السبت، 26 أكتوبر 2013

عبد الله بن رواحة وغزوة مؤتة

موقف عبد الله بن رواحة رضي الله عنه في غزوة مؤتة

واستشهاده فيها .
نبذة عن غزوة مؤتة
 
وهى بأدنى البلقاءِ من أرض الشام، وكانت فى جُمادى الأُولى سنة ثمان، وقيل كان سببُها أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عميرٍ الأَزْدِى أحَد بنى لِهْب بكتابه إلى الشام إلى ملك الروم أو بُصرى، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغسانى، فأوثقه رِباطاً، ثم قدَّمه فضرب عنقه، ولم يُقْتَل لِرسول الله صلى الله عليه وسلم رسولٌ غيره، فاشتد ذلك عليه  حين بلغه الخبر، فبعث البعوثَ،  واستعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال: ((إنْ أُصيبَ فَجَعْفَرُ بْنُ أبى طالب عَلى النَّاس، فإنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ، فَعَبْدُ الله بْنُ رَواحة)).
فتجهَّز الناس وهُم ثلاثةُ آلاف، فلما حضر خروجُهم، ودَّع الناسُ أُمراءَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وسلَّمُوا عليهم، فبكى عبدُ الله بنُ رواحة، فقالوا: ما يُبكيك؟ فقال: أما واللهِ ما بى حُبُّ الدنيا ولا صَبابَةٌ بكم، ولكنى سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آيةً مِن كتاب الله يذكُر فيها النار: {وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً}[مريم: 71]، فلستُ أدرى كيف لى بالصَّدَرِ بَعْدَ الوُرُودِ؟ فقال المسلمون: صحبكم اللهُ بالسلامة، ودفعَ عنكم، وردّكم إلينا صالِحين، فقال عبد الله بن رواحة:
لكِنَّنِى أَسْأَلُ الرَّحْمنَ مَغْفِرَةً * * * وَضَرْبَةً ذَاتَ فَرْغٍ تَقْذِف الزَّبدَا
أَوْ طَعْنَةً بيَدى حَرَّان مُجْهِزَةً * * * بِحَرْبَةٍ تُنْفِذُ الأَحْـشَاءَ والكَبِدا
حَتَّى يُقَالَ إذا مرُّوا عَلى جَدَثى * * * يَا أَرْشَدَ اللهُ مِنْ غَازٍ وَقَدْ رَشَدا
ثم مَضَوْا حتى نزلوا مَعَان، فبلغ الناسَ أن هِرَقْل بالبلقاء فى مائة ألفٍ مِن الروم، وانضمَّ إليهم مِن لَخم، وجُذام، وبَلْقَيْن، وبَهْرَاء، وبَلي، مائةُ ألف، فلما بلغ ذلك المسلمين، أقامُوا على مَعان ليلتين ينظرون فى أمرهم وقالوا: نكتُبُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنُخبِرُه بعدد عدونا، فإما أن يُمِدَّنا بالرجال، وإما أن يأمُرَنَا بأمره، فنمضى له، فشجع الناسَ عبدُ الله بن رواحة، فقال: يا قوم؛ واللهِ إنَّ الذى تكرهون للتى خرجتُم تطلبُون: الشهادة، وما نُقاتِلُ الناسَ بعدد ولا قُوَّة ولا كثرة، ما نُقاتلهم إلا بهذا الدين الذى أكرمنا به الله، فانطلِقُوا، فإنما هى إحدى الحُسنيين، إما ظَفَرٌ وإما شَهَادَةٌ.
فمضى الناسُ حتَّى إذا كانوا بتُخُوم البَلقاء، لقيتهم الجموعُ بقرية يقال لها: مَشَارف، فدنا العدوُّ، وانحاز المسلمون إلى مؤتة، فالتقى الناس عندها، فتعبَّى المسلمون (أ. هــ) . (1)
 
 
في سبب الغزوة
 
) "ينفرد الواقدي بذكر السبب المباشر لهذه الغزوة ، وهو أن شّرحبيل بن
عمرو الغساني ، قتَل صبرا اًلحارث بن عمير الأزدي ، الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ملك بصُرى بكتابه ، وكانت الرسل لاتقُتل ، فغضب رسول الله صلى اللهْ عليه وسلم وأرسل الجيش إلى مؤتة . والواقدي ضعيف لايعُتمد عليّه خاصة إذا
انفرد بالخبر  والقول بأن الواقدي ضعيف فيه تساهل ، فقد نص أَّكثَر علماء الجرحوالتعديل على أنه متروك ، منهم : ابن المبارك ، وأ حمد ، والبخاري ، وأبو زرعة ، وأبو حانم ، وغيرهم ولهذا قال الحافظ في التقريب"متروك مع سعة علمّه ) 3(" وقال عنه في الفتح : "لا  ُيحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف )  (2)
 
 
ما حدث مع الأمراء الثلاثة رضي الله عنهم
 
 
بعثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ جيشًا استعملَ عليهم زيدَ بنَ حارثةَ وقالَ فإن قُتِلَ زيدٌ - أوِ استُشهِدَ - فأميرُكم جعفرٌ فإن قُتِلَ - أوِ استُشهِدَ - فأميرُكم عبدُ اللَّهِ بنُ رواحةَ فلقوا العدوَّ فأخذَ الرَّايةَ زيدٌ فقاتلَ حتَّى قُتِلَ ثمَّ أخذَ الرَّايةَ جعفرٌ فقاتلَ حتَّى قُتِلَ ثمَّ أخذها عبدُ اللَّهِ بنُ رواحةَ فقاتلَ حتَّى قُتِلَ ثمَّ أخذَ الرَّايةَ خالدُ بنُ الوليدِ ففتحَ اللَّهُ عليهِ وأتى خبرُهمِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فخرجَ إلى النَّاسِ فحمدَ اللَّهَ وأثنى عليهِ وقالَ إنَّ إخوانَكم لقوا العدوَّ وإنَّ زيدًا أخذَ الرَّايةَ فقاتلَ حتَّى قُتِلَ - أوِ استشهِدَ - ثمَّ أخذَ الرَّايةَ بعدَهُ جعفرُ بنُ أبي طالبٍ فقاتلَ حتَّى قُتِلَ - أوِ استشهِدَ - ثمَّ أخذَ الرَّايةَ عبدُ اللَّهِ بنُ رواحةَ فقاتلَ حتَّى قُتِلَ - أوِ استشهِدَ - ثمَّ أخذَ الرَّايةَ سيفٌ من سيوفِ اللَّهِ خالدُ بنُ الوليدِ ففتحَ اللَّهُ عليهِ فأمهلَ ثمَّ أمهلَ آلَ جعفرٍ - ثلاثًا - أن يأتيَهم ثمَّ أتاهم فقالَ لا تبكوا على أخي بعدَ اليومِ ادعوا إلي ابنيِ أخي قالَ فجيءَ بنا كأنَّا أفرخٌ فقالَ ادعوا ليَّ الحلَّاقَ فجيءَ بالحلَّاقِ فحلقَ رؤوسَنا ثمَّ قالَ أمَّا محمَّدٌ فشبيهُ عمِّنا أبي طالبٍ وأمَّا عبدُ اللَّهِ فشبيهُ خُلُقي وخَلْقي ثمَّ أخذَ بيدي فأشالها فقالَ اللَّهمَّ اخلُف جعفرًا في أهلِهِ وبارِك لعبدِ اللَّهِ في صفقةِ يمينِهِ قالها ثلاثَ مرَّاتٍ قالَ فجاءتِ أمُّنا فذكرَت لهُ يُتمَنا وجعلت تُفْرِحُ لهُ فقالَ العيلةَ تخافينَ عليهم وأنا وليُّهم في الدُّنيا والآخرةِ. (3)
 

 
  قصة  از وْ رِار سرير اين رواحة عن صاحبيه:
لا تصح
 
قال ابن إسحاق : " ولما أصيب القوم قال رسول الله ط!يل فيما بلغني : أخذ
الراية زيد بن حارثة ، فقاتل بها حتى قتل شهيد اً ، ثم أخذها جعفر فقاتل بها
حتى ق تُل شهيدا ،ً قال : ثم صمت رسول الل هّ ظ! حتى تغيرت وْجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان في عبد اللهّ بن رواحة بعض مايكرهون ، ثم قال : ثم أخذها عبداللهّ بن رواحة فقاتل بها حتى ق تُل شهيدا ،ً ثم قال لقد ر فُعوا إلي فّي الجنة ، فيما يرى النائم ، على س رُر من ذهب ، فرأيت في سرير عبد  اللهّ بن رواحة ازورارا عًن سريري صاحبيه . فقلتّ : عم هَّذا ؟ فقيل لي : مضيا، وترد دّ ثم مضى قال ابن كثير! لما أروده في البداية
هكذا ذكر ابن إسحاق هذا منقطعا وذكره الهيثمي مما في المجمع ( وقال : " رواه الطبراني ورجاله ثقات ) ( " ولايخفى أن هذه العبارة لاتعني صحة الحديث ، بل ثقة رجاله فحسب.وقال الألباني رحمه الله ! : " رواه ابن إسحاق بلاغا ،ً فهو ضعيف الإسناد ) . وأشار إلى ضعف القصة أيضا اًلشيخ سلمان اّلعودة - حفظه الفه - في شرحه ( لبلوغ المرام ) 13
وذكرها ابن القيم في )الزاد( وقال المحققان :ّ " أخرجه ابن هشام عن ابن) إسحاق بلاغ اً) 14
وإخباره صلى الله عليه وسلم  أصحابه بنتيجة المعركة ، واستشهاد قادتها الثلاثة ثابت في الصحيح ، فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس مم!قه " أن اّلنبي !د! نعى زيداً
وجعفرا وًابن رواحة للناس قبل أن يّأتيهم خبرهم ، فقال : أخذ الراية زيد
فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله .(4)
                                                                               
 
استقبال الناس لجيش مؤتة بالقول يا فرار
 
ورد الخبر في حديث أخرجه العلامة الألباني على هذا النحو:
 
فلما سمع أهل المدينة بجيش مؤتة قادمين ، تلقوهم بالجرف ، فجعل الناس يحثون في وجوههم التراب ويقولون : يا فرار ! أفررتم من سبيل الله؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليسوا بفرار ، ولكنهم كرار إن شاء الله .(5)
الراوي: المحدث: الألباني - المصدر: دفاع عن الحديث – الصفحة أو الرقم: 31 -  خلاصة حكم المحدث: منكر بل باطل
 
أمور  انفردت غزوة مؤتة بأمور لم يحدث
 مثلها في غيرها وذلك على النحو التالي:
 
1- كونها سميت غزوة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج فيها، والمعروف في الاصطلاح أن المعارك التي لم يخرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما تسمى سرايا.
 
2- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر فيها ثلاثة أمراء بالترتيب، روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة.
 
3- أن خالد بن الوليد قد أخذ الراية بعد قتل الأمراء الثلاثة، ولم يكن أصلا مؤمرا من طرف رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرج البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم: نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم.... الحديث. وفيه يقول: حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم.
 
 
 
 
 
--------------------------------------------------
 
 
(1)فى غزوة مؤتة زاد المعاد في هدي خير العباد للحافظ ابن القيم فى غزوة مؤتة .
 
(2)من كتاب ما شاع ولم يثبت في السنة النبوية  - ما شاع ولم يثبت في غزوة مؤتة – ص182 – تأليف محمد بن عبد الله العوشن .
(3)الراوي: عبدالله بن جعفر بن أبي طالب المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 560 - خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط مسلم .
.(4) من كتاب ما شاع ولم يثبت في السنة النبوية  - ما شاع ولم يثبت في غزوة مؤتة – ص184 – تأليف محمد بن عبد الله العوشن .
 
(5)الراوي: المحدث: الألباني - المصدر: دفاع عن الحديث – الصفحة أو الرقم: 31 -  خلاصة حكم المحدث: منكر بل باطل
 
 
 


الجمعة، 11 أكتوبر 2013

سنن مهجورة 2

 
 
 
 
 

 
المجلس الثاني
 
 
* إنَّ أهمَّ ما يعتني به المسلم في حياته اليوميَّة: هو العمل بسنَّة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم في جميع حركاته، وسكناته، وأقواله، وأفعاله، حتَّى تنتظم حياته كلُّها على سنَّة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم, من الصَّباح إلى المساء.
 
قال ذو النُّون المصري: (من علامة المحبَّة لله – عزَّ وجلَّ - متابعة حبيبه صلَّى الله عليه وسلَّم في أخلاقه، وأفعاله، وأوامره، وسنَّته).
قال الله تعالي: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏﴾آل عمران: 31.

 
قال الحسن البصري: (كان علامة حبِّهم إياه إتِّباع سنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم).
إنَّ منزلة المؤمن تقاس بإتِّباعه للرِّسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فكلَّما كان تطبيقه للسُّنَّة أكثر, كان عند الله أعلى وأكرم. والالتزام بالسُّنَّة له فوائد عديدة منها:
1)الوصول الى درجة محبَّة الله تعالى لنا.
2)جبر النَّقص الحاصل في الفرائض.
3)العصمة من الوقوع في البدعة.
4)تعظيم شعائر الله.(أ.هــ)  (1)
من مقال لسعد العثمان  
 
مــــن سنن الشراب
 




 


عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنه رأى رجلًا يشرب قائمًا فقال له : قِه قال لِمَه قال : أيسرُّكَ أن يشربَ معك الهرُّ ؟ قال : لا قال : فإنه قد شرب معك من هو شرٌّ منه الشيطانُ

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/337خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح .
سمعتُ أبا هريرةَ يقولُ عنِ النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - أنَّهُ رأى رجُلًا يشرَبُ قائِمًا فقالَ لَه : قِه، قالَ لِمَه ؟ قالَ : أيسرُّكَ أن يَشربَ معَك الهِرُّ ؟ قالَ : لا، قالَ : فإنَّهُ قد شرِبَ معَك من هوَ شرٌّ منهُ الشَّيطانُ .
الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1357خلاصة حكم المحدث: صحيح



حكم الشرب واقفا للشيخ بن عثيمين رحمه الله

فأجاب الشيخ : محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - بإجابة واضحة بينة فقال :

(( فالأفضل في الأكل والشرب أن يكون الإنسان قاعدا ؛ لأن هذا هو هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يأكل وهو قائم ولا يشرب وهو قائم .

أما الشرب وهو قائم فإنه صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن ذلك . وسئل أنس بن مالك عن الأكل قال : ذاك أشر وأخبث ، يعني معناه أنه إذا نهى عن الشرب قائما فالأكل قائما من باب أولي .

لكن في حديث ابن عمر الذي أخرجه الترمذي وصححه قال : (( كنا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - نأكل ونحن نمشي ، ونشرب ونحن قيام )) . فهذا يدل على أن النهي ليس للتحريم ولكنه لترك الأولى ، بمعنى أن الأحسن والأكمل أن يشرب الإنسان وهو قاعد وأن يأكل وهو قاعد ولكن لا بأس أن يشرب وهو قائم وأن يأكل وهو قائم ، والدليل على ذلك حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : (( سقيت النبي - صلى الله عليه وعلى أله وسلم - من زمزم فشرب وهو قائم )) .

فالحاصل أن الأكمل والأفضل أن يشرب الإنسان وهو قاعد ويجوز الشرب قائما ، وقد شرب علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قائما ، وقال : (( إن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل كما رأيتموني فعلت )) ، فدل ذلك على أن الشرب قائما لا بأس به ، لكن الأفضل أن يشرب قاعدا .

بقي أن يقال : إذا كانت البرادة في المسجد ودخل الإنسان المسجد ، فهل يجلس ويشرب أو يشرب قائما ؟ لأنه إن جلس خالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين )) ، وإن شرب قائما ترك الأفضل . فنقول الأفضل أن يشرب قائما ؛ لأن الجلوس قبل صلاة الركعتين حرام عند بعض العلماء ، بخلاف الشرب قائما فهو أهون ، وعلى هذا فيشرب قائما ثم يذهب ويصلي تحية المسجد )) انتهى .

المصدر : (( شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين لفضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين / ج : 2 / ص 606 - 610 )) ..


 
 
 
 
 
 
 
كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتنفَّسُ في الشرابِ ثلاثًا ، ويقول : ( إنه أَروى وأبرأُ وأَمرأُ ) . قال أنسٌ : فأنا أتنفَّس في الشرابِ ثلاثًا . وفي رواية : بمثله . وقال : في الإناء .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:   --2028خلاصة حكم المحدث: صحيح .
 




* قوله صلى الله عليه وسلم : ( أروى ) من الري أي أكثر ريا ، وأمرأ وأبرأ مهموزان ، ومعنى ( أبرأ ) : أي أبرأ من ألم العطش ، وقيل : أبرأ أي أسلم من مرض أو أذى يحصل بسبب الشرب . في نفس واحد .

ومعنى ( أمرأ ) : أي أجمل انسياغا . والله أعلم .

قوله : ( عن أبي عصام عن أنس ) اسم أبي عصام : خالد بن أبي عبيد .

وقوله في الحديث الثاني : ( كان يتنفس في الإناء أو في الشراب ) معناه : في أثناء شربه من الإناء أو في أثناء شربه الشراب . والله أعلم . (أ.هــ)

شرح النووي على مسلم / صحيح مسلم » كتاب الأشربة » باب كراهة التنفس في نفس الإناء واستحباب التنفس ثلاثا خارج الإناء
 

وقال النووي : معنى أبرأ أي أبرأ من ألم العطش ، وقيل أبرأ أي أسلم من مرض أو أذى يحصل بسبب الشرب في نفس واحد انتهى ، وقال الحافظ في الفتح : أبرأ بالهمز من البراءة أو من البرء أي يبرئ من الأذى والعطش ، ووقع في رواية أبي داود " أهنأ " بدل قوله : " أروى " ، من الهنأ ، قال : والمعنى أنه يصير هنيئا مريئا بريئا أي سالما أو مبريا من مرض أو عطش ، ويؤخذ من ذلك أنه أقمع للعطش وأقوى على الهضم وأقل أثرا في ضعف الأعضاء وبرد المعدة ، واستعمال أفعل التفضيل في هذا يدل على أن للمرتين في ذلك مدخلا في الفضل المذكور ، ويؤخذ منه أن النهي عن الشرب في نفس واحد للتنزيه ، انتهى كلام الحافظ . (2)

 
 
 
 
 
 
 
 
 
نهَى عن النَّفخِ في الشَّرابِ ، فقال له الرَّجلُ : يا رسولَ اللهِ إنِّي لا أُروَى من نفَسٍ واحدٍ ، فقال له رسولُ اللهِ : فأبِنِ القَدحَ عن فيك ، ثمَّ تنفَّسْ ، قال : فإنِّي أرَى القَذاةَ فيه قال : فأهرِقْها
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم:   --385خلاصة حكم المحدث: حسن
 
 
 
وعلى هذا أهل العلم والنهي عن التنفس فيه من أجل ما يخاف أن يبرز شئ من ريقه أو مخاطه فيقع في الماء وقد تكون النكهة من بعض من يشرب متغيرة فتتعلق الرائحة بالماء لرقته ولطفه ثم أنه من فعل الدواب إذا كرعت في الأواني كرعت ثم تنفست فيها ثم عادت فشربت فيكون الأحسن في الأدب إن يتنفس بعد إبانة الإناء عن فمه والنفخ فيه يكون لأحد معنيين فإن كان من حرارة الشراب فليصبر حتى يبرد وإن كان من أجل قذي فليمطه بإصبع أو خلال وإن تعذر فليرقه.
 
 


 
الدُّعاء عقب شرب اللَّبن
 
 
 
كنتُ في بيتِ ميمونةَ ، فدخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، ومعه خالدُ بنُ الوليدِ ، فجاؤوا بضَبَّينِ مَشْوِيَّينِ على ثُمامَتَينِ ، فتبزَّق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فقال خالدُ : إِخالُك تَقْذِرُه يا رسولَ اللهِ ! قال : أجل ثم أُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بلبنٍ فشرب ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إذا أكل أحدُكم طعامًا فلْيَقُلْ : اللهمَّ بارِكْ لنا فيه ، وأَطعِمْنا خيرًا منه ، وإذا سُقِيَ لبنًا فليقلْ : اللهمَّ بارِكْ لنا فيه ، وزِدْنا منه ؛ فإنه ليس شيءٌ يُجزئُ من الطعامِ والشرابِ إلا اللبنَ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم:   3730خلاصة حكم المحدث: حسن .
 
 
 
قال تعالى ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ )  (66) النحل
 
 
 
 
استحباب المضمضة بعد شرب اللَّبن ونحوه


 
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شرِب لبَنًا ، فمَضمَض وقال : إنَّ له دَسَمًا .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 211خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم شرب لبنًا فمضمض وقال:(إنَّ لـه دسمًا)متفق عليه. قال ابن حجر في الفتح: (فيه بيان العلَّة للمضمضة من اللَّبن، فيدلُّ على استحبابها من كلِّ شيء دسم).

 
 



 
 

*** قال :حميد بن مسعدة ومحمد بن عبد الأعلى ، عن يزيد وهو بن زريع قال :حدثني
عبد الرحمن بن أبي عتيق، قال :حدثني أبي ، قال: سمعت عائشة رضي الله عنها ،قالت: قال صلى الله عليه وسلم


" ‏السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ"


( رواه النسائي / تحقيق الألباني / صحيح سنن النسائي / كتاب الطهارة / باب الترغيب في السواك / حديث رقم 5/ صحيح ).




**** عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام


: " أُمِرْتُ بالسواك حتى خشيت أن أدْرَدَ"
***الدرد سقوط الأسنان****
 

(رواه المنذري / تخريج الألباني / صحيح الترغيب والترهيب / الجزء الأول / كتاب الطهارة / باب الترغيب في السواك وما جاء في فضله / حديث رقم 214/ حسن )
 

 


****قال إبراهيم بن موسى ، أخبرنا عيسى بن يونس ، قال حدثنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن زيد بن خالد الجهني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول


" لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ "‏
قَالَ ‏ ‏أَبُو سَلَمَةَ ‏ ‏فَرَأَيْتُ ‏ ‏زَيْدًا ‏ ‏يَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ وَإِنَّ السِّوَاكَ مِنْ أُذُنِهِ مَوْضِعَ الْقَلَمِ
مِنْ أُذُنِ الْكَاتِبِ فَكُلَّمَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اسْتَاكَ .
( رواه أبو داود / تخريج الألباني / صحيح سنن أبي داود / كتاب الطهارة/ باب السواك/ حديث رقم 47 / صحيح )



*** قال أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا محمد بن بشر ، قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى
، عن سعد بن هشام ، قال سألت عائشة قلت يا أم المؤمنين أفتيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :-
"‏كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيمَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَيَتَسَوَّكُ
وَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ ‏ ‏يُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لَا يَجْلِسُ فِيهَا إِلَّا عِنْدَ الثَّامِنَةِ فَيَدْعُو رَبَّهُ
فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ ‏ ‏وَيَدْعُوهُ ثُمَّ يَنْهَضُ وَلَا يُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُومُ ‏ ‏فَيُصَلِّي التَّاسِعَةَ ثُمَّ يَقْعُدُ ،
فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُو رَبَّهُ وَيُصَلِّي عَلَى نَبِيِّهِ ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا
ثُمَّ ‏ ‏يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ وَهُوَ قَاعِدٌ فَتِلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً فَلَمَّا أَسَنَّ
رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَأَخَذَ اللَّحْمَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ"
( رواه بن ماجة / تخريج الألباني /صحيح سنن ابن ماجة / كتاب كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها / باب ما جاء في الوتر بثلاث وخمس وسبع وتسع / حديث رقم 1191 / صحيح )




*** قال محمد بن كثير، قال حدثنا همام ، عن علي بن زيد عن أم محمد ، عن عائشة
"أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كَانَ ‏ ‏ لَا يَرْقُدُ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ فَيَسْتَيْقِظُ إِلَّا تَسَوَّكَ قَبْلَ أَنْ يَتَوَضَّأَ "


( رواه أبو داود / تخريج الألباني / سنن أبي داود / كتاب الطهارة /
باب السواك لمن قام من الليل / حديث رقم 57 / حسن )



*** قال إبراهيم بن موسى الرازي ، أخبرنا عيسى بن يونس، عن مسعر، عن المقدام بن شريح ،عن أبيه قال قلت لعائشة :-


" ‏بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ قَالَتْ بِالسِّوَاكِ "
( رواه أبو داود / تخريج الألباني / سنن أبي داود / كتاب الطهارة / باب في الرجل يستاك بسواك غيره /حديث رقم 51 / صحيح )


 
 
 
من سنن المصافحة
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ما مِن مُسْلِمَينِ يلتَقيانِ فيتَصافَحانِ ، إلَّا غُفِرَ لَهُما قبلَ أن يَتفرَّقا
الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3003خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
 
 
 
 
 
عدم نزع اليد عند المصافحة حتَّى ينزعها الآخـرعن أنس رضي الله عنه قال
 
: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا صافح رجلاً لم يترك يده؛ حتَّى يكون المصافح هو التَّارك ليد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. صحَّحه الألباني.

 
(كان إذا صافح رجلًا لم يَترُكْ يدَه ، حتى يكون هو التاركَ ليدِ رسولِ اللهِ) .
 
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2485خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه
 
 
 
فـــائدة
 
قالَ رجلٌ : يا رسولَ اللَّهِ ، الرَّجلُ منَّا يَلقى أخاهُ أو صديقَهُ أينحَني لَهُ ؟ قالَ : لا ، قالَ : فيَلتزمُهُ ويقبِّلُهُ ؟ قالَ : لا ، قالَ : فيأخذُ بِيدِهِ ويصافحُهُ ؟ قالَ: نعَم
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2728خلاصة حكم المحدث: حسن
 
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في سلسلته الصحيحة المجلد الأوّل ـ تحت حديث رقم (160 ) ـ :
( ..فالحقُّ أنّ الحديث نصٌّ صريح على عدم مشروعية (التقبيل) عند اللقاء ، ولا يدخل في ذلك تقبيل الأولاد والزوجات ؛ كما هو ظاهر ..
 
وأمّا الأحاديث التي فيها أنّ النبيّ صلي الله عليه وسلم قبّل بعض الصحابة في وقائع مختلفة ؛ مثل تقبيله واعتناقه لزيد بن حارثة عند قدومه المدينة ، واعتناقه لأبي الهيثم بن التيهان ، وغيرهما ؛ فالجوّاب عنها من وجوه :
 
(الأول ) : أنها أحاديث معلولة لا تقوم بها حجة ، ولعلنا نتفرغ للكلام عليها ، وبيان عللها إنْ شاء الله تعالى .
( الثاني ) : أنه لو صحّ شيء منها ؛ لم يجز أن يعارض بها هذا الحديث الصحيح ؛ لأنها فعل من النبيّ صلي الله عليه وسلم يحتمل الخصوصيّة أو غيرها من الاحتمالات التي توهن الاحتجاج بها ، على خلاف هذا الحديث ؛ لأنه حديث قوليّ وخطاب عام موجّه إلى الأمة ؛ فهو حجة عليها ؛ لما تقرر في علم الأُصول أنّ القول مقدّم على الفعل عند التعارض ، والحاظر مقدمٌ على المبيح ، وهذا الحديث قولٌ وحاظرٌ ، فهو المقدّم على الأحاديث المذكورة لو صحّت .
## وأمّــا ( الالتزام ) .. و ( المعانـقة ) ؛ فما دام أنّه لم يثبت النهي عنه في الحديث كما تقدم ؛ فالواجب حينئذٍ البقاء على الأصل ، وهو الإباحة ، وبخاصّة أنه ببعض الأحاديث والآثار ،
فقال أنس رضي الله عنه : ” كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا ؛ تصافحوا ، فإذا قدموا من سفرٍ ؛ تعانقوا ” . رواه الطبراني في الأوسط ، ورجاله رجال الصحيح ، كما قال المنذري (3/270) ،والهيثمي (8/36) . وروى البيهقي (7/100) بسند صحيح عن الشعبي : ” كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا التقوا ؛ صافحوا ، فإذا قدموا من سفر ؛ عانق بعضهم بعضاً “. وروى البخاري في الأدب المفرد (970) ، وأحمد (3/495) عن جابر بن عبد الله قال : ” بلغني حديث عن رجلٍ سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتريت بعيراً ، ثمّ شددتُ عليه رحلي ، فسرتُ إليه شهراً حتى قدمتُ عليه الشام ، فإذا عبد الله بن أنيس ، فقلت للبـواب : قل له : جابر على الباب . فقال : ابن عبد الله ؟ قلتُ : نعم . فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته ” الحديث . وإسناده حسن كما قال الحافظ ( 1/ 195) ، وعلّقه البخاري . وصحّ التزام ابن التَّيِّهان للنبي صلي الله عليه وسلم حين جاءه صلي الله عليه وسلم إلى حديقته ؛ كما في مختصر الشمائل (113) .
## وأمّــا ( تقبيل اليـد ) …فـفي الباب أحاديث وأثار كثيرة يدلُّ مجموعها على ثبوت ذلك عن رسول الله صلي الله عليه وسلم والسلف ، فنرى جــواز (تقبيل يد العـالم ) إذا توفّرت الشـروط الآتية :
1 _ أنْ لا يتخذ عادةً بحيث يتطبع العالم على مدّ يده إلى تلامذته ، ويتطبّع هؤلاء على التبرك بذلك ، فإنّ النبي صلي الله عليه وسلم وإنْ قُبلت يده ؛ فإنما كان ذلك على الندرة ، وما كان كذلك ؛ فلا يجوز أن يُجعل سنة مستمرة ؛ كما هو معلوم من القواعد الفقهية .
2 _ أنْ لا يدعو ذلك إلى تكبر العالم على غيره ورؤيته لنفسه ؛ كمــا هو الواقع مع بعض المشايخ اليوم .
3 _ أنْ لايؤدي ذلك إلى تعطيل سنة معلومة ؛ كسنة المصافحة ؛ فإنها مشروعة بفعله صلي الله عليه وسلم وقوله ، وهي سببٌ شرعيّ لتساقط ذنوب المتصافحين ؛ كما روي في غير ما حديث واحد ؛ فلا يجوز إلغاؤها من أجل أمر أحسن أحواله أنـه جائـز . ) ا.هـ
سلسة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ( 1/ 300 ـ 302 تحت حديث رقم 160 )
 
 

 
 

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

عبد الله بن رواحة رضي الله عنه

 
 
عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وأضاه
 
نسبه رضي الله عنه هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن الأغر بن كعب بن الخزرج  بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي . الشاعر المشهور .
كنيته : أبو رواحة ويقال أبو عمرو  
وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الأطنابة  خزرجية أيضا .
 
 
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان في قصصه  يذكر النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : ( إنَّ أخًا لكم لا يقول الرفثَ (1)) . يعني بذاك ابنَ رواحةَ، قال :
 
 فينا رسولُ اللهِ يتلو كتابَه *** إذا انشقَّ معروفٌ من الفجرِ ساطعٌ .
أرانا الهُدى بعد العمى فقلوبُنا *** به موقناتٌ أن ما قال واقعٌ .
يبيت يجافي جنبَه عن فراشِه *** إذا استثقلَّتْ بالكافرِين المضاجعُ.(2) 
 
 
شرح الحديث
من فتح الباري شرح صحيح البخاري
 
 
قوله : ( أنه سمع أبا هريرة وهو يقص في قصصه ) أي مواعظه التي كان أبو هريرة يذكر أصحابه بها .
 
قوله : ( وهو يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أخا لكم ) معناه أن أبا هريرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستطرد إلى حكاية ما قيل في وصفه ، فذكر كلام عبد الله بن رواحة بما وصف به من هذه الأبيات .
 
قوله : ( إن أخا لكم ) هو المسموع للهيثم ، والرفث : الباطل ، أو الفحش من القول ، والقائل ؛ يعني هو الهيثم ، ويحتمل أن يكون الزهري .
 
قوله : ( إذا انشق ) كذا للأكثر وفي رواية أبي الوقت " كما انشق " والمعنى مختلف وكلاهما واضح .
قوله : ( من الفجر ) بيان للمعروف الساطع ، يقال : الساطع إذا ارتفع .
قوله : ( العمى ) أي الضلالة .
قوله : ( يجافي جنبه ) أي يرفعه عن الفراش ، وهو كناية عن صلاته بالليل ، وفي هذا البيت الأخير معنى الترجمة ، لأن التعار هو السهر والتقلب على الفراش كما تقدم ، وكأن الشاعر أشار إلى قوله تعالى في صفة المؤمنين : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا الآية .
(أ.هــ) .(3)
 
ومن شعر ابن رواحة أيضا
 
شهدت بأن وعد الله حق     وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف     وفوق العرش رب العالمينا (4)
 
 
 
 
 
 
(1) رَفَثَ :رَفَثَ في كلامه رَفَثَ ُ رَفْثًا ، ورُفُوثًا : صرَّح بكلامٍ قبيحٍ .
المعجم: المعجم الوسيط. رفث :- كلام فاحش قبيح- المعجم: الرائد - رفث - يرفث ويرفث ، رفثا:- رفث في كلامه : تكلم بالفحش والقبيح- المعجم: الرائد .
 
(2)  الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1155 -  خلاصة حكم المحدث: [صحيح].