الاثنين، 12 ديسمبر 2011

شـــروط الحجـــاب الشـــرعي




شـــروط الحجـــاب الشـــرعي



اعلمـي أيتهـا الأخـت المسـلمة ـ حفظـك اللـه ـ أن الفقهــاء ذكــروا شـروطًا لا يصـح الحجـاب الشـرعي ولا يقـوم ولا يتـم إلا بهـا مجتمعـة وهـي 

 :
1 ـ اسـتيعاب جميـع البـدن : ( علـى الراجـح ( :
قــال تعالـى : " يـا أيهــا النبـي قــل لأزواجِــكَ وبناتِـكَ ونســاءِ المؤمنيـنَ يُدنيـنَ عليهــنَّ مـن جلابيبِهــنَّ ذلـك أدنـى أن يعرفــن فـلا يُؤذَيْــنَ وكـان اللـه غفــورًا رحيمـًا " . سورة الأحزاب / آية : 59 .

2 ـ ألا يكـون زينـة فـي نفسـه:
لقولـه تعالـى : " وقـل للمؤمنـاتِ يغضضـنَ مـن أبصارِهـنَّ ويحفظـنَ فروجَهـنَّ ولا يُبديـنَ زينَتَهـن إلا مـا ظهـر منهـا ....... " . سورة النور / آية : 30 .
فقـد شـرع الحجـاب ليسـتر زينـة المـرأة فـلا يعقـل أن يكـون هـو زينـة فـي نفسـه .
" و لا يبديــن زينتهـن " ---> فإنـه بعمومـه يشـمل الثيــاب الظاهــرة إذا كانـت مُزينـة تلفــت أنظــار الرجــال إليهـا ، فـإن التـي تلبــس المزركـش ، والمخطـط بمختلــف الألــوان الزاهيـة فإنهـا لا تحقـق هـذا الشـرط .

3 ـ أن يكـون صفيقـًا لا يشـف :
لا يشــف ---> لأن السـتر لا يتحقـق إلا بـه ، أما الشـفاف فإنـه يجعـل المـرأة كاســية بالاسـم ، عاريـة فـي الحقيقـة .
* عـن أبـي هريــرة ـ رضي الله عنه ـ قــال : قــال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :"صِنفـان من أهـل النـار لـم أرَهمـا : قـوم معهـم سـياط كأذنـاب البقــر يضربـون بهـا النـاس ، ونســاء كاسـيات ، عاريــات مُميـلات مائـلات ، رؤوسـهن كأسـنمة البُخــت المائلـة ، لا يدخلــن الجنـة ولا يجـدن ريحهـا ، وإن ريحهـا ليوجـد مـن مسـيرة كـذا وكـذا " . مسلم .
وعـن أم علقمـة بـن أبـي علقمـة قالـت : " رأيـت حفصـة بنـت عبــد الرحمـن بـن أبـي بكــر دخلـت علـى عائشـة وعليهـا خمـار رقيـق يشـف عـن جبينهـا فشـقته عائشـة عليهـا ، وقالـت : أما تعلميـن مـا أنـزل اللـه فـي سـورة النـور ؟ ..... ثـم دعـت بخمـارٍ فكسـتها " .
أخرجه ابن سعد في الطبقات . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ، في كتابه : حجاب المرأة المسلمة .

4 ـ أن يكـون فضفاضـًا غيـر ضيـق فيصـف شـيئًا مـن جسـمها :
وذلـك لأن الغــرض مـن الحجـاب هـو عــدم الفتنــة ولا يحصـلُ ذلـك إلا بالفضفـاض الواسـع ، وأمـا الضيـق فإنـه وإن سـتر لـون البشـرة فإنـه يصـف حجـم الجسـم ويبـرز مفاتنـه .
* قـال أسـامة بـن زيــد : " كسـاني رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قبطيــة كثيفـة ممـا أهداهــا لـه دِحْيـة الكَلْبـي فكسـوتها امرأتــي فقـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مالـك لـم تلبـس القبطيـة ؟ " ... قلـت : " كسـوتها امرأتـي " .فقــال : ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " مُرْهَــا فلتجعــل تحتهـا غلالــة ، فإنـي أخــاف أن تصــف حجـم عِظامهـا " .
رواه الإمام أحمد . والبيهقي . وذكره الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه المراة المسلمة ص : 131 . قال :أخرجه الضياء المقدس والإمام أحمد والبيهقي بسند حسن .
فقـد أمـر رسـول اللـه فـي هـذا الحديـث أن تجعـل المـرأة تحـت القبطيـة غلالـة وهـي كالبطانـة تلبـس تحـت الثــوب ، ليمتنـع بهـا وصـف بدنهـا .
* قـال أبـو هريــرة ـ رضي الله عنه ـ قــال رسـول اللـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " صنفـان مـن أهـل النـار لـم أرهمـا ، .... ، ونسـاء كاسـيات عاريـات .. " . مسلم ( 6 / 186 ، 8 / 155 ) .
قــال الشـوكاني : " والحديــث سـاقه المصنــف للاسـتدلال بـه علـى ـ كراهـة تحريـم ـ لبـس المـرأة مـا يحكـي بدنهـا " .

5 ـ أن لا يكــون مبخــرًا معطــرًا مطيبـًا :
سـواء كـان مـن أنـواع العطـور المسـتعملة ، أم مـن البخـور الـذي يتطيــب بـه سـكان الجزيـرة العربيـة ومـا حولهـا.
* عـن أبـي موسـى الأشـعري قـال : قــال رسـول اللـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " أيمـا امـرأة اسـتعطرت فمـرت علـى قـوم ليجـدوا مـن ريحهـا فهـي زانيـة ".
أخرجه الإمام أحمد ، وأبو داود ( 11 / 230 ) بشرح " عون المعبود " ، والنسائي ، والترمذي ، والبيهقي ، والحاكم ،وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة / ص : 64 .

6 ـ أن لا يشــبه لبـاس الرجــل :
لِمَـا ورد مـن الأحاديــث الصحيحــة فـي لعــن المــرأة التـي تتشـبه بالرجــل فـي اللبـاس أو غيـره :
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : " لعـن رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ الرجـل يلبـس لبسـة المـرأة ، والمـرأة تلبـس لبسـة الرجـل " .
أخرجه : أبو داود ( 2 / 182 ) ، وابن ماجه ، والحاكم ، والإمام أحمد . صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح سنن أبي داود ج : 2 / ص : 773 / حديث رقم : 3454 ، 4098.

7 ـ أن لا يشـبه لبـاس الكافـرات:
تقــرر فـي الشــرع أنـه لا يجــوز للمسـلمين رجـالاً ونسـاءً ، التشــبه بالكفــار سـواء فـي عبادتهـم أو أعيادهـم أو أزيائهـم الخاصـة بهـم .
* عـن عبـد اللـه بن عمـرو بن العـاص ، قـال : " رأى رسـول اللـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـيَّ ثوبيـن مُعَصْفَرَيْـنِ فقـال : " إن هـذه مـن ثيـاب الكفـار فـلا تلبسـها " . مسلم ( 6 / 144 ) .
* عـن علـي ـ رضي الله عنه ـ رفعـه :
" إياكـم ولبـوس الرهبـان ، فإنـه مـن تزيـا بهـم أو تشـبه فليـس منـي " .
قـال الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ فـي كتابـه حجـاب المـرأة المسـلمة ص : 93 .
أخرجه الطبراني في الأوسط بسند لا بأس به . كذا في الفتح ( 10 / 223 ) .
* عـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : أنـه لعـن المتشـبهات مـن النسـاء بالرجـال ، والمتشـبهين مـن الرجـال بالنسـاء .
صحيح سنن أبي داود ج : 2 / ص : 733 / حديث رقم : 3453 ، 4097 .

8 ـ أن لا يكـون لبـاس شـهرة :
أي يقصـد بـه الاشـتهار بيـن النـاس لجودتــه وغـلاء ثمنـه أو لغرابتـه وذلـك محـرم .. سـواء كـان الثـوب نفيسـًا يلبسـه تفاخـرًا بالدنيـا وزينتهـا ، أو خسـيسًا يلبسـه إظهـارًا للزهــد والريـاء لحديـث ابـن عمــر ـ رضي الله عنه ـ قــال : قــال رسـول اللـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـن لبـس ثــوب شـهرة فـي الدنيـا ألبسـه اللـه ثــوب مذلــة يــوم القيامـة ثـم ألهـب فيـه نـارًا " .
رواه : أبو داود ( 2 / 172 ) ، ابن ماجه 0 قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله : وهذا إسناد حسن كما قال المنذري في " الترغيب " .


منـــــــــــــــقول
جــــزء من بحـــث لباس المــرأة المسلـــمة
للأخت أم أبي التراب البحث كاملاً



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق