الخميس، 29 أكتوبر 2015

عاشوراء قصة بدأت ولكنها لم تنتهِ بعد!






قبس من نور

عاشوراء

قصة بدأت ولكنها لم تنتهِ بعد!

﴿ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 129].


س 1: لِمَ نجَّى الله موسى وبني إسرائيل من فرعون؟
ج 1: لأنهم كانوا على التوحيد والحق، وصبروا زمنًا طويلًا، وضحَّوْا واتبعوا نبيَّهم، ولأن خَصمهم مشرك ظالم، استعبَدهم وأذلَّهم.

س 2: هل تعلَّمَت واتعظت بنو إسرائيل من محنتها وعرَفت قوانين النصر الإلهي بعد هلاك فرعون واستخلافهم بعده؟
ج 2: الناظر إلى سيرتهم بعد نجاتهم، وظُلم اليهود الغاصبين للفلسطينيين مسلميهم ومسيحيهم يجيب بلا تردد: لا وألف لا.

المشهد الحالي:
ينظر الله في عمل بني إسرائيل؛ ليقيم عليهم الحجة تلو الأخرى.
لم تتوفر بعدُ في المسلمين مقوماتُ النصر الإلهي..

العاقبة:
﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 7].

عاشوراءُ
قصة بدأت
وما زلنا ننتظر نهايتها
ونحن أَوْلى بموسى منهم



منقـــــــــــــول 

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

صلاة الاستسقاء



صلاة الاستسقاء
~~~*~~~*~~~
الحمد لله

1- المشروع للمسلمين إذا تأخر نزول المطر وأجدبت الأرض أن يؤمروا بالصلاة والصيام والصدقة والخروج من المظالم لأن الطاعة سبب للبركة والمعاصي سبب للجدب
2- وأن يعد الإمام الناس يوما يخرجون فيه لصلاة الاستسقاء ويخرجون متواضعين متبذلين متخشعين متذللين متضرعين ويصلي بهم ركعتين. فتاوى اللجنة
تأخرالمطر لله فيه حكم عظيمة فقد يسبب رجوعهم إلى الله وتوبتهم وإكثارهم من الحسنات والطاعات والتفكير في أسباب التأخرفيعينهم ذلك على محاسبةأنفسهم
ابن باز

الاستسقاء يفعل كصلاة العيد تماما فإذا حضرالإمام صلى وإذافرغ خطب خطبة واحدة يدعو الله بما ورد وإلا دعا بما يعرفه اللهم أغثنا ونحوذلك. ابن عثيمين
ليس لصلاة الاستسقاء وقت معين إلا أنها لا تفعل في وقت النهي بغير خلاف لأن وقتها متسع فلا حاجة إلى فعلها في وقت النهي والأولى فعلها في وقت العيد
ابن قدامة

إذاكان الاستسقاء بالدعاء فلا خلاف في أنه يكون في أي وقت وإذا كان بالصلاة والدعاء فالكل مجمع على منع أدائها في أوقات الكراهة. الموسوعة الفقهية
اختلف الناس في افتتاح خطبة الاستسقاء فقيل تفتتح بالاستغفار وقيل بالتكبير وقيل بالحمد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهو الصواب. ابن القيم
يصلي الإمام ركعتين قبل الخطبة ويستحب أن يقرأ في الأولى بالفاتحة وسبح اسم ربك الأعلى ويقرأ في الثانية الفاتحة وهل أتاك حديث الغاشية. الفوزان
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه دعا وخطب قبل الصلاة وثبت أنه دعا وخطب بعد الصلاة
فكل منهما ثابت فمن خطب ثم صلى فلا بأس ومن صلى ثم خطب فلا بأس  ابن باز

لو أن الإمام حين حضر إلى المصلى استقبل القبلة ودعا وأمن الناس على ذلك كان كافيا وإن أخر الخطبة بعد الصلاة فهو أيضا كاف فالأمر في هذا واسع
ابن عثيمين

1- المهم إخلاص القلوب وانكسارها بين يدي الله وأن يخرج الناس إلى الاستسقاء بقلوب مقبلة على الله منيبة إليه تائبة ترجو رحمته وتخشى عقابه
2- وأن يكثرالناس من الدعاء والاستغفاروالتوبة وأن يخرج الناس في ثيابهم العادية لا كالعيد فإن هذا خروج حاجة وخروج ذلة لله وخروج استكانة بين يديه
ابن باز

يشرع للبادية والمسافرين أن يصلوا صلاة الاستسقاء إذا احتاجوا إلى ذلك ; عملا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن باز
صلاة الاستسقاء لا ينادى لها لأن النداء لها خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد صلى النبي عليه السلام الاستسقاء ولم يناد لها. ابن عثيمين
يشرع الرفع في خطبة الاستسقاء لأن النبي رفع يديه في خطبة صلاة الاستسقاء وهكذا رفع يديه لما استسقى في خطبة الجمعة ورفع الناس أيديهم. ابن باز
قال ابن عثيمين: إذا فاتت الإنسان صلاة الاستسقاء فأنا لا أعلم في هذا سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لو صلى ودعا فلا بأس
الصحيح من أقوال أهل العلم أن ما يدركه المسبوق مع الإمام هو أول صلاته، وما يأتي به منفردا هو آخر صلاته، وهو مذهب الشافعي ورواية عن أحمد
ولا فرق في ذلك بين الصلوات المكتوبات أو العيد أو الاستسقاء أو غيرها فلو أدرك المأموم ركعة من الاستسقاء، قام فأتى بركعة يكبر في أولها خمس تكبيرات
وإذا أدرك السجود من الركعة الثانية أوأدرك التشهد الأخير قام فأتى بركعتين يكبرفي الأولى سبعا أو ستا ، ويكبر في الثانية خمسا غير تكبيرة القيام
من أدرك التشهد فقط مع الإمام من صلاة الاستسقاء صلى بعد سلام الإمام ركعتين يفعل فيهما كما فعل الإمام من تكبيروقراءة وركوع وسجود. فتاوى اللجنة
الظاهر من الأحاديث الواردة في صلاة الاستسقاء أن الرداء يكون على حالته المعتادة، وإنما يقلب في أثناء الخطبة عندما يحول الإمام رداءه. ابن باز
إذا جاءوا والإمام يخطب يصلون ركعتين تحية المسجد ثم يجلسون لاستماع الخطبة والتأمين على دعاء الإمام. ولا يصلونها جماعة لأنها فاتت. ابن عثيمين
السنة أن يحول الرداء في أثناء الخطبة عندما يستقبل القبلة فيجعل الأيمن على الأيسر إذا كان رداء أوبشتا، إن كان بشتا يقلبه والغترة يقلبها. بن باز
يقلب الإمام والمأمومون والذي ليس عليه رداء يقلب الشماغ، والقلب يقولون إنه إشارة إلى تحول الحال من العسر إلى اليسر يعني تفاؤلا بذلك. ابن جبرين
يتحول الإمام إلى القبلة ويقلب الرداء أثناء الخطبة، يجعل الأيمن الأيسر والأيسر الأيمن وأما الشماغ فلا يقلب لأنه بمنزلة العمامة. ابن عثيمين
إذا كانت المرأة تتكشف عند تحويلها الرداء في الاستسقاء فإنها لا تفعل. وأما إذا كانت لا تتكشف فالظاهر لي أن حكمها حكم الرجل. ابن باز
إذا نسي التكبير الذي بعد تكبيرة الإحرام حتى شرع في الفاتحة فالأفضل أن يستمر في القراءة ولا يعود إلى التكبير لكونه سنة من غير خلاف فيما نعلم
فتاوى اللجنة

يستحب لمن كان في خصب أن يستسقي لمن كان في جدب أو حاجة إلى الماء، ويدعو للمحتاجين أن يغيثهم الله من فضله وأن يزيل شدتهم فالمسلمون شيء واحد.
إذا تأهب الناس للخروج إلى الاستسقاء فنزل المطر: لا يخرجون ، ويشكرون الله عز وجل بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم، ويسألونه الله المزيد من فضله
إذا كثرت الأمطار وتضرر الناس بها فالسنة أن يُدعى برفعها : اللهم حوالينا ولا علينا ، ولا يُشرع لذلك صلاة لأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يصلّ.

~~~*~~~*~~~
منقول 
صفحة الشيخ 
محمد صالح المنجد 

أيُّ الناسِ أفضلُ





قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ
أيُّ الناسِ أفضلُ
قال كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ
قالوا صدوقُ اللسانِ نعرفُه
فما مخمومُ القلبِ قال هو
التقيُّ النقيُّ
لا إثمَ فيه ولا بغيَ
ولا غِلَّ ولا حسدَ
(1)




فضل سلامة الصدر ومنزلتها عند الله تعالى:
يا صاحب القلب السليم أنت من صفوة الله المختارة، فقد سألوا
رسول الله
صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ
عن أفضل الناس، فقال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان". قالوا: صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ قال: "التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد".

ثم نقول: إن سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة ،
قال
صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ:

تُفتحُ أبوابُ الجنةِ يومُ الاثنينِ و يومُ الخميسِ ، فيُغفرُ فيها لكلِّ عبدٍ لا يُشركُ باللهِ شيئًا ؛ إلا رجلًا كانتْ بينَه و بين أخيه شحناءُ ، فيُقالُ : أَنْظِروا هذينِ حتى يصْطَلحا(2)



فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه الحقد والحسد والغل؟!!
**سلامة الصدر طريق إلى الجنة:
فأول زمرة تدخل الجنة:
"...لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد.."(3)




وقد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة
فقال سبحانه:
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ[لأعراف:43].
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ[الحجر:47]
.



**الله يمدحهم:
وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ[الحشر:9، 10].



فهيا إخواني وأخواتي نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم
أخبر
إنَّ من عبادِ اللهِ عبادًا ليسو بأنبياءَ ، يغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهَداءُ قيل : من هم ؟ لعلنا نحبُّهم ؛ قال : هم قوم تحابّوا بنورِ اللهِ ، من غيرِ أرحامٍ ولا أنسابٍ ، وجوهُهم نورٌ على منابرَ من نورٍ ، لا يخافون إذا خاف الناسُ ، ولا يحزنون إذا حزن الناسُ ، ثم قرأ : ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (4)


فهلا سلمت صدورنا للمسلمين وصفت؟

**أثرها على الفرد والمجتمع:

يفوز صاحب الصدر السليم بكل الفضائل التي سبق الحديث عنها والنتيجة المباشرة هي:
• راحة البال والبعد عن الهموم والغموم.
• اتقاء العداوات.
أما بالنسبة للمجتمع فإنه يكون مجتمعًا متماسكًا متراصًا متكاتفًا ترفرف عليه رايات المحبة والإخاء ويصدق عليهم
قول النبي
صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ:
مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى (5)


أنا أريد أن تتأمل معي هاتين الآيتين لتعرف قيمة سلامة الصدر بالنسبة للمجتمع:

إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
[آل عمران:120]،
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا
[الأنفال:46]
.

فأعداء الأمة لن ينالوا منها مايريدون طالما ظل أبناؤها متحابين متماسكين سليمي الصدور غير متنازعين.




(1)الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه
  - الصفحة أو الرقم: 3416خلاصة حكم المحدث: صحيح
(2) الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع -
 الصفحة أو الرقم: 2970خلاصة حكم المحدث: صحيح
(3)الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع -
 الصفحة أو الرقم: 2565
(4)الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب -
 الصفحة أو الرقم: 3023خلاصة حكم المحدث: صحيح خلاصة حكم المحدث: صحيح
(5)الراوي: النعمان بن بشير المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5849خلاصة حكم المحدث: صحيح 



منقول
ملتقى قطرات العلم 

من صحت بدايته صحت نهايته





من صحت بدايته صحت نهايته

د. خالد سعد النجار
 
بسم الله الرحمن الرحيم

عام 1965م انتقد الزعيم الشيوعي الصيني «ماو» وزارة الصحة في بلاده لعجزها عن تقديم الرعاية الصحية اللائقة للمناطق الريفية في الصين، وقرر أن يتحرك فورا لتحسين الأوضاع. غير أنه أدرك أن الطريقة التقليدية – بزيادة الاعتمادات المالية لميزانية الصحة مثلا- لن تنجح في إعطاء الأثر السريع الذي يرغب في إحداثه. فكان قراره هو تجاوز البيروقراطية والعمل بطريقة مختلفة. وقد كان لهذه الطريقة بالفعل نتائج مذهلة وجذرية.

قام «ماو» بتعيين جيش من الموظفين، يبلغ مليونا وثمانمائة ألف موظف، عرفوا فيما بعد باسم «الأطباء الحفاة» .. لم يكن هؤلاء الموظفون أطباء بأي معنى، وإنما كانوا مجموعات من السكان المحليين في كل منطقة ريفية، يحظون باحترام الناس وتقديرهم، مما جعل الناس يستجيبون لتوجيهاتهم.

تلقى هؤلاء الموظفون تدريبا يغطي قواعد الصحة العامة في المناطق الريفية، وتعلموا كيفية معالجة الأمراض الأكثر انتشارا في هذه المناطق، وعرفوا المعايير التي يجب عليهم عند ملاحظتها إحالة المريض إلى أقرب مستشفى متنقل توفره وزارة الصحة. وبهذا الأسلوب المبتكر تم تجاوز الخلل في الرعاية الصحية للمناطق الريفية!!
عندما يواجه الإنسان شيئاً يمنعه من الوصول إلى هدفه، أو إنجاز ما يرغبه، أو يعترض مسيرته نحو تحقيق أحلامه وأمانيه .. فإنه يشعر بوجود مشكله أو عائق يسبب له التوتر والإحباط.

وعندما يتزايد بين البشر التنافس والتزاحم والصراع، وتسيطر المفاهيم والقيم المادية، وتتراجع القيم الروحية والدينية والأخلاقية .. تتضاعف متاعب الناس، ويتزايد بينهم العدوان المتبادل والمشاحنات، ويسقطون همومهم على بعضهم البعض، مما يفرض وجود حاجة ملحة لتعلم أساليب ضبط النفس والتحكم في الانفعالات، والتزود بمهارات حل المشكلات والتفاوض.

واجه مشاكلك

إنّ الانكماش لا يحلّ المشكلة إنّما يضيف إليها مشاكل أخرى، ولذلك فنحن حينما ندعو إلى مواجهة مشاكلنا، إنّما ننطلق من الترحيب بأيّة مشكلة تعصف بنا، لأنّها تستنفر أنبل وأفضل ما فينا من قوى روحيّة ونفسية وبدنية كامنة، وفي الحديث: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» (1).
لا تُغرق نفسك في همومك، وخذ قرارك بالمبادرة .. فبعض الناس يُسلمون أنفسهم للقلق والتوتر والاكتئاب، ومن ثم يصيرون ضحايا لمشكلاتهم، وإذا لم تكن لديهم مشكلة اختلقوها .. هؤلاء يجب أن يتوقفوا عن إهلاكهم لأنفسهم .. فإن كانت لديك مشكلة حقيقية، ولديك حل لها، فلا تتردد في تنفيذه، وإذا لم تستطع حلها فلا تسرف في الانشغال بها، ولكن روّحْ عن نفسك ساعة، ثم فكر فيها، فإذا لم تجد سبيلا للحل فاستعن بذوي الخبرة والاختصاص.
إن لكل إنسان منا طاقة محددة للتعامل مع الضغوط والصراعات، فمن تجاوز حدود طاقته عرّض نفسه للاحتراق، وكثيراً ما يتعرض المرء منا لضغوط كثيرة شديدة في وقت واحد، لا تنهض بها قدراته، ولا يسمح بها وقته، وعندها يشعر بأن الأمر خرج عن السيطرة .. فإذا حدث لك ذلك فلا تستسلم، ولا تشتت نفسك فتحترق دون أن تحقق هدفاً، ولكن رتب أولوياتك حسب الأهمية، وحاول إنجاز الأهم فالمهم.

مهارات وخبرات

حل المشكلات ليس خطة آلية، تدخل فيها المعلومات من ناحية وتحصل على حل من الطرف الآخر .. إن «العنصر الإنساني» هنا عنصر شديد الأهمية، يشتمل على مهارات تضم صراعاً وتأثيراً وتقيماً وأشكالاً أخرى للتواصل:


• لا تتصرف في الحال خلال الأزمات .. تمثل «الخلوة العلاجية» أحد الطرق للضبط الذاتي والسيطرة على النفس، واكتساب الهدوء والثبات، وتجنب الرعونة والغضب والتصرفات الحمقاء التي قد تكلف الفرد خسائر لا حصر لها .. وبالتالي فإن التريث والتمهل له دورا هاما في تجنب المزيد من المشكلات، وتفادي مضاعفاتها، وإعداد الفرد لمواجه متاعبه بأسلوب علمي صحيح.
من خلال التدريب على جلسات «الخلوة العلاجية» يستطيع الفرد أن يعدل من أفكاره الخاطئة، وتفاعلاته التي تسبق مواجهة المشاكل المختلفة .. إنها مساحة للاسترخاء الذهني والروحي، وطرد أو إعاقة الأفكار المشوهة والمخاوف والمبالغات الانفعالية، ثم إتاحة الفرصة للقيم والمفاهيم الإيجابية عن التسامح والعفو ، ونبذ الغضب، والثبات الانفعالي.

فالشخص الذي يعاني من سرعة الاستثارة الانفعالية والغضب عليه أن يغرس في ذهنه ويكرر باستمرار قوله تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[المائدة:13]. {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }[فصلت34]. { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43].

كذلك فإن محاكاة سلوكيات ومواقف الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، وكيفية معالجتهم للمواقف الصعبة، تجعل الشخص يعدل من استجاباته، ويحاكي هؤلاء العظماء في قوتهم النفسية في اجتياز هذه الاختبارات الصعبة بمهارة وثقة وثبات.

إن أسوأ شيء هو القفز مباشرة للفعل دون تحليل المعطيات .. «الخلوة العلاجية» تمنح صاحب المشكلة ذهناً صافيا، فيرى ويحلل أسبابها بدقة، بحيث يستطيع أن يتعامل مع الأزمة بدون اندفاعات هوجاء أو انفعالات حمقاء تعطل التفكير السليم والسلوك القويم .. كذلك فإنها تحيد مشاعر الغضب، وتكسب الفرد الثبات والهدوء، وهي من العوامل التي تؤثر كثيراً في الوصول إلى حلول جيدة ومبتكرة.

• كن مصراً على فصل الحقيقة عن الرأي (كيف تعرف ذلك؟ ما الدليل؟ ما هو السلوك الفعلي الذي لاحظته؟).
• ضع وصفاً دقيقاً للمشكلة بقدر الإمكان، لأن كل شيء سيعتمد على هذا الوصف بما فيها اختياراتك للحل .. اختبر أيضا الأسباب واستبعدها واحدا تلو الآخر حتى تصل إلى سبب يفسر الحقائق بأقل افتراضات ممكنة. وإذا وجدت أسباب كثيرة، فإن وصفك للمشكلة غير دقيق لأنه يتيح لأي شيء أن يفسر الحقائق.
• قم بأفعال تكيفيه لتهدئة آثار المشكلة حتى يكون لديك وقتا لحلها. ولكن عليك أن تجد السبب الفعلي إذا أردت أن تقوم بالتصرف التصحيحي المطلوب لإنهاء المشكلة تماماً.
• أشرك نوعين من الناس في عملية إيجاد حل للمشكلة .. من يعتمد على الملاحظات والمعلومات البدائية، ومن يعتمد على التحليل والنقد.
• استحدث حلولا جديدة إن أمكن, ولا تستخدم نفس الحلول السابقة لمشاكل مشابهة قد لا تحقق الجدوى المطلوبة منها، واحذر أن تسجن نفسك في سجن التجارب الفاشلة.
• لا تفضل حلا لأنه الأسهل والأسرع، وإياك وحلا يؤدي إلى مشكلة جديدة.
• عليك أن تعرف أن حل أي مشكلة لابد أن يتضمن مكاسب وخسائر .. كما يجب أن تدرك ضرورة تفتيت القوى التي تسبب لك المشكلة، بمعنى أن لا تجمع الخصوم ضدك .. بل إذا استطعت أن تخترق بذكاء الروابط التي تحركهم معاً، تكون قد نجحت في تفتيت المشكلة إلى أجزاء صغيرة، يسهل التعامل معها.
• احذر أن تفتح كل المشكلات مرة واحدة, وعليك بفقه الأولويات المرقمة جيدا، وتعامل مع مشكلاتك بالترتيب حسب الأهمية والأولوية.

أقوال مضيئة

• المشاكل التي تواجهنا وسيلة عملية تدفعنا الى بذل أقصى ما في وسعنا «أنتجون».
• لا وجود لمشاكل يتعذر حلها، ولكن هناك مشاكل مطروحة بشكل سيئ.
• الخطأ في عدم تقدير أهمية الخطأ. «موران»
• إن المشكلة حين ندون تفاصيلها نكون قد حصلنا على نصف حلها. «تشارلز ليزنج»
• التورط في المشاكل سهل والخروج منها صعب. «أجنيس ألن».

الهوامش والمصادر

(1) رواه أحمد والترمذي (صحيح) انظر حديث رقم 6651 في صحيح الجامع .
(فن علاج المشكلات) د. رامز طه/استشاري الطب النفسي، (فن حل المشكلات) الدليل غير الرسمي للمدير المتميز، د. آلان ويس، ص 162-164، مكتبة جرير للترجمة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2001. (وصايا عملية للارتقاء فوق المشكلات)د. سمير يونس، (التفكير الجيد في حل المشكلات) د. أكرم رضا.

د/ خالد سعد النجار
alnaggar66@hotmail.com

الجمعة، 23 أكتوبر 2015

قصة " إبتسامة مع كأس شاي"



قصة " إبتسامة مع كأس شاي"


رجلٌ مدرس بجدة يقول:

وأنا في غرفة المدرسين صببت كأس شاي لأشربه
فضرب الجرس
وهنا
يجب أن يتوجه المدرسون للصف عند قرع الجرس،
فوراً
والشاي حار جداً
،رأيت فراشًا ( فلبيني )
ابتسمت في وجهه وأعطيته الكأس،

في اليوم التالي جاءني الفراش
وقال لي أنه متفاجئ
أول مرة يرى ابتسامة مدرس في وجهه
بل ويعطيه كأس من الشاي
-كأنه في شيء غلط-

قلت وأنا محرج :
أردت أن أكرمك ونحن مسلمين وهذا من خلقنا

قال: بقي لي هنا عامين
لم يكلمني أحد منكم بكلمة،
ولم يُعبرني بإبتسامة .

ثم قال : أنه يحمل شهادة الماجستير في العلوم.
و أن شدة الفقر والحاجة جعلته يقبل بهذه الوظيفة.
لم أصدقه، وأردت أن أختبره
دعيته للبيت،

كان ابني في الصف الثالث ثانوي فاحظرت له احد الكتب
ثم أطلعته على موسوعة العلوم باللغة الإنجليزية

فقراها بطلاقة ما بعدها طلاقة، تأكدت حينها من صحة كلامه.
كان يزورني كل جمعة
ثم أعلن إسلامه
ثم إنه أقنع أكثر من عشرة من أصدقائه بالإسلام

والسبب
" إبتسامة مع كأس شاي"

قَالَ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا,
وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ"(1)

 
عفا الله عن تقصيرنا وعن جميع المسلمين .

الابتسامة جواز سفر الى قلوب الآخرين  .
منقول 
صفحة الشيخ العريفي 
(1) الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2626 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث

الخميس، 22 أكتوبر 2015

عاشوراء (ولاء)، و(براء)، و(أمل).






عاشوراء (ولاء)، و(براء)، و(أمل).
عاشوراء المُلهِمة



يوم العاشر من المحرَّم يوم مليء بالعِبَر، التي تمثل علامات حيَّة في أوساط الأشخاص والدول والحضارات؛ فعاشوراء (ولاء)، و(براء)، و(أمل).

(ولاء) لا ينقطع بين أهل الحق مهما باعدَت بينهم الأزمنةُ، وفرَّقَت بينهم الأمكنة؛ فإنَّ رباط الحقِّ يجمعهم، ونصرته تشملهم؛ ولهذا ورد أنَّ صيام يوم عاشوراء حرص عليه الأنبياء ومحمدًا صلى الله عليه وسلم صامَه لنجاة موسى وقومه، وشرع الرسول الأكرم للمسلمين صيامه إلى قيام الساعة[1].

رابطة عمليَّة عجيبة تعلِن أنَّ أصحاب الحق أَولى ببعضهم فرحًا وحزنًا، ونصرةً وتأييدًا، وهكذا ينبغي أن يكونوا دائمًا؛ ((مثل الجسَد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى سائر الجسد بالسهر والحمَّى))[2].

وعاشوراء (براءة) لا تزول؛ من عصبيَّاتٍ تَنبني على الطغيان، وأعمالٍ تقوم على الظُّلم، ومخالفات تُنكِر الفضلَ وتَجحد النِّعم، ومؤثِّرات تشوِّش على الحقِّ وتَذهب بشخصيَّة معتنقيه، ومن ثَمَّ فلا يَنبغي للمسلم أن يقع تحت تأثير شيء من ذلك؛ عقيدةً أو عبادات أو عادات أو أخلاقًا! بل شخصيَّة صاحب الحق شخصيَّة مستقلَّة مترفِّعة عن الدنايا؛ يأخذ الحكمةَ أنَّى وجدها ويستفيد بها، وفي ذات الوقت يستقلُّ بنفسه ومنهجِه متى ما استبانَت له السَّبيل، ووضحَت له المحجَّة: ((لئن عِشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع))[3]، يَنتصر بذلك على فِتن التغريب وطغيان عادات غير المسلمين عليه.

وعاشوراء (أمل) يتجدَّد في نفوس البائسين بأنَّ الفرج قريبٌ مهما بدا لنا بُعدُه، وأنَّ النَّصر للحقِّ مهما تزَلزَل أهلُه، وأنَّ النور من رَحِم الظَّلماء مسراه مهما كثرَت الشكوك فيه، لتتأمَّل الأنفسُ اليائسة آيات الله في كلِّ زمان ومكان، ولتعتبِر بما حكى القرآنُ من جولات الصِّراع بين الحقِّ والباطل - نوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، وموسى، ومحمد، مع أقوامهم - ما فيها وما قد كان، حتمًا سترتدُّ قلوبهم موقِنَة، ونفوسُهم مطمئنَّة، إلى أنَّ النصر حليفهم، وأن الأمل قريب... ï´؟ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [يونس: 103].

عاشوراء ملهمة... تحتاج منَّا إلى تأمُّلات.




[1] أحاديث مشروعية صيام يوم عاشوراء كثيرة مشهورة، وهي في الصحيحين وغيرهما؛ منها حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ قريشًا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية، ثمَّ أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فُرض رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن شاء فليصمْه، ومن شاء فليُفطره))؛ أخرجه البخاري (1592)، ومسلم (2639).
وفي فضله حديث غيلان بن جرير عن عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة رضي الله عنه - في صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث طويل - قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال: ((يكفِّر السَّنةَ الماضية))، وفي رواية: ((صيام يوم عاشوراء أَحتسِب على الله أن يكفِّر السنةَ التي قبله))؛ أخرجه مسلم (2746 - 2747)، وغيره.
وورد في سبب صيامه حديثُ سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ فرأى اليهودَ تصوم يوم عاشوراء، فقال: ((ما هذا؟))، قالوا: هذا يومٌ صالح، نجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوِّهم؛ فصامه موسى، قال: ((فأنا أحقُّ بموسى منكم))، فصامَه وأمر بصيامه؛ أخرجه البخاري (2004)، ومسلم (3397).



[2] أخرجه البخاري (6011)، ومسلم (2586).


[3] أخرجه مسلم (1134)، وفي (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم): "وقوله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا كان العام المقبِل، صمنا اليومَ التاسع))؛ إنَّما قال هذا صلى الله عليه وسلم لحصول فائدة الاستئلاف المتقدم، وكانت فائدته: إصغاءهم لما جاء به؛ حتى يتبيَّن لهم الرشد من الغَي، فيحيا من حَيَّ عن بيِّنة، ويهلك من هلك عن بينة، ولمَّا ظهر عنادهم كان يجب مخالفتهم - أعني: أهل الكتاب - فيما لم يُؤمر به؛ وبهذا النَّظر وبالذي تقدَّم، يَرتفع التعارض المتوهَّم في كونه صلى الله عليه وسلم كان يحبُّ موافقةَ أهل الكتاب، وكان يحبُّ مخالفتَهم، وأنَّ ذلك في وقتين وحالتين، لكن الذي استقرَّ حاله عليه: أنَّه كان يحبُّ مخالفتَهم؛ إذ قد وضح الحقُّ، وظهر الأمرُ، ولو كره الكافرون؛ [9/ 140] .





منقول بتصرف

المصدر



روعة الفتاة المتفائلة





روعة الفتاة المتفائلة





إذا قلنا كلمة (فتاة) أشرقت في أنفسنا بهجة التفاؤل، فقد خلقها الله تعالى مقرونة بالبهجة والفرح فهي مصدر الحب والعطاء لمن حولها، قد امتلأ قلبها بالإيمان وأشرقت نفسها بالطهر والعفاف، والتزمت بالنظافة والحلي؛ فصارت قرة عين لكل من ينظر إليها..! لا يليق بها أبداً أن تتشاءم، فما أبعدها عن معاني الكآبة واليأس، وما ألصقها بمعاني القوة والصبر والتفاؤل..!
إليك فتاتي كلماتٌ عن قيمة التفاؤل، وأهميتها للفتاة المسلمة..
معنى التفاؤل..
التفاؤل: يعني انشراح القلب وتوقع الخير، وفوائده لا تحصى، فهو يقوِّي العزم، ويبعث على الجدّ، ويُعِين على إدراك الهدف؛ وهو يجلب الطمأنينة وسكون النفس، وفيه اقتداء بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم القائل "فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا "؛ والتفاؤل يمكِّن الإنسان من إدارة أزْمَته بثقة وهدوء فيحصل الفرج بعد الشِّدَّة بأمر الله تعالى ووعده لعباده، قال تعالى:"فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا" – الشرح:6،5- .
نعم إنه التفاؤل، ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رؤوسهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومخرج وقت اشتداد الأزمات، ومتنفس وقت ضيق الكربات، وفيه تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات، وهذا ما حصل مع الرسل والأنبياء وأتباعهم عندما تفاءلوا وتعلقوا برب الأرض والسماوات؛ فجعل الله لهم من كل المكائد والشرور والكُرب فرجاً ومخرجاً.

طبيعة الأنثى أكثر خوفاً من الذكور..!
إنّ أسمى ما يصبو إليه الفضلاء: صحة النفس، فهي عندهم أعظم من صحة البدن، وهي ما يُعبَّر عنه أحياناً بالسعادة، التي يتشوَّقها كل إنسان، ويسعى إليها بجهده، فإذا حصلت له لم يلتفت إلى غيرها من ملاذّ الحياة؛ لكونها أعظم ملذاتها، وأفضل خبراتها، والفتيات بأصلهن البشري، وطبعهن الأنثوي ينزعن إلى الراحة النفسية والأمان كأشد ما يكون، ويشعرن بحاجتهن الملحة إلى تذوُّق السعادة القلبية والاطمئنان، لاسيما وأنهن - حسب ما تشير إليه بعض الدراسات - أكثر في مخاوفهن من الذكور، إلا أنهن كثيراً ما يتهن عن مصادر السعادة النفسية ووسائلها الصحيحة، فربما توجَّهن إلى أحلام اليقظة يخففن بها من توترهن، ويشعرن من خلالها بشيء من السعادة المتوهمة؛ ولهذا يُلاحظ انتشار أحلام اليقظة بينهن أكثر من الذكور، وربما غرقن في بعض ملذات الحياة الدنيا المادية من المأكل، والمشرب، واللباس، واللهو ظناً منهن أنها وسائل للراحة والاطمئنان النفسي، معتقدات أن السعادة مادية النزعة، في حين أن حقيقة "السعادة تنبع من داخل الإنسان، ولا تأتيه من خارجه، وهي ليست في تحصيل الملذات والشهوات الحسية بقدر ما هي في تحصيل الملذات النفسية والروحية، التي تبعث في النفس طمأنينة، وانشراحاً، وراحة، وصفاء"، والتي لا يمكن أن تحصل بمعصية الله تعالى، أو في غير الأسلوب والنهج الذي شرعه لتطهير النفس وتزكيتها.
ورغم أن الشباب في العموم يعانون في كثير من الأحوال من مشكلات الخوف، وفقدان الشعور بالأمن؛ فإن الإناث من فئة الشباب أكثر معاناة من مشكلة الخوف، وأعظم حاجة إلى الشعور بالأمن؛ حيث تكثر لديهن المخاوف من: المرض، والحوادث، وفقدان الوالدين أو مرضهما، والحمل، والإخفاق الدراسي، ونحوها من المخاوف المتنوعة. (د.عدنان با حارث:ملف التربية النفسية للفتاة/موقع د.عدنان باحارث)

أهم أسباب الشعور بالخوف لدى الفتاة:
ولعل أسباب هذه المخاوف غالباً ما ترجع إلى ضعف الصلة بالله تعالى الذي بذكره تطمئن القلوب، وتسكن النفوس، كما قال عزّ وجلّ: "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" - الرعد:28- ، أو إلى جانب توتر المناخ الأسري، وفقدان القدوة الصالحة، وربما يرجع إلى سبب خِلقي مثل وجود جهاز عصبي سريع الاستثارة، يستجيب بصورة مفرطة لمخاوف وأوهام لا حقيقة ولا واقع لها، أو عن طريق قراءة الروايات والقصص المرعبة، أو مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية المروِّعة، أو ربما انتقلت مخاوف الوالدين الخاصة بهما إلى الأبناء بطريقة من طرق الإيحاء غير المباشر، فيعانون مخاوفها بلا مبرر منطقي.

كيف تكونين  متفائلة ؟
إن مخاوف الفتاة تنتهي، وتزول آثار أوهامها المزعجة، ويحصل لها الاسترخاء النفسي إذا قويت صلتها بالله تعالى، وثقتها فيه، فإنها الدواء الذي يصلح لكافة المخاوف والصراعات والأزمات النفسية، والفتاة بالفطرة تتوجه إلى الدين إذا ما شعرت بحاجتها إلى الأمن، فتعيش حياتها مطمئنة برعاية الله تعالى وعونه؛ إذ إن أمور الحياة بمتغيراتها المختلفة لا تعتمد عليها بالدرجة الأولى، فإذا اجتمع إلى هذا الشعور الروحي العميق استقرار الأسرة، وسلامتها من التوترات والصراعات الوالدية، فإن الفتيات - في مثل هذه الظروف - يفقن الذكور في الشعور بالأمن، والاستمتاع بالاستقرار الأسري .  (د.عدنان حسن باحارث:ملف التربية النفسية للفتاة)

- تعميق عقيدة الإيمان القضاء والقدر في نفس الفتاة:
إن الفتاة المسلمة التي تتحرك في معية الله تعالى ، تكون ذات قلب تتملكه معاني الرضا والحب والطمأنينة، مما يجعل خطواتها في الحياة أكثر ثقة ومتانة، وأكثر وعياً بمعاني القضاء والقدر وسنة الله تعالى في الابتلاء والمحن، وأنّ من ورائها خيرا كثيرا للعباد، عن صهيب رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ؟ قال : عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن" – رواه الإمام أحمد -  (كريم الشاذلي:امرأة من طراز خاص،ص:99)

- اتخاذ القدوة الحسنة:
وأعظم ما تجد الفتاة ذلك في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم صفة التفاؤل، إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً في كل أموره وأحواله، في حلِّه وترحاله، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، ففي أصعب الظروف والأحوال يبشر أصحابه بالفتح والنصر على الأعداء، ويوم هجرته إلى المدينة فراراً بدينه وبحثاً عن موطئ قدم لدعوته يقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطباً صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله : ( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إن الله معنا ) – متفق عليه - ثم نجده يبشر عدواً يطارده يريد قتله (سراقة بن مالك) بكنز سيناله وسوار مَلِكٍ سيلبسه، وأعظم من ذلك دين حق سيعتنقه، وينعم به ويسعد في رحابه.

الانشغال بالأعمال النافعة وترك الكسل والخمول سبيل التفاؤل:
إنّ الفتاة التي لها نفس طموحة متطلعة إلى العلا والرقي؛  لابد لها أن تكون لديها عزيمة قوية وهمة عالية تساعدها في الوصول إلى ما تريد وما تطمح إليه، لذلك لابد من العمل الدؤوب مع الصبر والتفاؤل.
والتفاؤل قرين العمل، تماماً كما أن التشاؤم وضيق النفس قرين البطالة والكسل، فعلى الرغم من أن العمل يتعب البدن إلا أنه يشرق في الروح تفاؤلاً ورضاً واطمئناناً، ورحم الله الإمام ابن القيم وهو يقرر هذه القواعد النفسية السلوكية الرائعة، يقول رحمه الله:
( قد أجمع عقلاء كل أمة..على أن النعيم لا يدرك بالنعيم ..وأن من آثر الراحة.. فاتته الراحة.. وأن بحسب ركوب الأهوال.. واحتمال المشاق.. تكون الفرحة واللذة .. فلا فرحة لمن لا هم له . .ولا لذة لمن لا صبر له .. ولا نعيم لمن لا شقاء له.. ولا راحة لمن لا تعب له..بل إذا تعب العبد قليلا..استراح طويلا إنما تخلق اللذة والراحة والنعيم.. في دار السلام ..وأما في هذه الدار فكلاّ ).
وعليكِ بتحديد الأولويات أولاً، ثم الالتزام بها ما أمكن، ومن ثَمَّ إنجاز الأعمال في أوقاتها المحدودة والالتزام بالمواعيد واحترامها، وهذا كله يقتضي ضرورة الاهتمام بالوقت والرغبة الجادة في استثمار كل دقيقة منه.

وأخيرا..
ابنتي الحبيبة..تذكري

إنّ أروع ما في التحلي بصفة التفاؤل هو حسن الظن بالله والتوكل عليه، فذلك باعث على الاعتقاد أن وراء المحنة والمصيبة فرج قريب، و يسر رهيب، و أجر كبير، فإذا أوكل الإنسان نفسه لربه واتسم بالرضا على القضاء وتحلى بالصبر وتسلح بالدعاء فإن ذلك يقود لحالة نفسية إيجابية تقاوم أحزان الحياة وآهاتها وتنسف جبال اليأس وقشورها...
فلتشرق نفسك بالتفاؤل والأمل..وأنت تستقبلين أسعد أيامك بإذن الله تعالى




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
-         الشخصية الساحرة:كريم الشاذلي
-         موقع د.عدنان حسن باحارث/ شبكة الانترنت
-         مقالة/فن السرور:أ.أحمد أمين
-  امرأة من طراز خاص:كريم الشاذلي

الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

قراءة آية الكرسي





لا تهمل هذا الفضل أو تتكاسل عنه

  • دبر كل صلاة:
قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ...» (أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (1595)).

  • قبل النوم:
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255]؛ قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ :«وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ»(رواه مسلم).


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ.. قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا. قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}؛ حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ» قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قَالَ: «مَا هِيَ؟» قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ -وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ- فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟»قَالَ :لَا. قَالَ :«ذَاكَ شَيْطَانٌ»(أخرجه البخاري).



أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفضل العظيم لسورة البقرة كاملة، ولبعض آياتها العظيمة مثل "آية الكرسي" و آخر آيتين منها، ومما ذكره صلى الله عليه وسلم في فضلها أن الشياطين تفر من البيت الذي تُقرأ فيه هذه السورة، وأنها نافعة في الوقاية من السحر وفي علاجه.


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» (رواه مسلم).
قال النووي – رحمه الله -: هكذا ضبطه الجمهور "ينفِر" ورواه بعض رواة مسلم "يفرُّ" وكلاهما صحيح. "شرح مسلم" (6/69) .
عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» (رواه مسلم (804)).

الخميس، 8 أكتوبر 2015

قاعدة: ما حرم أخذه حرم إعطاؤه .





قاعدة: ما حرم أخذه حرم إعطاؤه [1]




الأمثلة:
1- الرِّبا أخذُه حرام، وكذلك إعطاؤه أيضًا حرام.
2- الرشوة حرام أخذُها، وحرام إعطاؤها.

واستثنى العلماء منها مسائل، ولو دقَّقنا النظر، لعلِمنا أنه ليس من المحرمات.
1- الرشوة يجوز إعطاؤها لو خاف على نفسه من ظالم.
2- إعطاء الرشوة جائز لمن يخاف منه أنه يهجوه، وأخذها حرام؛ لأنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس.


[1] شرح مجلة الأحكام: م: 34 ص: 39، الأشباه للسيوطي: 150، ابن النجيم: 158، الوجيز: 338.