الأحد، 30 ديسمبر 2012

حكم نقل الموضوعات دون نسبتها لأصحابها ؟



 السلام عليــكم ورحمــة الله وبركــاته

خالد عبد المنعم الرفاعي

 حكم نقل الموضوعات دون نسبتها لأصحابها ؟

فجزاك اللهُ خيرًا على حُسْنِ نيَّتِكَ واهْتِمامِك في مُساعدةِ الآخَرين ونشر الخَيْر؛ فإنَّ الدَّالَّ على الخير كفاعِلِه؛ كما صحَّ عنِ الصَّادق المصدوق، واعْلَمْ أنَّه لا مانعَ من نَقْلِ بعض الموضوعات والفوائد الطَّيّبة والتي يستفيدُ منها الآخرون، سواءٌ كان النَّقْلُ من كتابٍ أو مجلَّة أو من مواقعَ على الإنترنت، وسواءٌ كانتْ من فتوى أو مقالٍ أو غير ذلك، ولكِنْ يُشْتَرطُ في حال الاقتِباس الالتزام بالنَّصّ دون تعديل أو تغيير أو إضافة،إلا أن يكون خطا محضا.
فلا زال أَهْلُ العِلْمِ على مدى العُصور وفي مختلف الأمصار يَستفيدُ بَعْضُهم من بعض، وينقلُ بعضُهم عَن بعض، وأحيانًا يعزو النَّقلَ لِصاحِبِه وأحيانًا لا يَعزوه، والضَّابِطُ في هذا هو المَصلحة، فما دُمْتَ تَرى أنَّ مصلحةَ الدَّعوة لِهؤلاء ألا يُنْسَب القَوْلُ لِقائِلِه، فَلا بأسَ ما دُمْتَ لم تَدَّعِ نِسْبَة الكلامِ لِنَفْسك.

قال الشَّيخُ بكر أبو زيد: "... فهو انتفاعٌ شرْعيّ لا يَختلف فيه اثنان، وما زال المسلمون مُنْذُ أن عُرِفَ التَّأليف إلى يومِنا هذا وهُم يَجرون على هذا المنوال في مؤلَّفاتِهم دون نكير" اهـ.

ولكن لتحذر من نسبة ذلك العلم لغيْرِ أهله، لإنه من التدليس والإخلال بالأمانة العلميَّة، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27].

وقال صلى الله عليه وسلَّم: "المتشبِّع بما لم يُعْطَ كلابس ثَوْبَي زور" (متَّفق عليه).

هذا؛ وإنْ كنَّا نرى أنَّ الأفضل والأكمل وضع روابط لتلك الموضوعات ولو أحيانًا؛ تنبيهًا للقُرَّاء أنَّها ليستْ من عملك،، والله أعلم

منــــــــقول 

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

حول فتوى د."ياسر برهامي" بتصويت الزوجة على الدستور بدون علم الزوج





حول فتوى د."ياسر برهامي" بتصويت الزوجة على الدستور بدون علم الزوج



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ففي اتصال هاتفي من موقع "أنا السلفي" بالدكتور "ياسر برهامي" حول فتواه الأخيرة التي بعنوان: "الخروج دون إذن الزوج للتصويت على الدستور"، قال فضيلته:
إنه لم يفتِ بجواز خروجها دون إذن الزوج، إنما إذا أذن الزوج لها بالخروج فليس له أن يمنعها من فعل الخير لرأي رآه؛ خاصة أن التصويت بنعم على الدستور يمنع مصر من الانهيار الأمني والاقتصادي والسياسي، والقول بالوجوب له وجه من الاجتهاد.
وليس للزوج أن يلزم زوجته بمذهبه في المسائل الاجتهادية إذا كانت ترى غير رأيه لاجتهاد أو تقليد سائغ(1).
فهي لها أن تذهب للتصويت على الدستور في أثناء خروجها الذي أذِن لها فيه، مع جريان العادة بوجود الأمن التام في مقرات استفتاء النساء فلا تتعرض المرأة فيه للخطر، أما لو وجد الخطر -وهو غير حادث-؛ فليس لها أن تفعل.
ولا يكون ذلك مع الكذب والخديعة، بل تذهب إلى المكان الذي استأذنت للذهاب إليه كزيارة الأقارب أو نحو ذلك، ثم تذهب للتصويت على الدستور.
والخلل الذي فهمه البعض ربما يكون بسبب عنوان الفتوى الذي هو من وضع منسقي الفتوى في موقع "صوت السلف" وليس مني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: "بعض الأزواج يمنع زوجته من إخراج زكاة حليها بناءً على القول الثاني الضعيف -الذي أشرنا إليه آنفًا-، وهذا حرام عليه، لا يحل للزوج ولا للأب ولا للأخ أن يمنع أحدًا يريد أن يزكي ماله، وعلى الزوجة أن تعصي زوجها بهذا، وأن تخرج الزكاة رغمًا على أنفه؛ لأن طاعة الله أولى من طاعة الزوج، وقضاء الله أحق وشرط الله أوثق، وزوجها لا ينجيها يوم القيامة من عذاب الله -عز وجل-، فتقول للزوج -مثلاً- إذا قال: هذه مسألة خلافية وأنا ما أعتقد الوجوب، تقول: أنت لك اعتقادك وأنا لي اعتقادي، أنا لا يمكن أن أترك الزكاة، وأنا يترجح عندي أنها واجبة، وفي هذه الحال يجب أن تعصيه طاعة لله -عز وجل-، فإذا قالت: أخشى أن يغضب؛ فلنا عن ذلك جوابان:
أحدهما: أن نقول: وليكن ذلك؛ لأن غضبه في رضا الله ليس بشيء.
والجواب الثاني: أن نقول: تداريه، يعني: أخرجي الزكاة من حيث لا يعلم، وبهذا تؤدين الزكاة الواجبة عليك وتسلمين من غضب الزوج وتنكيده عليكِ.
لكن نحن من هنا نخاطب الأزواج نقول لهم: اتقوا الله! ما دامت الزوجة ترى الوجوب لا يحل لكم أن تمنعوها من أداء الواجب، وكذلك الأب لو قال لابنته: لا تخرجي الزكاة أنا ما أرى وجوبها: فإنها لها الحق أن تقول: لا سمع ولا طاعة، السمع والطاعة لله ولرسوله، قضاء الله أحق، وشرط الله أوثق، لكن إذا خافت أن يغضب -لأن بعض الناس عقله ضعيف ودينه ضعيف- فإنها تداريه، وتُخرج بدون علمه" (جلسات رمضانية لعام 1412هـ السؤال رقم: 5).
منـــــــــــــــقول



الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
نسب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه


هو جعفر بن أبي طالب، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله وأخو عليّ بن أبي طالب لأبويه، وهو جعفر الطَّيَّار،
وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أسلم قديمًا، وهاجر الهجرتين .

زوجة جعفر بن أبي طالب


كانت أسماء بنت عُمَيْس -رضي الله عنها- تحت جعفر بن أبي طالب وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت هناك عبد الله بن جعفر، ومحمد بن جعفر، وعون بن جعفر، وهلك عنها جعفر بن أبي طالب قتل يوم مُؤْتة بمؤتة من أرض الروم، فخلف عليها بعده أبو بكر الصديق فولدت له محمد بن أبي بكر بالبيداء.
أولاد جعفر بن أبي طالب

كان لجعفر بن أبي طالب من الولد عبد الله وبه كان يكنى، وله العقب من ولد جعفر،
ومحمد وعون لا عقب لهما، ولدوا جميعًا لجعفر بأرض الحبشة في المهاجر إليها. عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي،
عن أبيه قال: ولد جعفر بن أبي طالب عبد الله وعون ومحمد بنو جعفر، وأخواهم لأمهم يحيى بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن أبي بكر، وأمهم الخثعمية أسماء بنت عُمَيْس رضي الله عنها .
أهم ملامح شخصية جعفر بن أبي طالب
أبو المساكين
عن أبي هريرة أن الناس كانوا يقولون: أكثرَ أبو هريرة، وإني كنت ألزم رسول الله بشبعِ بطني حتى لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العُكَّة التي ليس فيها شيء، فنشُقُّها فنلعق ما فيها. وقد كنَّاه النبي بأبي المساكين؛ لأنه كان يلازمهم . (1)


ذو الجناحين وطيار الجنة

عن الشعبي أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين (2) وعن البراء بن عازب قال: لما أتي رسول الله قتل جعفر، داخله من ذلك، فأتاه جبريل فقال: "
إن الله تعالى جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة". (3)
من أهل السفينة والهجرتين

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: بلغنا مخرج النبي ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم، أحدهما أبو بردة، والآخر أبو رهم، في اثنين وخمسين رجلاً من قومي، فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا، فوافقنا النبي حين افتتح خيبر، وكان أناس من الناس يقولون لنا (يعني لأهل السفينة): سبقناكم بالهجرة. ودخلت أسماء بنت عميس -رضي الله عنهما- وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر: آلحبشية هذه؟! آلبَحْرِيَّة هذه؟!

قالت أسماء: نعم. قال: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله منكم. فغضبت وقالت: كلا والله، كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنا في دار أو في أرض البُعَداء البغضاء بالحبشة، وذلك في الله وفي رسوله وايم الله لا أطعم طعامًا، ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله ونحن كنا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك للنبي وأسأله -والله- لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه

فلما جاء النبي قالت: يا نبي الله، إن عمر قال كذا وكذا. قال: "
فما قلتِ له؟" قالت: قلت له: كذا وكذا. قال: "
ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان
". قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالاً يسألوني عن هذا الحديث،
ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي . (4)

وعن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده قال: وهاجر (أي: جعفر) إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته أسماء بنت عميس، فلم يزل بأرض الحبشة حتى هاجر رسول الله إلى المدينة، ثم هاجر إليه وهو بخيبر، فقال رسول الله "لا أدري بأيهما أفرح: بفتح خيبر أم بقدوم جعفر". (5)


شبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر: "أشبهت خُلُقي وخَلْقي". (6)

منقـــــــــــــــول
يتـــــــــبــــع إن شـــــاء الله
 
(1) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3708خلاصة حكم المحدث: [صحيح
(2) الراوي:عامر بن شراحيل الشعبي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:
4264خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
(3) الراوي:البراء بن عازب المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:
1792خلاصة حكم المحدث:صحيح
(4) الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4230الحكم المحدث: صحيح
(5) الراوي:وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة المحدث: الألباني - المصدر:السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم:
6/335خلاصة حكم المحدث:إسناد جيد
(6) الراوي:البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:
4251خلاصة حكم المحدث:[صحيح]


الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

ملاحظات ما بعد الجولة الأولى للاستفتاء على الدستور

ملاحظات ما بعد الجولة الأولى للاستفتاء على الدستور
 
 
 

 
جرت الجولة الأولى للاستفتاء على دستور مصر يوم السبت 15 ديسمبر 2012، وأظهرت النتائج المبدئية له الاقتراب من قبول العمل به، حيث كانت نسبة الموافقين عليه 56.5%، في حين بلغت نسبة غير الموافقين عليه نحو 43.5%. وتكشف لنا تلك النتائج بعض الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار:
أولا:
تبلورت تماما حقيقة الصراع الدائر على الساحة الآن، مهما حاول البعض أن يخفيه أو أن يضعه في صورة صراع بين القوى المدنية والدينية ... فالصراع الدائر الآن هو بين الفكرة الإسلامية والفكرة العلمانية ... وفي ظل هذا الصراع القائم الآن، يريد أنصار الفكرة الإسلامية الانطلاق من مبادئ الإسلام واستعادة المجد الإسلامي القديم ... أما أنصار الفكرة العلمانية فهم يرون ضرورة البدء بما انتهت إليه الحضارة الغربية السائدة الآن، والانطلاق منها لتحقيق التقدم الحضاري المنشود ...
ثانيا:
تأجل حدوث هذا الصراع مدة ستين عاما، تكفل فيها النظام القمعي البوليسي الذي كان يحكم مصر بإقصاء أنصار الفكرة الإسلامية من الساحة ليخلو الملعب تماما لأنصار الفكرة العلمانية ... ففي عصور الإرهاب القمعي الأمني منذ ثورة يوليو إلى خلع الطاغية مبارك، كانت القوى الليبرالية والعلمانية تنحصر منافساتها فيما بينها، لأن بلطجي الأمن قد ضمن لها خروج الإسلاميين من الصراع ... ومع زوال القمع الأمني ودخول الإسلاميين في الصورة ... ترفض القوى الليبرالية والعلمانية الاحتكام للصندوق لخشيتها من قوة منافسيها وتأكدها من هزيمتها ...
ثالثا:
ليس من شك في الدور الذي يلعبه الإعلام الآن ... فقد تحيز الإعلام تحيزا سافرا ضد المشروع الإسلامي ... ومهما حاول إظهار نزاهته وحياديته، فإن زيفه ينكشف في الممارسات اليومية التي تنال من أي شخص يحاول رفع صوته جهرا بنصرة المشروع الإسلامي، ومحاولة إظهاره في صورة المختل عقليا ... فالإعلام الحر هو من ينصف الحقيقة، وهذا لا وجود له ... أما الإعلام الفاجر السائد فهو الذي يحاول لي عنق الحقيقة نحو الوجهة التي تخدم مصالحه وأهدافه ...
رابعا:
ليس هناك قبول عام من الجميع على الرئيس مرسي ... نعرف ذلك ... ولكن ليس هناك قبول عام على غيره ... ولو تم خلع مرسي فلن تقوم للدولة المصرية قائمة مرة اخرى ... تذكر الفتنة الكبرى أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه وضياع الخلافة الراشدة بسبب عدم الاجتماع على الكلمة ... فما لم نتمسك ببقاء الرئيس مرسي في السلطة، فلن يقر أي قرار لأي شخص يعتلي سدة الحكم من بعده ...
خامسا:
ترجع الكراهية الشديدة للإخوان بصفة خاصة ولبقية الطوائف الإسلامية إلى ما يقرب من ستين عاما تمثل عهود ثورة يوليو وانتهاء بعهد مبارك، وما كان يبثه الجهاز الإعلامي من أكاذيب بشأنهم وتصويرهم دائما على أنهم أعداء للوطن، حتى ترسخ ذلك تماما داخل نفوس المواطنين ... فأصبح المواطنين ينظرون الآن إلى أنصار المشروع الإسلامي على أنهم إرهابيين أو مجموعة من الرعاع الذين لا يحق لهم الحديث في شئون الوطن ...
سادسا:
في كل محنة منحة ... وقد كانت المنحة التي حدثت في هذه المحنة التي تمر بنا الآن هي اتحاد جميع التيارات الإسلامية معا ... الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والجماعات السلفية ... الخ، بالإضافة إلى جميع الناشطين غير المنضوين تحت أية تنظيمات إسلامية، ولكنهم يؤمنون بفكرة المشروع الإسلامي ويتمنون رؤيتها على أرض الواقع ...

القاهرة في: 16 من ديسمبر 2012م (الموافق 3 من صفر 1434هـ
 
منــــــقـــــول

الخميس، 13 ديسمبر 2012

((( البيان الثامن والعشرون لمجلس شورى العلماء)))






كلمــة مجلــس شورى العلماء 
بخصـــوص التصــويت على مســودة الدستور 
بتــاريخ 28 محــرم 1434 هــ

((( البيان الثامن والعشرون لمجلس شورى العلماء)))


هــذا تسجيــل صوتي للبيان الذي ألقــاه الشيــخ الدكتــور / عبد الله كامل 
رئيس مجلس شورى العلمــاء وهو ما توصل إليه أصحاب الفضيلة بــخصـوص الاستفتاء على الدستور


 هنــــــا

نص الكلمة 

((( البيان الثامن والعشرون لمجلس شورى العلماء)))

بشأن الدستور المطروح للاستفتاء عليه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،،
فإن مجلس شورى العلماء بمصر يحمدون الله عزَّ وجلَّ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما شاء الله من شيءٍ بعد على نعمه وآلائه التي لا يحصيها إلا هو، والتي من أجلَّها وأعظمها أن جعلنا مسلمين.
ثم إنهم ليحمدون الله عزَّ وجلَّ على ما منَّ به على أكثر أهل مصر من حبهم له سبحانه وتعالى ولرسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم ولس...
ائر رسل الله الكرام عليهم السلام وحبهم لشريعة الله عزَّ وجلَّ ورغبتهم أن تعلو وأن تَسُودَ.
وقد ظهر هذا جليًا في عدة مواطن ولله الحمد.
ثم إننا نشكر أهل مصر على رغبتهم في إقامة شرع الله عزَّ وجلَّ وبعد،
ففيما يتعلق بالدستور المصري المطروح للاستفتاء عليه فنقول وبالله التوفيق:
أولًا:
قد اتفقت كلمة أعضاء مجلس شورى العلماء على أن مواد الدستور يعتري بعضًا منها خلل ومخالفات شرعية. وكذا يعتري عددا منها قصور، وبيان هذا لا يتسع له هذا المقام.
وهذه شهادة وجب أداؤها فإن الله سبحانه وتعالى سائلنا عنها يوم نلقاه.
وإذا كان الإجمال في البيان ممكنا: فنذكر على سبيل المثال رفضنا للديمقراطية كمذهب، ورفضنا لما أطلقوه من أن السيادة للشعب وأنه مصدر السلطات مع أن شرع ربنا فوق الشعب وفوق السلطات وأن على الجميع أن يخضع لشرع الله وكذلك رفضنا للحريات المخالفة للشرع، فنحن عبيد لله عزَّ وجلَّ ولا نفعل إلا ما يرضيه عنا ولا نتكلم إلا بما يرضيه فضلا عن موادِ أُخَر اعتراها الخلل والقصور، ويرى جميع اعضاء المجلس وجوب تعديل الدستور إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى ويوافق شريعته في أقرب وقت ممكن.
ثانيًا:
فيما يتعلق بقول نعم أو لا فإن الأكثرية ذهبوا إلى قول نعم درءً للمفاسد الأعظم ورأى البعض التحفظ على هذا المشروع إلى أن يتم تعديله.
ثالثًا:
إن مجلس شورى العلماء، وبتوفيق الله وإذنه سيستمر داعيًا إلى الله عزَّ وجلَّ وإلى شريعته سواء قُبِلَ الدستور أم لم يُقبَل، ونهيب بأهل مصر أن يواصلوا مسيرة دعم الشريعة على كل حال وفي كل مقام مقال.
رابعًا:
إن مجلس شورى العلماء ليحرص تمام الحرص على وحدة المسلمين وجمعهم على كتاب الله عزَّ وجلَّ وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
خامسًا:
إن مجلس شورى العلماء يرفض وبشدة الإخلال بأمن البلاد وسلامة البلاد ، فمن نعم الله على العباد أنه جلَّ وعلاَ يمُنُّ عليهم بالأمن، قال تعالى : "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ" (قريش 3-4)، وعليه نرفض كل ما من شأنه أن يزعزع أمن البلاد وأن يتسبب في إراقة الدماء بغير حق.
سادسًا:
فيما يتعلق بالرئيس الدكتور/ محمد مرسي، فإنا نراه ولي أمر مسلم له حق السمع والطاعة ما لم يأمر بمعصية الله عزَّ وجلَّ ، وذلك لأن الطاعة في المعروف كما قال النبي ح، وقد قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " (النساء 59)، وعليه فلا يسوغ الخروج عليه.
سابعًا:
إن مجلس شورى العلماء يُذَكِّر المعارضين والمناوئين للشريعة بتقوى الله عزَّ وجلَّ وأن يرجعوا إلى ربهم وأن يستقيم الجميع على أمره.
وختامًا فالتوفيق من الله عزَّ وجلَّ ونسأل الله أن يحفظنا وشعبنا والمسلمين بحفظه وأن يحفظ مصر وأهلها والمسلمين من كل مكروه وسوء وصلى الله على نبينا محمد وسلُّم.
والحمد لله رب العالمين
 
نص الكلمة منقـول من موقع صفحة المجلس على الشبكة

الأحد، 9 ديسمبر 2012

أسباب الثبات على الدين



  أسباب الثبات على الدين
 


   


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

فإن حاجة المسلم اليوم لأسباب الثبات على الدين والتمسك به عظيمة جدًا، لانتشار الفتن،
وقلة الناصر، وغربة الدين، ومن تلك الأسباب:

أولًا: الإقبال على القرآن العظيم حفظًا وتلاوة وعملًا، فهو حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، من تمسك به عصمه الله، ومن أعرض عنه ضل وغوى، أخبر تعالى أن الغاية التي من أجلها أنزل هذا القرآن مفرقًا هي التثبيت، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ الفرقان: 32

ثانيًا: الإيمان بالله والعمل الصالح، قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾إبراهيم: 27

قال قتادة: أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، وفي الآخرة في القبر.
وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيت) النساء: 66.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يداوم على الأعمال الصالحة، وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل، وكان أصحابه إذا عملوا عملًا أثبتوه.

ثالثًا: تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي والعمل، والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 120].
فالآيات تنزل لتثبت فؤاد النبي - صلى الله عليه وسلم -
وأفئدة المؤمنين معه مثل قصة إبراهيم، وموسى، ومؤمن آل فرعون وغيرها.

رابعًا: الدعاء، فإن من صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم كما علمنا سبحانه أن نقول: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾ [آل عمران: 8]. "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد يصرفه حيث يشاء" 1
كما أخبر ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر أن يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" 2

خامسًا: ذكر الله، وهو من أعظم أسباب التثبيت، وتأمل في هذا الاقتران في قوله - عز وجل -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]، فجعله من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد.
سادسًا: الدعوة إلى الله - عز وجل- وهي وظيفة الرسل وأتباعهم.
قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ يوسف: 108.

والعبد إذا حرص على هداية الخلق، فإن الله يجعل ثوابه من جنس عمله، فيزيده هدى وثباتًا على الحق، كما قال تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60].
سابعًا: الرفقة الصالحة، فمصاحبة العلماء والصالحين والدعاة والمؤمنين، والجلوس معهم، من أكبر العون على الثبات، قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾الكهف: 28
وجاء في قصة الرجل الذ قتل تسعة وتسعين إنسانًا: أنه سأل عن رجل عالم فقال: "من يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها إناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع أرضك فإنها أرض سوء" 3 .
قال ابن القيم - رحمه الله - عن دور شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في التثبيت في محنة السجن: "وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض، أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه؛ فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها"[ 4]. اهـ.

ثامنًا: الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام، وهذه طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في تثبيت أصحابه وهم يعذبون على الإسلام في أول الدعوة، روى البخاري في صحيحه من حديث خباب بن الأرت: أنه شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يجده من التعذيب وطلب منه الدعاء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون"[ 5].
تاسعًا: الصبر، فإنه من أعظم أسباب الثبات على دين الله، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا ولا أوسع من الصبر"[ 6].

وروى الطبراني في المعجم الكبير من حديث عتبة بن غزوان أخي بني مازن بن صعصعة وكان من الصحابة: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن من ورائكم أيام الصبر المتمسك فيهن يومئذ بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين منكم" قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: "بل منكم"[ 7].

عاشرًا: التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار، وتذكر الموت، فعندما يتأمل المؤمن قوله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ آل عمران: 133.
وقوله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ آل عمران: 185.

تهون عليه الصعاب، ويزهد في الدنيا، وتشتاق نفسه إلى الدار الآخرة والدرجات العلى.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر أصحابه بالجنة ليثبتهم على التمسك بالدين والصبر معه، فقد مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على ياسر وعمار وأمه، وهم يؤذون في سبيل الله، فقال: "صبرًا يا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة"[ 8] .

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

من ـــــــقـو ل
كتبه الدكتور / أمين بن عبد الله الشقاوي
الألــوكــة

(1)
رواه مسلم » المسند الصحيح» كِتَاب الْقَدَرِ»
بَاب تَصْرِيفِ اللَّهِ تَعَالَى الْقُلُوبَ كَيْفَ ..» حديث رقم 4805
(2) الراوي:شهر بن حوشب المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي-
الرقم:3522خلاصة حكم المحدث:صحيح
(3) رواه مســـلــم / الصحيح المسند /رقم 2766
(5) الراوي: خباب بن الأرت المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6943
خلاصة حكم المحدث: [صحيح
(6) الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1469
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(7) الراوي: سهل بن أبي حثمة و رافع بن خديج المحدث: البخاري - المصدر
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6142
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(8) الراوي:جابر بن عبدالله المحدث:الألباني- المصدر:فقه السيرة
- الصفحة أو الرقم:103خلاصة حكم المحدث:حسن صحيح

السبت، 8 ديسمبر 2012

مايجب أن يفعله الشباب تجاه الدستور والأحداث على الساحة

مايجب أن يفعله الشباب تجاه الدستور والأحداث على الساحة
كتبه/ د.محمد يسري
"أيها الفضلاء العقلاء العلماء المعترضون على الدستور من الإسلاميين هل يمكن ان نتدبر في فعل من عاب السفينة بيده لتنجو من الملك الظالم ! فنجد في ذلك مسلكا شرعيا تحمد معه النتائج وترضى معه العواقب؟!"
"لعله من الأجدى عمليا للدعاة وطلبة العلم والشباب أن ينصرفوا لمواجهة الليبراليين والعلمانيين والملاحدة الرافضين للإسلام نفسه بدلا من الجدل الداخلي حول هل الدستور كفر بواح أم حلال مباح؟!"
"هذا التهارج الفكري الفقهي حول الدستور يذكرني بأمثاله قبل عقود حول بدعية العمل الجماعي ، وتكفير الدخول في المجالس النيابية ، وعدم العذر بالجهل في مسائل التوحيد ، وغيرها مما لايخفى ، والقاسم المشترك بينها : سطحية التناول العلمي ، استهلاك الطاقات في غير طائل ، إهدار آداب الخلاف ، القطع والجزم في مسائل اجتهادية تتغير الفتيا فيها زمانا ومكانا وأحوالا ، وأننا نكرر نفس أخطائنا السابقة وبإصرار عجيب!!"
"بعد أن فات البعض الإدراك الشرعي لتأصيل حكم المظاهرات وغاب عن الوعي بملابسات الواقع فاتخذ موقفا متأخرا في الإنكار على الأنظمة فاقدة الشرعية ، وصار ذلك كالوصمة في تاريخه - يصر الآن على الاستعلان بنفس المنهج الذي يفوت اجتماع الكلمة ووحدة الصف، والنتيجة : الظهور كما لو كان في صف الآخر، وما أدراك ما صف الآخر!"
"ترى هل ندرك أنه بيننا وبين النظام السياسي الإسلامي بونا شاسعا؟! وأن هناك فجوة زمنية تقترب من قرنين من الزمان، وأننا نحتاج إلى ردم هذه الهوة حتى نصل حاضرنا بماضينا لننطلق إلى مستقبلنا ، وأن دون ذلك عقبات كثيرة ومحطات انتقالية عديدة، وان ذلك لن يحدث دفعة واحدة، ولابجرة قلم ولابقرار سيادي فحسب ! وإنمايتأتى هذا بتحول مجتمعي وهو بطئ لكنه بإذن الله أكيد . والمهم ألا نفقد الصبر والمصابرة والمرابطة، وحسن الظن في قياداتنا وشيوخنا.رزقنا الله العدل والعلم!"
 
كتبه
منقـــــــــــول
طريق السلف

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

المعاصي وعقوباتها


المعاصي وعقوباتها

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله
وبعد:
فمما ابتليت به مجتمعات المسلمين في هذه الأزمان كثرة المعاصي والذنوب، وانتشار المنكرات على اختلاف أنواعها.
 قال ابن القيم - رحمه الله -:
وهذه المعاصي لها أضرار على القلوب، كضرر السموم على الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والآخرة شرور وداء إلا سببه المعاصي والذنوب، فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟ وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء فطرده ولعنه وأبدله بالرحمة لعنًا، وبالإيمان كفرًا؟ وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال؟ وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض، كأنهم أعجاز نخل خاوية؟ وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم؟ وما الذي أغرق فرعون وقومه، ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم، فالأجساد للغرق، والأرواح للحرق؟ وما الذي خسف بقارون وداره وماله؟ إنها المعاصي والذنوب![1].

 قال تعالى: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40]، وهذه الذنوب منها كبائر ومنها صغائر،وقد دلت على ذلك النصوص من الكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ﴾ [النجم: 32]، أي صغائر الذنوب، روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود: أنه سأل النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "أي الذنب أعظم عند الله؟، قال: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك، قلت: إن ذلك لعظيم، ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟، قال: أن تزاني بحليلة جارك"[2].
ومن الناس من يتساهل في الذنوب والمعاصي، ويقول: ما دمت أؤدِّي أركان الإسلام وفرائضه فالذنوب أمرها سهل، والله غفور رحيم، وهذا الكلام ليس بصحيح، فإن الله غفور رحيم، وشديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره، قال تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 98].
وقال تعالى: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 49- 50].
وقال تعالى محذرًا من معصية نبيه - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

وقال سبحانه: ﴿ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث سهل بن سعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم و محقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه"[3].

وروى البخاري في صحيحه من حديث أنس - رضي الله عنه - أنه قال: "إنكم لتعملون أعمالًا هي أدق في عيونكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات"[4]؛ قال أبو عبد الله البخاري: يعني بذلك المهلكات.
ومعصية واحدة كانت سببًا لهزيمة الصحابة في معركة أحد، عندما أمرهم النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ألا ينزلوا من الجبل، فعصوه ونزلوا، فقتِلَ سبعون، كما جاء في الصحيح[5].

 ومعصية واحدة كانت سببًا في دخول امرأة النار، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض"[6].

بل إن العبد ليتساهل بالكلمة التي تخرج من فمه، ولا يلقي لها بالًا، تكون سببًا لدخوله النار، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب"[7].

 ومعصية واحدة أخرجت آدم من الجنة، قال الشاعر:
تصل الذنوب إلى الذنوب
وترتجي درك الجنان بها وفوز العابد
ونسيت أن الله أخرج آدما
منها إلى الدنيا بذنب واحد
قال الأوزاعي: " لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت ".
 ومن عقوبات المعاصي - وهي كثيرة، ذكرها ابن القيم في كتابه "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" فمنها:-
أولًا: أنها تورث الذل لصاحبها، فإن العز كل العز بطاعة الله، قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر: 10]، وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾ [الأعراف: 152].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "وجعل الذل والصغار على من خالف أمري"[8].
وقال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: "اللهم أعزنا بالطاعة، ولا تذلنا بالمعصية"، وقال الحسن البصري - رحمه الله -: "إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، إن ذل المعصية لفي قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه"[9].
 وفي دعاء القنوت: "إنه لا يذل من واليت"[10] ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه، وله من العز بحسب طاعته، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه وله من الذل بحسب معصيته"[11]، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار: "يا معشر الأنصار! ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟، قالوا: صدق الله ورسوله[12].
قال ابن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب
وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها
ثانيًا: أنها تورث الوحشة بين العبد وربه، وبين العبد وبين الناس، ولو اجتمعت للعبد لذات الدنيا كلها لم تذهب تلك الوحشة، قال عبد الله بن عباس: "إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورًا في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضًا في قلوب الخلق"[13].
ويشهد لكلام ابن عباس قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ﴾ [طه: 124- 125].
 وقال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97].
ومن عقوباتها:
أنها إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين، روى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، و إن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكر الله: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14][14].
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 ~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*

[1] الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص ٣٧- ٣٨) بتصرف.
[2] صحيح البخاري برقم (٤٤٧٧)، وصحيح مسلم برقم (٨٦).
[3] سبق تخريجه.
[4] برقم (٦٤٩٢).
[5] البخاري برقم (٣٩٨٦).
[6] البخاري برقم (٣٣١٨)، ومسلم برقم (٢٢٤٢).
[7] البخاري برقم (٦٤٧٧)، ومسلم برقم (٢٩٨٨) واللفظ له.
[8] سبق تخريجه.
[9] الجواب الكافي (ص ٥٣).
[10] سنن الترمذي برقم (٤٦٤)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1/144) برقم (٤١١).
[11] الداء والدواء (ص ٢٧٧).
[12] مسند الإمام أحمد (١٨/105) برقم (١١٥٤٧) وقال محققوه: إسناده صحيح وأصله في الصحيحين.
[13] الجواب الكافي (ص ٤٩).
[14] برقم (٣٣٣٤)، وقال: هذا حديث حسن صيح
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Web/Shigawi/0/45702/#_ftn2#ixzz2E1Dh8vym