بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيُّها الشباب، يا مَن خلَقَكم الله من ماءٍ مَهين؛ ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].
ومنَحَكم الله عُقُولاً تُفكِّر، وآذانًا تَسمع، وأبصارًا ترى وتُبصر؛ ﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [السجدة: 9].
أنتم تمرُّون بعصر الشباب، وهو أفضل عصور الإنسان، العصر الذي يتمنَّاه الولْدان، ويَندم على تَرْكه الشِّيبان، فيه تَستطيع أن تكون بارًّا تقيًّا، أو فاجرًا شقيًّا، ألا تَستحيون من هذا الكلام؟ وسيَسألكم الله عن أوقات أضَعْتُموها في السبِّ والاستهزاء والسخرية؛ ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36].
وعَنِ النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ: ((لا تَزول قدم ابن آدمَ يوم القيامة من عند ربِّه؛ حتى يُسأل عن خمسٍ: عن عُمره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وماله من أين اكْتَسَبه؟ وفيمَ أنفَقه؟ وماذا عَمِل فيما عَلِم؟))؛ حسن، رَواه الترمذي وغيره.
ألَم تُفكِّروا في استغلال العُمر فيما ينفعكم وينفع الناس؟!
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اغْتَنِم خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرَمك، وصحَّتك قبل سَقمك، وغِناك قبل فقرك، وفَراغك قبل شُغلك، وحياتك قبل موتك)).
ومَن غفَل أو تغافَل عن هذا، فسيَندم حيث لا ينفعُ الندم.
أسأل اللهَ أن يُوفِّقكم لما يحبُّه ويرضاه.﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44].
والسلام على مَن اتَّبع الهدى
منــــــــــــقول
الألـوكـة
كتبه / الشيخ إسمــاعيل الشــرقــاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق