السبت، 19 نوفمبر 2011

مشــــاهـــد مـــن رحــــلة الحــــج


الســـلام عليــكم ورحمــة الله وبــركــاته

مشــــاهـــد مـــن رحــــلة الحــــج 1432

المشهــــد الأول


الحـــج وتــذكر يوم القيــامة

أعداد مهــولة تتوجه للنسك ســويــا تنتقل من مكــان لمــكان ومن نســك لأخـــر وأنت بينهم تســـير الجميع وجهتهم واحدة وقصدهم واحد منــاظر مهيبة وأعداد يصعب بل يستحـــيل أن تجمع مثلها في أي مكان أخر بهذا الشكل وهذه الأعداد فيضــانات بشــرية تفيض إلى النسك أفواج تلي أفواج يرجون رحمة من الله ومغفرة ورضــوان فيا نعيــم من نال رضــا ويا حسرة من رد عليه عمله (نســأل الله العافية ) .

وأذكـــر مــوقف كان من أشد المواقف زحاماً في حج هذا العـــام 1432هـــ صبــاح يــوم العيد (يوم النحر) بعد النفرة من مزدلفة والعودة إلى منى لرمي جمــرة العقبة الكــبرى أعداد مهــولة خارجة من مزدلفة بعد صــلاة الفجر بها وبزوغ النهــار نــكاد نمشي خطوة خطوة ببطء لا تجد مكاناً تتحـرك فيه بشر وسيـــارات الجميع مختــلط ببعضه ووصلنا إلى بــداية منى .

كــان الــزحــام على أشــده الجميــع متجه للجمـــرات ليرمي جمرة العقبة الكبرى وحاصــرنا الزحــام فلم نستطع العودة إلى المخيم ولم نستطع الذهــاب للجمــرات ولا نعرف طريق هذا ولا هذا طلبنا من أحد رجال الأمن أن يدخلنــا في المكــان المخصص للطــوارئ وحدوث المشكلات لا نستطيع السير ولا نستطيع تحديد الإتجــاه يالله كمــا شعــرنا بالعجــز التــام والضياع في المكــان فأدخلنا جزاه الله خيراً حــاولنا الســؤال لا أحد يعرف سوى الضابط الكبير استدعوه لنا قال له زوجي كيف العــودة للمخيم وللأســف ليس معنا عنــوان المخيم سوى إشارات تشير للمكــان ولله الحمد دلنا الضابط على مكــان المخيم وأشــار لــزوجي ترى هذا الطــريق نظرنا للطــريق طــوفــان بشــري وقال هذا طريقكــم !!!!!!!!!!!! يالله كيف سنسير وسط كل هذه الجمــوع لا يظهـــر سوى رؤؤس متلاصقة قرر زوجي لن نتحرك حتى ينفض الــزحام قال الضابط حوالي الســاعة الحادية عشر ينتهي الــزحـــام ولكن الســاعة كانت لا تزال الثــامنة صبــاحاً يعني ثلاث ساعات قال زوجي نمكث بهــذا المكــان وجلسنا فترة من الــزمن وحــرارة الشمس تزداد وتشتد والمكــان الخــاوي أصبح ممتلئ بالبشــــر وزحـــام يبدو أنه لــن ينفض حتــى أخر اليــوم وكان القــرار لابد من خوض الــزحــام فليس أمــامنا إلا الجــلوس بالشمــس الحــارقة أو المسيـــر وسط الجمــوع الهائلة وبدأنا المسيــر وفي الحـــال حشــرنا وسط الــزحام وحاجز معدني وبفضل الله عديت من بين الحاجــز وقفز زوجي من أعــلاه ياله من موقــف مهيب لا تستـــطيع فيه تحــديد الطـــريق والشمس شــديدة والــزحام شــديد وأخــذنا في الطــريق والحمـــد لله على كل حال ضعنــا مــرة أخرى ووجــدنا أنفسنــا في طـــريق الجمــرات يدفعنا النــاس وما من سبيل ولا طريق للخــروج وأشتد الزحـــم وبدأت تختنق الضلوع من الــزحـــام فقد بدأ التــدافع لأن الطــريق ضـــاق دقــائق عسيـــرة ولكـــن فرجهــــا الله بمنه وكـــرمه ثم مشـــينا قليــلاً بعد التقــاط الأنفــــاس وإذا بـــزحـــام جــديد والله أمــــر شـــديد متى ينتهي هــذا الـــزحـــام الذي نحـــن ضائعـــين به دقـــائق عســـيرة وليس هنـــاك إلا الدعاء ( اللهم لا سهـــل إلا ما جعلته سهـــلاً وأنت إن شئت تجعل الحـــزن سهلاً ) .

المشكــلة أننـــا ضــائعيـــن وسطــ هذه الجمـــوع المهـــولة ندور في حلقـــة من الــزحـــام غير قادرين على الخــروج منهـــا وبعــد دقـــائق من فضــل الله لم تطــول أتســـع المكـــان وعــادت الأنفــاس لطبيعتها ولله المـــن والفضــل وخــرجنا من طـــريق الجمـــار أنهكت قوانا نبحــث عن المخيـــم وقلنا نرمي عصراً لأن الــزحــام غير متحمل بهــذا الــوصف .وأخيـــراً وجــدنا الطــريق إلى المخـــيم وعثــرنا ونحـــن في الطـــريق على الحــافلة التي كانت تقلنا من عــرفات لمــزدلفة وكنا تركناها ومشيـــنا لأنها توقفت عن المسير بسبب الــزحام من منتصف الليل ولم تدخل مزدلفة سوى في الصبــاح ومن لم يتركها ظل بها 18 ســاعة وتلقـــونا بالـمــــاء والعصير وأنتهـــت رحلة العــودة من مـــزدلفة سيــراً على الأقــادم

اللهـــم تقبلنا ولا تردنا وأرحمنـــا من مشــــهد يـــوم عظيـــم

وألطف بنا وأرحـــم ضعفنا فأنت بنا رحيـــم .

فأول ما يتبادر إليك عند رؤية الأعداد المهولة هـــو يوم الحشر وكيــف سيـــكون ؟؟؟؟

يــارب سلم سلم

اللهـــم آمـــين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق