الاثنين، 26 سبتمبر 2011

آخر وقت صلاة العشاء .


ما هو آخر وقت لصلاة العشاء :


السؤال

بارك الله فيكم امرأة عليها الدورة الشهرية فنامت أول الليل فلما استيقظت فجرا شاهدة الطهر ولا تدرى متى حصل هذا الطهر فهل عليها صلاة العشاء أيضا لو استيقظت بعد طلوع الشمس وهل تصلى الفجر أم لا يا فضيلة الشيخ؟

الجواب

الشيخ: إذا نامت المرأة وهي حائض ثم استيقظت وهي طاهر ولا تدري هل حصل الطهر قبل منتصف الليل أو بعده فإنه لا يجب عليها قضاء صلاة العشاء لأن وقت صلاة العشاء ينتهي بنصف الليل لكن عليها أن تبادر وأن تغتسل وتصلى الفجر في وقتها ولا يحل لها أن تأخر الإغتسال إلى ما بعد طلوع الشمس كما يفعله بعض الجاهلات من النساء بل الواجب عليها أن تبادر وتغتسل لتصلى الصلاة في وقتها وإذا كانت تقول أني أريد أن أغتسل اغتسلا يكون منظفا قلنا اغتسلي اغتسالا تقومين فيه بالواجب وصلى الفجر في وقتها وإذا اصبحتي فلا حرج عليك أن تغتسلي اغتسلا منظفا بالصابون أو غيره.
http://www.islamport.com/b/2/alfeqh/...%E4%20014.html


فتاوى نور على الدرب (نصية) : الصلاة

السؤال: جزاكم الله خيرا ما هو آخر وقت لصلاة العشاء هل هو نصف الليل أم ثلث الليل وإذا صلت المرأة بعد نصف الليل بقليل ساعة أو ساعتين هل عليها إثم في ذلك؟
الجواب

الشيخ: وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل والوقت الأفضل فيها ما بين الثلث والنصف فيجوز تقديمها على الثلث من حين أن يغيب الشفق الأحمر ولا يجوز تأخيرها عن النصف والأفضل ما بين الثلث والنصف لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ) فإذا كانت المرأة في البيت وتضمن لنفسها أن تبقى إلى نصف الليل فالأفضل أن تؤخر الصلاة إلى ثلث الليل وإن كانت لا تضمن أن تبقى مستيقظة إلى نصف الليل فلتصلي في أول الوقت وأما ما بعد نصف الليل فليس وقتا لصلاة العشاء ليس وقتا ضروريا ولا وقتا اختياريا لأن جميع النصوص كلها حددت وقت العشاء بنصف الليل ولم يرد فيما أعلم إلى ساعتي هذه أن وقت العشاء يمتد إلى طلوع الفجر وهذا الذي قررته هو صريح الأحاديث الواردات عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ظاهر القرآن الكريم لقوله تعالى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) أي إلى نصفه لأنه هو غاية الغسق إذ ما قبل النصف الشمس قريبة من الأفق الغربي وما بعد النصف الشمس قريبة من الأفق الشرقي ومنتهى غاية الغسق انتصاف الليل فيقول عز وجل (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) هذا وقت ممتد من زوال الشمس وهو نصف النهار إلى نصف الليل وفيه أربع صلوات الظهر وقتها من الزوال إلى أن يصير ظل كل شيء مثله فيدخل وقت العصر مباشرة العصر من ذلك الوقت إلى أن تصفر الشمس وهو وقت اختيار ثم إلى غروبها وقت ضرورة ويدخل وقت المغرب فورا إلى وقت العشاء وهو مغيب الشفق الأحمر فيدخل وقت العشاء فوراً إلى نصف الليل ثم قال الله عز وجل (وقرآن الفجر) فاستأنف لصلاة الفجر ولم يجعلها مع الصلوات الأخرى لم يقل أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى طلوعها بل قال (إلى غسق الليل) فوقف وحدد ثم قال (وقرآن الفجر) ففصل الفجر عن ما سبقه من الأوقات وقال (إن قرآن الفجر كان مشهودا).


http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3914.shtml


** قال الشيخ الألباني - رحمه الله - :

{ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط . . " . رواه مسلم وغيره ، ويؤيده ما كتب به عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري : ". . . وأن صل العشاء ما بينك وبين ثلث الليل ، وإن أخرت فإلى شطر الليل ، ولا تكن من الغافلين" . أخرجه مالك والطحاوي وابن حزم ، و سنده صحيح . فهذا الحديث دليل وأضح على أن وقت العشاء انما يمتد إلى نصف الليل فقط ، وهو الحق ، ولذلك اختاره الشوكاني في "الدرر البهية" ، فقال : " . . . وآخر وقت صلاة العشاء نصف الليل" ، وتبعه صديق حسن خان في "شرحه" ، وقد روي القول به عن مالك كما في "بداية المجتهد" ، وهو اختيار جماعة من الشافعية كأبي سعيد الإصطخري وغيره . انظر المجموع (3/40). }انتهى كلام الألباني من تمام المنة.

** فإذا تقرر أن آخر وقت العشاء ما نُص عليه في حديث مسلم :
وقت الظهر إذا زالت الشمس . وكان ظل الرجل كطوله . ما لم يحضر العصر . ووقت العصر ما لم تصفر الشمس . ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق . ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط . ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر . ما لم تطلع الشمس . فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة . فإنها تطلع بين قرني شيطان
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 612 خلاصة حكم المحدث: صحيح

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

(( الليل الشرعي يبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر , هذا الليل الشرعي.
أما الليل الحسابي , فعندهم يبدأ عند أهل الحساب والفلك من غروب الشمس إلى طلوع الشمس. . أما عند علماء الشرع و الأحكام الشرعية , فإن الليل يبدأ من غروب الشمس و ينتهي بطلوع الفجر. ))
انتهى بتصرف الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ـ حفظه الله ـ

رابط صوتي :

http://www.alfawzan.ws/sites/default/files/11923.mp3

** وهذا يرد على من يعتقد أن منتصف الليل المذكور في الأحاديث
هو الثانية عشرة ليلا ... وعند التأمل نجد أن بينهما فارق ولا ريب
ولأن بعض العبادات تتوقف على معرفة المواقيت الشرعية بدقة كمسألتنا
هذه وجدنا أنه ينبغي لنا التنويه على كيفية حساب منتصف الليل الشرعي :

نصف الليل الشرعي = (مجموع الوقت من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ÷ 2) + وقت غروب الشمس
= والناتج هو منتصف الليل

&- تفصيل ذلك :

فإذا كان غروب الشمس الساعة السابعة مساء (مثلا)
وطلوع الفجر الرابعة فجرًا ( مثلا ) فكيف نستطيع
معرفة وقت منتصف الليل تحديدا ؟

- نبدأ بحساب عدد الساعات بين المغرب والفجر
وهي هنا : تسع ساعات (9)

-ثم نقسم تلك الساعات على اثنين لنأتي بنصفها

9 ÷ 2 = 30 :4 ساعة

- ثم نضيف عدد الساعات ( مقدار النصف 30 :4 )
على وقت المغرب لنستطيع تحديد منتصف الليل :

7 + 4.5 = 11:30 ليلا .



منــــقــول
ملتقى قطرات العــلم

احذر الدفع من عرفة قبل تحقق الغروب .

احذر الدفع من عرفة قبل تحقق الغروب

قال الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى - :
ما هي أقل مدة للوقوف فيها بعرفة، ومتى يجوز الانصراف منها إلى مزدلفة، أرجو إيضاح أول الوقت وآخره؟

الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم للحج، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الحج عرفة، فمن أدرك عرفة بليل قبل أن يطلع الفجر، فقد أدرك الحج)، وزمن الوقوف ما بين زوال الشمس يوم عرفة اليوم التاسع إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، هذا هو وقت الوقوف عند أهل العلم، ما بين الزوال يوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة، إلى طلوع الفجر إلى من ليلة النحر، هذا مجمع عليه بإجماع أهل العلم، ليس فيه خلاف، أن هذا هو وقت الوقوف، فإذا وقف فيه ولو قليلاً أجزأه الحج، فإن كان بالليل أجزأه وليس عليه فدية، وإن كان في النهار وجب عليه أن يبقى إلى غروب الشمس، كما وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه وقف نهاراً بعدما صلى الجمع، بعدما صلى الظهر والعصر جميعا، جمع تقديم، بأذان وإقامتين تقدم إلى الموقف فوقف -عليه الصلاة والسلام- على راحلته حتى غابت الشمس هذا هو الأفضل، وهذا هو الكمال، أن يقف نهاراً ويبقى حتى غروب الشمس، فإن انصرف قبل غروب الشمس فعليه دم عند أكثر أهل العلم، يذبح في مكة للفقراء، إلا إن رجع في الليل سقط عنه الدم، إن رجع في الليل لو قليلاً سقط عنه الدم، وإذا وقف قليلاً ساعة ربع ساعة أو نصف ساعة المقصود مر بعرفات وهو محرم في الحج، فإن مروره بها أو وقوفه بها قليلاً يجزؤه، إن كان في الليل أجزأ بلا فدية، وإن كان في النهار ولم يبق حتى الغروب فعليه الفدية عند الجمهور وحجه صحيح عند جمهور أهل العلم. أما الوقوف قبل الزوال فأكثر أهل العلم أن لا يجزئ، من وقف قبل الزوال ولم يرجع بعد الزوال ولا في الليل فإنه لا يجزئ عند الجمهور، وذهب أحمد بن حنبل -رحمه الله- وجماعة إلى أنه يجزئ قبل الزوال لحديث عروة بن مغرس حيث قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- قد وقف في عرفة قبل ذلك ليلاً أو نهاراً، فأطلق النهار، قال هذا يشمل ما قبل الزوال وما بعد الزوال، ولكن الجمهور قالوا: يحمل على ما بعد الزوال؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقف بعد الزوال ولم يقف قبل الزوال، وقال: (خذوا عني مناسككم)، اللهم صل وسلم عليه، فالأحواط للمؤمن أن يكون وقوفه بعد الزوال كما قاله جمهور أهل العلم، وكما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولا يتحدد الوقوف بشيء قليل أو كثير يجزئ، لكن مثل ما تقدم إن كان بالليل في أول الليل أو في وسطه أو في آخره أجزأه بلا فدية، وإن كان في النهار، ولم يبق حتى الغروب فعليه فدية عند أكثر أهل العلم لأنه ترك واجباً وهو الجمع بين الليل والنهار في حق من وقف نهاراً. وقال قوم لا فدية عليه حتى إذا وقف نهاراً بعد الزوال كالليل، ولكن أكثر أهل العلم قالوا أن وقوف النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الغروب يدل على الوجوب؛ لأنه قال: (خذوا عني مناسككم)، قوله: (خذوا عني مناسككم)، يدل على وجوب البقاء إلى الليل، فإنه لم ينصرف حتى غابت الشمس -عليه الصلاة والسلام-، فينبغي لمن وقف نهاراً أن يبقى بل يجب عليه أن يبقى حتى تغيب الشمس، فإذا غابت انصرف إلى المزدلفة فإن استعجل وانصرف قبل الغروب جبره بدم عند أكثر أهل العلم، يذبح في الحرم للفقراء جبراً للحج.


http://www.binbaz.org.sa/mat/19019


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..وبعد

لقد حججت مع والدتي المسنة وتخلف الباص خاصتنا عن الحملة يوم عرفة ولم نصل إلا الساعة الثانية بعد الظهر إلى عرفة وظل الباص يلف في عرفة جميعها بحثا عن موقع الحملة ولم يستدل عليه حتى صارت الساعة الرابعة والنصف عصرا ثم طلب منه المشرف الوقوف حتى ننزل بعرفة ما تبقى من الوقت ولم يجد مكان سوى خارج عرفة بحوالي عشرين مترا حسب اللوحة التي تشير لبداية عرفة ونزلنا وذهبنا إلى محاذاة اللوحة الدالة على بداية عرفة وصلينا الظهر والعصر قصرا لأننا بعد العصر ثم جلسنا ندعو وحيث إن الموقع كان مزدحما وغير مريح طلبت مني والدتي قبيل الغروب بحوالي نصف ساعة أن أذهب بها إلى الباص والذي يقف على بعد عشرين مترا خارج عرفة لتستريح به جاهلة بحكم الوقوف حتى الغروب وأنا أمام خوفي عليها وتلبية لرغبتها نسيت الحكم تماما ولم أتذكره بالمرة (سبحان الله) وجلسنا في الباص حتى غربت الشمس ولما تحرك الباص أعتقد أنه لم يدخل حدود عرفة فما الحكم مع الجهل والنسيان مع العلم أن أعدادا كثيرة جدا كانت بعدنا خارج عرفة ولم تجد من ينصحها (عشرات الآلاف) وجزاكم الله عنا كل خير.


الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فمن وقف بعرفة نهارا ثم دفع قبل الغروب فقد أتى بالركن وترك واجب الوقوف في جزء من الليل فيكون عليه دم وجوبا عند الحنفية والحنابلة وهو قول عند الشافعية، لكن الراجح عند الشافعية استحباب إراقة الدم لأن أخذ جزء من الليل على هذا القول سنة لا غير، وإنما يستحب الدم خروجا من خلاف من أوجبه. ولو تدارك ما فاته بالرجوع إلى عرفة قبل غروب الشمس، وبقي إلى ما بعد الغروب سقط عنه الدم اتفاقا، ولو رجع بعد الغروب وقبل طلوع الفجر سقط عنه الدم عند الجمهور خلافا للحنفية، لأن الدم عندهم لزمه بالدفع من عرفة فلا يسقط بالرجوع إليها، أما عند المالكية فلا يدفع الحاج من عرفة إلا بعد غروب الشمس فإن دفع قبل الغروب فعليه العود ليلا تداركا وإلا بطل حجه.

والراجح عندنا أن من وقف نهار ودفع قبل الغروب ولم يعد للوقوف جزءا من الليل أنه يلزمه الدم سواء كان تركه للجمع بين اليل والنهار عمدا أو سهوا أو جهلا ، كما بيناه في الفتوى رقم: 962.

والله أعلم.


http://www.islamweb.net/ahajj/index....Option=FatwaId


** وهنا مسألتان ينبغي التنبه إلى الفرق بينهما بارك الله فيكم :

1- مسألة الوقوف بعرفة ولو قليلا في زمن الوقوف المشروع :
( من زوال شمس يم عرفة ( الظهر) إلى فجر يوم النحر على مذهب الجمهور )
فمن فعل ذلك أجزأه وقوفه وحجه صحيح لأنه أتى بركن الوقوف بعرفة .

2- ويبقى الواجب في هذا الركن ألا وهو الجمع بين الليل والنهار في والوقوف
بعرفة فلا يدفع الحاج الذي وقف بعرفة نهارا قبل تحقق الغروب لفعل النبي
صلى الله عليه وسلم ذلك وأمره ضمنا بذلك في قوله : ( خذوا عني مناسككم ) .

** وأكثر أهل العلم على أن من وقف نهارا في عرفة ودفع قبل الغروب عليه دم جبران
كما تقدم مفصلا في النقولات السابقة .

والله نسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا من لدنه علما .
منـــقول
ملتقى قطرات العلم

السبت، 24 سبتمبر 2011

إبراهيم عليه السلام ومقامات العبودية.


إبراهيم عليه السلام ومقامات العبودية.
لبّيكَ اللهمَّ لبّيكَ
(الشيخ حامد العلي)

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
دخل اليوم العشر الأُوَل من ذي الحجة التي هي أحبُّ الأيـّام إلى الله تعالى ، وفي الحديث : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام ، يعني أيام العشر ، قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله ، قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) رواه البخاري
وذلك لأنَّ فيها تقع أمّهـات العبادات ، وشريعة الحـج ، والحـجُّ إنما هو السيـر على خطى خليل الله إبراهيم عليه السلام ، التي إقتفـى أثـرها خليلُ الله محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو من أول خطوة يخطوها الحاج ، إستجابة لنداء إبراهيم عليه السلام إذ أذَّن في الناس لتهوى أفئدتهم إلى بيت الله الذي بناه ، قال تعالى ( وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كلِّ ضامـر يأتين من كلِّ فج عميق )
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ( فذُكـر أنه قال : يا ربّ كيف أبلغ الناس ، وصوتي لا ينفذهم ؟! فقال : ناد وعلينا البلاغ ، فقام على مقامه ، وقيل على الحجر ، وقيل على الصفا ، وقيل على أبي قبيس ، وقال : يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجُّوه ، فيقال إنّ الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ، وأسمع من في الأرحام ، والأصلاب ، وأجابه كلُّ شيء سمعه من حجر ، ومدر ، وشجر ، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة : لبيك اللهم لبيك ، هذا مضمون ما ورد عن ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، وغير واحد من السلف ، والله أعلـم ) .
ولما كان الحجُّ هو ترجمة لعمـق الأمـّة الجغرافي ، إذ هـو المؤتمر الوحيد الذي يجتمع فيه أهل التوحيـد من كلّ فـجّ عميق في مكـان واحـد ، ناسب أن يُربـط بعمـق الأمـّة التاريخي ، وهـو خُطى إبراهيم عليه السلام ، أبي الأنبيـاء _ أكثـر الأنبياء _ ليتشكّل من هذين الرابطيـن العظيـمين ، البعـدان الرئيسان لهذه الأمَّة العظيمـة التي بُعثت جامعـةً لميراث كـلِّ الرسالات ، وأُمرت بإكمـال مسيرة الرسل بالجهـاد إلى نهايـة التاريـخ .
وهذا هـو البُعـد الأول ، أمـّا الثاني فهـو أنها أمـَّة ذات رسالة عالميــة ، وهي وحـدها تملك الهدى ، وكلُّ من في الأرض غيـرها على الضلال ، وهي وحدها في النـور ، وغيرها في الظلمـات ، ولهذا قال تعالـى ( أُخـرجت للناس ) أي أخرجت بالعقيدة الهادية للناس جميعا ، لتعلو بها على الأرض جميـعا ، متجاوزة كلَّ الحدود الجغرافيّة ، والعنصريّة ، و القوميّة ، والعرقيّة .. إلخ .
وخليل الله ونبيه إبراهيم بجهاده العظيم ، هـو مفصـل التاريخ الأعظـم ، ذلك أن التاريخ عندنـا يتمحور حول حقب الأنبيـاء فحسب ، وتدور رحاه حول الصراع بين الحقّ الذي جاءت به الأنبياء ، والباطـل الذي مع أعدائهم ، ثم يتكـرر كل عصر في صور شتى ، وحقيقـة واحـدة ، كما قال تعالى : ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ، أتواصوا به بل هم قوم طاغون ).
وبداية هذا الصراع الذي هو حقيقة التاريخ العظمـى ، في حقبـة نوح عليه السلام ، ومفصله الأوسط في حقبة إبراهيم عليه السلام ، وخاتمته ونهاية التاريـخ هي التي نحن فيها ، بل في آخـرها ، وهـي حقبة نبيّنا محمّد عليه الصلاة والسلام ، خاتم النبييّن وسيّد المرسلـين .
فإبراهيم عليه السلام ، هـو مجـدّد الرسالات ، ولهذا يبدأ الله بذكره بعد حقبة نوح والنبيين من بعده ، عندما يذكر موكب الرسالات ، كما قال تعالى : ( إنّا أوحينا إليك ، كما أوحينا إلى نوحٍ والنبييّن من بعده ، وأوحينا إلى إبراهيم ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، والأسباط وعيسى ، وأيوب ، ويونس ، وهارون ، وسليمان ، وآتينا داود زبورا )
وقال الحق سبحانه : ( شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحا ، والذي أوحينا إليك ، وما وصّينا به ابراهيم ، وموسى ، وعيسى ، أن أقيموا الدّين ولا تتفرّقوا فيه ، كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ، الله يجتبي إليه من يشاء ، ويهدي إليه من ينيب )
ويبدأ الله تعالى بذكره عندما يذكـر الإيمان بما أنزل على الأنبياء ، كما قال تعالى : ( قولوا آمنا بالله ، وما أنزل إلينا ، وما أنزل إلى ابراهيم ، واسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، والأسباط ، وما أوتي موسى ، وعيسى ، وما أوتي النبيون من ربهم ، لا نفرق بين أحد منهم ، ونحن له مسلمون ، فان آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ، وإن تلوا فإنما هم في شقاق ) .
إذ كان هو عليه السلام أبوهم الأكبـر ، ومعلم الخير الأعظـم قبل محمَّد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا قال تعالى معظِّما شأنه ، مبجّـلاً أمره ، منوِّهـا بجاهـه العظيم عند ربـّه : ( إنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، شاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ ، وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ )
ولهذا كانت رسالة محمّد صلى الله عليه وسلم ، إتباع لملّة إبراهيم عليه السلام كما قال تعالى بعد الآيات السابقات في أواخـر سورة النحـل : ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
وقال تعالى : ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ، واتبع ملَّة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا ) .
وإنما استحق خليل الله إبراهيم عليه السلام كلَّ هذا من الله تعالى ، لأنـّه قام بأربعـة مقامـات هي أعظـم مقامات العبودية لربّ العالمـين :
أحدهـا تحطيمه الجاهلية المتمثلة في عصره بالأصنام ، ومواجهته لقومه الكفـار وحيداً ، متوكـلا على الله وحـده ، وصبـره على ذلك حتى حـرقوه في النـار ، فجعلها الله بردا وسلامـا عليه.
والثاني : جهاده العظيم في مواجهة الطاغيـة النمرود بن كنعان بن كوش ، وكان أحد ملوك الدنيا بأسرها ، فإنه قد ملك الدنيا فيمـا ذكروا أربعة : مؤمنان ، وكافران ، فالمؤمنان ذو القرنين ، وسليمان ، والكافران النمرود ، وبختنصر ، وكان النمرود قد طغى مستمرا في ملكه أربعمائة سنـة ، فواجهـه إبراهيم عليه السلام بالحـقّ وحـده ، حتى قطع حجّـته ، فأذلَّ طغيانـه .
والثالث : قيامه بالتوحيـد الكامل ، بالخضوع التام لطاعة ربه ، حتى أمر بذبح ولده ، فإستجـاب ، وتلَّه للجبين ، ففداه الله بذبح عظيـم ،
ولهذا قال تعالى عنه :( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ، وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ، إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
الرابع : براءته من كلِّ من ناقض التوحيد ، حتى تبـرّأ من أبيه لما تبيّن له أنه عدوُّ لله تعالى ، كما قال تعالى : ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إبْرَاهِيمَ لأبِيهِ إلاّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إيَّاهُ فَلَمَا تَبَيَّنَ لَهُ أنَّه عَدُوٌ لله تَبَرَّأَ مِنْهُ إنَّ إبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ).
وقد قام بهذه المقامات كلُّها وليس في الأرض موحدا سواه _ وزوجته _ ثم آمن له لوط عليه الســلام ، فأكرمـه الله بالنبـُّوة ببركة دعوة إبراهيـم عليه السـلام ، كما كان خير النبييّن محمد صلى الله عليه وسلم إستجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام.
ذلك أنـَّه كلَّما كان جـاه العابد لله أرفـع عند الله ، كان بركـته على غيـره أعظـم .
ولهذا والله أعلم اختصَّ الله الخليـل برفعه قواعد البيت العتيق ، وأذانه في الناس بالحجِّ ، حتى إذا وصل كلُّ حاج إلى حيث دعاه إبراهيم عليه السلام ، إلى مركـز التوحيـد في الأرض كلٌها ، صلَّى ركعتيـن وراء مقام إبراهيـم ، وقد أبقى الله تعالى أثـرَ قدمـيه الشريفتـين ، أمام الكعبـة ، ليراه كلُّ ملبِّ ، فيتذكَّـر مقامات الخليل عليه السلام ، ويأتسي بحياته المليئة بالجهـاد من أجـل العقيـدة .
فيكتب ذلك كلَّه في ميزان أعمال ذلك النبيِّ العظيم ، الذي كان أمّـة في رجـل ، وأحيا الله به موكـب الرسالة ، وجـدَّد به دين التوحيـد.
وجازاه أعظـم الجزاء على جهاد العظيم ، أن جعـل النبوَّة محصورة في ذريـّته عليه السلام إلى آخـر الزمان ، وآخـرهـم خاتم الأنبياء ، سيد ولد آدم محمّد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً .
ولهذا فإن الحـاجّ الملبّي لربـّه بالتوحيـد ، ( لبّيك اللهمّ لبّيـك ) الذي يسير على خطى إبراهيم عليه السلام ، حريُّ به أن يتذكَّـر مقاماته العظيمة ، فيقيم بين مناسك الحج ، ومقاصدهـا علاقـة ، كعلاقـة الروح بالجسـد .
فيعلن بتوحيده التمرُّد على جاهلية العصر المتمثلة في كلِّ ما يناقض دين الإسلام ، ويصـدع بمواجهـة طواغيت العصـر الذين طغوا في البلاد ، وأكثـروا فيها الفسـاد ، وتعدوا ذلك إلى إفساد الدين ، وتلبيس الحقِّ بالباطل.
كما يعـلن الإستسلام التـامّ لشريعة الله وحده ، والكفر بما سواها من مناهج ، وشرائع ، وقوانين الجاهليـة.
ويعـزم على الصبـر على هذا الحـقِّ ، ولو كان وحده ، كما كان إبراهيم عليه السلام .
مظهـراً باللسان ، والجوارح ، وبجهـاد النفس ، والمال ، إنتمائـه لركـب المرسلين عبـر التاريخ كلِّه ، إلى محمّد صلى الله عليه وسلم ، متبرّئـا من كلّ أعـدائهـم.
وأنت إذا تأمّلـت مناسك الحج ، وجـدتها كلَّها تدور على هذه المقامات الأربـع ، تؤكِّـدها أصـلاً ، وتفـرِّع عليها كـلَّ تفاصيـل شعائـر الحـج ..ولهذا يرجع الحاجّ بعد حجّه كيوم ولدته أمـُّه ، مكافأة على قيامه بأعظم مقامات العبودية لله تعالى .
غير أنـَّه لما كانت عبادة الحـجّ ، قـد أصابها ما أصـاب غيرها من العبـادات ، من تحوِّلهـا عند كثيـر من المسلمين ، إلى عـادات لا يفقهون ما وراءها من المعاني الجليلة ، والمقاصد العظيـمة ، صار على قلوبهـم بين حجّهـم ، وحِكَمِـهِ ، حجابٌ مستـور ، وحجـرٌ محجـور .
وهذا ونسأل الله تعالى أن يثبـِّتنا على ملة إبراهيـم عليه السلام ، ويرزقنا في هذه الأيـام المباركة ، الهدى ، والعمل الصـالح .
ويرزق أمـتنا العـودة إلى دينـها ، والقيام بجهـادها للرجـوع إلى عزهـا.
والله حسبنا ، عليه توكـلنا ، وعليه فليتوكـل المتوكـلون .

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

عـــاصمة من قــاصمــة



الســـلام عليكم ورحمة الله وبركاته


محـــاضرة رائـــعة نتعلم منها أدب الخلاف الذي نحتاج إليه جميعاً
إن شـــاء الله

عـــاصمة من قــاصمــة


أسلــــوب راقي وأدب عالي
من شيخنــا الجليل / محمد بن إسمــاعيل المقــدم
حفظه الله

ولا نــزكيه على الله عــز وجل


ولكننــا نحتــاج لهذا الأدب الراقي في الخــلاف


مـــــــــــع المحـــاضرة





هـذا بِـذنْـبِـي ...

بسم الله الرحمن الرحيم

هـذا بِـذنْـبِـي ...

كانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها تُصدع ، فتضع يدها على رأسها وتقول : بذنبي ، وما يغفره الله أكثر .
أي أنها ما تُصاب إلا بسبب ذنبها .
وهي بذلك تُشير إلى قوله تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )

وحَـدّث عبيد الله بن السرى قال : قال ابن سيرين : إني لأعرف الذنب الذي حُمل به عليّ الدَّين ما هو . قلت : لرجل منذ أربعين سنة : يامفلس !
قال عبيد الله : فحدثتُ به أبا سليمان الداراني فقال : قَـلّـت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون ، وكثرت ذنوبي وذنوبك فليس ندرى من أين نؤتى !

قال الفضيل بن عياض : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلق حماري وخادمي .

وهذا الإمام وكيع بن الجراح – رحمه الله – لما أغلظ له رجل في القول دخل بيتاً فعفّـر وجهه ، ثم خرج إلى الرجل . فقال : زد وكيعاً بذنبه ، فلولاه ما سلطت عليه .
أي لولا ذنوبي لما سُلّطت عليّ تُغلظ لي القول .

ولما استطال رجل على أبي معاوية الأسود فقال له رجل كان عنده : مه ! فقال أبو معاوية : دعه يشتفي ، ثم قال : اللهم اغفر الذّنب الذي سلّـطت عليّ به هذا .

هذا من فقـه المصيبة ، وهو فِقـه دقيق لا يتأمله كل أحـد .

فمتى أُصيب العبد بمصيبة لم ينظر إلى أسبابها وما هو مُقيم عليه من ذنوب ، فقد نظر إلى ظاهر الأمر دون باطنه .
فينظر كثير من الناس إلى من أجرى الله على يديه تلك المصيبة التي ما هي إلا عقوبة لذلك الذّنب ، ولولا ذلك الذنب لما سُـلِّـط عليه .
كما تقدّم في الآثار السالفة .

ينظر كثير من الناس إلى من باشر المصيبة ، ومن أجرى الله على يديه العقوبة ، فينظرون إلى الظالم فحسب فيلعنونه ، ونحو ذلك .
وينظرون إلى من تسبب في حادث سير على أنه سائق غشيم لا يُحسن التصرّف ، ولكن الناظر هذه النظرة يفتقد إلى تلك الشفافية التي نظر بها السلف أبعد مما هو ظاهر للعيان .

وينظر الزوج إلى زوجته على أنها تغيّـرت طباعها أو ساءت أخلاقها ، دون التأمل في الذّّنب الذي تسبب في ذلك .
كما تنظر الزوجة إلى زوجها على أنه تغيّر طبعه أو ساء خُلُقـه ، دون النظر في الذنوب التي هي السبب في ذلك .

فكم نحن بحاجة إلى تلك النظرة الفاحصة التي ننظر بها إلى ذنوبنا قبل كل شيء .
فإذا وقعت مصيبة أو نزلت نازلة أو ساءت أخلاق من يتعامل معنا من أهلٍ وأصحاب وجيران فلننظر في ذنوبنا الكثيرة : من أيها أُصبنا ؟

أمِنْ ارتكاب ما حرّم الله ؟
أم مِن تضييع فرائض الله ؟
أم مِن تخلّفنا عن صلاة الفجر ؟
أم مِن السهر المُحـرّم ؟
أم مِن إدخال ما حرم الله إلى البيوت من صور ومعازف ، وغيرها من وسائل تجلب الشياطين ، وتتسبب في خروج الملائكة ؟
أم مِن الأسفار المُحرّمـة . سعيا في الأرض فسادا ؟
أم مِن ضعف مراقبتنا لله عز وجل ؟
أم ... أم ...
وتعـدّ وتغلـط ... مِن كثرة الذنوب العامة والخاصة .

أحببت تذكير نفسي وإخواني وأخواتي .

( وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

فرُحماك ربنا رُحماك
وعاملنا ربنا بلطفك الخفيّ
وعاملنا بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين .

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
اللهم إني أســألك العفو والعافية

اللهـــم آمــــين

الوصية على أبواب الفتن

الوصية على أبواب الفتن


د.عبد الرحمن بن صالح بن عثمان المزيني


بسم الله الرحمن الرحيم


كلنا يدرك - اليوم- أن الفتن تقرع الأبواب وتدق طبولها إيذانا بالدخول في أمر لا يعلم عواقبه ولا يعلم من وراءه ولا من المستفيد منه إلا الله وحده.قال تعالى: (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) (42الرعد)


أرى خلل الرماد وميض جمر ٍ *** ويوشك أن يكون له ضرام
فإن لم يُطفها عقلاء قوم *** يكون وقودها جثث وهام
فإن النار بالعودين تذكى *** وإن الحرب أولها كلام


وليعلم أن حكمة الله تأبى أن يضيع دينه. قال تعالى: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (التوبة115) ونصحا مني أقدم هذه الوصية التي يتفق عليها العقلاء النبلاء .وأسأل الله أن تكون من القلب إلى القلب فإليكموها :-

أولا : أوصي نفسي وأخواني بالحذر من العجلة والدخول فيما لم تتبين فيه العواقب.
والنظر في المصالح والمفاسد والحذر من العاطفة البعيدة عن العقل.فإن الشريعة الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح ودرء المفاسد. قال تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الانفال25) وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي وَمَنَ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجًَا ، أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِه)وعند مسلم: (تكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان واليقظان فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الساعي فمن وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ). ولقد كانت مواقف السلف الصالح تدل على هذا.ففي الحلية لأبي نعيم قال: أتت الحرورية مطرفا تدعوه إلى رأيهم فقال: لو كان لي نفسان لقدمت أحدهما قبل الأخرى فإن هجمت على خير أتبعتها الأخرى وإلا أمسكتها ولكن إنما لي نفس واحدة ما أدري على ما تهجم خيرأو شر.وقال: أن الفتنة لا تجيء تهدي الناس ولكن تجيء تقارع المؤمن عن دينه.وقال عن عَبْد الله بن عُمَر رضي الله تعالى عنه: إنما كان مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم كانوا يسيرون على جادة يعرفونها فبينما هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة فأخذ بعضهم يمينا وشمالا فأخطأ الطريق وأقمنا حيث أدركنا ذلك حتى جلى الله ذلك عنا فأبصرنا طريقنا الأول فعرفناه وأخذنا فيه وإنما هؤلاء فتيان قريش يقتتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا ما أبالي أن يكون لي ما يقل بعضهم بعضا بنعلي هاتين الجرداوين. وقال: قيل لسعد بن أبي وقاص: ألا تقاتل فإنك من أهل الشورى وأنت أحق بهدا الأمر من غيرك فقال: لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان يعرف المؤمن من الكافر فقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد.وقال:لابنه عُمَر: يا بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا لا والله حتى أعطى سيف إن ضربت به مؤمنا نبا عنه وإن ضربت به كافرا قتله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يجب الغني الخفي التقي. وقال عن قتادة بن دعامة: قد رأينا والله أقواما يسرعون إلى الفتن وينزعون فيها وأمسك أقواما عن ذلك هيبة لله ومخافة منه فلما انكشفت إذا الذين أمسكوا أطيب نفسا وأثلج صدورا وأخف ظهورا من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها وأيم الله لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير والله ما بعثت فتنة قط إلا في شبهة وريبة إذا شبت رأيت صاحب الدنيا لها يفرح ولها يحزن ولها يرضى ولها يسخط ووالله لئن تشبث بالدنيا وحدب عليها ليوشك أن تلفظه وتقضي منه. وقال عن مرة بن شراحيل: شهدت فتح ا لقادسية في ثلاثة آلاف من قومي فما منهم من أحد إلا خف في الفتنة غيري وما منهم أحد إلا غبطني.أ.هـ وفي الطبقات الكبرى لابن سعد: أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ زَمَانَ ابْنِ الأَشْعَثِ نَاسٌ يَدَعُونَهُ إِلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ : أَرَأَيْتُمْ هَذَا الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ ، هَلْ يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَكُونَ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالُوا : لاَ قَالَ : فَإِنِّي لاَ أُخَاطِرُ بَيْنَ هَلَكَةٍ أَقَعُ فِيهَا ، وَبَيْنَ فَضْلٍ أُصِيبُهُ. ويذكر عن مجاهد بن جبر رحمه الله. أنه قال حين دعي للمشاركة في الفتنة: عده بابا من أبواب الخير تخلفت عنه. وجاء في تاريخ الإسلام للذهبي قال أيوب السختياني في العلماء الذين خرجوا مع ابن الأشعث: لا أعلم أحداً منهم قتل إلا رغب له عن مصرعه، أو نجا إلا ندم على ما كان منه. وفي سير أعلام النبلاء: عن الشعبي، قال: كان مسروق إذا قيل له: أبطأت عن علي وعن مشاهده، فيقول: أرأيتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض فنزل بينكم ملك فقال: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) أكان ذلك حاجزا لكم ؟ قالوا: نعم، قال: فو الله لقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم، وإنها لمحكمة ما نسخها شئ. فيجب أن نحسب لعواقب الأمور ومآلاتها والمؤمن كيس فطن. فإن في داخل المجتمع من يتربص به الدوائر.من أصحاب الأهواء والملل والمذاهب الباطلة. وأهل الإفساد والتغريب والأطماع. فيجب أن يحسب لذلك الحسابات.عند اندلاع الفتن وانفلات الزمام. فلا يجني الثمرة إلا الأعداء ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم. قال تعالى: (وَحَسِبُوا أَلا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (71) أي: وحسبوا ألا يترتب لهم شر على ما صنعوا.

ثانيا : على الجميع أن يتحلى بالصبر والحكمة عند الاستفزازات حكاما ومحكومين.
وعدم الاستجابة لهوى النفس. وكبح جماحها. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (ال عمران200) وفي البخاري أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم َقَالَ: مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ)

ثالثا : على الجميع حكاما ومحكومين الحذر من كيد اليهود والنصارى وأذنابهم.
وعدم اتخاذهم بطانة وعدم الاغترار بصداقاتهم المربوطة بمصالحهم الخاصة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (120ال عمران)

رابعا : من أسباب النجاة بإذن الله :-


1 - لزوم مجالس العلم والعلماء. قال تعالى: (.. َأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ..) (ال عمران7) قال في الحلية :قال الحسن: إن الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم وإذا أدبرت عرفها كل جاهل.

2 - الإقبال على العبادة. فقد قال صلى الله عليه وسلم: (العبادة في الهرج كهجرة إلىَّ) رواه مسلم.قال النووي رحمه الله: الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلَاط أُمُور النَّاس . وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا ، وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا ، وَلَا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلَّا أَفْرَاد .أ.هـ وقال في الحلية: عن ابن جبير قال: لقيني راهب فقال يا سعيد في الفتنة يتبين من يعبد الله ممن يعبد الطاغوت.

3 - البعد عن المثيرات في وسائل الإعلام .فقد أخرج نعيم بن حماد في الفتن عن ابن عمر:إن الفتنة راتعة في بلاد الله تطأ في خطامها لا يحل لأحد أن يوقظها ويل لمن أخذ بخطامها.

4 - الإكثار من ذكر الله تعالى. قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الانفال45)

5 - العمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء والتضرع إلى الله.قال صلى الله عليه وسلم : سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ)متفق عليه. فالدعاء تجلب به الخيرات ويستدفع به البلاء.

6 - إعلان التوبة الصادقة والسعي للإصلاح منا جميعا.حكاما ومحكومين.قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (11الرعد).

اللهم أعذنا من الفتن. وصلى الله على نبنا محمد وآله .


أخوكم / د.عبد الرحمن بن صالح بن عثمان المزيني
المشرف العام على موقع رياض الإسلام
www.riyadhalislam.net
فجر الأربعاء4/4/1432هـ
almuzaini.a@gmail.com

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

غرفة الإنسبيك للمحاضرات وكل ما يخصها .

بسم الله والحمد لله والصلاة

والسلام على سيد ولد آدم

ثم


أبدأ بــ


وصية



لاتستخدم هذه الإرشادات



إلا في طاعة الله على


نهج


أهل السنة والجماعة



بفهم السلف الصالح

الإنسبيك للمحاضرات


شرح تحميل و تعريب برنامج

الإنسبيك inspeak

الإنسبيك للمحاضرات

*رابط تحميل البرنامج





الإنسبيك للمحاضرات



*رابط شرح البرنامج


وسيأتي التفصيل المصور إن شاء الله

الإنسبيك للمحاضرات



شرح تفصيلي لما سبق

بعد تحميل البرنامج على جهازك الحسوب

وتنصيبه ستظهر لك أيقونة على سطح المكتب

(الديسك توب)
شكل الأيقـونــة على سطح المكتــب هو التـالي


اضغط على أيقونة البرنامج لتظهر لك واجهة

بداية تشغيل البرنامج



إذا كان عندك حساب (أي: اسم) على

الإنسبيك ، فادخل اسمك في الخانة الأولى


ثم أدخل كلمة المرور في الخانة الثالثة

ثم اضغط على :

login

دخول
*أما إذا لم يكن لديك اسم فاتبع الخطوات الآتية
لعمل حساب على البرنامج
اضغط على:


ستظهر لك هذه الشاشة


قم باضافة بياناتك كما هو موضح بالأعلى..

وإذاكان البرنامج عندك بالعربي



الاسم المستعار


كلمة السر


تأكيد كلمة السر


الاسم الأول


الاسم الأخير


تاريخ الميلاد


الجنس


الدولة


البريد الإلكتروني


تأكيد البريد


ولا يهم ملئ باقي الخانات كما هو موضح بالرسم


ثم الضغط على


التالي ( next )

ثم اضغط على زر:


وهنا للسؤال والجواب..السري



بعد الانتهاء من اختيار السؤال السرى و إجابته ضع علامة ((صح)) أمام كلمة
I agree

ثم اضغط زر:


و هكذا تكون انتهيت من تسجيل الاسم المستعار فى البرنامج..
الان سيقوم البرنامج بإعادتك إلى واجهة


بداية تشغيل البرنامج

وستجد الاسم المستعار و كلمة السر موجودة
اضغط على زر:



ستظهر لك القائمة الرئيسية للبرنامج



*الآن كيفيــة تحويـل البرنـامج للغـة العربيـة


فى القائمة الرئيسية للبرنامج وعلى يمينــك
اضغط على هذا الزر:



ثم ستجــد كلمــة Options

أضغطهـا وستظهر الشاشة التالية:


اضبط الإعدادات كما هو موضح بالأعلـى..
ثم اضغط زر..


سوف تظهر لك الرسالة التالية..

هذه الرسالة تخبرك أنه يجب عليك إعادة تشغيل

البرنامج حتى يتم تغيير اللغة..


أضغط كلمــة.. ok

و قم باعادة تشغيل البرنامج ليظهر لك بهذا

الشكل باللغة العربية

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
منقـــول
ملتقى أخوات أهل السنة والجماعة

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

إذا هبت رياحك فاغتنمها .


إذا هبت رياحك فاغتنمها
2/4/1426


أ.د. ناصر بن سليمان العمر

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، لا تزال وقفات سورة يوسف متصلة ولا يزال الحديث عن قوال الله: "قال اجعلني على خزائن الأرض" مستمراً، وفي هذه الوقفة أنبه على استغلال الفرص المناسب واستثمارها، كما استثمر نبي الله يوسف هذه الفرصة، ومن تأمل سيرة نبي الله يوسف يتضح له بجلاء أنه لم يكن غراً ساذجاً حاشاه بل كان يستثمر الفرص بدقة متناهية وفي كل لحظة، استثمر الفرصة عندما جاءه السجينان وقالا له: عبر لنا الرؤيا، فوجدها فرصة مواتية لأن يدعوهما إلى الله _جل وعلا_ قبل أن يعبّرها لهم.



- واستثمر الفرصة عندما أراد أن يخرج الساقي
فوجدها فرصة لأن يقول اذكرني عند ربك.
- واستثمر الفرصة عندما جاؤوا وطلبوا منه تعبير الرؤيا فعبرها لهم
ولم يمتنع لإدراكه ما قد يترتب على ذلك.
- واستثمر الفرصة عندما قيل له اخرج من السجن، فوجدها
فرصة سانحة لكي ما يظهر براءته ويشهرها على الملأ.
- واستثمر الفرصة عندما قابل الملك وعرض عليه هذا العرض
"إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ" فوجدها فرصة مناسبة لطلب الولاية على خزائن مصر.

فهل ننحن نقتنص الفرص المناسبة في الوقت المناسب؟
وهل نستثمر الفرص التي تسنح في حياتنا لأجل الدين كما فعل يوسف؟
كم أضعنا من الفرص؟

وهل هذا كان دأب سلفنا؟ عكاشة _رضي الله تعالى عنه_ عندما ذكر النبي _صلى الله عليه وسلم_ السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب، قال: يا رسول الله ادع الله أن أكون منهم قال: أنت منهم، وقال للآخر سبقك بها عكاشة!(1)

وورد عند مسلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "يأمر الله بإخراج أربعة من النار فيعرضون على الله فيقول واحد منهم يا رب إذ أخرجتني منها فلا تعدني إليها فيقول الله _جل وعلا_ لا تعيدوه" (2)وهذا ضرب من استثمار الفرص.

ورجل آخر مرّ في الطريق فوجد غصن شجرة فأزاله فغُفر له.
و ثالثة بغي وجدت كلباً فسقته فغُفر لها.

كل ذلك استثمار للفرص، فانظر كيف كانت عاقبته، فهل نستثمر الفرص؟ كما استثمرها هؤلاء.

أم نضيعها واحدة إثر أخرى، ثم نلبس بعدها متأسفين حادبين على أمر الأمة!
مفرطين في جنب الله؟
وفقني الله وإياكم للحرص على ما ينفعنا، والاشتغال بما يصلحنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
(1)
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5752خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(2)الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 192خلاصة حكم المحدث: صحيح