حدود علاقة الرجال بالنساء في المنتديات والانترنت
الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي
فإن الحديث المختلط عبر الشات لا يخلو من عمل محرم يدعو إلى الفتنة ويهيج نار الغريزة، وكم جرَّت هذه المحادثات والعلاقات بين الجنسين عبر وسائل الاتصال من مفاسد كثيرة، وأدت إلى تدمير عفة وعفاف كثير من فتيات المسلمين وفتيانهم مع ما فيه من ابتذال المرأة وسقوطها من عين الرجل الشريف إذا رأى سرعة انخداعها وتلبيتها لرغباته، بل لو قُدر زواجه منها فإنه تبقى في نفسه عوامل الشك والريبة تجاهها، فإن من أقامت علاقة مع زيد لا مانع أن تقيمها مع عبيد.
وننصح جميع إخواننا وأخواتنا المسلمات بترك الحديث عبر الإنترنت فكم جلب العار والبلاء، وأعظم من هذا كله أنه يعرض لسخط الله وعقابه، إذ يحرم على المرأة مخاطبة الرجال الأجانب عنها لغير حاجة، وإن وجدت حاجة فلا بد أن يكون ذلك في حدود الأدب والأخلاق، قال سبحانه: { فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} [الأحزاب:32]، والله الموفق لسبيل الرشاد.
والقاعدة العامة في الشريعة هي سد جميع الأبواب الجالبة للشر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الأصل أن كل ما كان سبباً للفتنة فإنه لا يجوز، فإن الذريعة إلى الفساد سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة، ولهذا كان النظر الذي قد يفضي إلى الفتنة محرماً إلا إذا كان لحاجة راجحة مثل نظر الخاطب والطبيب وغيرهما فإنه يباح النظر للحاجة مع عدم الشهوة، وأما النظر لغير حاجة إلى محل الفتنة فلا يجوز"، وقال أيضاً: "وكذلك الشر والمعصية: ينبغي حسم مادته وسد ذريعته ودفع ما يفضي إليه إذا لم يكن فيه مصلحة راجحة، مثال ذلك ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان "، (1)وقال: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يومين إلا ومعها زوج أو ذو محرم"، (2)فنهى صلى الله عليه وسلم عن الخلوة بالأجنبية والسفر بها ؛ لأنه ذريعة إلى الشر".
فعليك أن تستخدم الإنترنت الشات لأغراض محمودة من باب البحث عن النافع والمفيد من العلوم ومحاجة الكفار، ونشر الدعوة فذلك أمر مشروع لمن آنس من نفسه المقدرة على ذلك، ما لم يتشاغل عن فريضة أو يقصر في أداء واجباته.
وكون هذا المنتدى خاص بطلبة كلية معينة ومن دفعة واحدة، وأنهم يعرف بعضهم بعضاً كل هذا لا يسوغ الاختلاط بهم والحديث معهن، لأن كونكم زملاء في تعليم مختلط لا يسوغ مطلقاً اختلاط الرجال بالنساء، بل للتعليم المختلط شروط لا بد من توافرها إذا اضطررت إلى الدراسة في وسط مختلط ولا تجد غيره، فيقتصر الحضور على المحاضرات، فإذا انتهت الحاجة اليومية من الدراسة خرجت لتوك من هذا المكان المختلط، إن تحققت الأمور الآتية:
- اجتناب الجلوس بجوار النساء.
- اجتناب محادثة النساء إلا فيما تدعو الحاجة إليه ويكون الحديث واضحاً لا ملاينة فيه وبعيداً عن كل ما يخدش الحياء.
- الخوف على النفس من الانحراف فيما لا يرضي الله تعالى، فإن آنست من نفسك بعض الميل إلى مالا يرضي الله تعالى، فعليك بترك الدراسة في تلك المؤسسة: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } الآية 4 سورة الطلاق.
منـــــقــول
مـــوقع طــريق الإسـلام
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
(1) " أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب ، حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ، ويشهد الشاهد ولا يستشهد ، ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ، عليكم بالجماعة ، وإياكم والفرقة ؛ فإن الشيطان مع الواحد ، وهو مع الاثنين أبعد ، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، من سرته حسنته ، وساءته سيئته ، فذلكم المؤمن "الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2546خلاصة حكم المحدث: صحيح .
(2) أربع سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو قال : يحدثهن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأعجبنني وآنقنني : أن لاتسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذو محرم ، ولا صوم يومين : الفطر والأضحى ، ولا صلاة بعد صلاتين : بعد العصر حتى تغرب الشمس ، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس ، ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد الأقصى . الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1864خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق