الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

الإخبار بوقت الكسوف والخسوف، وأثر ذلك على الأحكام الشرعية .


الإخبار بوقت الكسوف والخسوف، وأثر ذلك على الأحكام الشرعية
جــزء من شرح فقه النوازل.
للشيخ / د. سعد بن تركي الخثلان.
هل الآن المعرفة الدقيقة لوقت الكسوف والخسوف التي قلنا إنها قد تصل إلى درجة القطع؟ نحن قلنا إنها ليست من علم الغيب، ولكن هل نقول إن إخبار الناس بوقت الكسوف والخسوف إنه مشروع؟ قال بعض أهل العلم إنه غير مشروع؛ لأننا إذا تأملنا الحكمة التي من أجلها حصلت هذه الآيات العظيمة وهي تخويف العباد، فكونه ينشر ويتنقله الناس بواسطة وسائل الاتصال المختلفة، هذا يخفف من وقع هذه الآية على قلوب الناس، فلا تحصل الحكمة التي من أجلها شرع الكسوف، وهي تخويف العباد ورجوعهم إلى الله عز وجل .

وإذا علم الناس بوقت ابتداء وانتهاء الكسوف قبل وقوعه فإنه يخف وقع هذه الآية في نفوسهم، قالوا: فالأولى أن لا ينشر وقت الكسوف والخسوف قبل وقوعه، والذي يظهر والله أعلم أن الأولى عدم إخبار الناس بوقت الكسوف والخسوف لما ذكر إلا إذا كان وقت وقوعه وقت غفلة، إذا كان وقت وقوعه وقت غفلة ويغلب على الظن أن أكثر الناس لن ينتبهوا ولن يصلوا صلاة الكسوف أو الخسوف.

فالذي يظهر -والله أعلم- أن الأولى إخبارهم في هذه الحال، لأجل أن يستعدوا للصلاة، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ذكر قال: إذا غلب على ظن الإنسان صدق المخبر بالكسوف والخسوف، فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف يعني صلاة الكسوف والخسوف عند ذلك واستعد ذلك لوقت رؤية ذلك كان هذا حثا من باب المسارعة إلى طاعة الله تعالى وعبادته .

اعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن الإنسان إذا غلب على ظنه صدق المخبر بالكسوف والخسوف، واستعد لذلك أن هذا من باب المسارعة للطاعات، هكذا نقول إذًا إذا كان هذا في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فكيف بزمننا هذا الذي تقدم فيه علم الفلك .

والذي نستطيع أن نقول إن المخبر قد يصل إلى درجة القطع في إخباره بوقت الكسوف والخسوف، فربما يقطع السامع بصدق خبر هذا المخبر، وحينئذ فلا بأس بالاستعداد بالكسوف والخسوف وإخبار الناس بذلك، كما حصل قبل ثلاثة أشهر كسوف جزئي للشمس، وكثير من الناس لم يصلوا صلاة الكسوف بسبب أنهم لم يعلموا؛ لأنه كان في وقت غفلة لم يتنبه له كثير من الناس، إخبار الناس قبل ذلك حتى يستعدوا ويتهيئوا للصلاة لا بأس به، بل هو كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هو من قبيل المسارعة للطاعات .

أما إذا كان ليس وقت غفلة ويغلب على الظن أن أكثر الناس سوف ينتبهوا وسوف يصلون، سوف ينتبهون ويصلون، فالأولى عدم إخبارهم لأجل أن يكون لتلك الآية وقع في نفوسهم، هذا التفصيل هو الذي يظهر في هذه المسألة، والله تعالى أعلم .

من المسائل المتفرعة عن هذه المسألة إذا أخبر أهل الفلك بوقت وقوع الكسوف والخسوف، ثم إنه غم كسوف الشمس بسحاب، أو خسوف القمر غم بسحاب، فلم نستطع رؤية الشمس كاسفة، ولا القمر خاسفا، فإنه في هذه الحال لا تشرع صلاة الكسوف والخسوف، لا تشرع لأن النبي صلى الله عليه وسلم علق الأمر بالصلاة على رؤيته قال: (1) .منـــقــول
جــزء من
شرح فقه النوازل - الإخبار بوقت الكسوف والخسوف،

وأثر ذلك على الأحكام الشرعية د. سعد بن تركي الخثلان.

المـــزيــد هـــنــا

(1) رواه البخاري »الجامع الصحيح » كِتَاب الْجُمُعَةِ
» أَبْوَابُ الْعَمَلِ فِي الصَّلَاةِ » بَاب إِذَا انْفَلَتَتِ الدَّابَّةُ فِي الصَّلَاةِ»رقم الحديث:1143

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق