الاثنين، 5 مارس 2018

صِحَّةُ الْإِسْنَادِ لَا يَلْزَمُ مِنْهَا صِحَّةُ الْحَدِيثِ.


 صِحَّةُ الْإِسْنَادِ لَا يَلْزَمُ مِنْهَا صِحَّةُ الْحَدِيثِ
القارئ:
صحة الإسناد لا يلزم منه صحة الحديث
قال: والحكم بالصحة أو الحسن على إسناده لا يلزم منه الحكم بذلك على المتن؛إذ قد يكون شاذا أو معللًا".

 
الشيخ: ابن الصلاح رحمه الله تعالى نبه إلى تفريقهم بين أن يقول العالم: هذا حديث حسن الإسناد,أو صحيح الإسناد,وبين أن يقول العالم أو الباحث: هذا حديث صحيح,وابن الصلاح في تنبيهه يعني: يريد أن يقول: إن من شروط الحديث الحسن,أو الحديث الصحيح,ما يلزم للبحث فيه والتأكد منه أن تبحث في طرق الحديث الأخرى,وفي مثلًا أصول أخرى للشرع,مثل أن يكون الحديث معارضا للقرآن,أو يكون معارضا لسنة أخرى,أو يكون معارضا لأمر تاريخي,أو يكون معارضا للحس,أو بعض الأمور التي لم يبحث فيها الباحث,وإنما أو يكون معللا أو يكون شائعا, يعني: فيه نكارة.
فالمقصود أن الحكم أوالبحث في درجة الحديث أحيانًا,يقوم الباحث بالإسناد الذي أمامه فقط,بأن يبحث في الرواةوفي عدالتهم,وفي ضبطهم,وفي اتصال الإسناد,ثم يحكم,ما الذي بقي الآن؟أمران مهمان جدا,وعليهما مدار التصحيح والتضعيف؛وهما الشذوذ والعلل.
ويدخل في الشذوذ والعلل أمور كثيرة,ستأتي معنا,وأيضًا هذا من أبواب الخلل التي كثرت مع الأسف الشديد؛لأنهم يقولون: إن العالم قد يلجأ إلى هذا إذا كان مستعجلًا,أو يعني: لأمر ما,لكن الغالب الآن في البحوث وفي التخريجات الحكم على أي شيء؟
على الإسناد المفرد,فتجد كتب كثيرة محققة أو منشورة أو بحوث يقول: إسناده حسن,إسناده قوي,إسناده على شرط الشيخين,إسناده كذا,وهذه الأسانيد كثير منها لا أقول: قليل.. كثير جدا جدا ما تكون مصحوبة بعلل,أو أنها شاذة,يعني: منكرة,فهذا يتنبه له كثير,هذا التنبيه أمر مهم,ويعني: يضاف إليه قضية التضعيف,أضاف إليه بعض العلماء قضية التضعيف,وهو أن الإمام قد يقول: إن هذا الإسناد ضعيف.
وسألني عنه أحد الإخوان بالأمس,أن هذا الإسناد قد يكون ضعيفًا,ولكن لا يلزم من ذلك ضعف الحديث,بل قد يكون الإسناد موضوعا كما نعرف,كما سيأتي معنا في القلب إن شاء الله تعالى أن بعض الوضاعين يأتي إلى حديث مشهور من حديث صحابي,ثم يرويه هو من حديث صحابي آخر,أو من حديث راو آخر,فيكون هذا الإسناد موضوعاولهذا أكثر ما نحتاج إليه في كلام الأولين,كلام الأولين غالبا ما يتكلم على السؤال الذي وجه إليه على الإسناد الذي وجه إليه,فيقول: هذا حديث باطل,ومراده بهذا الإسناد,وربما قال: باطل بهذا الإسناد,لكن قد يقول: هذا حديث باطل,ويريد به بهذا الإسناد,فهذا كلام يعني لا بد منه,ويفيدك في شيء ما وهو أن علم السنة أو علم التصحيح والتضعيف مبني على أمور كثيرة جدًّا,تبدأ من النظر في الرواة,وتنتهي في الشذوذ والعلل,ومتى يكتمل الحكم على الحديث إذا أكملت النظر فيها أو أكملت البحث فيها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق