصَنٍ فقال : أمِنْهم أنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( نعَمْ ) . فقام آخَرُ فقال : أمِنْهم أنا ؟ فقال : ( سبَقَك بها عُكَّاشَةُ ) .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5752 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

 
الشرح

للشيخ بن عثيمين رحمه الله
 
بعدما ساق المؤلف- رحمه الله تعالى - الآيات، ذكر هذا الحديث العظيم، الذي أخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمم عُرضت عليه، أي: أُرِىَ الأمم عليه الصلاة والسلام وأنبياءهم. يقول: ((فَرأيتُ النبيَّ ومَعَه الرُّهيط)) أي: معه الرهط القليل، ما بين الثلاثة إلى العشرة. ((والنبيَّ ومَعَه الرجلُ والرجلان، والنبيَّ وَلَيسَ مَعَهُ أَحَدٌ)) أي: أن الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام - ليسوا كلهم قد أطاعهم قومُهم، بل بعضهم لم يطِعْه أحد من قومهم، وبعضهم أطاعه الرهط، وبعضهم أطاعه الرجل والرجلان، وانظر أنَّ نوحًا عليه الصلاة والسلام مَكَثَ في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، يُذكِّرُهم بالله، ويدعوهم إلى الله، قال الله تعالى: ﴿وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [هود:40]، كل هذه المدة ولم يَلق منهم قبولا، بل ولا سَلِمَ من شرِّهم، قال نوح: ﴿وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً﴾ [نوح:7]، وكانوا يمرون به ويسخرون منه. يقول: ((رُفِعَ ِلي سَوادٌ)) أي: بشر كثير فيهم جَهْمَة من كثرتهم فظَنَنْتُ أنهم أمَّتي فقيل لي هذا موسى وقومُه)) لأن موسى من أكثر الأنبياء أتباعًا، بُعث في بني إسرائيل، وأنزل الله عليه التوراة التي هي أُمُّ الكتب الإسرائيلية. قال: ((ثمَّ قيل لي انظُر! فنظرتُ إلى الأُفُق فإذا سواد عظيم - وفي لفظ: قد سد الأفق - فقيل: انظُر الأُفُق الثاني! فنظرتُ إليه فإذا سوادٌ عظيم، فقِيلَ لي هذه أُمَّتك)) فالرسول صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعا، لأنه منذ بُعِثَ إلى يوم القيامة والناس يتَّبعونه، صلوات الله وسلامه عليه، فكان أكثر الأنبياء تابعا، قد ملأ أتباعه ما بين الأفقين. ((ومَعَهُم سَبعون ألفًا يَدْخُلون الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذاب)) أي: مع هذه الأمة سبعون ألفا يدخلون الجنة، لا يحاسبون، ولا يعذبون، من الموقف إلى الجنة بدون حساب ولا عذاب! اللهم اجعلنا منهم. وقد ورد أن مع كل واحد من السبعين الألف سبعين ألفا أيضا )327). ((ثمَّ نَهَضَ فدخَلَ منزِلَهُ فَخَاضَ الناس في أولئك... قال بَعضُهُم: فَلَعَلَّهُم الذين صَحِبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني لَعَلَّهُم الصحابة رضي الله عنهم-، وقال آخرون: ((لَعَلَّهُم الذين وُلِدوا في الإسلام، فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء)) وكُلٌّ أتى بما يظن، فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عما يخوضون فيه فأخبروه فقال صلى الله عليه وسلم ((هُمُ الذين لا يَرْقُونَ ولا يسْتَرقون ولا يَكْتَوون ولا يتطيَّرون وعلى ربِّهم يَتَوكَّلُون)) هذا لفظ مسلم وفيه: ((لا يَرْقُونَ)). والمؤلف رحمه الله قال:إنه متفق عليه، وكان ينبغي أن يبين أن هذا اللفظ لفظ مسلم فقط دون رواية البخاري، وذلك أن قوله: ((لا يرقون)) كلمة غير صحيحة، ولا تصح عن النبي علبه الصلاة والسلام، لأن معنى ((لا يرقون)) أي لا يقرؤون على المرضى، وهذا باطل، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يرقي المرضى. وأيضا القراءة على المرضى إحسان، فكيف يكون انتفاؤها سببا لدخول الجنة بغير حساب ولا عذاب. فالمهم أن هذه اللفظة لفظة شاذة، وخطأ لا يجوز اعتمادها، والصواب: ((هُمُ الذين لا يستَرقُون)) أي: لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم إذا أصابهم شيء، لأنهم معتمدون على الله، ولأن الطلب فيه شيء من الذل، لأنه سؤال الغير، فرُبَّما تحرجه ولا يريد أن يقرأ، وربما إذا قرأ عليك لا يبرأ المرض فتتهمه، وما أشبه ذلك، لهذا قال لا يسترقون. قوله: ((ولا يكْتَوُون)) يعني: لا يطلبون من أحد أن يكويهم إذا مرضوا، لأن الكيَّ عذاب بالنار، لا يُلجأ إليه إلا عند الحاجة. وقوله: ((ولا يَتَطَيَّرون)) يعني: لا يتشاءمون لا بمَرْئيٍّ، ولا بمسموع، ولا بمشموم، ولا بمذُوق، يعني: لا يتطيرون أبدا. وقد كان العرب في الجاهلية يتطيرون، فإذا طار الطير وذهب نحو اليسار تشاءموا، وإذا رجع تشاءموا، وإذا تقدم نحو الأمام صار لهم نظرٌ آخر، وكذلك نحو اليمين وهكذا. والطِّيَرة محرَّمة، لا يجوز لأحد أن يتطير لا بطيور، ولا بأيام، ولا بشهور، ولا بغيرها، وتطيَّر العرب فيما سبق بشهر شوال إذا تزوج الإنسان فيه، ويقولون: إن الإنسان إذا تزوج في شهر شوال لم يوفَّق، فكانت عائشة رضي الله عنها تقول: ((سبحان الله، إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها في شوال، ودخل بها في شوال، وكانت أحب نسائه إليه)) كيف يُقال إن الذي يتزوج في شوال لا يوفَّق. وكانوا يتشاءمون بيوم الأربعاء، ويوم الأربعاء يوم كأيام الأسبوع ليس فيه تشاؤم. وكان بعضهم يتشاءم بالوجوه، إذا رأى وجها يُنْكِرُهُ تشاءَمَ، حتى إن بعضهم إذا فتح دُكَّانه، وكان أول من يأتيه رجل أعور أو أعمى، أغلق دكانه، وقال اليوم لا رزق فيه. والتشاؤم ، كما إنه شرك أصغر، فهو حسرة على الإنسان، فيتألم من كل شئ يراه، لكن لو اعتمد على الله وترك هذه الخرافات، لسلم، ولصار عيشُهُ صافيا سعيدا. أما قوله: ﴿وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ فمعناه: أنهم يعتمدون على الله وحده في كل شيء، لا يعتمدون على غيره، لأنه جل وعلا قال في كتابه:﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق:3]، ومن كان الله حسبه فقد كُفِيَ كل شيء. هذا الحديث العظيم فيه صفات من يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب. فهذه أربع صفات: لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيَّرون، وعلى ربهم يتوكلون. والشاهد للباب قوله: ﴿وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(2)﴾. فقام عُكَّاشة بن محصن رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله((ادْعُ الله أن يجعلني منهم))، بادَرَ إلى الخيرِ وَسَبق إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنتَ مِنْهُم)) ولهذا نحن نشهد الآن بإن عكاشة بن محصن - رضي الله عنه- يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال له: ((أنت منهم)). ((فقام رجل آخر فقال: ادْعُ الله أن يجعلني منهم! قال: سَبَقَك بها عكاشة)) فردَّه النبي عليه الصلاة والسلام، لكنه ردٌّ لطيف، لم يقُل لست منهم، بل قال: ((سَبَقَك بها عكاشة)) .فقيل: لأنه كان يعلمُ بإن هذا الذي قال ادعُ الله أن يجعلني منهم منافق، والمنافق لا يدخل الجنة، فضلا عن كونه يدخلها بغير حساب ولا عذاب. وقال بعض العلماء: بل قال ذلك من أجل أن لا ينفتح الباب، فيقوم من لا يستحق أن يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، ويقول ادعُ الله أن يجعلني.  وعل كل حال، فنحنُ لا نعلم علما يقينا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدعُ الله له إلا لسبب معين، فالله أعلم. لكننا نستفيد من هذا فائدة، وهو الردُّ الجميل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن قوله: ((سَبَقَكَ بها عُكَّاشة)) لا يجرحه ولا يُحزنه، وسبحان الله، صارت هذه مثلا إلى يومنا هذا، كُلَّما طلب الإنسان شيئا قد سُبِق به قيل: سبَقكَ بها عكاشة. أورد بعض العلماء إشكالا على هذا الحديث، وقال: إذا اضطرَّ الإنسان إلى القراءة، أي إلى أن يطلب من أحد أن يقرأ عليه، مثل أن يصاب بعين، أو بسحر، أو أُصيب بجِنّ واضطرَّ، هل إذا ذهب يطلب من يقرأ عليه، يخرج من استحقاق دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب؟ فقال بعض العلماء: نَعَمْ هذا ظاهر الحديث، وليعتمد على الله وليتصبر ويسأل الله العافية. وقال بعض العلماء: بل إن هذا فيمن استَرقَى قبل أن يصاب، أي: بإن قال: اقرأ عليَّ أن لا تصيبني العين، أو أن لا يصيبني السحر أو الجن أو الحمَّى، فيكون هذا من باب طلب الرقية لأمر متوقَّع لا واقع، وكذلك الكيُّ. فإذا قال إنسان: الذين يكوون غيرهم هل يُحرمون من هذا؟ الجواب: لا! لأن الرسول صلى الله عليه وسلم  يقول: ((ولا يَكْتَوون)) أي: لا يطلبون من يكوِيهم، ولم يقل ولا يكوون، وهو عليه الصلاة والسلام قد كوى أكحَلَ سعد بن معاذ رضي الله عنه، فسعد بن معاذ الأوسي الأنصاري - رضي الله عنه- أُصيب يوم الخندق في أكحله فانفجر الدم، والأكحل إذا انفجر دمه قضي على الإنسان، فَكَواه النبي صلى الله عليه وسلم في العِرقِ حتى وقف الدم، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. فالذين يكوون مُحسِنُون، والذين يقرؤون على الناس محسنون، ولكن الكلام على الذين يستَرْقُون، أي يطلبون من يقرأُ عليهم، أويكتوون، أي: من يطلبون من يكويهم، والله الموفق.




عُرِضَتْ [ عليَّ ] الأُمَمُ بِالمَوْسِمِ ، فَرأيْتُ أُمَّتي ، فَأَعْجَبَتْنِي كَثْرَتُهُمْ وهَيْئَتُهُمْ ، قد مَلؤُوا السَّهْلَ والجبلَ ، فقال : يا محمدُ ! أَرَضِيتَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ أَيْ رَبِّ ! قال : ومَعَ هؤلاءِ سبعونَ ألفًا يَدْخُلونَ الجنةَ بغيرِ حِسابٍ ، الذينَ لا يَسْتَرْقُونَ ، ولا يَكْتَوُونَ ، ولا يَتَطَيَّرُونَ ، وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلونَ . فقال عُكَّاشَةُ : ادْعُ اللهَ أنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ! فقال : اللهمَّ ! اجعلْهُ مِنْهُمْ . ثُمَّ قال رجلٌ آخَرُ : ادْعُ اللهَ أنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ! قال : سَبَقَكَ بِها عُكَّاشَةُ
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 2236
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

 وفي رواية أخرى

كنتُ عند سعيدِ بنِ جبيرٍ فقال : أيُّكمْ رأى الكوكبَ الذي انقضَّ البارحةّ ؟ قلتُ : أنا . ثمَّ قلت : أما إني لم أكن في صلاةٍ . ولكني لُدغتُ . قال : فماذا صنعتَ ؟ قلتُ : استرقيتُ . قال : فما حملك على ذلكَ ؟ قلتُ : حديثٌ حدثناه الشعبيُّ . فقال : وما حدثكمُ الشَّعبيُّ ؟ قلت : حدثنا عن بُريدةَ بنِ حصيبٍ الأسلميٍّ ؛ أنهُ قال : لا رقيةَ إلا منْ عينٍ أو حُمةٍ . فقال : قد أحسنَ منِ انتهى إلى ما سمعَ . ولكنْ حدثَنا ابنُ عباسٍ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : عُرضتْ عليَّ الأممُ . فرأيتُ النبيَّ ومعهُ الرُّهيطُ . والنبيَّ ومعهُ الرجلُ والرجلانِ .والنبيَّ ليس معهُ أحدٌ . إذْ رُفعَ لي سوادٌ عظيمٌ . فظننتُ أنَّهُم أمَّتي . فقيلَ لي : هذا موسى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقومُهُ . ولكنِ انظُر إلى الأفقِ . فنظرتُ . فإذا سوادٌ عظيمٌ . فقيل لي : انظُر إلى الأُفقِ الآخرِ . فإذا سوادٌ عظيمٌ . فقيل لي : هذهِ أمَّتُكَ . ومعهُم سبعونَ ألفًا يدخلونَ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ . ثم نهض فدخل منزلَهُ . فخاضَ الناسُ في أولئكَ الذينَ يدخلونَ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ . فقال بعضُهُم : فلعلَّهُمُ الذينَ صحِبوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . وقال بعضُهُمْ : فلعلهمُ الذينَ وُلدوا في الإسلامِ ولم يشركُوا باللهِ . وذكَروا أشياءَ . فخرج عليهِمْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : ما الذي تخوضونَ فيهِ ؟ فأخبروهُ . فقال همُ الذينَ لا يَرقُونَ . ولا يسترقُوونَ . ولا يتطيرونَ . وعلى ربهمْ يتوكلونَ فقامَ عُكَّاشةُ بنُ محصنٍ. فقال : ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهمْ . فقال أنتَ منهُمْ ثم قام رجلٌ آخرُ فقال : ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهُم . فقال سبقكَ بها عُكَّاشَةُ .

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 220 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.

 

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

جليبيب رضي الله عنه


الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه
وبعض فضائله .


جليبيب رضي الله عنه
ذكر الشيخ حفظه الله في الهامش هو غير منسوب رضي الله عنه .



كان رجلٌ مِنْ أَصْحَابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقالٌ له جُلَيْبِيبُ في وجْهِهِ دَمَامةٌ فعرَضَ عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم التزويجَ قال إِذَنْ تَجِدُنِي كَاسِدًا فقال غيرَ أنكَ عندَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ......حسنه الشيخ في الكتاب صفحة 291.

معنى الدمامة :- دمَّ ، دَمَمْتُ ، يَدُمّ ، ادْمُمْ / دُمَّ ، دَمامَةً ، فهو دَمِيم:
• دمَّ الشَّخْصُ قَبُح مَنْظرُه وصَغُر جِسْمُه وحقر " دميمُ الخِلْقة ".
دمامة الوجه : قبحه .
المعجم: اللغة العربية المعاصر.


زواجه رضي الله عنه

خطب رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على جليبيبٍ امرأةً من الأنصارِ إلى أبيها فقال: حتى أستأمرَ أمَّها قال: [ فَـ ] نعَم إذًا ، فذهَبَ إلى امرأتِهِ فذكرَ ذلكَ لها ؟ فقالَت : لاها للهِ إذًا ، وقد منَعناها فلانًا وفلانًا ! قال : والجاريةُ في سِترِها تسمَعُ ، فقالَت الجاريةُ : أتردُّون على رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أمرَهُ ؟ ! إن كان قد رضيَهُ لكم فأنكِحوهُ ، قال : فكأنَّها حلَّت عن أبَويها ، قالا : صدقتِ ، فذهبَ أبوها إلى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ؛ فقال : إن رضيتَهُ لنا رضيناهُ ، قال : فإني أرضاهُ ؛ فزوَّجَها . ففزِع أهلُ المدينةِ ، فركب جُلَيبيبُ ، فوجدوه قد قُتِلَ ؛ وحولهُ ناسٌ من المشركينَ قتلَهُم . قال أنسٌ : فما رأيتُ بالمدينةِ ثيِّبًا أنفَقَ مِنها
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم:  1923 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.


فوائد ووقفات مع الحديث

1-   متابعة النبي صلى الله عليه و سلم لأحوال صحابته.( خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ)

2- أولى الناس بزواج المرأة أبيها.( امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا)...(فَزَوَّجَهَا)
3-لا نكاح إلا بولي رواه الخمسة إلا النسائي وصححه أحمد وابن معين والألباني

4-  أهمية المشورة خاصة في أمور الزواج لما لها من أثر مصيري خاصة للمرأة .قالت أسماء بنت أبي بكر " إنّ هذا النكاح رق، فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته"

5- مشاورة النساء في أمور النكاح (حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا) وليس ذلك على الوجوب لأنه لو أجاب الصحابي النبي صلى الله عليه و سلم لمضى الأمر دون مشورة الأم

6- تكريم الإســــلام للمرأة فهي الدرة المكنونة والأم الحنــُونة والزوجة المصونة ومستشارةٌ مأمونة  (حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا)

7- مراعاة الصحابة لزوجاتهم و مشاورتهن في أمور الأسرة.( حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا)

8- إقرار الرسول صلى الله عليه و سلم لأصحابة مشاورة نسائهن.(فَنَعَمْ إِذًا)

9- فضل الصحابية و حياءُها من أن تحضر عند أبويها أثناء كلامهما في شأن خطبتها.( وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ)

10-  شجاعة الصحابية و نصرتها للحق و ترجيحها للمصالح و المفاسد عندما كشفت لأبويها أنها كانت تسمعهما لما علمت انهما عزما على ردّ من خطبه الرسول لها.

11-  فقه الصحابية على حداثة سنها و معرفتها ان طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها كل الخير و الهلاك في رد امره.( أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ؟)

12-  فضل الصحابة و توقيرهم أمرسول الله و طاعتهم لله.( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ) سورة الأحزاب:36

13-  الرجوع إلى الحق ولو ظهر الحق على يد من هو أصغر سناً.(فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا، وَقَالَا: صَدَقْتِ)

14-  إذا رأى الولد في أبيه أو أمه مخالفة ما ...فعليه أن يتخولهم بالموعظة الحسنة.جاء في الحديث ( ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ ، أوْ ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارِقُهُ ، حتى يفارِقَ الدنيا ، إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا ، توَّابًا ، نَسِيًّا ، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5735- خلاصة حكم المحدث: صحيح
فقد غفل الأب والأم عن الحق ثم لما ذكرتهم الجارية ذكروا وعادوا إلى رشدهم وقالا "صدقت".

15-شجاعة الصحابي جليبيب في القتال لنصرة الاسلام و حبه للجهاد والشهادة. (فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ)

16- الخير كل الخير و الفلاح كل الفلاح في طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم مما عاد على الصحابية من اقتران اسمها بزوجة الشهيد و من مال جاءها بعد موت زوجها.( وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ فِي الْمَدِينَةِ)

17- من الحكم الكونية التى سطرها الله في كتابه.( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) سورة النور:26

18-الدمامة (القُبح) والنسب غير المعروف ليست عيباً في الزوج ما دام تقيا و دييناًقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) رواه الترمذي 1004 وحسنه الألباني

19- (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) سورة الحجرات..13

20- الإسراع في تزويج البكر من فطرة الاب.(فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ , فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ , فَزَوَّجَهَا)

21- فضل الصحابي انس رضي الله عنه انه لما روى الحديث لم يقف على الخطبة و الزواج فقط بل اراد ان يبين فضل و عاقبة طاعة الرسول في الدنيا و الاخرة.

الفوائد هنا



استشهاده رضي الله عنه

أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان في مغزًى لهُ . فأفاء اللهُ عليهِ . فقال لأصحابِه " هل تفقدون من أحدٍ ؟ " قالوا : نعم . فلانًا وفلانًا وفلانًا . ثم قال " هل تفقدون من أحدٍ ؟ " قالوا : نعم . فلانًا وفلانًا وفلانًا . ثم قال " هل تفقدون من أحدٍ ؟ " قالوا : لا . قال " لكني أفقدُ جليبيبًا . فاطلبوهُ " فطُلِبَ في القتلى . فوجدوهُ إلى جنبِ سبعةٍ قد قتلهم . ثم قتلوهُ . فأتى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فوقف عليهِ . فقال " قتل سبعةً . ثم قتلوهُ . هذا مني وأنا منه . هذا مني وأنا منه " قال فوضعَه على ساعديْهِ . ليس لهُ إلا ساعدا النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . قال فحُفِرَ لهُ ووُضِعَ في قبرِه . ولم يذكر غُسلًا .
الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2472
خلاصة حكم المحدث: صحيح.

جاء في النووي على شرح صحيح مسلم في شرح الحديث

باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه .

هو بضم الجيم .

قوله : ( كان في مغزى له ) أي في سفر غزو . وفي حديثه أن الشهيد لا يغسل ، ولا يصلى عليه .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( هذا مني وأنا منه ) معناه المبالغة في اتحاد طريقتهما ، واتفاقهما في طاعة الله تعالى .

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

متى يستحب إظهار العبادة؟

سأل بعض الإخوة والأخوات : متى يستحب إظهار العبادة؟
وهل هناك حالات يكون إظهار العبادة أفضل من إخفائها ، والجواب:


الحمد لله..

إظهار العمل بقصد الرياء أو التسميع بذلك وكتابته لتحصيل ثناء الناس والمكانة بينهم حرام ( لئن أشركت ليحبطن عملك) وحديث أول من تسعر بهم النار ثلاثة

عمل العبد كلما كان في السر كلما كان أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن آفات القلوب من الرياء والسمعة ونحو ذلك،

 وهذا أفضل من إظهاره إلا لمصلحة راجحة

روى الطبراني في الكبير (1018) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال 

(إن صدقة السر تطفئ غضب الرب) وصححه الألباني

- قال الحسن البصري رحمه الله: إنْ كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس

- وإن كان ليصلي الصلاة الطويلة وعنده الزوار ومايشعرون به ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا

وقال الترمذي: الذي يسر بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر به، وصدقة السر أفضل، لأن الذي يسر العمل لا يخاف عليه العجب ما يخاف عليه من علانيته

قال ابن كثير رحمه الله: قوله (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها ؛ لأنه أبعد عن الرياء إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة فيكون أفضل من هذه الحيثية، وفي الحديث: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة.

وقال الحافظ رحمه الله في الفتح (11/337): قد يستحب إظهار العمل ممن يقتدى به على إرادته الاقتداء به ويقدر ذلك بقدر الحاجة.
قال ابن عبد السلام: يستثنى من استحباب إخفاء العمل من يظهره ليقتدي به أو لينتفع به ككتابة العلم ومنه حديث (لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي)
قال الطبري: كان ابن عمر وابن مسعود وجماعة من السلف يتهجدون في مساجدهم ويتظاهرون (أي يُظهرون) بمحاسن أعمالهم ليقتدى بهم
قال: فمن كان إماما يستن بعمله قاهرا لشيطانه استوى ما ظهر من عمله وما خفي ومن كان بخلاف ذلك فالإخفاء في حقه أفضل وعلى ذلك جرى عمل السلف

وقال الطيبي: جاء آثار بفضيلة الجهر بالقرآن وآثار بفضيلة الإسرار به والجمع بأن يقال: الإسرار أفضل لمن يخاف الرياء ، والجهر أفضل لمن لا يخافه بشرط أن لا يؤذي غيره من مصل أو نائم أو غيرهما، وذلك لأن العمل في الجهر يتعدى نفعه إلى غيره من استماع أو تعلم أو كونه شعارا للدين ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه ويطرد النوم عنه وينشط غيره للعبادة . فمتى حضره شيء من هذه النيات فالجهر أفضل. تحفة الأحوذي (8/191)

وقال ابن حجر الهيتمي: في كتم العمل فائدة الإخلاص والنجاة من الرياء، وفي إظهاره فائدة الاقتداء وترغيب الناس في الخير ولكن فيه آفة الرياء وقد أثنى الله على القسمين فقال (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) لكنه مدح الإسرار لسلامته من تلك الآفة وقد يمدح الإظهار فيما يتعذر الإسرار فيه كالغزو والحج والجمعة فالإظهار المبادرة إليه وإظهار الرغبة فيه للتحريض بشرط أن لا يكون فيه شائبة رياء فمتى خلص العمل من تلك الشوائب ولم يكن في إظهاره إيذاء لأحد فإن كان فيه حمل للناس على الاقتداء والتأسي به في فعله ذلك الخير والمبادرة إليه وذلك لكونه من العلماء أو الصلحاء الذين تبادر الكافة إلى الاقتداء بهم ، فالإظهار أفضل لأنه مقام الأنبياء ووراثهم ولا يخصون إلا بالأكمل ولأن نفعه متعد ولقوله عليه السلام: (من سن سنةحسنة فله أجرها وأجرمن يعمل بهاإلى يوم القيامة) وإن اختل شرط من ذلك فالإسرار أفضل. الزواجر(1/118)

الأصل في معاملة الإنسان ربه وتعبده له أن يكون ذلك سرا بينه وبين ربه لأنه إنما يتعبد لله رجاء ثوابه وخوف عقابه وهذا لا يحتاج إلى أن يراه أحد، لكن قد يكون إظهارالعبادة أمرا مشروعا لما يترتب عليه من المصالح كالصلاة المكتوبة يشرع أن تكون جماعة في المساجد معلنةظاهرة لما في ذلك من الخير.
وبناء على هذه القاعدة فإذا رأت المرأة أن إظهار تطوعها في الصلاة أو أو الصدقة أو غير ذلك ينتج عنه خير باقتداء غيرها بها فإن إظهاره يكون خيرا. ولهذا مدح الله الذين ينفقون سرا وعلانية ولم يجعله خاصا بأهل السر لأن السر قد يكون أولى والإعلان قد يكون أولى بحسب مايترتب على ذلك من المصالح. ابن عثيمين

الذي يتحدث عن نفسه بفعل الطاعات لايخلو من حالين: الأولى أن يكون الحامل له على ذلك تزكيةنفسه وإدلاله بعمله وهذا قد يؤدي إلى بطلان عمله وحبوطه
الحال الثانية: أن يكون الحامل له على ذلك التحدث بنعمة الله تعالى ، وأن يتخذ من هذا الإخبار عن نفسه سبيلا إلى أن يقتدي به نظراؤه وأشكاله، وهذا قصد محمود لأن الله يقول: (وأما بنعمة ربك فحدث) وقال النبي عليه السلام: من سن في الإسلام سنةحسنة فله أجرها وأجرمن عمل بها إلى يوم القيامة. ابن عثيمين

قال ابن عثيمين رحمه الله: من تمام الإخلاص أن يحرص الإنسان على ألا يراه الناس في عبادته ، وأن تكون عبادته مع ربه سرا، إلا إذا كان في إعلان ذلك مصلحة للمسلمين أوللإسلام مثل أن يكون رجلا متبوعا يقتدى به وأحب أن يبين عبادته للناس ليأخذوامن ذلك نبراسا يسيرون عليه، أو كان يحب أن يظهر العبادة ليقتدي به زملاؤه وقرناؤه وأصحابه ففي هذا خير، وهذه المصلحة التي يلتفت إليها قد تكون أفضل وأعلى من مصلحة الإخفاء، لهذا يثني الله على الذين ينفقون سرا وعلانية فإذا كان السرأنفع أسروا وإذا كان في الإعلان مصلحة للإسلام بظهوره وللمسلمين يقتدون بالفاعل أعلنوه.
والمؤمن ينظر ما هو الأصلح ، كلما كان أصلح وأنفع في العبادة فهو أكمل وأفضل. مجموع فتاوى ابن عثيمين (3/ 165)

فالإسرار بالعمل الصالح أفضل من إظهاره إلاأن يترتب على إظهاره مصلحة راجحة من تعليم جاهل أوإظهار لشعائر الإسلام أو للاقتداء به فيكون الجهر أفضل.

فإذا تحدث العبد بنعمة الله عليه على الوجه المشروع فأحسن الناس الثناء عليه فأعجبه ذلك ولم يخالط قلبه رياء ولا سمعة فهو من عاجل بشرى المؤمن.

وعاجل بشرى المؤمن أن يعمل المؤمن العمل الصالح يرجو به وجه الله فيطلع الناس عليه ، فيثنوا عليه خيرا ، فيعجبه ذلك .

كما روى مسلم عن أبي ذر قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن

والله تعالى أعلم .
منقول 
للشيخ محمد صالح المنجد

الخميس، 21 نوفمبر 2013

يوم الجمعة






How to install Gimp brushes

How to install Gimp brushes

installing gimp brushes
Here is how you install brushes in Gimp, with instructions for Windows, Mac and Linux
Note: It usually does not matter if it’s a Gimp or Photoshop brush you’re going to install, both types should work, because Gimp 2.4 and up can make use of both types of brushes!
Windows | Ubuntu | Mac
Instructions for Windows
Step 1
Download the brush, then place the brush file inside your Gimp brush folder, the brush folder is usually found here:
C:\Documents and Settings\myusername\.gimp-2.6\brushes
If you can’t find that folder, see if it’s here instead:
C:\Users\myusername\.gimp-2.6\brushes
Step 2
Now click on the “Refresh Brushes” button. (On some older versions of Gimp you first have to press Shift+Ctrl+B to open the Brushes Dialog.)
Refresh Brushes
That’s it, now you can select your new brush!
Zipped Brushes
Sometimes when you download file it might not be a brush file, but rather a .zip file, these files needs to be unpacked first. (usually by right-clicking on them and choosing Extract here or Unpack or something similar). Afterwards you can move the unpacked brush into the Gimp brush folder.

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

من أحصاها دخل الجنة

 
 
 
سؤال:
في حديث أسماء الله الحسنىٰ ورد قوله: (من أحصاها)
، ما معنى: (أحصاها)؟

الجواب:
 

الحديث الذي ذكره أخونا في سؤاله؛ هو قوله صلى الله عليه وسلم:
((إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة))؛
ومعنى (أحصاها): عرفها لفظًا ومعنى، وتعبد لله بمقتضاها.

فمثلاًَ: يعرف أنَّ الله -تعالىٰ- من أسمائه: (الملك، القدوس، السلام،
  المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الغفور،
الرحيم، السميع، البصير) إلى آخره.

فيعرف؛ أولاً: الاسم.
ويعرف ثانيًا: معنى الاسم، ويثبته لله -عزَّ وجلَّ-؛
فالسميع معناه: أنه المتصل بالسمع، فهو سميعٌ ويسمع.
الثالث: أن يتعبد لله بمقتضاه، فإذا علم أن من أسماء الله السميع،
 وأن السميع بمعنى: ذي السمع؛ فإنه يتعبد لله بمقتضى هٰذا؛ أي:
أنه لا يقول قولاً يكون فيه غضب الله؛ وإنما يتكلم بما يرضي الله
-تبارك وتعالىٰ-.
ولهٰذا لو عرفها لفظًا ولم يعرفها معنىً لم يستفد، ولو عرفها لفظًا
وأنكر معناها -كما تقول المعتزلة- لم يكن أحصاها، ولو عرفها لفظًا ومعنىً
ولكن لم يتعبد لله بمقتضاها فإنه ليس محصيًا لها؛
 
ويدل لهٰذه الشروط الثلاثة:
 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحصاها دخل الجنة))
ودخول الجنة ليس بالأمر السهل؛ فلابدَّ أن يكون هٰذا الإحصاء .
 
متضمنًا لهٰذه الأمور الثلاثة:
الأول: معرفة الاسم.
والثاني: معرفة معناه.
والثالث: العمل بمقتضاه.


المصدر: لقاء الباب المفتوح: (87/ 25).
المصدر

السبت، 16 نوفمبر 2013

عمير بن الحمام رضي الله عنه





نسبه  رضي الله عنه
هو عمير بن الحمام بن زيد بن حرام الجموح بن كعب
بن سلمة الأنصاري السلمي.

عمير من البدريين .
فضل بدر وأهلها.


جاء في الحديث :-


يا حاطبُ ! أفعلتَ ؟ . قال : نعم ، أما إنِّي لم أفعَلْه غِشًّا
لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا نفاقًا ، ولقد علمتُ أنَّ
اللهَ سيُظهِرُ رسولَه ويُتِمُّ أمرَه ، غيرَ أنِّي كنتُ غريبًا
بين ظهرانيهم ، وكانت أهلي معهم ، فأردتُ أن اتَّخِذَها
عندهم يدًا ! فقال عمرُ رضي اللهُ عنه : ألا أضرِبُ رأسَ
هذا ؟ ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أتقتُلُ رجلًا
من أهلِ بدرٍ ؟ ! ما يُدريك ؛ لعلَّ اللهَ اطَّلع على أهلِ بدرٍ
فقال : اعمَلوا ما شئتم ؟ !(1)



تفضيل أهل بدر من الصحابة ومن الملائكة .
جاء جبريلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال :
ما تعُدُّون أهلَ بدرٍ فيكم ؟ قال : ( من أفضلِ المسلمين ) .
أو كلمةً نحوَها، قال : وكذلك من شَهِد بدرًا من الملائكةِ،
وعن مُعاذِ بنِ رِفاعَةَ بنِ رافِعٍ، وكان رِفاعَةُ من أهلِ
بدرٍ، وكان رافِعٌ من أهلِ العَقَبَةِ، فكان يقولُ لابنِه : ما
يسُرُّني أني شهِدتُ بدرًا بالعَقَبَةِ، قال : سَأل جبريلُ النبيَّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بهذا، - أن مَلَكًا - سَأل النبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم : نحوَه . قال مُعاذٌ : إن السائلَ هو جبريلُ
عليه السلامُ .(2)



عمير يوم بدر وبشرى له بالجنة
بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بُسَيسَةً ، عينًا ينظرُ
ما صنعَتْ عِيرُ أبي سفيانَ . فجاء وما في البيتِ أحَدٌ
غيري وغيرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( قال :
لا أدري ما استثنى بعضَ نسائِه ) قال : فحدَّثه الحديث .
قال : فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فتكلَّمَ . فقال
( إنَّ لنا طُلْبةً . فمن كان ظهرُه حاضرًا فليركبْ معنا )
فجعل رجالٌ يستأذِنونه في ظهرانِهم في علوِّ المدينةِ . فقال
( لا . إلا من كان ظهرُه حاضرًا ) فانطلق رسولُ اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه . حتى سبقوا المشركين إلى
بدرٍ . وجاء المشركون . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ ( لا يقَدَّمنَّ أحدٌ منكم إلى شيءٍ حتى أكون أنا
دونه ). فدنا المشركون . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ ( قوموا إلى جنةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ )
قال : يقول عُمَيرُ بنُ الحِمامِ الأنصاريُّ : يا رسولَ اللهِ !
جنةٌ عرضُها السماواتُ والأرضُ ؟ قال ( نعم ) ق
ال : بخٍ بخٍ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
( ما يحملك على قولِك بخٍ بخٍ ) قال : لا . واللهِ !
يا رسولَ اللهِ ! إلاَّ رجاءةَ أن أكون من أهلِها . قال
( فإنك من أهلِها ) فأخرج تمراتٍ من قرنِه . فجعل
يأكل منهنَّ . ثم قال : لئن أنا حَييتُ حتى آكلَ تمراتي
هذه ، إنها لحياةٌ طويلةٌ . قال فرمى بما كان معه من التمرِ .
ثم قاتل حتى قُتِلِ .(3)

شرح الحديث
شرح النووي على صحيح مسلم.

قوله : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة
عينا ) هكذا هو في جميع النسخ ( بسيسة ) بباء
موحدة مضمومة ، وبسينين مهملتين مفتوحتين بينهما ياء
مثناة تحت ساكنة ، قال القاضي : هكذا هو في جميع
النسخ ، قال : وكذا رواه أبو داود وأصحاب الحديث ،
قال : والمعروف في كتب السيرة ( بَسبَس ) بباءين
موحدتين مفتوحتين بينهما سين ساكنة ، وهو بسبس بن
عمرو ، ويقال : ابن بشر من الأنصار من الخزرج ،
ويقال : حليف لهم ، قلت : يجوز أن يكون أحد اللفظين
اسما له والآخر لقبا.
وقوله : ( عينا ) أي متجسسا ورقيبا .
قوله : ( ما صنعت عير أبي سفيان ) هي : الدواب التي
تحمل الطعام وغيره من الأمتعة ، قال في المشارق :
العير هي الإبل والدواب تحمل الطعام وغيره من
التجارات ، قال : ولا تسمى عيرا إلا إذا كانت كذلك ،
وقال الجوهري في الصحاح : العير : الإبل تحمل
الميرة ، وجمعها : عِيَرات ، بكسر العين وفتح الياء .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن لنا طَلِبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب ) .
هي بفتح الطاء وكسر اللام ، أي : شيئا نطلبه . و ( الظهر ) الدواب التي تركب .
قوله : ( فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم ) هو بضم
الظاء وإسكان الهاء ، أي : مركوباتهم . في هذا :
استحباب التورية في الحرب وألا يبين الإمام جهة
إغارته وإغارة سراياه ؛ لئلا يشيع ذلك فيحذرهم العدو .
قوله : ( في علو المدينة ) بضم العين وكسرها .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يتقدمن أحد منكم إلى
شيء حتى أكون أنا دونه ) أي : قدامه متقدما في ذلك
الشيء لئلا يفوت شيء من المصالح التي لا تعلمونها .
قوله : ( عمير بن الحمام ) بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم .
قوله : ( بخ بخ ) فيه لغتان : إسكان الخاء ، وكسرها
منونا ، وهي : كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير .
قوله : ( لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها )
هكذا هو في أكثر النسخ المعتمدة ( رجاءة ) بالمد
ونصب التاء ، وفي بعضها ( رجاء ) بلا تنوين ، وفي
بعضها بالتنوين ممدودان بحذف التاء ، وكله صحيح
معروف في اللغة ، ومعناه والله ما فعلته لشيء إلا لرجاء
أن أكون من أهلها .
قوله : ( فأخرج تمرات من قرنه ) هو بقاف وراء
مفتوحتين ثم نون ، أي : جعبة النشاب ، ووقع في
بعض نسخ المغاربة فيه تصحيف .
قوله : ( لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة
طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثم [ ص: 42 ]
قاتلهم حتى قتل ) فيه : جواز الانغمار في الكفار ،
والتعرض للشهادة ، وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء.





(1)الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1867- خلاصة حكم المحدث: صحيح.
(2)الراوي: رفاعة بن رافع المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 3992- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(3)الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر:
صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1901- خلاصة حكم المحدث: صحيح.

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

عبيدة بن الحارث رضي الله عنه


عبيدة بن الحارث رضي الله عنه


عبيدة بن الحارث ابن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي . وأمه من ثقيف .



أوَّلُ من يَجْثُو بينَ يديِ الرحمنِ للخُصومَةِ يومَ القيامَةِ
* عن علِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رضي الله عنه أنه قال : أنا أوَّلُ من يَجْثُو بينَ يديِ الرحمنِ للخُصومَةِ يومَ القيامَةِ . وقال
قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ : وفيهِم أُنزِلت : {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا
فِي رَبِّهِمْ } . قال همُ الذينَ تَبارَزوا يومَ بَدرٍ : حمزَةُ َ عليٌّ وعُبَيدَةُ، أو أبو عُبَيدَةَ بنُ الحارِثِ، وشَيبَةُ بنُ رَبيعَةَ ، وعُتبَةُ بنُ رَبيعَةَ، والوَليدُ بنُ عُتبَةَ .(1)

شرح الحديث فتح الباري شرح صحيح البخاري
قوله : ( من يجثو ) بالجيم والمثلثة أي يقعد على ركبتيه مخاصما ،
والمراد بهذه الأولية تقييده بالمجاهدين من هذه [ ص: 347 ] الأمة ؛ لأن المبارزة المذكورة أول مبارزة وقعت في الإسلام .
قوله : ( في ستة من قريش ) يعني ثلاثة من المسلمين من بني عبد مناف : اثنين من بني هاشم ، وواحد من بني المطلب . وثلاثة من المشركين من بني عبد شمس بن عبد مناف .
قوله : ( علي وحمزة ) أي ابن عبد المطلب بن هاشم و عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب .
قوله : ( وشيبة بن ربيعة ) أي ابن عبد شمس ، وعتبة
هو أخوه ، والوليد بن عتبة ولده . ولم يقع في هذه الرواية تفصيل المبارزين . وذكر ابن إسحاق أن عبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة كانا أسن القوم ، فبرز عبيدة لعتبة ، وحمزة لشيبة ، وعلي للوليد . وعند موسى بن عقبة : برز حمزة لعتبة ، وعبيدة لشيبة ، وعلي للوليد .
ثم اتفقا فقتل علي الوليد ، وقتل حمزة الذي بارزه ،
واختلف عبيدة ومن بارزه بضربتين فوقعت الضربة في ركبة عبيدة فمات منها لما رجعوا بالصفراء ، ومال حمزة وعلي إلى الذي بارز عبيدة فأعاناه على قتله .
وفي الحديث جواز المبارزة خلافا لمن أنكرها كالحسن البصري .
وشرط الأوزاعي والثوري وأحمد وإسحاق للجواز إذن
الأمير على الجيش ، وجواز إعانة المبارز رفيقه ،
وفيه فضيلة ظاهرة لحمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم .(2)

* سمعتُ أبا ذرٍّ يُقْسِمُ قَسَمًا : أن هذه الإية : {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} . نَزَلَت في الذينَ بَرَزوا يومَ بدرٍ: حَمزَةَ وعلِيٍّ وعُبَيدَةَ
بنِ الحارِثِ، وعُتبَةَ وشَيبَةَ ابنَي رَبيعَةَ والوَليدِ بنِ عُتبَةَ .(3)

وفي رواية
* عن عليٍّ ، قالَ : تقدَّمَ - يعني عُتبةَ بنَ ربيعةَ - وتبِعَهُ ابنُهُ وأخوهُ فَنادَى مَن يُبارزْ ؟ فانتدبَ لَهُ شبابٌ منَ الأنصارِ . فقالَ : مَن أنتُمْ ؟ فأخبروهُ فقالَ : لا حاجةَ لَنا فيكُم إنَّما
أردنا بَني عمِّنا ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : قُم يا حمزةُ ، قُم يا عليُّ ، قُم يا عُبَيْدةَ بنَ الحارثِ. فأقبلَ حمزةُ إلى عُتبةَ ، وأقبَلتُ إلى شَيبةَ ، واختلفَ بينَ
عُبَيْدَةَ والوليدِ ضربَتانِ فأثخَنَ كلُّ واحدٍ منهُما صاحبَهُ ، ثمَّ مِلنا علَى الوليدِ فقتَلناهُ ، واحتمَلنا عُبَيْدَةَ(4)


عبيدة بارز الوليد بن عتبة يوم بدر
* لمَّا قدِمنا المدينةَ أصبنا من ثمارِها فاجتويناها وأصابنا
بها وعكٌ وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يتخبَّرُ
عن بدرٍ فلمَّا بلغنا أنَّ المشركين قد أقبلوا سار رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم إلى بدرٍ – وبدرٌ بئرُ -
فسبقْنا المشركين إليها فوجدنا فيها رجلَيْن .
رجلًا من قريشٍ ومولًى لعقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، فأمَّا القُرشيُّ فانفلت وأمَّا
مولَى عقبةَ فأخذناه فجعلنا نقولُ له : كم القومُ فيقولُ : هم
واللهِ كثيرٌ عددُهم ، شديدٌ بأسُهم . فجعل المسلمون إذا قال
لهم ذلك ضربوه ، حتَّى انتهَوْا به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ
عليه وعلى آلِه وسلَّم فقال له : كم القومُ ؟ قال : هم واللهِ
كثيرٌ عددُهم ، شديدٌ بأسُهم . فجهد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه
وعلى آلِه وسلَّم أن يخبرَ بكم هي فأبَى ثمَّ سأله رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم كم ينحِرون من
الجَزورِ ؟ فقال : عشرةً كلَّ يومٍ . فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ
عليه وعلى آلِه وسلَّم : القومُ ألفٌ ، كلُّ جزورٍ لمائةٍ .
وتبِعها ثمَّ إنَّه أصابنا من اللَّيلِ طشٌّ من مطرٍ فانطلقنا
تحت الشَّجرِ والحرفِ نستظلُّ بها من المطرِ , وبات
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يدعو ربَّه
ويقولُ : اللَّهمَّ إن تهلِكْ هذه العصابةُ لا تُعبدْ في الأرضِ ، فلمَّا طلع الفجرُ نادَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : الصَّلاةُ جامعةٌ . فجاء النَّاسُ من تحتِ الشَّجرِ
والحرفِ ، فصلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى
آلِه وسلَّم وحضَّ على القتالِ ثمَّ قال : إنَّ قريشًا عند هذه الضِّلعِ الحمراءِ من الجبلِ ، فلمَّا دنا القومُ منَّا وصاففناهم
إذا رجلٌ منهم يسيرُ في القومِ على جملٍ فقال رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : يا عليُّ نادِ لي حمزةَ
وكان أقربَهم من المشركين من صاحبِ الجملِ الأحمرِ
وماذا يقولُ لهم ، ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه
وسلَّم : إن يكُ في القومِ أحدٌ يأمرُ بخيرٍ فعسَى أن
يكونَ صاحبَ الجملِ الأحمرِ ، فجاء حمزةُ فقال هو عتبةُ
بنُ ربيعةَ وهو ينهَى عن القتالِ ، ويقولُ لهم : يا قومِ إنِّي أرَى أقوامًا مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خيرٌ ، يا قومِ اعصِبوها اليومَ برأسي وقولوا جبُن عتبةُ ، وقد
تعلمون أنِّي لستُ بأجبنِكم فسمِع ذلك أبو جهلٍ فقال :
أنت تقولُ هذا ؟ واللهِ لو غيرُك يقولُ هذا لأعضضتُه . قد مُلِئت جوفُك رعبًا فقال عتبةُ : إيَّايَ تعني يا مُصفِّرَ استِه
، ستعلمُ اليومَ أيُّنا أجبنُ فبرز عتبةُ وأخوه وابنُه الوليدُ
حميَّةً فقال : من يبارزُ ؟ فخرج من الأنصارِ شيبةُ . فقال عتبةُ . لا نريدُ هؤلاء ، ولكن يبارزُنا من بني عمِّنا من بني عبدِ المطَّلبِ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وعلى آلِه وسلَّم : قُمْ يا عليُّ قُمْ يا حمزةُ قُمْ يا عبيدةُ بنَ
الحارثِ ، فقتل اللهُ عتبةَ وشيبةَ ابنَيْ ربيعةَ والوليدَ بنَ
عتبةَ وجُرِح عبيدةُ بنُ الحارثِ ، فقتلنا منهم سبعين ،
وأسرنا سبعين ، فجاء رجلٌ من الأنصارِ قصيرٌ برجلٍ
من بني هاشمٍ أسيرًا فقال الرَّجلُ : يا رسولَ اللهِ إنَّ هذا واللهِ
ما أسرني لقد أسرني رجلٌ أجلحُ من أحسنِ النَّاسِ وجهًا
على فرقٍ أبلقَ ما أراه في القومِ فقال الأنصاريُّ : أنا أسرتُه
يا رسولَ اللهِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه
وسلَّم : اسكُتْ فقد أيَّدك اللهُ بملَكٍ كريمٍ . قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه . فأُسِر من بني عبدِ المطَّلبِ رجلٌ وعقيلٌ ونَوفلُ بنُ الحارثِ(5)

 

(1)الراوي: قيس بن عباد أو عبادة المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 3965 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
(2) http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=52&ID=7206
(3)الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 3969- خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
(4).الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2665-خلاصة حكم المحدث: صحيح. (5)الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الوادعي - المصدر: صحيح دلائل النبوة - الصفحة أو
الرقم: 311-خلاصة حكم المحدث: صحيح . ورواته ثقات معروفون.