السبت، 30 سبتمبر 2017

فضل حرام بن ملحان رضي الله عنه

فضل حرام بن ملحان رضي الله  عنه

هو حرام بن ملحان بن خالد بن زيد حرام بن جندب الأنصاري خال أنس بن مالك .
وأخته أم سليم بنت ملحان الرميصاء .أم أنس بن مالك .
التي جاء عنها في الحديث.
رأيتُني دخلْتُ الجنةَ ، فإذا أنا بالرُّمَيْصَاءِ ، امرأةِ أبي طلحَةَ ، وسمعْتُ خَشْفَةً ، فقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فقال : هذا بلالٌ ، وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جاريةٌ ، فقلْتُ : لمن هَذَا ؟ فقالوا : لِعُمَرَ ، فَأَرَدتُّ أنْ أدخُلَهُ فأَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ . فقال عمر : بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ ، أعليكَ أغارُ .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3679 - خلاصة تحكم المحدث: [صحيح].
********
نبذه عن ما حدث عند بئر معونة
جاء ناسٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا : أن ابعث معنا رجالًا يُعلِّمونا القرآنَ والسنةَ . فبعث إليهم سبعين رجلًا من الأنصارِ . يقال لهم القراءُ . فيهم خالي حرامٌ . يقرؤن القرآنَ . ويتدارسون بالليلِ يتعلَّمون . وكانوا بالنهارِ يجيئون بالماءِ فيضعونَه في المسجدِ . ويحتطبونَ فيبيعونَه . ويشترون بهِ الطعامَ لأهلِ الصفةِ ، وللفقراءِ . فبعثهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إليهم . فعرضوا لهم فقتلوهم . قبل أن يبلغوا المكانَ . فقالوا : اللهم ! بَلِّغْ عنا نبيَّنا ؛ أنَّا قد لقيناك فرضينا عنك . ورضيتَ عنا . قال وأتى رجلٌ حرامًا ، خالُ أنسٍ ، من خلفِه فطعنَه برمحٍ حتى أنفذَه . فقال حرامٌ : فزتُ ، وربِّ الكعبةِ ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِه ( إنَّ إخوانكم قد قُتلوا . وإنهم قالوا : اللهم ! بَلِّغْ عنا نبيَّنا ؛ أنَّا قد لقيناك فرضينا عنك . ورضيتَ عنا ) .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 677 - خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفي رواية البخاري
أنَّ رِعْلًا وذَكْوانَ وعُصَيَّةَ وبَني لَحْيانَ، اسْتَمَدُّوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على عَدُوٍّ، فأمَدَّهُم بسَبْعينَ مِن الأنْصارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِم القُرَّاءَ في زَمانِهِم، كانوا يَحتَطِبونَ بالنَّهارِ، ويُصَلُّونَ باللَّيْلِ، حتى كانوا ببِئْرِ مَعونَةَ قَتَلوهُم وغَدَروا بهِم، فبَلَغَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقَنَتَ شهرًا يَدعو في الصُّبحِ علَى أحْياءٍ مِن أحْياءِ العَرَبِ، علَى رِعْلٍ وذَكْوانَ وعُصَيَّةَ وبني لَحْيانَ، قال أنسٌ : فقَرَأنا فيهم قُرْآنًا، ثم إنَّ ذلك رُفِعَ : بَلِّغوا عنَّا قَومَنا أنا لَقينَا رَبَّنا فرَضيَ عَنَّا وأرْضانا .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4090  - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].


وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه قال:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَنَسٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالَهُ أَخٌ لِأُمِّ سُلَيْمٍ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا وَكَانَ رَئِيسَ الْمُشْرِكِينَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ خَيَّرَ بَيْنَ ثَلَاثِ خِصَالٍ فَقَالَ يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ وَلِي أَهْلُ الْمَدَرِ أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ أَوْ أَغْزُوكَ بِأَهْلِ غَطَفَانَ بِأَلْفٍ وَأَلْفٍ فَطُعِنَ عَامِرٌ فِي بَيْتِ أُمِّ فُلَانٍ فَقَالَ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَكْرِ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ آلِ فُلَانٍ ائْتُونِي بِفَرَسِي فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ فَانْطَلَقَ حَرَامٌ أَخُو أُمِّ سُلَيْمٍ وَهُوَ رَجُلٌ أَعْرَجُ وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ قَالَ كُونَا قَرِيبًا حَتَّى آتِيَهُمْ فَإِنْ آمَنُونِي كُنْتُمْ وَإِنْ قَتَلُونِي أَتَيْتُمْ أَصْحَابَكُمْ فَقَالَ أَتُؤْمِنُونِي أُبَلِّغْ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ وَأَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ قَالَ هَمَّامٌ أَحْسِبُهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ فَلُحِقَ الرَّجُلُ فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ غَيْرَ الْأَعْرَجِ كَانَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْنَا ثُمَّ كَانَ مِنْ الْمَنْسُوخِ إِنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَعُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4091خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
الشرح
 يَحكي أَنَسٌ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بَعَثَ خالَ أَنَسٍ حَرامَ بنَ مِلْحانَ في سَبعينَ راكِبًا إلى بني عامِر، وكان سَبب البَعثِ أنَّه كانَ رئيسَ المُشركينَ عامِرُ بنُ الطَّفَيْلِ خيَّر النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لَمَّا أتاه بَينَ ثَلاثِ خِصالٍ، فقالَ: يكون لَك أهلُ السَّهلِ، أي: سُكَّان البَوادي، ولي أهلُ المَدرِ، أي: أهلُ البِلادِ أو أكون خَليفتَك أو أغزوكَ بأهلِ قَبيلةِ غَطَفانَ بألف أشْقَر وألف أحْمَر، فدعا عليه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فأُصيب بالطَّاعونِ في بَيتِ أُمِّ فُلان، فقالَ: غُدَّة كغُدَّة البَكْرِ، أي: الفَتيِّ من الإبِلِ، في بَيتِ امرأةٍ مِن آلِ فُلان، أي: آلِ السَّلولِ، وهي سَلولُ بِنتُ شَيْبانَ، وزَوجُها مُرَّةُ بنُ صَعْصَعَةَ، أخو عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، ائتوني بِفَرَسي، فماتَ على ظَهرِ فَرَسِه، فانطَلَقَ حَرامٌ أخو أُمِّ سُلَيْم الَّذي بَعَثَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هو ورَجُل أعْرَج ورَجُل آخَرُ مِن بني فُلان، قال حَرامٌ للرَّجُل الأعْرجِ وللآخَرِ الَّذي مِن بني فُلان: كونا قريبًا حتَّى آتيهم، أي: بني عامِر، فإن آمَنوني كُنتم قَريبًا منِّي، وإن قَتَلوني أتَيتم أصحابَكم، فخَرَج إليهم، فقال لهم: أتُؤَمِّنوني، أي: أتُعطوني الأَمانَ أُبَلِّغ رِسالةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فجعل حَرامٌ يُحدِّثهم، "وأَوْمَؤوا"، أي: أشاروا إلى رَجُل، فأتاه مِن خَلفِه فطَعَنه حتَّى أنْفَذَه بالرُّمحِ من الجانِبِ الآخَر. فقال حَرامٌ لمَّا طُعِنَ: اللهُ أكبرُ، فُزتُ بالشَّهادةِ وربِّ الكَعبةِ، فلَحِق الرَّجُل الَّذي هو رَفيقُ حَرامٍ فلم يُمكِّنوه أن يَرجِع إلى المُسلِمين بل لحِقَه المُشرِكون فقَتَلوه وقَتَلوا أصحابَه كما قال. فقُتِلوا كُلُّهم غَير الرَّجُل الأعْرَج كانَ في رأسِ جَبَل، فأنزَلَ اللهُ تعالى علينا ثُمَّ كانَ من المَنسوخِ تَلاوَةً (إنَّا قَد لَقِينا ربَّنا فَرَضِي عنَّا وأرضانا)، فدَعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عَلَيهم لَمَّا بَلَغه خَبرُهم ثلاثينَ صباحًا في القُنوتِ على رِعْلٍ وذَكْوانَ وبني لَحْيانَ وعُصَيَّةَ الَّذين عَصَوا اللهَ ورَسولَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وإنَّما شَرَّك بَينَ القاتِلين هنا وبَينَ غَيرِهم في الدُّعاءِ لوُرودِ خَبرِ بِئرِ مَعونةَ وأصحابِ الرَّجيعِ في لَيلةِ واحدةٍ.
في الحديثِ: الدُّعاءُ على أهلِ الغَدرِ وانتِهاكِ المَحارمِ، والإعلانُ باسمِهم، والتَّصريحُ بذِكرِهم.
وفيه: حِرصُ الصَّحابةِ على الشَّهادةِ، وفَرَحُهم لنَيلِها.
وفيه: دَليلٌ على أنَّ أهلَ الحَقِّ قد يَنالُ منهم المُبطِلون، ولا يكون ذلك دالًّا على فَسادِ ما عليه أهلُ الحَقِّ، بل كرامةً لهم وشَقاءِ لأهلِ الباطِلِ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق