سأل بعض الإخوة والأخوات : متى يستحب إظهار العبادة؟
وهل هناك حالات يكون إظهار العبادة أفضل من إخفائها ، والجواب:
الحمد لله..
إظهار العمل بقصد الرياء أو التسميع بذلك وكتابته لتحصيل ثناء الناس والمكانة بينهم حرام ( لئن أشركت ليحبطن عملك) وحديث أول من تسعر بهم النار ثلاثة
عمل العبد كلما كان في السر كلما كان أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن آفات القلوب من الرياء والسمعة ونحو ذلك،
وهذا أفضل من إظهاره إلا لمصلحة راجحة
روى الطبراني في الكبير (1018) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(إن صدقة السر تطفئ غضب الرب) وصححه الألباني
- قال الحسن البصري رحمه الله: إنْ كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس
- وإن كان ليصلي الصلاة الطويلة وعنده الزوار ومايشعرون به ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا
وقال الترمذي: الذي يسر بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر به، وصدقة السر أفضل، لأن الذي يسر العمل لا يخاف عليه العجب ما يخاف عليه من علانيته
قال ابن كثير رحمه الله: قوله (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها ؛ لأنه أبعد عن الرياء إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة فيكون أفضل من هذه الحيثية، وفي الحديث: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة.
وقال الحافظ رحمه الله في الفتح (11/337): قد يستحب إظهار العمل ممن يقتدى به على إرادته الاقتداء به ويقدر ذلك بقدر الحاجة.
قال ابن عبد السلام: يستثنى من استحباب إخفاء العمل من يظهره ليقتدي به أو لينتفع به ككتابة العلم ومنه حديث (لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي)
قال الطبري: كان ابن عمر وابن مسعود وجماعة من السلف يتهجدون في مساجدهم ويتظاهرون (أي يُظهرون) بمحاسن أعمالهم ليقتدى بهم
قال: فمن كان إماما يستن بعمله قاهرا لشيطانه استوى ما ظهر من عمله وما خفي ومن كان بخلاف ذلك فالإخفاء في حقه أفضل وعلى ذلك جرى عمل السلف
وقال الطيبي: جاء آثار بفضيلة الجهر بالقرآن وآثار بفضيلة الإسرار به والجمع بأن يقال: الإسرار أفضل لمن يخاف الرياء ، والجهر أفضل لمن لا يخافه بشرط أن لا يؤذي غيره من مصل أو نائم أو غيرهما، وذلك لأن العمل في الجهر يتعدى نفعه إلى غيره من استماع أو تعلم أو كونه شعارا للدين ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه ويطرد النوم عنه وينشط غيره للعبادة . فمتى حضره شيء من هذه النيات فالجهر أفضل. تحفة الأحوذي (8/191)
وقال ابن حجر الهيتمي: في كتم العمل فائدة الإخلاص والنجاة من الرياء، وفي إظهاره فائدة الاقتداء وترغيب الناس في الخير ولكن فيه آفة الرياء وقد أثنى الله على القسمين فقال (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) لكنه مدح الإسرار لسلامته من تلك الآفة وقد يمدح الإظهار فيما يتعذر الإسرار فيه كالغزو والحج والجمعة فالإظهار المبادرة إليه وإظهار الرغبة فيه للتحريض بشرط أن لا يكون فيه شائبة رياء فمتى خلص العمل من تلك الشوائب ولم يكن في إظهاره إيذاء لأحد فإن كان فيه حمل للناس على الاقتداء والتأسي به في فعله ذلك الخير والمبادرة إليه وذلك لكونه من العلماء أو الصلحاء الذين تبادر الكافة إلى الاقتداء بهم ، فالإظهار أفضل لأنه مقام الأنبياء ووراثهم ولا يخصون إلا بالأكمل ولأن نفعه متعد ولقوله عليه السلام: (من سن سنةحسنة فله أجرها وأجرمن يعمل بهاإلى يوم القيامة) وإن اختل شرط من ذلك فالإسرار أفضل. الزواجر(1/118)
الأصل في معاملة الإنسان ربه وتعبده له أن يكون ذلك سرا بينه وبين ربه لأنه إنما يتعبد لله رجاء ثوابه وخوف عقابه وهذا لا يحتاج إلى أن يراه أحد، لكن قد يكون إظهارالعبادة أمرا مشروعا لما يترتب عليه من المصالح كالصلاة المكتوبة يشرع أن تكون جماعة في المساجد معلنةظاهرة لما في ذلك من الخير.
وبناء على هذه القاعدة فإذا رأت المرأة أن إظهار تطوعها في الصلاة أو أو الصدقة أو غير ذلك ينتج عنه خير باقتداء غيرها بها فإن إظهاره يكون خيرا. ولهذا مدح الله الذين ينفقون سرا وعلانية ولم يجعله خاصا بأهل السر لأن السر قد يكون أولى والإعلان قد يكون أولى بحسب مايترتب على ذلك من المصالح. ابن عثيمين
الذي يتحدث عن نفسه بفعل الطاعات لايخلو من حالين: الأولى أن يكون الحامل له على ذلك تزكيةنفسه وإدلاله بعمله وهذا قد يؤدي إلى بطلان عمله وحبوطه
الحال الثانية: أن يكون الحامل له على ذلك التحدث بنعمة الله تعالى ، وأن يتخذ من هذا الإخبار عن نفسه سبيلا إلى أن يقتدي به نظراؤه وأشكاله، وهذا قصد محمود لأن الله يقول: (وأما بنعمة ربك فحدث) وقال النبي عليه السلام: من سن في الإسلام سنةحسنة فله أجرها وأجرمن عمل بها إلى يوم القيامة. ابن عثيمين
قال ابن عثيمين رحمه الله: من تمام الإخلاص أن يحرص الإنسان على ألا يراه الناس في عبادته ، وأن تكون عبادته مع ربه سرا، إلا إذا كان في إعلان ذلك مصلحة للمسلمين أوللإسلام مثل أن يكون رجلا متبوعا يقتدى به وأحب أن يبين عبادته للناس ليأخذوامن ذلك نبراسا يسيرون عليه، أو كان يحب أن يظهر العبادة ليقتدي به زملاؤه وقرناؤه وأصحابه ففي هذا خير، وهذه المصلحة التي يلتفت إليها قد تكون أفضل وأعلى من مصلحة الإخفاء، لهذا يثني الله على الذين ينفقون سرا وعلانية فإذا كان السرأنفع أسروا وإذا كان في الإعلان مصلحة للإسلام بظهوره وللمسلمين يقتدون بالفاعل أعلنوه.
والمؤمن ينظر ما هو الأصلح ، كلما كان أصلح وأنفع في العبادة فهو أكمل وأفضل. مجموع فتاوى ابن عثيمين (3/ 165)
فالإسرار بالعمل الصالح أفضل من إظهاره إلاأن يترتب على إظهاره مصلحة راجحة من تعليم جاهل أوإظهار لشعائر الإسلام أو للاقتداء به فيكون الجهر أفضل.
فإذا تحدث العبد بنعمة الله عليه على الوجه المشروع فأحسن الناس الثناء عليه فأعجبه ذلك ولم يخالط قلبه رياء ولا سمعة فهو من عاجل بشرى المؤمن.
وعاجل بشرى المؤمن أن يعمل المؤمن العمل الصالح يرجو به وجه الله فيطلع الناس عليه ، فيثنوا عليه خيرا ، فيعجبه ذلك .
كما روى مسلم عن أبي ذر قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن
والله تعالى أعلم .
وهل هناك حالات يكون إظهار العبادة أفضل من إخفائها ، والجواب:
الحمد لله..
إظهار العمل بقصد الرياء أو التسميع بذلك وكتابته لتحصيل ثناء الناس والمكانة بينهم حرام ( لئن أشركت ليحبطن عملك) وحديث أول من تسعر بهم النار ثلاثة
عمل العبد كلما كان في السر كلما كان أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن آفات القلوب من الرياء والسمعة ونحو ذلك،
وهذا أفضل من إظهاره إلا لمصلحة راجحة
روى الطبراني في الكبير (1018) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(إن صدقة السر تطفئ غضب الرب) وصححه الألباني
- قال الحسن البصري رحمه الله: إنْ كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس
- وإن كان ليصلي الصلاة الطويلة وعنده الزوار ومايشعرون به ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا
وقال الترمذي: الذي يسر بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر به، وصدقة السر أفضل، لأن الذي يسر العمل لا يخاف عليه العجب ما يخاف عليه من علانيته
قال ابن كثير رحمه الله: قوله (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها ؛ لأنه أبعد عن الرياء إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة فيكون أفضل من هذه الحيثية، وفي الحديث: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة.
وقال الحافظ رحمه الله في الفتح (11/337): قد يستحب إظهار العمل ممن يقتدى به على إرادته الاقتداء به ويقدر ذلك بقدر الحاجة.
قال ابن عبد السلام: يستثنى من استحباب إخفاء العمل من يظهره ليقتدي به أو لينتفع به ككتابة العلم ومنه حديث (لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي)
قال الطبري: كان ابن عمر وابن مسعود وجماعة من السلف يتهجدون في مساجدهم ويتظاهرون (أي يُظهرون) بمحاسن أعمالهم ليقتدى بهم
قال: فمن كان إماما يستن بعمله قاهرا لشيطانه استوى ما ظهر من عمله وما خفي ومن كان بخلاف ذلك فالإخفاء في حقه أفضل وعلى ذلك جرى عمل السلف
وقال الطيبي: جاء آثار بفضيلة الجهر بالقرآن وآثار بفضيلة الإسرار به والجمع بأن يقال: الإسرار أفضل لمن يخاف الرياء ، والجهر أفضل لمن لا يخافه بشرط أن لا يؤذي غيره من مصل أو نائم أو غيرهما، وذلك لأن العمل في الجهر يتعدى نفعه إلى غيره من استماع أو تعلم أو كونه شعارا للدين ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه ويطرد النوم عنه وينشط غيره للعبادة . فمتى حضره شيء من هذه النيات فالجهر أفضل. تحفة الأحوذي (8/191)
وقال ابن حجر الهيتمي: في كتم العمل فائدة الإخلاص والنجاة من الرياء، وفي إظهاره فائدة الاقتداء وترغيب الناس في الخير ولكن فيه آفة الرياء وقد أثنى الله على القسمين فقال (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) لكنه مدح الإسرار لسلامته من تلك الآفة وقد يمدح الإظهار فيما يتعذر الإسرار فيه كالغزو والحج والجمعة فالإظهار المبادرة إليه وإظهار الرغبة فيه للتحريض بشرط أن لا يكون فيه شائبة رياء فمتى خلص العمل من تلك الشوائب ولم يكن في إظهاره إيذاء لأحد فإن كان فيه حمل للناس على الاقتداء والتأسي به في فعله ذلك الخير والمبادرة إليه وذلك لكونه من العلماء أو الصلحاء الذين تبادر الكافة إلى الاقتداء بهم ، فالإظهار أفضل لأنه مقام الأنبياء ووراثهم ولا يخصون إلا بالأكمل ولأن نفعه متعد ولقوله عليه السلام: (من سن سنةحسنة فله أجرها وأجرمن يعمل بهاإلى يوم القيامة) وإن اختل شرط من ذلك فالإسرار أفضل. الزواجر(1/118)
الأصل في معاملة الإنسان ربه وتعبده له أن يكون ذلك سرا بينه وبين ربه لأنه إنما يتعبد لله رجاء ثوابه وخوف عقابه وهذا لا يحتاج إلى أن يراه أحد، لكن قد يكون إظهارالعبادة أمرا مشروعا لما يترتب عليه من المصالح كالصلاة المكتوبة يشرع أن تكون جماعة في المساجد معلنةظاهرة لما في ذلك من الخير.
وبناء على هذه القاعدة فإذا رأت المرأة أن إظهار تطوعها في الصلاة أو أو الصدقة أو غير ذلك ينتج عنه خير باقتداء غيرها بها فإن إظهاره يكون خيرا. ولهذا مدح الله الذين ينفقون سرا وعلانية ولم يجعله خاصا بأهل السر لأن السر قد يكون أولى والإعلان قد يكون أولى بحسب مايترتب على ذلك من المصالح. ابن عثيمين
الذي يتحدث عن نفسه بفعل الطاعات لايخلو من حالين: الأولى أن يكون الحامل له على ذلك تزكيةنفسه وإدلاله بعمله وهذا قد يؤدي إلى بطلان عمله وحبوطه
الحال الثانية: أن يكون الحامل له على ذلك التحدث بنعمة الله تعالى ، وأن يتخذ من هذا الإخبار عن نفسه سبيلا إلى أن يقتدي به نظراؤه وأشكاله، وهذا قصد محمود لأن الله يقول: (وأما بنعمة ربك فحدث) وقال النبي عليه السلام: من سن في الإسلام سنةحسنة فله أجرها وأجرمن عمل بها إلى يوم القيامة. ابن عثيمين
قال ابن عثيمين رحمه الله: من تمام الإخلاص أن يحرص الإنسان على ألا يراه الناس في عبادته ، وأن تكون عبادته مع ربه سرا، إلا إذا كان في إعلان ذلك مصلحة للمسلمين أوللإسلام مثل أن يكون رجلا متبوعا يقتدى به وأحب أن يبين عبادته للناس ليأخذوامن ذلك نبراسا يسيرون عليه، أو كان يحب أن يظهر العبادة ليقتدي به زملاؤه وقرناؤه وأصحابه ففي هذا خير، وهذه المصلحة التي يلتفت إليها قد تكون أفضل وأعلى من مصلحة الإخفاء، لهذا يثني الله على الذين ينفقون سرا وعلانية فإذا كان السرأنفع أسروا وإذا كان في الإعلان مصلحة للإسلام بظهوره وللمسلمين يقتدون بالفاعل أعلنوه.
والمؤمن ينظر ما هو الأصلح ، كلما كان أصلح وأنفع في العبادة فهو أكمل وأفضل. مجموع فتاوى ابن عثيمين (3/ 165)
فالإسرار بالعمل الصالح أفضل من إظهاره إلاأن يترتب على إظهاره مصلحة راجحة من تعليم جاهل أوإظهار لشعائر الإسلام أو للاقتداء به فيكون الجهر أفضل.
فإذا تحدث العبد بنعمة الله عليه على الوجه المشروع فأحسن الناس الثناء عليه فأعجبه ذلك ولم يخالط قلبه رياء ولا سمعة فهو من عاجل بشرى المؤمن.
وعاجل بشرى المؤمن أن يعمل المؤمن العمل الصالح يرجو به وجه الله فيطلع الناس عليه ، فيثنوا عليه خيرا ، فيعجبه ذلك .
كما روى مسلم عن أبي ذر قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن
والله تعالى أعلم .
منقول
للشيخ محمد صالح المنجد