السبت، 28 سبتمبر 2013

فضائل الحارثة بن سراقة وعاصم بن ثابت وخبيب رضي الله عنهم.

 
حارثة بن سراقة رضي الله عنه
 
 
 
نبذة عن كيفية  ترتيب ذكر الصحابة رضي الله عنهم (1)
 
أما عن ترتيب الكتاب فقد أوردنا فيه فضائل عامة في الصحابة جملة ثم عقبنا بفضائل العشرة المبشرين بالجنة وإن كان هناك جم غفير مبشر بالجنة غير العشرة رضي الله عنهم بل وفي غير العشرة من هو خير من بعض العشرة كمصعب بن عمير رضي الله عنه وكحمزة رضي الله عنه ففيهما يقول عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة :- قتل حمزة وهو خير مني وقتل مصعب وهو خير مني على ما سيأتي في فضائلهما إن شاء الله تعالى .
ولكننا قدمنا العشرة متأسين بأكثر السلف في تصانيفهم مثل المسانيد والمعاجم وغير ذلك ثم أتبعناهم بمن نراه أفضل ( أي أن الترتيب من ناحية الأفضلية ) في كثير من الأحيان وفي بعض الأحيان تتدخل اعتبارات أخرى ككثرة الفضائل الواردة في الصحابي أو سبقه إلى الإسلام أو بعده عن الفتن أو موته شهيدا أو غير ذلك .
 
وأيضا فإننا قدمنا المهاجرين بصفة عامة أولا لتقديم الله سبحانه وتعالى لهما كما في قوله تعالى ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار ).أ.هــ
 
 
التعريف بالصحابي
 
حارثة بن سراقة رضي الله عنه ص 277
 
حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري. وأمه الربيع بنت النضر (2) عمة أنس بن مالك .
 
 
 
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه
 
حدثني عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو اسحاق عن حميد قال سمعت أنسا رضي الله عنه يقول :-
أُصيبَ حارِثَةُ يومَ بدرٍ وهو غُلامٌ، فجاءَتْ أمُّه إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ : يا رسولَ اللهِ، قد عرَفتَ مَنزِلَةَ حارِثَةَ مني، فإن يكُ في الجنةِ أصبِرْ وأحتَسِبْ، وإن تكُنِ الأخرى ترَ ما أصنَعُ ؟ فقال : ( وَيحَكِ، أوَهَبِلتِ، أوَجنةٌ واحدةٌ هي ؟ إنها جِنانٌ كثيرةٌ، وإنه لفي جنةِ الفِردَوسِ ) .(3)
 
 
فضل عاصم بن ثابت وخبيب رضي الله عنهما
 
التعريف بالصحابيين :-
عاصم بن ثابت :- هو عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح قيس بن عصمة بن النعمان بن مالك ابن أمية ابن ضبيعة بن بدر بن مالك بن عمرو بن عوف الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه .
خبيب رضي الله عنه : هو خبيب بن مالك بن عامر بن مجدعه بن جحجبي بن عوف بن كلفة ابن عوف بن عمرو  بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري .
 
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه
 
حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا إبراهيم أخبرنا ابن شهاب قال أخبرني عمرو بن جارية الثقفي حليف بني زهرة – وكان من أصحاب أبي هريرة – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :-
بعث رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عشرَةَ عَيْنًا، وأمَّرَ عليهِم عاصِمَ بنَ ثابِتٍ الأنْصاريَّ جدَّ عاصِمِ بنِ عُمرَ ابنِ الخطَّابِ، حتى إذا كانوا بالْهَدأةِ بينَ عُسْفانَ ومكة، ذُكِروا لِحَيٍّ مِن هُذَيلٍ يُقالُ له بَنو لِحْيانَ، فنَفَروا لهم بقَريبٍ مِن مائةِ رَجُلٍ رامٍ، فاقْتَصُّوا آثارَهُمْ حتى وجدوا مأكلهُمُ التمرَ في منزِلٍ نَزَلوهُ، فقالوا : تمرَ يَثْرِبَ، فاتبعوا آثارَهُم، فلما حَسَّ بهم عاصِمٌ وأصْحابهُ لَجؤوا إلى مَوضِعٍ فأحاطَ بهم القَومُ، فقالوا لهم : انزِلوا فأعطوا بأيديكُم، ولكم العَهْدُ والميثاقُ : أن لا نقتلَ منكم أحدًا . فقال عاصمُ بنُ ثابتٍ : أيها القوم أما أنا فلا أنزلُ في ذِمَّةِ كافرٍ، ثم قال : اللَّهُمَّ أخبِرْ عنَّا نبيَّكَ صلى اللهُ عليه وسلم ، فرَموهُ بالنَّبْلِ فَقَتَلوا عاصمًا، ونزل ثلاثةُ نَفَرٍ على العَهدِ والميثاقِ، منهم خُبَيبٌ وزَيدُ ابنُ الدَّثِنَةِ ورجلٌ آخرُ، فلما استَمْكَنوا منهم أطْلَقوا أوْتارَ قِسِيِّهم فرَبَطوهم بها . قال الرجلُ الثالثُ : هذا أولُ الغدرِ، والله لا أصحَبُكم، إن لي بهؤلاءِ أُسْوَةً، يُريدُ القتلى، فجَرَّروهُ وعالَجوهُ فأبَى أنْ يصحَبَهم، فانطُلِقَ بخُبَيبٍ وزيدِ بنِ الدَّثِنَةِ حتى باعوهَما بعدَ وقعة بدرٍ، فابتاع بنو الحارثِ بن عامرِ بنِ نَوْفَلٍ خُبَيبًا ، وكان خُبَيبٌ هو قتلَ الحارثَ بن عامر يومَ بدرٍ، فلبث خُبَيبٌ عِندَهم أسير حتى أجمعوا قتلهُ، فاستعارَ من بعضِ بناتِ الحارِث موسى يَسْتَحِدُّ بها فأعارَتْهُ، فدرجَ بُنَيُّ لها وهي غافلةٌ حتى أتاهُ، فوجدَتهُ مُجْلِسَهُ على فخذهِ والموسى بيدهِ، قالتْ : فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَها خُبَيْبٌ، فقال : أتَخْشَينَ أن أقتُلَهُ ؟ ما كنتُ لأفعل ذلك، قالتْ : والله ما رأيت أسيرًا قَطُّ خيرًا من خُبَيبٌ، والله لقد وجَدْتُهُ يومًا يأكلُ قِطْفًا مِن عِنَبٍ في يدهِ، وإنه لَموثَقٌ بالحَديدِ، وما بمكة من ثمرةٍ، وكانت تقول : إنه لَرِزقٌ رَزَقَهُ الله خُبَيبًا، فلما خرجوا به من الحرمِ، ليقتُلوه في الحِلِّ، قال لهم خُبَيبٌ : دعوني أُصلي ركعتينِ، فترَكوهُ فركعَ ركعتينِ، فقال : والله لولا أنْ تحسِبوا أنْ بي جزَعٌ لزِدْتُ، ثم قال : اللَّهُمَّ أحْصِهِم عَدَدًا، واقْتُلهم بِدَدًا ولا تُبْقِ منهم أحدًا، ثم أنشأ يقول :
فلستُ أُبالي حينَ أُقتَلُ مُسلمًا *** على أيِّ جَنْبٍ كان لله مَصْرَعي .
وذلك في ذاتِ الإله وإنْ يشأ *** يُبارِكُ على أوْصالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ .
 
ثم قام اليه أبو سِرْوَعَةَ عُقْبَةُ بنُ الحَرِثِ فقَتَلهُ، وكان خُبَيْبٌ هو سَنَّ لكلِّ مُسلمٍ قُتِلَ صَبْرًا الصَّلاةَ، وأخبر - يعني النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ أصحابه يومَ أُصيبوا خبرَهُم، وبعث ناسٌ من قُرَيْشٍ إلى عاصمِ بنِ ثابِتٍ - حين حُدِّثُوا أنهُ قُتِلَ - أن يُؤْتُوا بشَيءٍ منهُ يُعرَفُ، وكان قتل رجلًا عظيمًا من عُظمائهِم، فبعثَ الله لعاصمٍ مثل الظلةِ مِن الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ من رسُلِهم، فلم يقدروا أنْ يَقْطَعُوا منه شيئًا . وقال كعبُ بنِ مالكٍ : ذكروا مُرارَةُ بنُ الرَّبيعِ الْعمِريُّ، هلالُ بنُ أُميَّةَ الواقِفيُّ، رجلٌين صالحين،قد شهِدا بَدرً. (4)
 
شرح الحديث
للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله .
^*^*^*^*^*^
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فهذه القصة التي سنذكرها -إن شاء الله تعالى- هي قصةٌ من قصص الصحابة رضي الله عنهم مما حصل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تبين شيئاً من تضحيات أولئك النفر العظام في سبيل هذا الدين، وكيف اصطفى الله منهم شهداء. وقد روى هذه القصة الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب: المغازي من صحيحه، وفي كتاب: الجهاد والسِّيَر، و أبو داوُد رحمه الله في كتاب: الجهاد من سننه، وكذلك أخرجها الإمام أحمد رحمه الله تعالى. يقول أبو هريرة رضي الله عنه: (بعث النبي صلى الله عليه وسلم سريةً عيناً -عشرة رهط- وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت، فانطلقوا حتى إذا كانوا بـالهدَأة بين عُسْفان و مكة -اسم موضع- ذُكِروا لحي من هذيل يقال لهم: بنو لِحْيان -وبنو لِحْيان كانوا مشركين- فتبعوهم بقريب من مائة رامٍ، فتتبعوا آثارهم حتى أتوا منزلاً نزلوه، فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب ، فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم، فلما انتهى عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد ...) وهو المكان المرتفع عن الأرض، حيث حاصر المشركون هؤلاء العشرة المسلمون في هذه الغزوة وهي غزوة الرجيع.
 
وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا -أي: المشركون-: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً، فقال عاصم -وهو أمير السرية-: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فقاتلوهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة نفر بالنبل، وبقي خبيب ، و زيد ، ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، فلما أعطوهم العهد والميثاق، نزلوا إليهم ...) نزل المسلمون الثلاثة إليهم، وقد عنون البخاري رحمه الله على هذه القصة بسؤال: هل يستسلم المسلم للكفار أم لا؟ هل يرضى بالأسر أم لا يرضى، أم يقاتل حتى يُقتل؟
 
فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم، فربطوهم بها -ربطوا المسلمين بوتر القوس- فقال الرجل الثالث -المسلم- الذي معهما: هذا أول الغدر -ربطنا معناه: غدر- فأبى أن يصحبهم، فجروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل -رفض الانقياد- فقتلوه، وانطلقوا بـخبيب و زيد حتى باعوهما بـمكة -من كفار قريش- فاشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو الذي قتل الحارث يوم بدر، فأهل الحارث المشرك اشتروا خبيباً لينتقموا منه ويقتلوه- فمكث عندهم أسيراً حتى إذا أجمعوا على قتله استعار مُوسَىً من بعض بنات الحارث - موسىً ليستحدَّ بها -أي: ليحلق العانة- فأعارته، قالت
المرأة -التي كانت مشركة-: فغفلت عن صبي لي فدَرَج إليه -حبا إلى مكان موضع الأسير المسلم- فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعةً عـرف ذاك مني -عرف أني الآن فزعةٌ على الولد- وهو في يده الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذاك إن شاء الله، وكانت تقـول: ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب ، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بـمكة يومئذٍ ثمرة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزق رزقه الله، فخرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم انصرف إليهم، فقال: لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدتُ -أي: على ركعتين- فكان أول من سن الركعتين عند القتل، ثم قال: اللهم احصهم عدداً، ثم قال:
ولست أبالي حين أُقتل مسلماً على
 أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشـأ
يبارك على أوصال شلوٍ ممزَّعِ (5)
 
ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله، وبعثت قريش إلى عاصم -أمير السرية الذي قُتل في الطريق- ليؤتَوا بشيء من جسده يعرفونه -يقطعوا قطعة من جسده وهو ميت- وكان عاصم قد قتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر ، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبْر -سحابة من زنابير النحل تغطي جسده، وتظله- فحمته من رسلهم فلم يقدروا منه على شيء) ما استطاعوا مطلقاً أن يأخذوا قطعة من جسده.(أ.هــ حفظه الله )(6)
 
 

(1) بالكتاب صـــــــــــــــــ11.
(2) أنَّ الرُّبَيِّعَ عمَّتَه كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جاريةٍ ، فطلَبوا إليها العفوَ فأبَوا ، فعرَضوا الأَرْشَ فأبَوا ، فأتَوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبَوا إلا القِصاصَ ، فأمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالقِصاصِ ، فقال أنسُ بنُ النَّضرِ : يا رسولَ اللهِ ، أتُكسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ ؟ لا والذي بعَثك بالحقِّ لا تُكسَرُ ثَنِيَّتُها ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا أنسُ ، كتابُ اللهِ القِصاصُ ) فرضي القومُ فعفَوا ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّ من عبادِ اللهِ مَن لو أقسَم على اللهِ لأبَرَّه ) .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:  4500 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
(3) الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6550- خلاصة حكم المحدث: صحيح.
(4)الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3989- خلاصة حكم المحدث: صحيح .
(5)   الأوصال: جمع وصل، والوصل: هو العضو.
والشلو: الجسد. ممزَّعِ: مقطع.
 


الجمعة، 27 سبتمبر 2013

موقف المسلم مما حدث بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين

 
تابع المقدمة المجلس الثالث
موقف المسلم مما حدث بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين

~*~*~*~*~*~



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ " ويمسكون عما شجر من الصحابة ، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه ، ونقص ، وغُيِّرَ عن وجهه ، والصحيح منه هم فيه معذورون ؛ إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون ... ، ولهم من السوابق ، والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم ... ثم القَدْر الذي يُنكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ، ومحاسنهم من الإيمان بالله ، ورسوله ، والجهاد في سبيله ، والهجرة ، والنصرة ، والعلم النافع ، والعمل الصالح ، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم ، وأكرمها على الله " ا.هـ [35]

العقيدة الواسطية / 43 .

-شرح كلام شيخ الإسلام بن تيمية للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي شرح العقيدة الواسطية .


يقول المؤلف -رحمه الله-( "العقيدة الواسطية" التي ألفها شيخ الإسلام ابن تيمية في عقيدة أهل السنة والجماعة) يبيّن معتقد أهل السُنَّة والجماعة قال: وكذلك نؤمن بالإمساك عما شجر بين الصحابة، يعني: من عقيدة أهل السُنَّة والجماعة الإمساك، ومعنى الإمساك: يعني السكوت عما شجر بين الصحابة، يعني: عما حصل بينهم من الخلاف، والخلافات التي حصلت بين الصحابة والنزاع والقتال يجب الإمساك عنها، يعني: السكوت عنه ولا يجوز إفشاؤه.


ثم أيضًا المنقول عن الصحابة من الخلافات المؤلف -رحمه الله- يقول: نعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، وهم كانوا مجتهدين، يعني: في الشيء الذي ثبت.


وقد بيّن المؤلف -رحمه الله- في رسالة (العقيدة الواسطية) وبين قال: المنقول عن الصحابة الأخبار التي نقلت عن الصحابة أقسام أنواع: منها ما هو كذب لا أساس له من الصحة، ومنها ما هو له أصلٌ ولكن زِيد فيه، أو نقص منه، أو غير عن وجهه، ومنها ما هو ثابت وصحيح.



والثابت الصحيح هو بين أمرين: إما مجتهد مصيبٌ له أجران، أجر الإصابة وأجر الاجتهاد، وإما مجتهد مخطئ فله أجر الاجتهاد، وخطأه مغفور، ثم الذنوب المحققة الثابتة التي ثبتت لهم ثم أيضًا قبل ذلك نعتقد أن الصحابة أن كل واحد من الصحابة ليس معصوم من كبائر الذنوب ولا من صغائرها، فما هم أنبياء، ليسوا أنبياء.. العصمة لمن؟ للأنبياء، فالنبي معصوم عن الشرك ومعصومٌ عن الكبيرة الكبائر ومعصومٌ فيما يبلغ عن الله.


أما الصحابة الواحد من الصحابة ما هو معصوم قد تقع منه أيش الذنوب لكن إذا وقع منه الذنب فهناك أيش أنواع من أسباب المغفرة أولاً ما يحصل من الصحابة من الاجتهاد إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر وإن وقع في ذنبٍ محقق، فأسباب المغفرة كثيرة قد يتوب: إما أن يغفرها الله له بتوبة فيتوب الله عليه، أو يغفرها له بإقامة الحد في الدنيا مثلاً، أو بالحسنات الماحية أو مصائب مكفرة، أو تغفر له بشفاعة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذين هم أولى الناس بشفاعته؛ فإنهم خير قرون هذه الأمة.


ولهذا قال المؤلف -رحمه الله- وهم كانوا مجتهدين، يعني: فيما شجر بينهم إما مصيبين لهم أجران أو مثابين على عملهم الصالح، مغفورٌ لهم خطأهم وما كان لهم من السيئات، وقد سبق لهم من الله الحسنى، يعني: الجنة، وعدهم الله بالجنة، فإن الله يغفرها لهم: يعني الذنوب المحققة، إما بتوبة أو بحسناتٍ ماحية أو مصائب مكفرة أو غير ذلك مثل شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنهم خير قرون هذه الأمة كما قال -صلى الله عليه وسلم- خير القرون قرني الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، وهذه خير أمة أخرجت للناس .



وبهذا يتبين أنه معتقد أهل السُنَّة والجماعة الإمساك والسكوت عن الخلافات التي حصلت بين الصحابة فلا تتحدث ولا تنشرها، وبهذا ينبغي أن لا يستمع للأشرطة التي سجلها بعض الناس في الصحابة والخلاف الذي بينهم؛ لأن هذا طريقة أهل البدع، بعض الناس يسجل أشرطة يذكر النزاع والخلاف والحروب التي حصلت بين الصحابة وينشرها ويتكلم بكلام سيئ .


ومعتقد أهل السُنَّة والجماعة السكوت عما شجر بين الصحابة، السكوت عن الخلافات، واعتقاد أنهم أفضل الناس وأنهم خير الناس بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأن ما حصل من الخلاف بين أحد أمرين: إما مجتهد مصيب له أجران، أو مجتهد مخطئ له أجر، وأن الذنوب المحققة وأن ما يروى عنهم من الأخبار بعضها كذب لا أساسٌ من الصحة، وبعضه له أصل لكن زاد فيه بعض الكذبة أو نقصوا فيه أو غيروا عن وجهه.


والذنوب المحققة بعضها صحيح ثابت، لكن هذا الثابت إما أن يمحى عنهم بالتوبة أو بحسنات أو بمصائب أو بسابقتهم وفضلهم وجهادهم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- أو بشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم.ا.هـــ


وفي الختام لا نقول إلا كما قال الله تعالى
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) اللهم ارض عن أصحاب نبيك أجمعين واحشرنا وإياهم في زمرة سيد المرسلين والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .




المصدر: موضــوع " فضائل الصحابة رضي الله عنهم "
د. نايف بن أحمد الحمد. ومصادر أخرى متنوعة .

الوعيد الشديد فيمن آذى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم


 
 
المجلس الثاني تابع المقدمة
الوعيد الشديد فيمن آذى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم



~*~*~*~*~*~
وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( مَن سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )
- الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2340خلاصة حكم المحدث: حسن بجموع الطرق


موقف السلف الصالح من الصحابة الكرام
 
~*~*~*~*~*~

لقد عرف السلف الصالح فضل الصحابة الكرام وبيَّنوا ذلك وردوا على كل من أراد انتقاصهم _رضي الله عنهم_ قال ابن عمر _رضي الله عنهما_ " لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عُمره " .
- رواه أحمد في الفضائل 1/57 وابن أبي شيبة 6/405 وابن ماجه (162) وابن أبي عاصم في السنة 2/484


[ عن ] ابن عمر يقول : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره


الراوي: نسير بن ذعلوق المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 133خلاصة حكم المحدث: حسن

وجاء رجل إلى عبد الله بن المبارك وسأله أمعاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز فقال " لتراب في منخري معاوية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز " .
رواه ابن عساكر 59/208 وانظر : منهاج السنة 6/227 .


وجاء رجل إلى الإمام أبي زرعة الرازي -رحمه الله- فقال : يا أبا زرعة أنا أبغض معاوية . قال : لِمَ ؟ قال : لأنه قاتَل عليا . فقال أبو زرعة : إن ربَّ معاوية ربٌّ رحيم وخصمَ معاوية خصمٌ كريم فما دخولك أنت بينهما _رضي الله عنهم_ أجمعين .
رواه ابن عساكر 59/141وانظر فتح الباري 13/86 عمدة القاري 24/215


وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- " إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام "
شرح أصول الاعتقاد للالكائي 7/1252 الصارم المسلول 3/ 1058

شرح أصول الاعتقاد للالكائي 7/1252 الصارم المسلول 3/ 1058

وقال –رحمه الله تعالى- " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فان تاب قبل منه وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع "

الصارم المسلول 3/1057 العقيدة 1/81.

وقال بشر بن الحارث _رحمه الله تعالى_ " مَن شتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين "

رواه ابن بطة في الإبانة /162.



ولعل كثيرا من الكتاب ممن في قلوبهم مرض الذين ينتقصون أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم – في الصحف وغيرها يرون أن الوقت لم يحن بعد لانتقاص القرآن والسنة فرأوا أن تقليل شأن الصحابة الكرام عند الناس هو من أخصر الطرق لرد الكتاب والسنة كما قال أبو زرعة _رحمه الله تعالى_ " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة " ا.هـ .

تاريخ بغداد 38/132 والكفاية /97 .


وقال السرخسي
_رحمه الله تعالى_ " فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السيف إن لم يتب " ا.هـ .



وقال الإمام محمد بن صُبيح بن السماك _رحمه الله تعالى_ لمن انتقص الصحابة " علمتَ أن اليهود لا يسبون أصحاب موسى -عليه السلام- وأن النصارى لا يسبون أصحاب عيسى -عليه السلام- فما بالك ياجاهل سببت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ؟ وقد علمتُ من أين أوتيتَ لم يشغلك ذنبك أما لو شغلك ذنبك لخفت ربك ، ولقد كان في ذنبك شغل عن المسيئين فكيف لم يشغلك عن المحسنين ؟ أما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين ، ولرجوت لهم أرحم الراحمين ، ولكنك من المسيئين فمن ثَمَّ عبت الشهداء والصالحين ، أيها العائب لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لو نمتَ ليلك ، وأفطرت نهارك لكان خيرا لك من قيام ليلك ، وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فويحك لا قيام ليل ، ولا صوم نهار ، وأنت تتناول الأخيار فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى .. وبم تحتج يا جاهل إلا بالجاهلين ، وشر الخلف خلف شتم السلف لواحد من السلف خير من ألف من الخلف " ا.هـ .


رواه المعافى بن زكريا النهرواني الجريري في الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي 2/392.


وقال ابن الصلاح
_رحمه الله تعالى_ " إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة , ومَن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يُعتد بهم في الإجماع " ا.هـ.


مقدمة ابن الصلاح /428 .


ذكر فضلهم في كتب العقائد رفعا لشأنهم وعلوا لمنزلتهم
:


~*~*~*~*~*~

قال الطحاوي _رحمه الله تعالى_ " ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا نُفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم ، وبغير الحق يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان " ا.ه[33].

عقيدة الطحاوي مع شرحها 2/689


وذكر الحميدي
_رحمه الله تعالى_ أن من السنة " الترحم على أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- كلهم فإن الله عز وجل قال ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ )(الحشر:10) فلم نؤمر إلا بالاستغفار لهم ، فمن سبهم أو تنقصهم أو أحدا منهم فليس على السنة وليس له في الفيء حق ، أخبرنا غير واحد عن مالك بن أنس " ا.ه[34]


أصول السنة للحميدي بذيل المسند 2/176 .

يتبع إن شاء الله

مقدمـــــة في فضائل صحابة رسول الله صلى الله عليه وســلم


مقدمـــــة
في فضائل صحابة رسول الله صلى الله عليه وســلم
المجلس الأول

نبدء بحول من الله في الحديث عن أصحــاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .


والســـــؤال

لمـــاذا نتــحدث عن الصحــابة ؟
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : " فإن أولى ما نظر فيه الطالب ، وعني به العالم بعد كتاب الله -عز وجل- سنن رسوله -صلى لله عليه وآله وسلم- فهي المبيِّنة لمراد الله -عز وجل- من مجملات كتابه ، والدالة على حدوده ، والمفسرة له ، والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله مَن اتبعها اهتدى ،ومن سُلبها ضل وغوى وولاه الله ما تولى ، ومِن أَوكد آلات السنن المعينة عليها ، والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الناس كافة ، وحفظوها عليه ،وبلغوها عنه ، وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين حتى أكمل بما نقلوه الدين ، وثبت بهم حجة الله -تعالى -على المسلمين فهم خير القرون ،( ففي الحديث خيرُ النَّاسِ قَرني ، ثمَّ الَّذين يَلونَهم ، ثمَّ الَّذين يَلونَهم ، ثمَّ يجيءُ أقوامٌ : تَسبقُ شهادةُ أحدِهم يمينَهُ ويمينُه شهادتَه)
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2652خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

وخير أمة أخرجت للناس ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم ، وثناء رسوله -عليه السلام- ، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ، ولا تزكية أفضل من ذلك ، ولا تعديل أكمل منه قال الله تعالى ذكره ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود)( الفتح: 29) "

- الاستيعاب في أسماء الأصحاب لابن عبد البر رحمه الله 1/1

قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآية الكريمة
.
يخبر تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار، أنهم بأكمل الصفات، وأجل الأحوال، وأنهم ( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ) أي: جادون ومجتهدون في عداوتهم، وساعون في ذلك بغاية جهدهم، فلم يروا منهم إلا الغلظة والشدة، فلذلك ذل أعداؤهم لهم، وانكسروا، وقهرهم المسلمون، ( رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) أي: متحابون متراحمون متعاطفون، كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، هذه معاملتهم مع الخلق، وأما معاملتهم مع الخالق فإنك ( تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ) أي: وصفهم كثرة الصلاة، التي أجل أركانها الركوع والسجود.( يَبْتَغُونَ ) بتلك العبادة ( فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ) أي: هذا مقصودهم بلوغ رضا ربهم، والوصول إلى ثوابه.( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) أي: قد أثرت العبادة - من كثرتها وحسنها- في وجوههم، حتى استنارت، لما استنارت بالصلاة بواطنهم، استنارت [ بالجلال ] ظواهرهم.ا.هــ
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن


" والصحابة حبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة "

كما قال الإمام أحمد في شرح أصول السنة
"ومن انتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو أبغضه بحدث كان منه أو ذكر مساوئه كان مبتدعا حتى يترحم عليهم جميعا، ويكون قلبه لهم سليما" .


وهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين -عليهم الصلاة والسلام- فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ في قول الله عز وجل ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) (النمل:59) قال : أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- .

- رواه الطبري 20/2 والبزار وانظر : تفسير ابن كثير 3/370 الاستيعاب 1/13تفسير القرطبي 13/220 وبذلك فسرها سفيان الثوري. كما رواه عنه أبو نعيم في الحلية 7/77 وابن عساكر 23/463.
وقال سفيان في قوله عز وجل ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ)(الرعد: 28) قال : هم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- .
- رواه سعيد بن منصور 5/ 435 .

وقال قتادة في قوله تعالى ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِه)(البقرة:121) هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -آمنوا بكتاب الله وعملوا بما فيه -.
فتح الباري 13/508 .


وقال ابن مسعود _رضي الله عنه_ " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوبَ أصحابهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وزراءَ نبيهِ يُقاتِلون على دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ "
-المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 469 خلاصة حكم المحدث: حسن موقوف.
والصحابي هنا هو مَن لقي النبي -صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به ، ومات على ذلك .

وقد ورد في فضلهم آيات وأحاديث كثيرة منها : قوله تعالى( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)
وقال تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18)
وفي آيات عديدة ذكرهم الله تعالى وترضى عنهم .

ومما جاء في السنة :
~*~*~*~*~*~
عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه )

- الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2540خلاصة حكم المحدث: صحيح .

" وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة ، وضيق الحال بخلاف غيرهم ، ولأن إنفاقهم كان في نصرته -صلى الله عليه وسلم- ، وحمايته ، وذلك معدوم بعده ، وكذا جهادهم وسائر طاعتهم ، وقد قال تعالى ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً )(الحديد:10) وهذا كله مع ما كان فيهم في أنفسهم من الشفقة ، والتودد ، والخشوع ، والتواضع ، والإيثار ، والجهاد في الله حق جهاده ، وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ، ولا ينال درجتها بشيء ، والفضائل لا تؤخذ بقياس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " ا.هـ
-
شرح مسلم للنووي 16/93 شرح سنن ابن ماجه 1/15 تحفة الأحوذي 10/246 .

وقال البيضاوي _رحمه الله تعالى_ : " معنى الحديث لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحد ذهبا من الفضل والأجر ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصيفه ، وسبب التفاوت ما يقارن الأفضل من مزيد الإخلاص ، وصدق النية ) ا.هـ [12]
- فتح الباري 7/34


" مع ما كانوا من القلة ، وكثرة الحاجة والضرورة " [13] وقيل " السبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام ، وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها ، وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين ، وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل ، ولأن بذل النفس مع النصرة ، ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها " ا.هـ .
- شرح مسلم للنووي 16/93 شرح سنن ابن ماجه 1/15 تحفة الأحوذي 10/246 .

ومما جاء في فضلهم -رضي الله عنهم- حديث ابن مسعود _رضي الله عنه_ عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )
- الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2652خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


" وإنما صار أول هذه الأمة خير الناس ؛ لأنهم آمنوا به حين كفر الناس ، وصدقوه حين كذبه الناس ، وعزروه ، ونصروه ، وآووه ، وواسوه بأموالهم وأنفسهم ، وقاتلوا غيرهم على كفرهم حتى أدخلوهم في الإسلام " ا.هـ .
-
التمهيد 20/251 فيض القدير 3/ 478 .

ومما جاء في فضلهم ما رواه أبو بردة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) "

الكتب » صحيح مسلم » كتاب فضائل الصحابة » باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه وبقاء أصحابه أمان للأمة

جــاء في شرح النووي على صحيح مسلم
قوله صلى الله عليه وسلم : ( النجوم أمنة للسماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ) قال العلماء : ( الأمنة ) بفتح الهمزة والميم ، والأمن والأمان بمعنى . ومعنى الحديث أن النجوم ما دامت باقية فالسماء باقية . فإذا انكدرت النجوم ، وتناثرت في القيامة ، وهنت السماء ، فانفطرت ، وانشقت ، وذهبت ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ) أي من الفتن والحروب ، وارتداد من ارتد من الأعراب ، واختلاف القلوب ، ونحو ذلك مما أنذر به صريحا ، وقد وقع كل ذلك .
[ ص: 66 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) معناه من ظهور البدع ، والحوادث في الدين ، والفتن فيه ، وطلوع قرن الشيطان ، وظهور الروم وغيرهم عليهم ، وانتهاك المدينة ومكة وغير ذلك . وهذه كلها من معجزاته صلى الله عليه وسلم .(ا.هــ)

وهو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض عصر الصحابة من طمس السنن وظهور البدع وفشو الفجور في أقطار الأرض " .

-تحفة الأحوذي 10/156 فيض القدير 6/296 .


يتبع إن شاء الله


تعريف الصحابي


تعريف الصحابي

~*`*~*`*~*`*~
كتاب الصحيح المسند في فضائل الصحابة
صــــ 8 و 9



قال ابن حجر ( رحمه الله في كتاب الصحابة في تمييز الصحابة : وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ، ومات على الإسلام ، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى .


ويخرج بقيد الإيمان من لقيه كافراً ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى. وقولنا: (به) يخرج من لقيه مؤمناً بغيره، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة. وهل يدخل من لقيه منهم وآمن بأنه سيبعث أو لا يدخل؟ محل احتمال. ومن هؤلاء بحيرا الراهب ونظراؤه.

ويدخل في قولنا: (مؤمناً به) كل مكلف من الجن والإنس؛ فحينئذ يتعين ذكر من حفظ ذكره من الجن الذين آمنوا به بالشرط المذكور، وأما إنكار ابن الأثير على أبي موسى تخريجه لبعض الجن الذين عرفوا في كتاب الصحابة فليس بمنكر لما ذكرته. وقد قال ابن حزم في كتاب الأقضية من (المحلى): من ادعى الإجماع فقد كذب على الأمة؛ فإن الله تعالى قد أعلمنا أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهم صحابة فضلاء؛ فمن أين للمدعي إجماع أولئك؟ وهذا الذي ذكره في مسألة الإجماع لا نوافقه عليه؛ وإنما أردت نقل كلامه في كونهم صحابة. وهل تدخل الملائكة؟ محل نظر؛ قد قال بعضهم: إن ذلك ينبني على أنه هل كان مبعوثا إليهم أو لا؟ وقد نقل الإمام فخر الدين في
(أسرار التنزيل) الإجماع على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن مرسلا إلى الملائكة. ونوزع في هذا النقل؛ بل رجح الشيخ تقي الدين السبكي أنه كان مرسلاً إليهم. واحتج بأشياء يطول شرحها. وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا الأصل نظر لا يخفى.
وخرج بقولنا: (ومات على الإسلام) من لقيه مؤمنا به ثم ارتد، ومات على ردته والعياذ بالله. وقد وجد من ذلك عدد يسير؛ كعبيد الله بن جحش الذي كان زوج أم حبيبة؛ فإنه أسلم معها، وهاجر إلى الحبشة، فتنصر هو ومات على نصرانيته . وكعبد الله بن خطل الذي قتل وهو متعلق بأستار الكعبة ، وكربيعة بن أمية بن خلف على ما سأشرح خبره في ترجمته في القسم الرابع من حرف الراء. ويدخل فيه من ارتد وعاد إلى الإسلام قبل أن يموت، سواء اجتمع به صلى الله عليه وسلم مرة أخرى أم لا؛ وهذا هو الصحيح المعتمد. والشق الأول لا خلاف في دخوله وأبدى بعضهم في الشق الثاني احتمالا؛ وهو مردود لإطباق أهل الحديث على عد الأشعث بن قيس في الصحابة، وعلى تخريج أحاديثه في الصحاح والمسانيد؛ وهو ممن ارتد ثم عاد إلى الإسلام في خلافة أبي بكر . وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين؛ كالبخاري، وشيخه أحمد بن حنبل، ومن تبعهما؛ ووراء ذلك أقوال أخرى شاذة . (أ.هـ) .



انخرام قرن الصحابة رضوان الله عليهم

~*`*~*`*~*`*~

قال الإمام مسلم في صحيحه

حَدَّثَنِي يَحْيَي بْنُ حَبِيبٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى كلاهما ، عَنْ الْمُعْتَمِرِ ، قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،

قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ : " مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ الْيَوْمَ تَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ سَنَةٍ وَهِيَ حَيَّةٌ يَوْمَئِذٍ " . وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبِ السِّقَايَةِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِمِثْلِ ذَلِكَ ، وَفَسَّرَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : نَقْصُ الْعُمُرِ .


قال الإمام البخاري في صحيحه

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي حَثْمَةَ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، قَالَ : صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةٍ لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ ، فَوَهِلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ ، يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهَا تَخْرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنَ " .




قَالَ الْحَافِظُ بن حجر رحمه الله : قَدْ بَيَّنَ اِبْنُ عُمَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مُرَادَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ مُرَادَهُ أَنَّ عِنْدَ اِنْقِضَاءِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْ مَقَالَتِهِ تِلْكَ يَنْخَرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنُ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَوْجُودًا حَالَ تِلْكَ الْمَقَالَةِ , وَكَذَلِكَ وَقَعَ بِالِاسْتِقْرَاءِ فَكَانَ آخِرُ مَنْ ضَبَطَ أَمْرَهُ مِمَّنْ كَانَ مَوْجُودًا حِينَئِذٍ أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ . وَقَدْ أَجْمَع أَهْلُ الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ كَانَ آخِرَ الصَّحَابَةِ مَوْتًا . وَغَايَةُ مَا قِيلَ فِيهِ أَنَّهُ بَقِيَ إِلَى سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ وَهِيَ رَأْسُ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْ مَقَالَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ‏(أ.هـ)
 
 
 
 

شرح طريقة عمل أقسام للمدونة

 

شرح طريقة عمل أقسام للمدونة

أقسام المدونة من الإضافات التي لا غني عنها لأي مدونة , فصاحب المدونة دائما يهدف الي إبقاء الزائر أكبر وقت ممكن في المدونة , فبعد قراءة الزائر أحد مواضيع المدونة , وأعجبه هذا الموضوع فإنه سيحاول قراءة بقية مواضيع المدونة , فيتجه إلي أقسام المدونة لتصفح مواضيع القسم الذي يريده .
فبدون عمل أقسام لمدونتك فإن الزائر سيشعر أنه تائه في المدونة وسيجدها غير منظمة ومرتبة , لذلك ستفقد زائر قد يكون من متابعي المدونة بسبب أنه لم يصل الي المواضيع التي يريدها , ولم يجد أقسام للمدونة , فلماذا هذا كله ؟؟؟ , في حين أنك ممكن تعمل أقسام لمدونتك بسهولة جدا وفي ثواني أو دقائق معدودة ......
 
 
 
* طريقة عمل أقسام للمدونة *
- عند كتابة موضوع أو مشاركة جديدة , فإنه يوجد ناحية اليسار " إعدادات المشاركات " تحتها إضغط " التسميات " , تابع الشرح بالصورة .
 
 
- بعد الضغط علي " التسميات " سيظهر مربع أكتب فيه إسم القسم الذي تريد أن يكون فيه هذا الموضوع , ثم اضغط تم .

 
 
 
بعد نشر هذا الموضوع ستجده داخل القسم الذي حددته .
* طريقة إظهار الأقسام علي المدونة *
أنت الأن قمت بإضافة المواضيع داخل أقسامها المناسبة , ولكنك تريد إظهار هذه الأقسام علي المدونة , بسيطة جدا , فقط اتبع الشرح التالي :-
- من لوحة التحكم الرئيسية لبلوجر , إختر " التخطيط " .
 
 
 
 
أضغط " إضافة أداة " .
 
 
ستفتح قائمة " إضافة أداة ذكية " , إختر منها " التسميات " .
 

 
- إختر " إظهار جميع التصنيفات " , وشكل العرض إما قائمة وإما سحابة , وإن كنت تريد عرض عدد المشاركات بجانب كل قسم , ثم أضغط " حفظ " .
 
 
 
 

 
تم بحمد الله
بالتوفيق
منقــــــــــــــــول