الجمعة، 22 أبريل 2011

مـــتى يكــون الدعــاء في صلاة الاستخــارة ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مـــتى يــكــون الدعــاء في صلاة الاستخارة؟

*. *. *. *. *. *. *. *. *. *. *. *. *. *.


المشروع في دعاء الاستخارة أن يكون بعد الفراغ من الصلاة ،
وبهذا قال جمهور العلماء.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (3/245) : قال الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة : يكون الدعاء عقب الصلاة ، وهو الموافق لما جاء في نص الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " المشروع للمسلم إذا صلى صلاة الاستخارة ، أن يدعو بعد السلام منها لقوله - صلى الله عليه وسلم : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ) الحديث.(1)
وهذا يدل على أن الدعاء يكون بعد السلام من الصلاة " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11/389)

وسئل علماء "اللجنة الدائمة" (8/162) : هل دعاء الاستخارة يكون قبل التسليم، أم بعد التسليم والخروج من الصلاة؟ فأجابوا : " دعاء الاستخارة يكون بعد التسليم من صلاة الاستخارة " انتهى.


وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " دعاء الاستخارة بعد السلام؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( فليصل ركعتين ثم ليقل ) وذكر الدعاء " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" لقاء رقم (20) .


والله أعلم

منــــقـــول
الإسلام سؤال وجواب

*. *. *. *. *. *. *. *. *. *. *. *. *. *.

(1) رواه أبو داود / حققه الألباني / صحيح سنن أبي داود / كتب الصلاة / باب في الاستخارة / حديث رقم 1538 /صحيح .

أسباب الفتور في طلب العلم ؟




أسباب الفتور في طلب العلم
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

فائدة طيبة نسأل الله النفع

السُّؤال:
ما أسباب الفتور في طلب العلم
الجواب:
أسباب الفتور في طلب العلم أو غيره من فعل الطاعات:
أولاً: ضعفُ الهمَّةِ والعزيمة؛ وإلاَّ فالإنسان ينبغي كلما
ازداد في طلب العلم أنْ يزداد نشاطاً؛ لأنه يجد زيادة في
معلوماته؛ فيَفرح كما يفرح التاجر إذا ربح في سلعة
فتجده ينشط. فإذا ربح في نوع من السلع ربحًا كثيرًا
تجده يحرص على أن يحصُل على كمية كبيرة من هذا النوع.

كذلك طالب العلم ما دام جادًّا في طلبه الصَّادق؛ فإنَّه كلما
اكتسب مسألة ازداد رغبة في العلم.
أمَّا الإنسان الذي لا يطلب العلم إلا ليقضي وقته فقط؛
فهذا يلحقه الفتور والكسل.

ثانيًا: أنَّ الشَّيطان يُيئِّس طالب العلم؛ يقول: "المدى بعيد,
ولا يمكن أن تدرك ما أدرك العلماء"؛ فيكْسَل ويدعُ الطَّلب,
وهذا خطأ.
ذَكر أحد المؤرِّخين عن أحد أئمَّة النَّحو -وأظنُّه الكسائي-
أنَّه همَّ بطلب العلم -وهو معروف أنَّه إمامٌ في النحو-؛
ولكنه صَعُبَ عليه -وأظنُّ أنَّ النَّحو صعبٌ على كثيرٍ منكم
فهمَّ أن يَدعه؛ فرأى نملة تحمل طعامًا معها تريد أن تصعد
جدارًا, فكلما صعدت سقطت, كلما صعدت سقطت, إلى عشر
مرات أو أكثر! وفي النِّهاية -وبعد التعب والإعياء- صعدت؛
فقال: "هذه النَّملة تكابد وتكدح كل هذه المرَّات حتى أدركت
إذن لأفعلنَّ"؛ فجدَّ في الطَّلب؛ حتَّى أدرك الإمامة فيه.


ثالثًا: مصاحبة الأشقياء؛ فإنَّ الصحبة لها تأثيرٌ على الإنسان
, ولهذا حثَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على مصاحبة الأخيار
, وأخبر أنَّ الجليس الصَّالح مثله كحامل المسك؛ إمَّا أنْ يُهدي
لك منه, وإمَّا أنْ يبيع، وإمَّا أنْ تجد منه رائحة طيبة, وأنَّ
الجليس السيِّئ كنافخ الكير؛ إمَّا أن يُحرق ثيابك، وإمَّا أن
تجد رائحة كريهة.(1)
وهذه مسألة لها تأثيرٌ عظيم؛ حتى أنَّها تؤثر على الإنسان،
لا في ترك طلب العلم فقط؛ بل حتى في العبادة؛ فإنَّ بعض
الملتزمين يُسلِّط الله عليه رجلاً سيِّئًا فيَصحَبه؛ ثم يهوي
به في النَّار -والعياذ بالله-
رابعًا: التَّلهي عنه بالمغريات, وإضاعة الوقت, مرة يخرج
يتمشَّى, وبعض الناس يكون مفتونًا بمشاهدة ألعاب الكرة،
وما أشبه ذلك.
خامسًا: أنَّ الإنسان لا يُشعِر نفسه بأنَّه حال طلبِهِ للعلم؛
كالمجاهد في سبيل الله؛ بل أبلغ؛ أي: أنَّ طلب العلم من
حيث هو أفضل من الجهاد في سبيل الله, لا شكَّ في هذا؛
لأنَّ طالب العلم يحفظ الشريعة ويُعلِّمُها النَّاس, والمجاهد
غاية ما فيه أنَّه يصدُّ واحدًا من الكفَّار عن التأثير في الدِّين
الإسلامي؛ لكن هذا ينفع الأمَّة كلها.
صحيح أننا قد نقول لهذا الشخص: الجهاد أفضل لك؛ لأنَّه
أجدر به, ونقول للآخر: طلب العلم أفضل لك؛ لكن قصدي
أنَّ طلب العلم من حيث هو أفضل من الجهاد في سبيل الله
؛ وقد قال الله -تعالى-: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً
فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ﴾[1]؛ أي: وقعد طائفة؛
﴿لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ﴾[2]؛ أي: القاعدون؛ ﴿وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ
إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾[3].
هذا ما حضرنا -الآن- من أسباب الفتور في طلب العلم؛ فعليك
أيُّها الطَّالب أن تكون ذا همَّةٍ عالية, وأن تترقَّب المستقبل,
وأنَّك بإخلاصك النيِّة لله قد تكون إمامًا في الإسلام.

لقاء الباب المفتوح (206/ 16)
[1][التوبة:122].
[2][التوبة:122].
[3][التوبة:122].
منقول

(1)

" إنما مثل الجليس الصالح ، وجليس السوء ، كحامل
المسك ، ونافخ الكير ، فحامل المسك ، إما أن يحذيك ،
وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ
الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة"
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2368
خلاصة حكم المحدث:
صحيح


منـــقول
مـــلتــقى أخــوات أهـــل السنــة والجمــاعــة

احترس إنه ســـلــفي !





أخــــواتـــي الغـــالــيــات


حــلقــة للشيخ / حازم شومان


حفـــظــه الله



بــــعـــنـــــوان

احـــــــــتـــرس إنـــه ســــلـــــفي


حلقة عن ما تتعرض لــه الدعـــــوة الآن مــــن هــــجوم شـــديـــد وحسبـــنــا الله ونــــعـــم الــوكــيل


نفــــعنــي الله وإياكم


الـــــرابــــط الـــــصـــوتـــي


هـــــــــنــــــا



الثلاثاء، 19 أبريل 2011

قال تعالى(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ )





قال تعالى(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) يس الآية 12 .
ِ
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره
لهذه الآية الكريمة
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى ) أي: نبعثهم بعد موتهم لنجازيهم على الأعمال، ( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا ) من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، ( وَآثَارَهُمْ ) وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيرا، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدا، أو محلا من المحال التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر.
ولهذا: ( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) (1)وهذا الموضع، يبين لك علو مرتبة الدعوة إلى اللّه والهداية إلى سبيله بكل وسيلة وطريق موصل إلى ذلك، ونزول درجة الداعي إلى الشر الإمام فيه، وأنه أسفل الخليقة، وأشدهم جرما، وأعظمهم إثما.
( وَكُلَّ شَيْءٍ ) من الأعمال والنيات وغيرها ( أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) أي: كتاب هو أم الكتب وإليه مرجع الكتب، التي تكون بأيدي الملائكة، وهو اللوح المحفوظ.

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
(1) أخرجه مسلم / المسند الصحيح /كتاب العلم /باب من سن سنة حسنة أو سيئة / حديث رقم 4837

ربّ معصية أورثت ذلاّ و انكسارا !




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول ابن القيم رحمه الله
فى الوابل الصيب
[ 9- 10 ]

فإذا اراد الله بعبده خيرا فتح له باباً من أبواب التوبة ، والانـكسـار والذل والافتقار والاستغاثة به ، و صِـدقِ اللّجأ إليه ، ودوام التضرع والدعاء والتقرب اليه بما أمـكـن من الحسنات ما تكون به تلك السيئة به سبب رحمته ،

حتى يقول عدو الله : ياليتنى تركته ولـم أَوقِعـهُ .

وهذا معنى قول بعض السلف : إن العبد ليعمل الذنب يَدخلُ به الجنة ، ويعمل الحسنة يدخل بها النار ،

قالوا كيف ؟ قال : يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه خائفا مُشفقاً وجلاً باكياً نادماً ، مستحيا من ربه تعالى ، ناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له ، فيكون ذلك الذنب سبب سعادة العبد وفلاحه ، حتى يكون الذنب أنفع له من طاعات كثيرة بما ترتب عليه من هذه الأمور التى بها سعادة العبد وفلاحه ، حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة

ويفعل الحسنة فـلا يزال يَـمُـنُّ بـها على ربه ، ويتكبر بها ويرى نفسه ويعجب بها و يستطيل بها ، ويقول : فعلت ، وفعلت، فيورثه ذلـك من العجب والكبر والفخر والاستطاله ما يكون سبب هلاكه . فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيراً ابتلاه بأمر يَـكسِـره به ويذلُّ به عنقه ، ويغره به نفسه عنده . وإن اراد به غير ذلك ، خَـلاهُ وعجبه و كبره ، وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه ؛

فإن العارفين كلهم مجمعون على أن التوفيق : أن لا يكِـلك الله تعالى الى نفسك ، والخذلان : ان يَـكِلكـَ الله تعالى الى نفسك

فمن أراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ودوام اللَّـجأ الى الله تعالى ، والافتقار اليه و رؤية عيوب نفسه ، وجهلها وظلمها وعدوانها ومشاهدة فضل ربه واحسانه و رحمته وجوده وبِره وغِـناه و حمده .

فالعارف سائر الى الله تعالى بين هذيين الجنـاحيين لا يمكنه ان يسير الا بهما فمتى فاته واحد منهما فهو كالطير الذى فقد احد جناحيه ,,

مـــنـــقــول
ملتقى أخوات أهــل السنة والجماعة

الأربعاء، 13 أبريل 2011

شرح حديث فكم أجعل لك من صلاتي .




شرح حديث فكم أجعل لك من صلاتي


جاء رجل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال: " يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال :- ما شئت قال قلت :-الربع قال :-ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت : -النصف قال :- ما شئت فإن زدت فهو خير لك قال قلت :- فالثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت أجعل لك صلاتي كلها قال إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك "(1)


هذا الحديث صحيح، ومعنى الصلاة هنا الدعاء، فإذا جعل الإنسان وقتاً يصلي فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيراً، فالله -جل وعلا- يأجره على ذلك، والحسنة بعشر أمثالها، إلى ما لا يحصى من الفضل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذاً تكفى همك، ويغفر ذنبك). إذا أكثر من الصلاة عليه -عليه الصلاة والسلام-،

قال بعض أهل العلم: هذا السائل له وقت خصه للدعاء، فإذا صرف ذلك الوقت كله في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- حصل له هذا الفضل، (إذا تكفى همك) يعني يكفيك الله همك، (ويغفر ذنبك). فينبغي الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-،


وإذا صلى على النبي في السجود قبل الدعاء أثنى على الله وصلى على النبي-صلى الله عليه وسلم- هذا من أسباب الإجابة، كما أن الصلاة عليه في آخر التحيات ثم الدعاء بعد ذلك من أسباب الإجابة، وهكذا في غير ذلك، إذا حمد الله وأثنى عليه وصلَّى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم دعا كان هذا من أسباب الإجابة،


لما ثبت عنه-صلى الله عليه وسلم- أنه قال لما رأى رجل دعا ولم يصلِ على النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (عجل هذا)، ثم قال: (إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يدعو بما شاء). فأرشد إلى أنه يحمد الله أولاً، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يدعو بما يشاء. وهذا من أسباب الإجابة،


فيشرع لكِ -أيتها الأخت في الله- أن تجتهدي في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل والنهار. وإذا صليت على النبي في السجود فلا بأس؛ لأن السجود محل دعاء، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء). ويقول صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم). يعني فحري أن يستجاب لكم. فيشرع في ذلك الثناء على الله، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم الدعاء،


وهكذا في آخر الصلاة: يقرأ التحيات، ويتشهد ، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة الإبراهيمية، ثم يتعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ثم يدعو بما شاء، فهو حري بالإجابة. وهكذا إذا دعا في غير ذلك في الضحى أو الظهر أو الليل أو في أي وقت إذا دعا يستحب له أن يبدأ دعائه بحمد الله، والثناء على الله، ثم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم الدعـاء.


المصدر:موقع الشيخ ابن باز.
(1) رواه الترمذي / حققه الألباني / صحيح سنن الترمذي / كتاب صفة القيامة والرقائق والورع/ باب / حديث رقم2457/حسن .

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

شروط متابعة النبي صلى الله عليه وسلم .



مِن كتاب: الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع
=====================


ليعلم أيها الإخوة أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمورٍ ستة:


الأول: السبب.
فإذا تعبد الإنسان لله عبادةً مقرونةً بسبب ليس شرعياً فهي بدعة مردودة على صاحبها. مثال ذلك أن بعض الناس يُحيي ليلة السابع والعشرين من رجب بحِجة أنها الليلة التي عُرِج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتهجد عبادة ولكن لما قُرِن بهذا السبب كان بدعة لأنه بَنَى هذه العبادة على سبب لم يَثْبُت شرعاً. وهذا الوصف (موافقة العبادة للشريعة في السبب) أمر مهم يتبين به ابتداع كثير مما يُظَن أنه مِن السُنَّة وليس من السُنَّة.


الثاني الجِنس.
فلابد أن تكون العِبادة موافِقة للشرع في جنسها، فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يُشرَع جِنسها فهي غير مقبولة. مثال ذلك أن يُضحي رجل بفَرَس، فلا يصح أُضحيةًَ لأنه خالف الشريعة في الجنس فالأضاحي لا تكون إلا بهيمة الأنعام؛ الإبل، البقر، الغنم.

الثالث القَدْر.
فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة فنقول: هذه بدعة غير مقبولة لأنها مخالِفة للشرع في القَدْر، ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلاً خمساً، فإن صلاته لا تصح بالاتفاق.


الرابع الكيفية.
فلو أن رجلاً توضأ فبدأ بغَسْل رِجليه ثم مَسَح رأسَه ثم غَسَل يديه ثم وجهَه فنقول: وضوءُه باطل لأنه مُخالِف للشرع في الكيفية.(*1)


الخامس الزمان.
فلو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تُقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان. وسمعت أن بعض الناس في شهر رمضان يذبحون الغنم تقرُّباً لله تعالى بالذبح، وهذا العمل بِدعة على هذا الوجه لأنه ليس هناك شيء يُتقرب به إلى الله بالذبح إلا الأُضحية والهدي والعقيقة، أما الذبح في رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة. وأما الذبح لأجل اللحم فهذا جائز.


السادس المكان.
فلو أن رجلاً اعتكف في غير مسجد فإن اعتكافه لا يصح، وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد ولو قالت امرأة أريد أن أعتكف في مُصلى البيت، فلا يصح اعتكافها لمخالفة الشرع في المكان. ومن الأمثلة لو أن رجلاً أراد أن يطوف فوجد المطاف قد ضاق ووجد ما حوله قد ضاق فصار يطوف من وراء المسجد فلا يصح طوافه لأن مكان الطواف البيت قال الله تعالى لإبراهيم الخليل: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ ) سورة الحج - الآية 26.
فالعبادة لا تكون عملاً صالحاً إلا إذا تحقق فيها شرطان:
الأول: الإخلاص
الثاني: المتابعة
والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الآنفة الذِكر.

كتبه: فضيلة الشيخ محمد بن صالح العُثَيمين، رحمه الله
مِن كتاب: الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع
===
منــــــــــقول

1* وهذا إذا كان الفاعل مداوم على مخالفة ترتيب الوضوء متعبداً بذلك معتقداً به أما إذا كان يعلم ترتيب الوضوء كما ورد بالكتاب والسنة ولكنه قد يحدث منه مخالفة لعدم استطاعة أو نسيان فإن هذا لا يبطل وضوئه

الأربعاء، 6 أبريل 2011

ما زاد الله عبدآ بعفو إلا عزآ .


ما زاد الله عبدآ بعفو إلا عزآ(1) .. فاجعل العفو عنوانك


أَرَأَيْت لَو كَانَت لَدَيْك آَنِيَة مِن زُجَاج نَظِيْفَة لَامِعَة ...
ثُم تَعَرَّضْت لِلْأَتْرِبَة حَتَّى اغْبَرَّت وَانْطَفَأ بِرِيْقِهَا...
فَعَاجَلَتْهُا بِالْمَسْح وَالتَّنْظِيْف فَعَاد إِلَيْهَا رُوَاؤُهَا وَرَوْنَقُهَا،
مَا كَان أَسْهَل ذَلِك عَلَيْك...
ثُم أَرَأَيْت لَو أَنَّك أَهْمَلْتُهَا حَتَّى تَرَاكَمَت الْأَتَرِبَة ..
وَتَحَجَّرَت وَاسْتَمْسَكْت فَصَار مِن الْعَسِير عَلَيْك حِيْنَئِذ تَنْظِيْفِهَا...
إِلَا أَن تَقْسُو عَلَيْهَا فِي الْتَّنْظِيْف قَسْوَة قَد تَحْدُث فِيْهَا خَدْشَا
لَا تَمْحُوَه الْأَيَّام...
كَذَلِك هِي الْقُلُوُب ..
تُحَمِّل عَلَى مَن حَوْلَهَا الشَّيْء بَعْد الْشَّيْء مِن الْغَضَب أَو الْحِقْد أَو الْحَسَد ...
فَإِذَا بَادِر أَصْحَابِهَا بِتَنْقَيَّتِهَا زَال كُل كَدَر وَعَم الْصَّفَاء وَسَلَّم الْصَّدْر...
وَإِذَا أَهْمَلُوَا ذَلِك تَرَاكَمَت الْمَوَاقِف وَتَتَابَعَت الْمَآخِذ حَتَّى يُصْبِح
فِي كُل قَلْب عَلَى أَخِيْه بَغْضَاء ...
فَتُشْحَن الْقُلُوْب وَتَضِيْق الْصُّدُوْر..
وَيَطُوْل الْهَجْر وَتَمْتَد الْقَطِيعَة...
وَتَذْهَب الْأَيَّام وَالْأَعْمَال لَا تُرْفَع .. (2)
وَيَبْقَى الْتَّعَامُل مِن الْجَانِبَيْن مَشُوْبا بِالْحَذَر..
لِمَاذَا لَا تُسَرَّع الْنُّفُوْس فِي إِطْفَاء نَار الْخِلَافَات وَإِخْمَاد لَهِيْبِهَا ..
فلَا أَنْجَع فِي تَخْفِيْف سَعِيْر الْعَدَاوَات وَإِمَاتَة شُّعَلِهَا ..
مِن إِلْقَاء بَرْد الْعَفْو عَلَيْهَا وَمُعَاجِلْتِهَا بِغَيْث الْصَّفْح ..
وَصَب مَاء الْتَّسَامُح عَلَى الْقُلُوْب ..
لِيُطَهِّرَهَا مِن دَنسِهَا ويُنِقَيُّهَا مِن وَضَرَهَا ..
وَيَسْقِي جُذُوْر الْحُب وَيَرْوِي غِرَاس الْمَوَدَّة ..
وَيُعِيْد لَأَغْصَان الْأُنْس وَالْأُلْفَة رُوَاءَهَا ..
أَلَم نَتَأَمَّل قَوْل الْلَّه تَعَالَى ..
[ وَإِن تَعْفُوَا وَتَصْفَحُوْا وَتَغْفِرُوْا فَإِن الْلَّه غَفُوْر رَّحِيْم ]
يَقُوْل الْشَّيْخ ابْن عُثَيْمِيْن رَحِمَه الْلَّه
تَعَالَى فِي تَفْسِيْرِه لِهَذِه الْايْه ..

أَن بَيْن "الْعَفْو" و "الْصَّفْح" فَرَقَا؛
فـ "الْعَفْو" تَرَك الْمُؤَاخَذَة عَلَى الْذَّنْب ..
و "الْصَّفْح" الْإِعْرَاض عَنْه ..
مَأْخُوْذ مِن صَفْحَة الْعُنُق وَهُو أَن الْإِنْسَان يَلْتَفِت،
وَلَا كَأَن شَيْئا صَار يُوَلِّيَه صَفَحَة عُنُقِه .
فـ "الْصَّفْح" مَعْنَاه الْإِعْرَاض عَن هَذَا بِالْكُلِّيَّة وَكَأَنَّه لَم يَكُن ..
فَعَلَى هَذَا يَكُوْن بَيْنَهُمَا فَرْق ..
فـ "الْصَّفْح" أَكْمَل إِذَا اقْتَرَن بـ "الْعَفْو" فَالْعَفْو لَا تُؤَاخِذْه بِذَنْبِه
وَلَكِن لَا حَرَج ان بُقَى فِي نَفْسِك شَيْئ او تُذَكِّر لَه،
وَالْصَّفَح تَعْرْض عَن هَذَا إِطْلاقَا وَلَا كَأَن شَيْئ جَرَى ..
فَلِهَذَا الْصَّفْح أَكْمَل وَأَكْمَل إِذَا اقْتَرَن بِالْعَفْو...
الْعَفْو هُو فَالتَجَاوَز عَن الْذَّنْب، وَتَرْك الْعِقَاب عَلَيْه..
وَأَصْلُه الْمَحْو وَالْطَّمْس..
فَمَا قِيْمَة عَيْش الْمَرْء ..
وَهُو يَكْنِز فِي مَضْغِه صَغِيْرَه ..
عَدَاوَات وَانْتُقَامَات ..
مُغَلَّفَة بِسُوَء ظَن وَقَسْوَه قَلْب وَحُب لِلْتَّشَفِّي ..
مَع الْبَحْث عَن مَكَامِن الِانْتِصَار لِلْنَّفْس وَالْأَخْذ بِحَقِّه ..
يَقُوْل ابْن الْقَيِّم رَحِمَه الْلَّه فِي كِتَابِه بَدَائِع الْفَوَائِد ..
مَا الَّذِي يُسَهِّل هَذَا عَلَى الْنَّفْس وَيُطَيِّبَه إِلَيْهَا وَيُنَعِّمُهَا بِه ..؟؟!!
اعْلَم أَن لَك ذُنُوْبَا بَيْنَك وَبَيْن الْلَّه..
تَخَاف عَوَاقِبَهَا وَتَرَجَّوْه أَن يَعْفُو عَنْهَا وَيَغْفِرَهَا لَك وَيَهَبُهَا لَك ...
وَمَع هَذَا لَا يَقْتَصِر عَلَى مُجَرَّد الْعَفْو وَالْمُسَامَحَة ..
حَتَّى يَنْعَم عَلَيْك وَيُكَرِّمَك وَيَجْلِب إِلَيْك مِن الْمَنَافِع وَالْإِحْسَان فَوْق مَا تُؤَمِّلُه ..
فَإِذَا كُنْت تَرْجُو هَذَا مِن رَبِّك أَن يُقَابِل بِه إِسَاءَتِك ...
فَمَا أَوْلَاك وَأجدْرّك أَن تُعَامِل بِه خَلْقَه وَتُقَابِل بِه إِسَاءَتَهُم
لِيُعَامْلك الْلَّه هَذِه الْمُعَامَلَة ...
فَإِن الْجَزَاء مِن جِنْس الْعَمَل ...
فَكَمَا تَعْمَل مَع الْنَّاس فِي إِسَاءَتَهُم فِي حَقِّك يَفْعَل الْلَّه مَعَك فِي ذُنُوْبِك
وَإِسَاءتْك جَزَاء وِفَاقا ...
فَانْتَقَم بَعْد ذَلِك أَو اعْف وَأَحْسَن أَو اتَرُك فَكَمَا تَدِيْن تُدَان ...
وَكَمَا تَفْعَل مَع عِبَادِه يَفْعَل مَعَك فَمَن تُصَوِّر هَذَا الْمَعْنَى ..
وَشُغِل بِه فَكَرِه هَان عَلَيْه الْإِحْسَان إِلَى مَا أَسَاء إِلَيْه هَذَا ...
مَع مَا يَحْصُل لَه بِذَلِك مِن نَصْر الْلَّه وَمَعِيَّتِه الْخَاصَّة ..
وَأيَضُا مَع مَا يَتَعَجَّلَه مِن ثَنَاء الْنَّاس عَلَيْه وَيَصِيْرُون كُلُّهُم مَعَه عَلَى خَصْمِه ..
فَإِنَّه كُل مَن سَمِع أَنَّه مُحْسِن إِلَى ذَلِك الْغَيْر وَهُو مُسِيْء إِلَيْه ..
وَجَد قَلْبَه وَدُعَاءَه وَهِمَّتُه مَع الْمُحْسِن عَلَى الْمُسِيء ...
وَذَلِك أَمْر فِطْرِي فَطَر الْلَّه عِبَادَه فَهُو بِهَذَا الْإِحْسَان قَد اسْتُخْدِم عَسْكَرَا
لَا يَعْرِفَهُم وَلَا يَعْرِفُوْنَه ...
وَلَا يُرِيْدُوْن مِنْه إِقْطَاعا وَلَا خَبَرا ..
هَذَا مَع أَنَّه لَا بُد لَه مَع عَدُوِّه وَحَاسِدَه مِن إِحْدَى حَالَتَيْن..
إِمَّا أَن يَمْلِكَه بِإِحْسَانِه فيُسْتَعَبْدِه وَيْنِقَاد لَه وَيُذِل لَه وَيَبْقَى مَن أَحَب الْنَّاس إِلَيْه..
وَإِمَّا أَن يُفَتِّت كَبِدِه وَيَقْطَع دَابِرَه إِن أَقَام عَلَى إِسَاءَتَه إِلَيْه
فَإِنَّه يُذِيْقُه بِإِحْسَانِه أَضْعَاف مَا يَنَال مِنْه بِانْتِقَامِه...
وَمَن جَرَّب هَذَا عَرَفَه حَق الْمَعْرِفَة..
انْتَهَى كَلَامُه رَحِمَه الْلَّه تَعَالَى ..


يــــتـــــــــــبــــــ ( إن شاء الله ) ـــــــع
منقول
منتديات المسجد النبوي

(1) تخريج السيوطي : تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 5809 في صحيح الجامع.‌
(2)
" تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا ، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا " .
رواه مسلم / المسند الصحيح / كتاب البر والصلة والأداب / باب النهي عن الشحناء والتهاجر/ حديث رقم 4659

الأحد، 3 أبريل 2011

مصطلحــات في قفص الاتهام .



أحـــبـتـي

نتابع سوياً إن شاء الله

سلسلة مصطلحات في قفص الاتهام

للشيخ / مـحـمـد إسماعيل المقدم . حفظه الله

وهــــذه المــحــاضـرة الأولــى والثانية
ويأتي الباقي فيما يلي

إن شــــــاء الله

المحاضرة الأولى

المجتمع المدني حساء المتسولين

المحاضرة الثانية
الأصــولــية



نفعني الله وإياكم