عندما يتجرأ الزنديق وينطق الرويبضة
)رد على يحيى الجمل(
د.عبدالقادر بن محمد الغامدي
.&.&.&.&.&.&.&.&.&.&.&.&.
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمد لله الواحد الأحد , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تعبد , وبعد ؛
فاعلموا إخواني المسلمين –رحمكم الله- أن أعظم مقاصد الشريعة حفظ الدين , وهو أعظم في الشرائع وفي العقول من حفظ النفوس والعقول والأعراض والأموال , وهذه الضرورات الخمس التي جاء الإسلام بحفظها ومراعاتها , فالدين أعلاها , لذلك تُزهق الأنفس وتبذل الأموال والأولاد من أجل حفظ الدين , والذي يتجرأ على الدين أعظم خطراً ممن يتجرأ على الأنفس والعقول والأعراض والأموال بإجماع المسلمين , لذلك يتفق أهل الأديان من مسلمين ويهود ونصارى على محاربة أعداء الدين , وإذا كان ما يفعله الظلمة من قتل النفوس ونهب الأموال واغتصاب الأعراض بشعاً شنيعاً لا يرضى به عاقل , فالاعتداء على الدين وعلى ذات رب العالمين الذي سبُّه سبحانه أعظم نواقض الإسلام , وكذا من أعظم نواقض الإسلام سب رسوله ودينه وكتابه , ومع هذا لا تجد كثير من المسلمين يتعاملون مع من يتجرأ على الدين كما يتعاملون مع قاتل النفوس , إما خوفاً وهذا من الجهل الكبير , أو عجزاً والعاجز لا يكلفه الله مالا يطيق , وبعد ؛
فموجب هذه المقدمة ما أصبحنا نسمعه بعد حصول شيء من الصلاح لأحوال المسلمين والسلفيين , مما أغاض الزنادقة والمنافقين , فإن من صفات النافقين النفاق الأكبر , مسرتهم بانخفاظ الدين , وحزنهم بارتفاع المسلمين , فما نراه اليوم من ارتفاع والحمد لله لأهل الدين ساء الزنادقة والمنافقين المندسين , وخاصة المثقفين منهم الذين أفسدتهم الفلسفة الغربية , والفلاسفة الغربيون , الذين هم سوس الملل وأعداء الرسل .
فإن تحسن أحوال المسلمين وأهل السنة غاض هؤلاء الزنادقة , فأظهروا ما كانوا يخفون , وبان منهم ما يوجب على من ولاه الله الأمر إقامة حد القتل عليهم من غير أن يستتابون , فإن لم يوجد ولاة أمر يفعلون ذلك ويطبقون الشريعة ويقيمون الحدود فالواجب على الأمة إيجادهم وهو من أعظم الفروض , وليقم كل مسلم بما يستطيعة لإسكاتهم وكف شرهم وعدوانهم وبيان خطر كلامهم وتحذير الناس منهم من غير أن تأخذه في ذلك لومة لائم , ومن ذلك ما نعق به الزنديق المسمى (يحيى الجمل) ومن ذلك قوله : (أنا ضد الدولة الدينية ) , ويقول : (وأقول دائما الدولة الدينية أسوأ من الدولة البوليسية .. كدولة القذافي , كدولة حافظ الأسد , كدولة السادات) ويقول : (أنت مالك ومال قال تعالى ) ويقول : (تعالى من أربعة عشر قرناً ما قال) ويقول : (الموضوع ذا له أربعة عشر قرنا خُلُص[يعني انتهى]) هذا كلامه مع تعديل بعض عباراته .
وهذه جرأة كبيرة ومجازفة خطيرة وهو إعلان بعداوة الدين ورب العالمين , وطلب الإعراض عن الدين , وأن الدين لا يصلح لهذه الأزمان , ولا قول رب العالمين , وهذه نواقض كثيرة من نواقض الإسلام مجمع عليها , والسكوت عنها يسبب الأخطار العظيمة.
وقبله قال أحدهم أنه لا يريد حكومة خمينية , ولعله يقصد حكومة دينية إسلامية , ومن جهله أنه لا يفرق بين الخميني الرافضي وبين المسلمين , والله تعالى يقول : (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)[سورة المائدة:44] ويقول : (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)) [سورة المائدة ] , وكأن هؤلاء لا يعلمون أن رأس دولة الإسلام هو محمد صلى الله عليه وسلم , وبعده خلفاءه الراشدون , وكلهم متدينون , ولم يطرق العالم مثل محمد صلى الله عليه وسلم , ولم يطرقه بعد الأنبياء أفضل من صحابته , وقال تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65))[سورة النساء] . فهذه نواقض من أعظم النواقض .
ومن ذلك قول هذا الجمل : ( تعالى – أي الله تعالى- من أربعة عشر قرناً ما قال) , ويقول : (الموضوع ذا له أربعة عشر قرنا خلص[يعني انتهى]) فهذه دعوة صريحة لعدم تطبيق الشريعة , وعدم الاستدلال بقول الله تعالى , وأن القرآن غير صالح لهذا الزمان , وهي (التاريخينية) الغربية العفنة , وهذا يعني رمي الإسلام وراء الظهر , وفيه استهزاء برب العالمين , فهذه أيضاً نواقض مجمع عليها , فقد أجمع العلماء أن من زعم أن الدين غير صالح لهذا الزمان فهو مرتد كافر عن دين الإسلام , والله تعالى يقول : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85))[سورة آل عمران] , ويقول صلى الله عليه وسلم : (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم , والأدلة في هذه الأبواب كثيرة يكفي منها القليل
.&.&.&.&.&.&.&.&.&.&.&.&.
منـــــــقول
صــيــــد الفـــوائــد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق