الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

عبيدة بن الحارث رضي الله عنه


عبيدة بن الحارث رضي الله عنه


عبيدة بن الحارث ابن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي . وأمه من ثقيف .



أوَّلُ من يَجْثُو بينَ يديِ الرحمنِ للخُصومَةِ يومَ القيامَةِ
* عن علِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رضي الله عنه أنه قال : أنا أوَّلُ من يَجْثُو بينَ يديِ الرحمنِ للخُصومَةِ يومَ القيامَةِ . وقال
قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ : وفيهِم أُنزِلت : {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا
فِي رَبِّهِمْ } . قال همُ الذينَ تَبارَزوا يومَ بَدرٍ : حمزَةُ َ عليٌّ وعُبَيدَةُ، أو أبو عُبَيدَةَ بنُ الحارِثِ، وشَيبَةُ بنُ رَبيعَةَ ، وعُتبَةُ بنُ رَبيعَةَ، والوَليدُ بنُ عُتبَةَ .(1)

شرح الحديث فتح الباري شرح صحيح البخاري
قوله : ( من يجثو ) بالجيم والمثلثة أي يقعد على ركبتيه مخاصما ،
والمراد بهذه الأولية تقييده بالمجاهدين من هذه [ ص: 347 ] الأمة ؛ لأن المبارزة المذكورة أول مبارزة وقعت في الإسلام .
قوله : ( في ستة من قريش ) يعني ثلاثة من المسلمين من بني عبد مناف : اثنين من بني هاشم ، وواحد من بني المطلب . وثلاثة من المشركين من بني عبد شمس بن عبد مناف .
قوله : ( علي وحمزة ) أي ابن عبد المطلب بن هاشم و عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب .
قوله : ( وشيبة بن ربيعة ) أي ابن عبد شمس ، وعتبة
هو أخوه ، والوليد بن عتبة ولده . ولم يقع في هذه الرواية تفصيل المبارزين . وذكر ابن إسحاق أن عبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة كانا أسن القوم ، فبرز عبيدة لعتبة ، وحمزة لشيبة ، وعلي للوليد . وعند موسى بن عقبة : برز حمزة لعتبة ، وعبيدة لشيبة ، وعلي للوليد .
ثم اتفقا فقتل علي الوليد ، وقتل حمزة الذي بارزه ،
واختلف عبيدة ومن بارزه بضربتين فوقعت الضربة في ركبة عبيدة فمات منها لما رجعوا بالصفراء ، ومال حمزة وعلي إلى الذي بارز عبيدة فأعاناه على قتله .
وفي الحديث جواز المبارزة خلافا لمن أنكرها كالحسن البصري .
وشرط الأوزاعي والثوري وأحمد وإسحاق للجواز إذن
الأمير على الجيش ، وجواز إعانة المبارز رفيقه ،
وفيه فضيلة ظاهرة لحمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم .(2)

* سمعتُ أبا ذرٍّ يُقْسِمُ قَسَمًا : أن هذه الإية : {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} . نَزَلَت في الذينَ بَرَزوا يومَ بدرٍ: حَمزَةَ وعلِيٍّ وعُبَيدَةَ
بنِ الحارِثِ، وعُتبَةَ وشَيبَةَ ابنَي رَبيعَةَ والوَليدِ بنِ عُتبَةَ .(3)

وفي رواية
* عن عليٍّ ، قالَ : تقدَّمَ - يعني عُتبةَ بنَ ربيعةَ - وتبِعَهُ ابنُهُ وأخوهُ فَنادَى مَن يُبارزْ ؟ فانتدبَ لَهُ شبابٌ منَ الأنصارِ . فقالَ : مَن أنتُمْ ؟ فأخبروهُ فقالَ : لا حاجةَ لَنا فيكُم إنَّما
أردنا بَني عمِّنا ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : قُم يا حمزةُ ، قُم يا عليُّ ، قُم يا عُبَيْدةَ بنَ الحارثِ. فأقبلَ حمزةُ إلى عُتبةَ ، وأقبَلتُ إلى شَيبةَ ، واختلفَ بينَ
عُبَيْدَةَ والوليدِ ضربَتانِ فأثخَنَ كلُّ واحدٍ منهُما صاحبَهُ ، ثمَّ مِلنا علَى الوليدِ فقتَلناهُ ، واحتمَلنا عُبَيْدَةَ(4)


عبيدة بارز الوليد بن عتبة يوم بدر
* لمَّا قدِمنا المدينةَ أصبنا من ثمارِها فاجتويناها وأصابنا
بها وعكٌ وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يتخبَّرُ
عن بدرٍ فلمَّا بلغنا أنَّ المشركين قد أقبلوا سار رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم إلى بدرٍ – وبدرٌ بئرُ -
فسبقْنا المشركين إليها فوجدنا فيها رجلَيْن .
رجلًا من قريشٍ ومولًى لعقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، فأمَّا القُرشيُّ فانفلت وأمَّا
مولَى عقبةَ فأخذناه فجعلنا نقولُ له : كم القومُ فيقولُ : هم
واللهِ كثيرٌ عددُهم ، شديدٌ بأسُهم . فجعل المسلمون إذا قال
لهم ذلك ضربوه ، حتَّى انتهَوْا به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ
عليه وعلى آلِه وسلَّم فقال له : كم القومُ ؟ قال : هم واللهِ
كثيرٌ عددُهم ، شديدٌ بأسُهم . فجهد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه
وعلى آلِه وسلَّم أن يخبرَ بكم هي فأبَى ثمَّ سأله رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم كم ينحِرون من
الجَزورِ ؟ فقال : عشرةً كلَّ يومٍ . فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ
عليه وعلى آلِه وسلَّم : القومُ ألفٌ ، كلُّ جزورٍ لمائةٍ .
وتبِعها ثمَّ إنَّه أصابنا من اللَّيلِ طشٌّ من مطرٍ فانطلقنا
تحت الشَّجرِ والحرفِ نستظلُّ بها من المطرِ , وبات
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يدعو ربَّه
ويقولُ : اللَّهمَّ إن تهلِكْ هذه العصابةُ لا تُعبدْ في الأرضِ ، فلمَّا طلع الفجرُ نادَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : الصَّلاةُ جامعةٌ . فجاء النَّاسُ من تحتِ الشَّجرِ
والحرفِ ، فصلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى
آلِه وسلَّم وحضَّ على القتالِ ثمَّ قال : إنَّ قريشًا عند هذه الضِّلعِ الحمراءِ من الجبلِ ، فلمَّا دنا القومُ منَّا وصاففناهم
إذا رجلٌ منهم يسيرُ في القومِ على جملٍ فقال رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : يا عليُّ نادِ لي حمزةَ
وكان أقربَهم من المشركين من صاحبِ الجملِ الأحمرِ
وماذا يقولُ لهم ، ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه
وسلَّم : إن يكُ في القومِ أحدٌ يأمرُ بخيرٍ فعسَى أن
يكونَ صاحبَ الجملِ الأحمرِ ، فجاء حمزةُ فقال هو عتبةُ
بنُ ربيعةَ وهو ينهَى عن القتالِ ، ويقولُ لهم : يا قومِ إنِّي أرَى أقوامًا مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خيرٌ ، يا قومِ اعصِبوها اليومَ برأسي وقولوا جبُن عتبةُ ، وقد
تعلمون أنِّي لستُ بأجبنِكم فسمِع ذلك أبو جهلٍ فقال :
أنت تقولُ هذا ؟ واللهِ لو غيرُك يقولُ هذا لأعضضتُه . قد مُلِئت جوفُك رعبًا فقال عتبةُ : إيَّايَ تعني يا مُصفِّرَ استِه
، ستعلمُ اليومَ أيُّنا أجبنُ فبرز عتبةُ وأخوه وابنُه الوليدُ
حميَّةً فقال : من يبارزُ ؟ فخرج من الأنصارِ شيبةُ . فقال عتبةُ . لا نريدُ هؤلاء ، ولكن يبارزُنا من بني عمِّنا من بني عبدِ المطَّلبِ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وعلى آلِه وسلَّم : قُمْ يا عليُّ قُمْ يا حمزةُ قُمْ يا عبيدةُ بنَ
الحارثِ ، فقتل اللهُ عتبةَ وشيبةَ ابنَيْ ربيعةَ والوليدَ بنَ
عتبةَ وجُرِح عبيدةُ بنُ الحارثِ ، فقتلنا منهم سبعين ،
وأسرنا سبعين ، فجاء رجلٌ من الأنصارِ قصيرٌ برجلٍ
من بني هاشمٍ أسيرًا فقال الرَّجلُ : يا رسولَ اللهِ إنَّ هذا واللهِ
ما أسرني لقد أسرني رجلٌ أجلحُ من أحسنِ النَّاسِ وجهًا
على فرقٍ أبلقَ ما أراه في القومِ فقال الأنصاريُّ : أنا أسرتُه
يا رسولَ اللهِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه
وسلَّم : اسكُتْ فقد أيَّدك اللهُ بملَكٍ كريمٍ . قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه . فأُسِر من بني عبدِ المطَّلبِ رجلٌ وعقيلٌ ونَوفلُ بنُ الحارثِ(5)

 

(1)الراوي: قيس بن عباد أو عبادة المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 3965 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
(2) http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=52&ID=7206
(3)الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 3969- خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
(4).الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2665-خلاصة حكم المحدث: صحيح. (5)الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الوادعي - المصدر: صحيح دلائل النبوة - الصفحة أو
الرقم: 311-خلاصة حكم المحدث: صحيح . ورواته ثقات معروفون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق