الجمعة، 4 يناير 2013

حكم حجز الأمـاكن في المسجد ؟

 حكم حجز الأمـاكن في المسجد ؟


حجز الأماكن: كذلك من الأمور التي باتت منتشرة بكثرة بين أخواتنا هو حجز كل واحدة منهن مكان خاص بها ولا تسمح لغيرها بالجلوس فيه، وحتى وإن تأخرت فيجب أن يبقى ذلك المكان شاغر حتى مجيئتها، فأصبح المسجد عبارة عن أماكن محجوزة لا يحق لأي أحد الاِقتراب منها بل حتى لا يُسمح حتى بأداء سُنة تحيّة المسجد. وهذا مُخالف لما أمر النبِّي –صلى الله عليه وسلم-.
سُئِل الشيخ بن باز –رحمه الله-:سائل يسأل عن حجز الأماكن يوم الجمعة وحبسها لأناس خلف الإمام ومنع من جاء ليجلس فيها ؟

فأجاب: (المسجد لمن سبق، فلا يجوز لأحد أن يحجز مكانا في المسجد ، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَوْ يَعْلَمِ النَّاسَ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِ الأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ ي
َجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاِسْتَهَمُوا» [12] أي : لاقترعوا ، فحجزه أمر لا يجوز وغصب للمكان ولا حق لمن غصبه، فالسابق أولى منه وأحق به حتى يتقدم الناس إلى الصلاة بأنفسهم) أهـ [13].
وسُئِل الشيخ بن عُثيمين –رحمه الله- عن حكم حجز المكان في المسجد؟

فأجاب: (حجز الأماكن إذا كان الذي حجزها خرج من المسجد فهذا حرام عليه ولا يجوز؛ لأنه ليس له حق في هذا المكان، فالمكان إنما يكون للأول فالأول، حتى إن بعض فقهاء الحنابلة يقول: إن الإنسان إذا حجز مكاناً وخرج من المسجد فإنه إذا رجع وصلى فيه فصلاته باطلة؛ لأنه قد غصب هذا المكان؛ لأنه ليس من حقه أن يكون فيه وقد سبقه أحد إليه، والإنسان إنما يتقدم ببدنه لا بسجادته، أو منديله، أو عصاه، ولكن إذا كان الإنسان في المسجد ووضع هذا وهو في المسجد لكن يحب أن يكون في مكان آخر يسمع درساً، أو يتقي عن الشمس ونحو ذلك فهذا لا بأس به، بشرط أن لا يتخطى الناس عند رجوعه إلى مكانه، فإن كان يلزم من رجوعه تخطي الناس وجب عليه أن يتقدم إلى مكانه إذا حاذاه الصف الذي يليه لئلا يؤذي الناس) أهـ (14) .



[13]: مجموع فتاوى و مقالات ابن باز" (12/208).
[14]: مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (16/148ـ149). 


 منــــــــقول
مكتبة المسجد النبوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق