الجمعة، 4 أكتوبر 2013

شروط تحقيق الشهادتين

 
 
شروط الشهادتين:
أولاً : شروط " لا إله إلا الله"
 
لا بد فى شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط لا تنفع قائلها إلا باجتماعها. وهى على سبيل الإجمال:
1- العلم المنافي للجهل. 2 – اليقين المنافي للشك.
3 – القبول المنافي للرد. 4 – الانقياد المنافي للترك.
5 – الإخلاص المنافي للشرك. 6 – الصدق المنافي للكذب.
7 – المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء.
وأما تفصيلها فكما يلى:
 
الشرط الأول:" العلم المنافي للجهل ":
 
العلم : أى العلم بمعناها المراد منها، وما تنفيه وما تثبته المنافي للجهل بذلك ..قال تعالى ( وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) الزخرف (86)
أي: شهد بلا إله إلا الله " وهم يعلمون" بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم، فلو نطق بها وهو لا يعلم معناها لم تنفعه، لأنه لم يعتقد ما تدل عليه.
الشرط الثاني: " اليقين المنافي للشك ".
اليقين: بأن يكون قائلها مستيقناً بما تدل عليه فإن كان شاكاً بما تدل عليه لم تنفعه قال تعالى :" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا " الحجرات " 15 ".
فإن كان مرتاباً كان منافقاً وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة " (1)الحديث فى الصحيح.
فمن لم يستيقن بها قلبه لم يستحق دخول الجنة.
الشرط الثالث: " القبول المنافي للرد":
القبول لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه فمن قالها ولم يقبل ذلك ويلتزم به كان من الذين قال الله فيهم:
"إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) " الصافات 35، 36.
وهذا كحال عباد القبور اليوم، فإنهم يقولون:" لا إله إلا الله " ولا يتركون عبادة القبور.
فلا يكونون قابلين لمعنى " لا إله إلا الله ".
الشرط الرابع: "الانقياد المنافي للترك":
الانقياد لما دلت عليه. قال تعالى:
" وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ   " لقمان ( 22).
والعروة الوثقى:" لا إله إلا الله "
ومعنى " يسلم وجهه " أي: ينقاد
قال تعالى :" فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا  " النساء ( 65).
الشرط الخامس: "الإخلاص المنافي للشرك":
الإخلاص وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.
بأن لا يقصد بقولها طمعاً من مطامع الدنيا، ولا رياء ولا سمعة. لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال: قال النبي: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" الشيخان.
قال تعالى: "أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ " الزمر 3
وقال تعالى: "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء   " البينة 5
عن أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه" أو " نفسه " (2) صحيح البخاري ج1 /93 : 99.
الشرط السادس: "الصدق المنافي للكذب":
الصدق : وهو أن يقول هذه الكلمة مصدقا بها قلبه, فإن قالها بلسانه ولم يصدق بها قلبه كان منافقا كاذبا.
قال تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ, يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) .." الآية إلى قوله تعالى: "... ولهم عذاب أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ  " البقرة : " 10:8".
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه, عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه, إلا حرمه الله على النار". (3)البخاري ج1 / 226.
 
الشرط السابع: "المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء"
المحبة  : لهذه الكلمة ولما تدل عليه ولأهلها العاملين بمقتضاها- قال تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ ". البقرة: " 165".
فأهل "لاإله إلا الله" يحبون الله حبا خالصا. وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره, وهذا ينافي مقتضى "لاإله إلا الله".
 
مثال تطبيقي علي "لا إله إلا الله" بشروطها
 
 
 
مثلاً: الغِيبة أوالحجاب بمفهوم "لا إله إلا الله":
الشرط الأول: العلم:
العلم بمعني "الغِيبة" وشروطها. فشرط الغيبة أن تذكر أخاك بما يكره.
العلم بمعني "الحجاب" وشروطه الشرعية من خلال الكتاب والسٌنة الصحيحة (8 شروط).
الشرط الثاني: اليقين:
أي اليقين بأن الامتناع عن الغيبة, حكم من أحكام الإسلام وشعبة من شعب الإيمان إلي أن تقوم الساعة. وكذلك الإلتزام بالحجاب.
الشرط الثالث: القبول:
أي قبول هذا الحكم وما يترتب عليه. بالنسبة للغيبة: قبول حكمها وعدم إتباع الشبهات لتحليلها.
الحجاب: قبول كل شروطه ولا نجادل "يكفي الإيشارب".
الشرط الرابع: الإنقياد:
أي عزم القلب علي تنفيذ ما سبق.
الشرط الخامس: الإخلاص:
عقد النية علي الإمتناع عن الغيبة إبتغاء مرضات الله.
عقد النية علي لبس الحجاب إبتغاء مرضات الله
الشرط السادس: الصدق:
أي بذل الوسع وإستفراغ الجهد في الإذعان والإستسلام لهذا الحكم.
الشرط السابع: المحبة:
محبة الحكم لأنه من المحبوب (الله) بصرف النظر عن موافقته لهواي أو عدم موافقته. فلو أن الله كره العسل لكرهته ولو كره أبي لكرهته.
ثانياً: شروط شهادة أن محمد رسول الله
 صـ56 بيان العقيدة.
1- الإعتراف برسالته– صلي الله عليه وآله وسلم- وإعتقادها باطناً في القلب.
2- النطق بذلك والإعتراف به ظاهراً باللسان.
3- المتاعبة له بأن يعمل بما جاء به من الحق, ويترك ما نهي عنه من الباطل.
4- تصديقه فيما أخبر به من الغيوب الماضية والمستقبلة.
5- محبته أشد من محبة النفس والمال والولد والوالد والناس أجمعين.
6- تقديم قوله علي قول كل أحد, والعمل بسنته.
 
فائدة:-
"لا إله إلا الله" تشمل جميع أنواع التوحيد كلها إما بالتضمن, وإما بالإلتزام, وذلك أن قول القائل "أشهد أن لا إله إلا الله" يتبادر إلي الذهن أن المراد بها توحيد العبادة– الذي يسمي توحيد الألوهية- وهو متضمن لتوحيد الربوبية, لأن كل من عبد الله وحده, فإنه لن يعبده حتي يكون مقراً له بالربوبية, وكذلك متضمن لتوحيد الأسماء والصفات, لأن الإنسان لا يعبد إلا من علم أنه مستحق للعبادة لما له من الأسماء والصفات, ولهذا قال إبراهيم لأبيه: "يا أبتِ لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا" (مريم 42). فتوحيد العبادة (الألوهية) متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.(فتاوي العقيدة للعثيمين صـ126 س 57).
 
 
(1)  أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومُعاذٌ رَديفُهُ علَى الرَّحْلِ، قال : يا مُعاذَ بنَ جبلٍ . قال : لَبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيكَ، قال : يا مُعاذُ . قال : لَبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيكَ، ثلاثا، قال : ما من أُحُدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولُ اللهِ، صدقًا من قَلْبهِ إلا حرمهُ اللهُ على النارِ . قال : يا رسولَ اللهِ، أفلا أُخبِرُ به الناسِ فَيَسْتَبْشِروا ؟ قال : إذًا يَتَّكِلُوا . وأخبرَ بها مُعاذٌ عِندَ موته تأثُّمًا .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 32- خلاصة حكم المحدث: صحيح  .
 
(2)  لقد ظنَنتُ يا أبا هريرةَ ، أن لا يَسأَلَني عن هذا الحديثِ أحدٌ أولى مِنكَ لما رأيتُ مِن حرصِكَ على الحديثِ ، أسعَدُ الناسِ بشَفاعَتي يومَ القيامةِ ، مَن قال لا إلهَ إلا اللهُ خالصةً مِن نَفْسِه
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:  6570خلاصة حكم المحدث: [صحيح] .
 
(3)  أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومُعاذٌ رَديفُهُ علَى الرَّحْلِ، قال : يا مُعاذَ بنَ جبلٍ . قال : لَبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيكَ، قال : يا مُعاذُ . قال : لَبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيكَ، ثلاثا، قال : ما من أُحُدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولُ اللهِ، صدقًا من قَلْبهِ إلا حرمهُ اللهُ على النارِ . قال : يا رسولَ اللهِ، أفلا أُخبِرُ به الناسِ فَيَسْتَبْشِروا ؟ قال : إذًا يَتَّكِلُوا . وأخبرَ بها مُعاذٌ عِندَ موته تأثُّمًا .
الراوي: أبو عبس عبدالرحمن بن جبر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 907خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
 
 
 
 
 
 
 
       
 
 
 
 
 
 
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق