الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

أبي عامر الأشعري رضي الله عنه





روى البخاري في صحيحه




لما فرَغَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من حنينٍ بعث أبا عامرٍ على جيشٍ إلى أوْطاسٍ، فلقيَ دُريْدَ بنَ الصِّمَّةِ، فقُتلَ دُريْدٌ وهزم اللهُ أصحابَه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامرٍ، فرُميَ أبو عامرٍ في ركبتِه،رماه جُشميٌّ بسهمٍ فأثبتَه في ركبتِه، فانتهيتُ إليه فقلتُ: يا عمِّ من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدتُ له فلحقتُه، فلما رآني ولَّى، فاتَّبعتُه وجعلتُ أقولُ له: ألا تستحي، ألا تثبتُ، فكفَّ، فاختلفنا ضربتين بالسيفِ فقتلتُه، ثم قلتُ لأبي عامرٍ: قتلَ اللهُ صاحبَك، قال: فانزِعْ هذا السهمَ، فنزعتُه فنزا منه الماءُ، قال: با ابنَ أخي أقرئِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم السلامَ، وقل له: استغفرْ لي. واستخلفَني أبو عامرٍ على الناسِ، فمكثَ يسيرًا ثم ماتَ، فرجعتُ فدخلتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بيتِه على سريرٍ مُرْمَلٍ وعليه فِراشٌ، قد أثَّرَ رمالُ السريرِ بظهرِه وجنبيْه، فأخبرتُه بخبرِنا وخبرِ أبي عامرٍ، وقال: قل له استغفرْ لي، فدعا بماءٍ فتوضأَ، ثم رفع يديْه فقال: اللهم اغفر لعبيدٍ أبي عامرٍ ورأيت بياضَ إبطيْه، ثم قال: اللهم اجعلْه يومَ القيامةِ فوق كثيرٍ من خلقِك من الناسِ. فقلت: ولي فاستغفرْ، فقال: اللهم اغفرْ لعبدِ اللهِ بن قيسٍ ذنبَه، وأدخلْه يومَ القيامةِ مُدخلاً كريمًا. قال أبو بردةَ : إحداهما لأبي عامرٍ، والأخرى لأبي موسى.




الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4323

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]





وفي رواية مسلم



لما فرغ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من حُنَينٍ ، بعث أبا عامرٍ على جيشٍ إلى أوطاسٍ . فلقي دُرَيدَ بنَ الصِّمَّةِ . فقُتِل دُرَيدٌ وهزم اللهُ أصحابَه . فقال أبو موسى : و بعثني مع أبي عامرٍ . قال فرُمِيَ أبو عامر في رُكبتِه . رماه رجلٌ من بني جشمٍ بسهمٍ . فأثبتَه في رُكبتِه . فانتهيتُ إليه فقلتُ : يا عمِّ ! من رماك ؟ فأشار أبو عامرٍ إلى أبي موسى . فقال : إنَّ ذاك قاتلي . تراه ذلك الذي رماني . قال أبو موسى : فقصدتُ له فاعتمدتُه فلحقتُه . فلما رآني ولىَّ عني ذاهبًا . فاتبعتُه وجعلتُ أقول له : ألا تستحي ؟ ألستَ أعرابيًّا ؟ ألا تثبتُ ؟ فكفَّ . فالتقيتُ أنا وهو . فاختلفنا أنا وهو ضربتيَن ِ. فضربتُه بالسَّيفِ فقتلتُه . ثم رجعتُ إلى أبي عامرٍ فقلتُ : إنَّ اللهَ قد قتل صاحبَك . قال : فانزَعْ هذا السهمَ . فنزعتُه فنزا منه الماءُ . فقال : يا ابنَ أخي ! انطلِقْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَقْرِئْه مني السلامَ . وقل له : يقول لك أبو عامرٍ : استغْفِرْ لي . قال : واستعملَني أبو عامرٍ على الناسِ . ومكث يسيرًا ثم إنه مات . فلما رجعتُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخلتُ عليه ، وهو في بيتٍ على سريرٍ مُرمَّلٍ ، وعليه فراشٌ ، وقد أثَّر رمالُ السريرِ بظهرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجنبَيه . فأخبرتُه بخبرِنا وخبرِ أبي عامرٍ . وقلتُ له : قال : قُل له : يستغْفِرْ لي . فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بماءٍ . فتوضَّأ منه . ثم رفع يدَيه . ثم قال " اللهمَّ ! اغفِرْ لعُبيدٍ ، أبي عامرٍ " حتى رأيتُ بياضَ إبطَيه . ثم قال " اللهمَّ ! اجعلْه يومَ القيامةِ فوقَ كثيرٍ من خلقِك ، أو من الناسِ " فقلتُ : ولي يا رسولَ اللهِ ! فاستغفِرْ . فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " اللهمَّ ! اغفر لعبدِاللهِ بنِ قَيسٍ ذَنبَه . وأَدخِلْه يومَ القيامةِ مدخلًا كريمًا " . قال أبو بردةَ : إحداهما لأبي عامرٍ . والأخرى لأبي موسى


الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2498

خلاصة حكم المحدث: صحيح .



شرح النووي على صحيح مسلم


قوله : ( فنزا منه الماء ) هو بالنون والزاي أي ظهر وارتفع ، وجرى ولم ينقطع .

قوله : ( على سرير مرمل ، وعليه فراش ، وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أما ( مرمل ) فبإسكان الراء وفتح الميم ، ورمال بكسر الراء وضمها ، وهو الذي ينسج في وجهه بالسعف ونحوه ، ويشد بشريط ونحوه ، يقال منه : أرملته فهو مرمل وحكي رملته فهو مرمول .

[ ص: 49 ] وأما قوله : ( وعليه فراش ) فكذا وقع في صحيح البخاري ومسلم ، فقال القابسي : الذي أحفظه في غير هذا السند ( عليه فراش ) قال : وأظن لفظة ( ما ) سقطت لبعض الرواة ، وتابعه القاضي عياض وغيره على أن لفظة ( ما ) ساقطة ، وأن الصواب إثباتها . قالوا : وقد جاء في حديث عمر في تخيير النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش ، قد أثر الرمال بجنبيه .

قوله : ( ثم رفع يديه ، ثم قال : اللهم اغفر لعبيد أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه إلى آخره ) فيه استحباب الدعاء ، واستحباب رفع اليدين فيه ، وأن الحديث الذي رواه أنس أنه لم يرفع يديه إلا في ثلاثة مواطن محمول على أنه لم يره ، وإلا فقد ثبت الرفع في مواطن كثيرة فوق ثلاثين موطنا .

شرح النووي



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق