ختام شهر رمضان:
إن الخيل إذا قاربت نهاية السباق أخرجت أحسن ما عندها ، ومن أحسن فيما بقي غفر الله له ما مضى، والعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية. ...
علامة قبول الطاعة أن توصل بطاعة، وعلامة ردها أن توصل بمعصية.
ما أحسن الحسنة بعد الحسنة وما أوحش ذل المعصية بعد عزّ الطاعة. اللهم أعزّنا بطاعتك ولاتذلّنا بمعصيتك.
إن انقضى شهر رمضان فعمل المؤمن لا ينقضي قبل الموت (واعبدربك حتى يأتيك اليقين) فالست من شوال والأيام البيض والرواتب والتلاوة والوتر عبادات باقيات.
رمضان قد قرب رحيله وأزف تحويله، وهو ذاهب عنكم بأفعالكم وقادم عليكم غدا بأعمالكم، فليت شعري ماذا أودعتموه وبأي الأعمال ودعتموه! أتراه يرحل حامدا صنيعكم أو ذاما، ما كان أعظم بركات ساعاته! وما كان أحلى جميع طاعاته! كانت ليالي عتق ومباهاة، وأوقاته أوقات تعبد ومناجاة، ونهاره زمان قربة ومصافاة، فأين العامل المجود؟! [التبصرة- ابن الجوزي] ...
{كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين.
فالصائم يعطى في الجنة ما شاء الله من طعام وشراب وغيرها من اللذات جزاءً وفاقا.
من صام اليوم عن شهواته، أفطر عليها غدا بعد وفاته.. ومن تعجل ما حرم عليه من لذاته، عوقب بحرمان نصيبه من الجنة وفواته.. [لطائف المعارف] ...
كان علي رضي الله عنه ينادي آخر ليلة من رمضان: يا ليت شعري! من المقبول فنهنيه؟ ومن المحروم فنعزيه. ...
قال ابن مسعود رضي الله عنه: أيها المقبول هنيئا لك، ويا أيها المردود جبر الله مصيبتك.
خرج عمر بن عبد العزيز يوم الفطر ليخطب فقال: أيها الناس.. صمتم 30 يوما وقمتم 30 ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: لئن أستيقن أن الله قد تقبَّل لي صلاة واحدة أحب إليّ من الدنيا وما فيها. إنَّ الله يقول: (إنما يتقبل الله من المتقين).
كان مطرف يقول: "اللهم تقبل مني صلاة يوم، اللهم تقبل مني صوم يوم، اللهم اكتب لي حسنة، ثم يقول: (إنما يتقبل الله من المتقين). مصنف ابن أبي شيبة
قال عبد العزيز بن أبي رواد: "أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهمّ، أيقبل منهم أم لا؟" الذي يخشى على عمله يجتهد في العبادة ويسارع في الطاعة ولهذافسرعليه السلام: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) بأنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون ألاّ يقبل منهم.
يا غافلا وليالي الصوم قد ذهبت ** زادت خطاياك قف بالباب وابكيها
وتب لعلك تحظى بالقبول عسى ** أن تبلغ النفس بالتقوى أمانيها
إن "العائدين الفائزين" حقا من اعتبروا رمضان دورة تدريبية لتحبيب النفس وتعويدها على الطاعات لا فترة استثنائية لكسب الحسنات
منقــــــــول
كتبه الشيخ محمد صالح المنجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق