الاثنين، 7 يوليو 2014

لا وقــت للـراحـــة ..


ها قد مر بنا رمضان سريعًا ككل عام، وقد أقترب موعدنا مع الفرصة الذهبية 
التي لا تأتي سوى مرة واحدة في العام .. 
إنها فرصة تحرِّي ليلة القدر، التي من يبلَّغها فقد فاز فوزًا عظيمًا .. 
وشعارنا من الآن::


لا وقــت للـراحـــة ..



فعليك ببذل أقصى ما في وسعك لتنال هذه الثمرة العظيمة، ثمرة ليلة القدر .. 
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحرِّيها، فقال صلى الله عليه وسلم
"تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"[متفق عليه] .
. فعليك أن تجتهد إجتهادًا عظيمًا في العشر الأواخر.


علامة ليلة القدر ..عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال
"ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء"
[صحيح الجامع (5475)] 
.. وهذا هو الحديث الوحيد الصحيح الذي ورد فيه علامة ليلة القدر، 
وهي أن تشرِّق الشمس في صبيحتها بلا شعاع.


ولليلة القدر فضلٌ عظيـــم .




فهي:

1) أعظم ليالي الدهر ..لذا لابد أنتعظِّم الله عز وجلَّ في هذه الليلة العظيمة .. 
فأكثِّر من التكبير والتهليل في هذه الليلة .. والذكر سببًا في استحضار قلبك لأن به يستقيم اللسان، 
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم 
"لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"
[رواه أحمد وحسنه الألباني]
2) ليلة تضيق فيها الأرض من كثرة الملائكة .
.عن أبي هريرة رضي الله عنه: 
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر
"إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى"
[حسنه الألباني، صحيح الجامع (5473)]
.. فأكثِّر من ذكر الله تعالى في هذه الليلة، لكي تحفك الملائكة.
3) يباهي الله فيها الملائكة بعباده الصالحين .. 
قال ابن رجب في (لطائف المعارف) 
"فإذا كان ليلة القدر أمر الرب تبارك وتعالى الملائكة بالنزول إلى الأرض
لأن العباد زينوا أنفسهم بالطاعات بالصوم والصلاة في ليالي رمضان، ومساجدهم بالقناديل والمصابيح
فيقول الرب تعالى: أنتم طعنتم في بني آدم وقلتم
{..أَتَجعَل فِيهَا مَن يفسِد فِيهَا وَيَسفِك الدِّمَاءَ ..}[البقرة:30]، فقلت لكم {.. إِنِّي أَعلَم مَا لَا تَعلَمونَ}[البقرة: 30]، 


اذهبوا إليهم في هذه الليلة حتى تروهم قائمين ساجدين راكعين 
لتعلموا أني اخترتهم على علم على العالمين" 
.. فيثني الله عزّ وجلّ على عبده الصالح في الملأ الأعلى، 
لأن هذا العبد قد زين نفسه بالطاعات في هذه الليلة المباركة.
4) خيرٌ من ألف شهر .. قال تعالى { لَيلَة القَدرِ خَيرٌ مِّن أَلفِ شَهرٍ }[القدر: 3] ..
فلابد أن تعتكف على طاعة الله عز وجل في هذا الزمان الشريف ..
عسى أن تبلَّغ هذه الليلة، فيكتب لك أجر عبادة أكثر من ثلاثة وثمانين عام .. 
وكفاك إنشغالاً بالدنيا.
5) فيها يفرق كل أمر حكيم ..
قال تعالى {فِيهَا يفرَق كلّ أَمرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4]، 
أي يقدّر فيها كل ما سيحدث في الدنيا خلال العام القادم .. 
وإذا نزل قدرك وأنت متَلَّبِس بالعبادة، فهذه بشرى على أن عامك القادم سيكون خيرًا بإذن الله. 
6) ليلة سلام .. قال تعالى {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ }[القدر: 5] .. قال مجاهد
"هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا يحدث فيها أذى"،
وقال قتادة "السلام : الخير والبركة".
فليلة القدر سبب للسلامة والنجاة من المهالك يوم القيامة، 


حيث أنَّ من قامها إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدم من ذنبه .



فإيــــــاك أن تحرَّم خير هذه الليلة العظيمة ..وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
"إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا كل محروم"
[رواه ابن ماجه وحسنه الألباني]



فاللهم لا تحرمنا خيرك ولا تحرمنا فضلك .. 


اللهم أكتبنا في عبادك المرحومين ولا تجعلنا من المحرومين،،



ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أشد ما يكونون حرصًا على الطاعة في العشر الأواخر ..
لنيل هذا الخير العظيم لليلة القدر ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم 
"يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره" [رواه مسلم]
فلا للنــوم في العشر الأواخر .. 
وعن عائشة رضي الله عنها قالت
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"[متفق عليه]
.. ومعنى إحياء الليل إنه يسهر طوال الليل في الصلاة والذكر والعبادة بشكل عام .. 


ومن الأعمال الجليلة في العشر الأواخر:


1) قيام الليل .. فهو أعظم عبادة في هذه الليالي، 
قال "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" [متفق عليه]
2) إيقاظ الرجل أهله للصلاة ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان رسول الله إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"[متفق عليه].. 
فلا تستأثر بهذا الخير وحدك، وادع جميع أفراد أسرتك لإحياء العشر الأواخر.
3) الاعتكاف في المساجد .. التي تقام فيها الصلاة، والأفضل الاعتكاف في مسجد تقام فيه صلاة الجمعة .. 
وأفضل اعتكاف في المساجد الثلاثة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ـ 
فكَّ الله أسره ـ .
وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في العشر الأواخر ..
عن عائشة "أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده"[متفق عليه].. 
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال"كان النبي يعتكف كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما"
[صحيح البخاري]
والاعتكاف معناه عكوف القلب على الله عز وجل .. 
فلا ينشغل إلا بالله، ويخلو للمناجاة والذكر والدعاء والتضرع .. فالقيام وقراءة القرآن والذكر والانقطاع لله،
هي الأساسيات التي بها ينبني إيمانك وسببًا عظيمًا في تطهير قلبك وحل مشاكلك الإيمانية.



وصـــــايــا للمعتـكفيـن ..
1) السنة أن تعتكف كل أيام العشر ولياليها .. 
فتدخل الاعتكاف ليلة واحد عشرين من رمضان، أي بعد المغرب من يوم عشرين.
ومن الممكن أن تعتكف اعتكافًا جزئيًا .. 
لمدة بضعة أيام أو لجزء من اليوم، من الفجر إلى الشروق أو من العصر إلى المغرب، قال رسول الله 
"لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل 
ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة"
[رواه أبو داود وحسنه الألباني]
.. فتكون سببًا في عتق رقبتك من النار في زمان العتق.
ومن لا تسمح له ظروفه بالاعتكاف ..
عليه أن يسعى في قضاء حوائج المسلمين، ليكتب له ثواب الإعتكاف .. قال
"لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا"
[حسنه الألباني، صحيح الجامع (176)].. 
2) اعتكف في مسجد لا يعرفك فيه أحد ..
لكي لا تفسد اعتكافك بالخوض في أمور الدنيا .. 
وابحث عن رفقة صالحة تتنافس معهم في فعل الطاعات.
3) لا تتدخل فيما لا يعنيك .. 
قال رسول الله "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"
[رواه مالك وأحمد وصححه الألباني]
.. ولا مانع من الكلام المباح، إذا كان هناك مصلحة شرعية تدعو لذلك.



احرص على ألا يشغلك شاغل عن طاعة الله عز وجل في العشر الأواخر .. 
اللهم إنا نسألك أن تَمنَّ علينا بليلة القدر وأن تكتبنا من عتقائك من النار،،

البعد............جفاء


أحبتي في الله 
البعد............جفاء

خاطرة
أعجبتني 
فوددت أن أنقلها إليكن
----------------------

قد لا يكون بيننا في الأصل شيء، لكن البعد - حقيقة - يورث الجفاء، فأنت قد تظن أن بعض الناس لا يريدك، أو أن في نفسه عليك شيئاً، فيستثمر الشيطان ذلك الوارد، ويستغل ذلك الخاطر، ويوسوس في الصدر، فيزداد بذلك الشقاء ويحصل به الجفاء، وتحل القطيعة والبغضاء، 
ويكون الرابح في الختام هو من جعل الله الشقاء حليفه، والطرد شعاره، واللعنة دثاره، والنار مصيره، ألا وهو إبليس قبحه الله، ويكون الخاسر في الختام هو أنت أيها الأخ الكريم، لـمَّا طاوعت شيطانك، وسرت على خطى الوهم والهذيان، فكنت لأخيك مبغضاً، ولقربه مفارقاً، ولأنسك به مخالعاً، فتكون الهوة سحيقة، والفراق بعيداً، والصفاء نادراً وقليلاً، فتعيش وحيداً شريداً، تتحسس من كل شيء، وتقلب الأمور على كل وجهه، تتربص به لظنك أنه بك متربصاً.

فما هو إلا لقاء واحد، ومجلس يؤلف بينكما، فإذا ما كان في النفس غثاء، وما جال في الفكر هباء، وكان البلاء من الشيطان والنفس، وإذا بالجفاء ينقلب إلى صفاء، فتنقلب وأنت في سعادة وهناء، وتقول معها في ندم على ما مضى نعم البعد جفاء. فما أجمل الإئتلاف وما أقبح الفرقة والاختلاف.


ولو أنا تقاربنا لكنَّاإلى العلياء دوماً في تسام
ولكنـا تجافينا فكـ ـان البعد منا في تنام

إخواني: إن من أعظم ما أمتن الله به على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعد منته عليه بنعمة الإسلام هي منته عليه بنعمة الإجتماع والألفة قال تعالى:
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال:63].

وختاماً: أحذرك أخي من إساءة الظن وكثرة الظنون فقد حذر - صلى الله عليه وسلم - 
من إساءة الظن وبين أنه أعظم الكذب فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا»(1)
أخرجه البخاري ومسلم

والحمد لله رب العالمين
كتبه
ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان
منقول
صيد الفوائد
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~
(1)أخرجه البخاري/كتاب الأدب / باب ما ينهي عن التحاسد والتدابر/ حديث رقم 5604 /
ومسلم برقم4646.
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~
- عذراً الخطاب للمذكر فهذا من كاتب الخاطرة
ولكنها إليكن أحبتي - 
لأنها تحمل معنى نحتاج إليه فأحببت أن أنقلها إليكن