الأحد، 11 ديسمبر 2016

تابع بَاب الْقَصْدِ وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ



 تابع بَاب الْقَصْدِ وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ
من شرح كتاب الرقاق من صحيح الإمام البخاري

الحديث الرابع
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه
6099 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ .

الشرح:- للشيخ خالد السبت حفظه الله

أي: أنه عليكم أن تعملوا، وأن تتقوا الله -عز وجل- ما استطعتم، وأن تجتهدوا غاية الاجتهاد في تحصيل أسباب النجاة، وأنتم مع ذلك لن تستطيعوا أن تحققوا هذه النجاة بمجرد الأعمال، وذلك أن حق الله -عز وجل- أعظم، ونعمه على عباده وعلى خلقه لا تحصى، ولو أن الأعمال التي يعملها الإنسان -هذه الصلاة التي نصليها وما أشبه ذلك من أعمالنا القليلة- وزنت بنعمة واحدة لما كافأتها، لربما يتذمر الإنسان أحياناً من الفقر والحاجة، أو المرض، أو نحو ذلك، ولو قيل له: هذه نعمة البصر بكم تبيعها؟ لا تقدر بالملايين.
لو قيل للواحد منا: نعطيك عشرة ملايين على أن تفقد بصرك، على أن تؤخذ العين، تتبرع بالقرنية لأناس آخرين يشترونها بهذه القيمة، يقول: لا.
فأنت في جانب البصر تملك ملايين، أو ما يعادل أو يزيد على الملايين، ولو جئنا إلى نعمة السمع كذلك، الإنسان إذا كان لا يسمع يفقد كثيراً، تجد الإنسان أحياناً يولد وهو لا يسمع فما يتعلم شيئاً ولا الكلام، فلا ينطق، ويجلس بين الناس يتحدثون ويضحكون، وهو ينظر ويشعر بالحرج الشديد بينهم، وإذا كلموه لم يدرِ كيف يجيب، ولربما يردد بعض الكلمات، الحمد لله، الحمد لله، ليفهمهم أنه قد سمع كلامهم، ولربما قال ذلك في غير موضعه، وهذا شيء مشاهد، ولذلك تجد الإنسان الذي لا يسمع يميل إلى العزلة عن الناس، لِمَا يشعر به من الحرج بسبب مخالطتهم، فلا يشاركهم في حديث وما إلى ذلك.
ولو نظرت إلى الإنسان في سائر أموره، في الأمور الدقيقة الكُلى مثلاً، أو الكبد، أو الطحال، أو القلب، أو غير ذلك، حتى الأشياء البسيطة الشعيرات الدموية، أو العصب الدقيق، أو نحو هذا، لو أن هذه الأشياء تعطلت، ما الذي يحصل للإنسان؟
فأقول: نعم الله -عز وجل- كثيرة، فكيف للإنسان بشكرها؟ كيف يستطيع الإنسان أن يؤدي شكر هذه النعم؟، لا يستطيع إطلاقاً، فكيف بجميع النعم الظاهرة والباطنة؟
ولذلك مهما عمل الإنسان فإنه لن يكافئ نعمة الله -عز وجل- عليه، لو بقي ساجداً إلى أن يموت فإن ذلك لن يكافئ هذه النعم التي حبانا الله -عز وجل- بها، كيف بالأموال؟ كيف بالماء البارد؟، كيف بألوان المطعومات؟، كيف بإرسال الرسل والهدايات والعلم وما إلى ذلك؟، {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} [النحل: 18].
ولذلك الإنسان لا يمتن على الله -عز وجل- بالأعمال، ولا يقول: أنا أعمل، وأنا أصلي، وأنا أفعل الخير، وأنا أتصدق، وأنا أصوم، وإنما يتذكر جيداً أن هذا قليل، وهو من إنعام الله عليه، ويحتاج إلى شكر؛ لأن الذي وفقك إلى هذه الصلاة وهذا الصوم وحرم منه آخرين، وهداك للإسلام وضل عنه خلق كثير، فهذا يحتاج منك إلى شكر، إذا وُفقت إلى صلاة ركعتين تحتاج إلى شكر على هذه النعمة التي وفقت إليها، فكيف تكون في شكر محقق على كل شيء، على كل النعم، وأنت في كل شيء تبذله أو عبادة تقوم بها؟، فهذه نعمة من الله تحتاج إلى شكر آخر.
فالمقصود أن الإنسان لا يعجب بعمله، ولا يلتفت إلى أعماله القليلة ويرى أنها كثيرة، وإنما يتواضع لربه    -جل جلاله-، ويجتهد، ويكون له فقه في النظر في الأحوال والأعمال والقلب والنفس، وما لها من إقبال وإدبار، فيغتنم فترة إقبال النفس، ويتلطف بها في حال الإدبار، ولربما يحتاج إلى شيء من الترويح أو نحو ذلك، ويحملها على العمل الصالح بشيء من التدرج والمراعاة وما إلى ذلك، فلا يُقدم على أعمال فوق طاقته، ثم بعد ذلك ينقطع، ويمل العبادة، ولربما كرهها، ومقصود الشارع في تعبدنا بهذه الشريعة كما يقول الشاطبي -رحمه الله-: الاستمرار.
وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل([1])، وكان عمل النبي -صلى الله عليه وسلم- دِيمة([2])، إذا عمل شيئاً داوم واستمر على هذا العمل، كان إذا عمل عملاً –أثبته- يداوم عليه -عليه الصلاة والسلام-، ولذلك الذي يداوم ولو على عمل قليل أحسن ممن يقبل أسبوعين، أو ثلاثة أسابيع، أو نحو هذا، يصلي نصف الليل، أو نحو ذلك، ثم بعد ذلك ينقطع ولا يوتر، أو يكره العبادة، يحمل نفسه على نوع من الصيام، يصوم يوماً ويفطر يوماً، أو يختم القرآن كل ثلاثة أيام أو نحو هذا، ثم بعد ذلك يثقل عليه الصيام، وكأنه عبء ثقيل وجبل، فيحصل له نفرة من التعبد، وهذا ليس من الفقه.
قاربوا وسددوا، لا تتركوا العمل، واجتهدوا، ولكن اعلموا أن هذا العمل لن تنجوا به، لن ينجيكم وحده، ((واعملوا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله))، يعني: أيّ أحد مهما كان مجتهداً، بمجرد العمل لن تحصل النجاة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، مع ما هو فيه من الاجتهاد، والقيام بحقوق الله -عز وجل- ظاهراً وباطناً؟.
قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل))، رواه مسلم.
يقول النووي -رحمه الله-: والمقاربة: القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير، والسداد: الاستقامة والإصابة.وقوله: ((يتغمدني)) أي: يلبسني ويسترني، قال العلماء: معنى الاستقامة لزوم طاعة الله تعالى.
وهذا لا يعارض قول الله -عز وجل- حينما ذكر أهل الإيمان ودخولهم الجنة فقال: {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: 24]، فإن الباء هنا للسببية، وليست للمقابلة، ليست للعوض، والعمل لا يكافئ النعيم المقيم في الجنة ورضوان الله -عز وجل-، ولكنه سبب له فقط.(أ.هـ)
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.



*فائدة :-  كيفية الجمع بين الآيات الدالة على أن المسلم يدخل الجنة بعمله الصالح وحديث لن يدخل أحدكم الجنة بعمله ؟ للشيخ بن باز رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فليس بحمد الله بين الآيات وبين الأحاديث اختلاف، فالله -جل وعلا- بين أن أسباب دخولهم الجنة أعمالهم الصالحة؛ كما قال- عز وجل -: ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [(32) سورة النحل]. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا [(107) سورة الكهف]. والآيات في هذا المعنى كثيرة تبين أن الأعمال الصالحة هي أسباب دخول الجنة، كما أن الأعمال الخبيثة هي أسباب دخول النار، والحديث يبين أن دخولهم الجنة ليس بمجرد العمل، بل لا بد من عفو الله ورحمته - سبحانه وتعالى - فهم دخولها بأسباب أعمالهم، ولكن الذي أوجب ذلك رحمته - سبحانه وتعالى – وعفوه ومغفرته، ولهذا يقول - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لا يدخلن الجنة أحدكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل) ]3[. فالباء هنا باء العوض هي ليست عوض العمل، ولكنه مجرد رحمة الله وعفوه - سبحانه وتعالى - حصل بذلك قبول العمل، ودخول الجنة والنجاة من النار، فهو الذي تفضل بالقوة على العمل، ويسر العمل وأعان عليه، فكل خير منه - سبحانه وتعالى -، ثم تفضل بإدخال العبد الجنة وإنجائه من النار بأسباب أعماله الصالحة، فالمعوّل على عفوه ورحمته لا عمل العبد، فعمل العبد لو شاء الله -جل وعلا- لما كان هذا العمل، ولا ما وفق له، فهو الذي وفق له وهدى له - سبحانه وتعالى - فله الشكر وله الحمد -جل وعلا-، فدخولهم الجنة برحمته وفضله ومغفرته لا بمجرد أعمالهم، بل أعمالهم أسباب والذي يسرها وأوجب دخول الجنة ومنَّ بذلك هو الله - سبحانه وتعالى- .أ. هـ ( المصدر )


الحديث الخامس
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ وَقَالَ اكْلَفُوا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ .

الشرح

الْحَدِيثُ الْخَامِسُ قَوْلُهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَيِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَبُو سَلَمَةَ شَيْخُهُ هُوَ عَمُّهُ قَوْلُهُ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ) لَمْ أَقِفْ عَلَى تَعْيِينِ السَّائِلِ عَنْ ذَلِكَ لَكِنْ .
قَوْلُهُ ( قَالَ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ ) فِيهِ سُؤَالٌ وَهُوَ أَنَّ الْمَسْئُولَ عَنْهُ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ وَظَاهِرُهُ السُّؤَالُ عَنْ ذَاتِ الْعَمَلِ فَلَمْ يَتَطَابَقَا وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ هَذَا السُّؤَالَ وَقَعَ بَعْدَ قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْمَاضِي فِي الصَّلَاةِ وَفِي الْحَجِّ وَفِي بِرِّ الْوَالِدَيْنِ حَيْثُ أَجَابَ بِالصَّلَاةِ ثُمَّ بِالْبِرِّ إِلَخْ ثُمَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِأَنَّ الْمُدَاوَمَةَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ وَلَوْ كَانَ مَفْضُولًا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَمَلٍ يَكُونُ أَعْظَمَ أَجْرًا لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ مُدَوَامَةٌ .
قَوْلُهُ ( اِكْلَفُوا ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَبِضَمِّهَا أَيْضًا قَالَ ابْنُ التِّينِ : هُوَ فِي اللُّغَةِ بِالْفَتْحِ وَرُوِّينَاهُ بِالضَّمِّ وَالْمُرَادُ بِهِ [ ص: 305 ] الْإِبْلَاغُ بِالشَّيْءِ إِلَى غَايَتِهِ يُقَالُ كَلِفْتُ بِالشَّيْءِ إِذَا أَوْلَعْتَ بِهِ قَالَ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ : الْكَلَفُ بِالشَّيْءِ التَّوَلُّعُ بِهِ فَاسْتُعِيرَ لِلْعَمَلِ لِلِالْتِزَامِ وَالْمُلَابَسَةِ وَأَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ وَالْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْمُدِيمَ لِلْعَمَلِ يُلَازِمُ الْخِدْمَةَ فَيُكْثِرُ التَّرَدُّدَ إِلَى بَابِ الطَّاعَةِ كُلَّ وَقْتٍ لِيُجَازَى بِالْبِرِّ لِكَثْرَةِ تَرَدُّدِهِ فَلَيْسَ هُوَ كَمَنْ لَازَمَ الْخِدْمَةَ مَثَلًا ثُمَّ انْقَطَعَ وَأَيْضًا فَالْعَامِلُ إِذَا تَرَكَ الْعَمَلَ صَارَ كَالْمُعْرِضِ بَعْدَ الْوَصْلِ فَيَتَعَرَّضُ لِلذَّمِّ وَالْجَفَاءِ وَمِنْ ثُمَّ وَرَدَ الْوَعِيدُ فِي حَقِّ مَنْ حَفِظَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ وَالْمُرَادُ بِالْعَمَلِ هُنَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْعِبَادَاتِ .
قَوْلُهُ مَا تُطِيقُونَ أَيْ قَدْرَ طَاقَتِكُمْ وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ أَمَرَ بِالْجِدِّ فِي الْعِبَادَةِ وَالْإِبْلَاغِ بِهَا إِلَى حَدِّ النِّهَايَةِ لَكِنْ بِقَيْدِ مَا لَا تَقَعُ مَعَهُ الْمَشَقَّةُ الْمُفْضِيَةُ إِلَى السَّآمَةِ وَالْمَلَالِ .
*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*""*"*"*"*"*"*"*"*"*"
[1] - عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "أدومه وإن قل". أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره (1/540)، رقم: (782)
[2] - عن إبراهيم عن علقمة قال: سألتُ أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين، كيف كان عمل النبي -صلى الله عليه وسلم- هل كان يخص شيئا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستطيع. أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل (5/2373)، رقم: (6101)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره (1/541)، رقم: (783).
]3[ لن يُدخِلَ أحدًا عملُهُ الجنَّةَ قالوا : ولا أنتَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : لا ، ولا أنا ، إلَّا أن يتغمَّدَنِيَ اللَّهُ بِفَضلٍ ورَحمةٍ ، فسدِّدوا وقارِبوا ، ولا يَتمَنَّيَنَّ أحدُكمُ الموتَ : إمَّا مُحسِنًا فلعلَّهُ أن يزدادَ خَيرًا ، وإمَّا مُسيئًا فلعلَّهُ أن يَستَعتِبَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري |الصفحة أو الرقم: 5673 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق