الأحد، 26 فبراير 2012

من مُلح ما قال إمام السنة البربهارى رحمه الله



1. قال الإمام البربهارى فى شرح السنة (36) :
اعلم ـ رحمك الله ـ أن الدين إنما جاء من قبل الله تبارك وتعالى ، لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم ، وعلمه عند الله وعند رسوله ، فلا تتبع شيئاً بهواك ، فتمرق من الدين ، فتخرج من الإسلام ، فإنه لا حجة لك ، فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته السُّنة ، وأوضحها لأصحابه وهم الجماعة ، وهم السواد الأعظم ، والسواد الأعظم : الحق وأهله ، فمن خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شئ من أمر الدين فقد كفر(1) "(2)

2. وقال البربهارى فى شرح السنة (79) :

" إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها أو ينكر شيئاَ من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتهمه على الإسلام ، فإنه رجل روئ القول والمذهب ، وإنما طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ لأنه إنما عرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والدنيا والآخرة بالآثار

فإن القرآن إلى السنة أحوج من السنة إلى القرآن "

3. وقال ـ رحمه الله ـ فى شرح السنة (90) :

واعلم ـ رحمك الله ـ أنه ينبغى للعبد أن تصحبه الشفقة أبداً ما صحب الدنيا ؛ لأنه لا يدرى على ما يموت ، وبما يختم له ، وعلى ما يلقى الله ، وإن عمل كل عمل من الخير ، وينبغى للمسرف على نفسه أن لا ينقطع رجاءه من الله تعالى عند الموت ، ويحسن ظنه بالله تبارك وتعالى ، ويخاف ذنوبه ، فإن رحمه الله فبفضل ، وإن عذبه فبذنب


4. وقال أيضا ـ رحمه الله تعالى ـ فى شرح السنة (99) :

" واعلم ـ رحمك الله ـ أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ، إنما العالم من اتبع العلم والسنن ، وإن كان قليل العلم والكتب ، ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب "

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أى : من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة
(2) شرح السنة للإمام أبى محمد الحسن بن على بن خلف البربهارى ( ت 329 هـ )

----------------
منـــقول
ملتقى أخوات أهل السنة والجماعة

السبت، 25 فبراير 2012

العبـــادة الدواء .

العبادة الدواء

د.ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم اهدني وسددني وثبتني

العبادة الدواء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن من رحمة الله بعباده، ولطفه بهم، أن اختار لهم هذا الدين القويم، ويسر لهم أسباب الخضوع بين يديه، والانكسار على عتبة عبوديته، والتلذذ بذكره، والأنس به، والإنابة إليه.

ومن رحمته - عز وجل - بعباده أن يسر لهم عبادة جليلة، وفرصة عظيمه، وقربة جليلة؛ هذه العبادة الجليلة يُطيقها كلُّ أحد: الصغيرُ والكبير، والذكرُ والأنثى، لا يُعيق فاعلها عائق، يَصْلُح أن يُؤتى بها في الليل والنهار، والجهر والإسرار.

هذه العبادة هي ديدنه - عليه الصلاة والسلام - في كل أحيانه، فلا الجنابة تمنعها، ولا السفر يحجبها، ولا يشتغل عنها بأهل وولد.

هذه العبادة لا تصلح إلا لمن شمر عن ساعدي الجد، وألقى بمفاتيح الغفلة في غيابات الجب، وآلمه حرقة الذنب.

عبادة هي من أيسر العبادات على الإطلاق، فلا يوفق لها إلا موفق، ولا يصرف عنها إلا محروم، هي يسيرة لكنها يسيرة على من يسرها الله عليه.

إن العبادة التى ندعوا لها ونحث عليها هي: داخلة في ذكر الله، وهي من ذكر الله، ألا وهي عبادة الاستغفار، فنستغفر الله، ثم نستغفر الله، ثم نستغفر الله.

إن الله - عز وجل - ما جعل من داءٍ إلا له دواء، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَه، وجهله من جهله، وإن دواءنا اليوم هو الاستغفار.. فالاستغفار، ذِكْرٌ لله، واعتراف للمنعم بالتقصير، ودعاء بالمغفرة.

إن الاستغفار دواء ناجع، وعلاج نافع، يقشع سحب الهموم، ويزيل غيم الغموم، فهو البلسم الشافي، والدواء الكافي، وهو مكفر من مكفرات الذنوب.

قال الربيع بن خثيم مرة لأصحابه: ما الداء؟ وما الدواء؟ وما الشفاء؟ قال:«الداء الذنوب، والدواء الاستغفار، والشفاء أن تتوب فلا تعود» الزهد لأحمد بن حنبل: (ص:70).

إن المداومة على الاستغفار له تأثير عجيب - بإذن الله تعالى - في دفعِ الكروب، ومحوِ الذنوب، ونيلِ المطلوب، وإخراجِ الغل من القلوب، وتفريجِ الهموم، وإزالةِ الغموم، وشفاءِ الأسقام، وذهابِ الآلام، وحلولِ البركة، والقناعةِ بالرزق، والعاقبةِ الحميدة، وصلاحِ النفس، والأهلِ والذرية، وإنزالِ الغيث، وكثرةِ المال، والولد، وكسبِ الحسنات، وغيرِ ذلك من الفوائد.

إن الاستغفار ينبغي أن يكون بتذلل وتضرع وانكسار، وخضوع وافتقار، وبعيون دامعة، وقلوب خاشعة، ونفوس إلى رحمة ربها وصفحه وفضله طامعة, وينبغي أن يكون معه حرارة الابتهال، والصدق في السؤال، والتضرع في الحال، والشعور بالفقر إلى المغفرة في الاستقبال.

ويستحب أن يكون متواصلاً بالليل والنهار، وبالأخص في الأسحار، حينما ينـزل الكريم الجبار بعظمته وعزته ورحمته إلى السماء الدنيا، وينادي عباده بنداء لطيف: لنيل مصالحهم، وغفران زلاتهم، وقضاء حاجاتهم، فعَنْ أَبِي هريرةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:« يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ » أخرجه البخاري(1145).

جاء رجلُ إلى الحسن البصري - رحمه الله تعالى - يشكو إليه الجدب والقحط فأجابه قائلاً:" استغفر الله"، ثم جاءه رجلُ آخر يشكو الحاجة والفقر فقال له:" استغفر الله "، ثم جاءه ثالث يشكو قلة الولد فقال له:" استغفر الله"، فعجب القوم من إجابته، حاجات مختلفة ودواء واحد، فأرشدهم بفقهه إلى الفقه الإيماني، والفهم القرآني، والهدي النبوي، وتلا قول الحق تبارك وتعالى:{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح:10-12]، تفسير القرطبي(18/302).

قال سفيان الثوري - رحمه الله تعالى - دخلت على جعفر بن محمد، فقال: «إذا كثرت همومك فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار، وإذا تداركت عليك النعم فأكثر حمدًا لله» الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين: (1/381).

وعلى المسلم وهو يستغفر بلسانه أن يحرص على حضور قلبه، فأفضل الذكر والاستغفار ما واطء فيه القلب اللسان.

إن للاستغفار أثر عظيم في محو الذنوب، فهما بلغت من كثرتها، وعظم عدها فإن الاستغفار هو لها، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمُ اللَّهَ لَغَفَرَ لَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُخْطِئُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُخْطِئُونَ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ». أخرجه الإمام أحمد(3/238)،والحاكم في المستدرك(4/274)، والطبراني في الدعاء(1805)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(1951).

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:« قَالَ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ: لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ: إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ». أخرجه الترمذي(3540)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة(127).

قال علي - رضي الله عنه -: حدثني أبو بكر - رضي الله عنه - وصدق أبو بكر أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له». ثم قرأ هذه الآية:{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران: 135]» أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب، وصححه الألباني (2/125).

من سره أن تسره صحيفته يوم القيامة فليكثر من الاستغفار، قال - صلى الله عليه وسلم -:«من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار» أخرجه الطبراني في الأوسط(939)، والبيهقي في الشعب(1/440) من حديث ابن الزبير، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(2299).

قال عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز:«رأيت أبي في النوم بعد موته كأنه في حديقة فرفع إلي تفاحات فأولتُهن بالولد فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل قال: الاستغفار يا بني» المنامات لابن أبي الدنيا(ص:29).

أخي الكريم: إن صيغ الاستغفار كثيرة، وهو يحصل بأيها قال، ومنها قول:

أستغفر الله وأتوب إليه، أو قول: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، أو يقول: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم، لكن أكمل صيغه للاستغفار ما سماه النبي المختار بسيد الاستغفار، فعن شداد بن أوس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ». ثم قَالَ:« مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » أخرجه البخاري(5947).

وختاماً، أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وطلب مرضاته، والإنابة إليه، والفوز بجنته، والحمد لله رب العالمين.

وكتبه الفقير

إلى عفو سيده ومولاه

د.ظَافِرُ بْنُ حَسَنٍ آل جَبْعَان

الثلاثاء 9/1/1433هـ

www.aljebaan.com

منــــــقول

صيــد الفــوائـد

الأحد، 19 فبراير 2012

هل أنت جزرة أم بيضة أم حبة قهوة ؟


أختي الغــالية

هل أنت جزرة أم بيضة أم حبة قهوة ؟

اشتكت ابنة لأبيها مصاعب الحياة ،
وقالت إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها ،

فهي تعبت من القتال والمكابدة .

ذلك إنه ما أن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى.

اصطحبها أبوها إلى المطبخ وكان يعمل طباخا ..

ملأ ثلاثة أوان بالماء ووضعها على نار ساخنة ..

سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة.

وضع الأب في الإناء الأول جزرا

وفي الثاني بيضة

ووضع بعض حبات القهوه المحمصه والمطحونه
(البن) في الإناء الثالث ..

وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تمامًا..

نفذ صبر الفتاة ، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها...!

انتظر الأب بضع دقائق .. ثم أطفأ النار ..

ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء ..

وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان ..

وأخذ القهوه المغليه ووضعها في وعاء ثالث.

ثم نظر إلى ابنته وقال : يا عزيزتي ، ماذا ترين؟

- جزر وبيضة وبن. أجابت الابنة.

ولكنه طلب منها أن تتحسس الجزر ..!

فلاحظت أنه صار ناضجًا وطريًا ورخوًا ..!

ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة.. !

فلاحظت أن البيضة باتت صلبة ..!

ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة ..!


فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية..!

سألت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أبي؟

فقال :

اعلمي بنية أن كلا من الجزر والبيضة والبن

واجه االخصم نفسه ،

وهو المياه المغلية ...

لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف.

لقد كان الجزر قويا وصلبا ولكنه ما لبث أن

تراخى وضعف ، بعد تعرضه للمياه المغلية.

أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها
الداخلي ، لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب
عند تعرضه لحرارة المياه المغلية.

أما القهوة المطحونه فقد كان رد فعلها فريده ...

إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه.

وماذا عنك ؟

هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة.. ولكنها عندما
تتعرض للألم والصعوبات تصبح
رخوة طرية وتفقد قوتها ؟

أم أنك البيضة .. ذات القلب الرخو .. ولكنه إذا
ما واجه المشاكل يصبح قويًا وصلبًا ؟

قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي .. ولكنك تغيرت
من الداخل .. فبات قلبك قاسيًا ومفعمًا بالمرارة!

أم أنك مثل البن المطحون .. الذي يغيّر الماء
الساخن ..( وهو مصدر للألم ).. بحيث
يجعله ذا طعم أفضل ؟!

فإذا كنت مثل البن المطحون ..

فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ
الوضع من حولك الحالة القصوى من السوء .

فكري بنية كيف تتعاملين مع المصاعب...

فهل أنت جزرة أم بيضة أم حبة قهوة

منقول بتصرف

قال تعالى
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ
خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ
أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ"
.
الآية 214 من سورة البقرة (وهي السورة
رقم 2 في ترتيب المصحف) .
والآية تقع في الصفحة 33 والجزء 2 والربع الأول
من الحزب 4 .


هنا

_(_(_(_(_(_(_(_(_(_(_(_(_(

منــــــقول
ملتقى قطرات العلم



طرق عملية فردية في نصرة الشام الأبية .



طرق عملية فردية في نصرة الشام الأبية.

* إصلاح العلاقة مع الله عزوجل ، بالتوبة إليه ،
وعزم البدء بإصلاح النفس من هذه اللحظة.
* إصلاح النية بأن يقصد كل فرد بما يقدمه وجه الله عزوجل.
* الدعاء لهم وعلى عدوهم والتضرع والقنوت وتحري
أوقات الإجابة في السجود وآخر الليل ودبرالصلاة وبين الأذانين.
* تذكير الناس بما عليهم من حق لإخوانهم المظلومين
وتلمس احتياجاتهم والوقوف معهم في كل شيء صغيرا كان أو كبيرا.
* تبنّي قضيتهم والعمل على استنهاض همم الناس للقيام بالعمل
لهذه الثورة المباركة وتوعية المسلمين بما يحصل في سوريا.
* متابعة أخبارهم بجميع أنواع المواد والوسائل
وإرسال المميز والمؤثر
إلى معارفك وأصدقائك عبر الإيميل
ومواقع التواصل الاجتماع والجوال.
* مناصرتهم الإعلامية في القنوات والمواقع
الإلكترونية والمواقع الاجتماعية والمقابلات واللقاءات.
* القيام بالاتصال والتواصل مع الأهالي لرفع معنوياتهم
وتصبيرهم ومساندتهم
، وإشاعرهم بأن بإخوانهم
يحملون معهم همهم وقضيتهم.
* الرسائل التشجيعية للأم والأب والشاب والبنت والجندي
والطبيب والإعلامي وكل أفراد المقاومة السورية
عبر شريط التمرير في شاشات التلفاز.
* عمل أي مادة تساهم في دعم ونصر إخواننا في سورية : مقال، كلمة، خطبة، مطوية، قُصاصة، شعر، مشهد، تصميم، مونتاج، معلومات مختصرة، دلالة على مُحتوى.همتكم يامصممات ..
* الدعم المادي، وجمع المال من الأهل والأصحاب من القريبين
والبعيدين ومن زملاء العمل والجيران
وأهل المسجد وإرسالها إلى الجهات الموثوقة.
* التواصل مع الغرف التجارية لمقاطعة الجهات المعينة للمجرمين :مثل روسيا.
* تقديم نصائح وحلول واقتراحات، في شتى المجالات المختلفة بناء على تخصصك ومهنتك وخبرتك وتجاربك التي تساهم فيسير عجلة الثورة حتى الانتصار.
* دعم القنوات والهيئات والمؤسسات التي تبنّت القضية السورية وتعمل لأجلها بكافة أنواع الدعم، ماديا، معنويا، وبالمواد والأفكار الاعلامية.
* بث روح التفاؤل والاستبشار بالنصر ، خاصة في أوقات
الهجوم الشديد من قبل النظام الوحشي.
* إقامة ورش عمل لبحث الحلول العملية، وتجميع معلومات عنها
وكيفية القيام بتنفيذها على أرض الواقع ، ومن ثم القيام بالتنفيذ.
* الفتاة المسلمة و المرأة المؤمنة تتبرع بحُليها.
* أن تبدأ بالتعرف على تاريخ معاناة هذا الشعب، والمجازر التي تعرض لها، والأطراف الداخلة فيه، واستكشاف الحقائق، وكشفها، ونشرها.
* استشعارالمسئولية أمام الله عزوجل، بدلاً من توزيع المسؤوليات على الآخرين.وأن تتبنى القضية وكأنك أنت المسئول عنها.
* عدم تحقير ما يقوم به الآخرون من أعمال
مهما بدت في
نظرك

منــــقــول
موقع فضيلة الشيــخ / محمد صـالح المنجد

الجمعية المعتمدة من قبل الشيخ "عدنان العرعور" للتبرع لأهل سوريا
" دلائل الخيرات "
رقم الحساب ( 10570 ) بنك فيصل الجيزة .


الجمعة، 17 فبراير 2012

من البلية التفوه بالكفــر باسم الحرية الإنســانية .


الســـلام عليــكم ورحمــة الله وبــركاته

من البلية التفوه بالكفــر باسم الحرية الإنســانية
للشيــخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك

.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

الحمد لله خير الناصرين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين، الذي كفاه ربه كيد المستهزئين، أما بعد:

فقد اشتهر في هذه الأيام ما تفوه به حمزة كشغري من كلمات الإلحاد في شأن الله، سبحانه وتعالى عما يقوله الجاهلون والمفترون، وفي شأن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو أكرم الخلق على الله، وقد فرض سبحانه على عباده الإيمان به صلى الله عليه وسلم، وتعزيره، وتوقيره، ونصره، ومحبته، وطاعته، وتوعد سبحانه من تولى عن ذلك بالعذاب الأليم، وأحل لعنته عليه في الدنيا والآخرة، وله عذاب مهين، ولا أحتاج في هذه الكلمة إلى أن أذكر بعض ما تفوه به ذلك الزنديق؛ لشهرته، فقد بلغ القاصي والداني، وليس العجب من أن يوجد ملحد؛ فالملحدون كثير، والمنافقون كثير، ولكن العجب من جرأته على نشر كلماته الإلحادية في الشبكة، هذا وهو من المملكة العربية السعودية، نشأة ودراسة، فمن أين تلقن هذا الإلحاد؟! وما الذي حمله على هذه الجرأة في إظهار زندقته؟! أقول: أما مَن لقَّنه فما ثمَّ إلا القراءة في كتب الإلحاد والزندقة، التي يعرض شيء منها في معرض الكتاب عندنا، أو صحبة من يحمل هذا الفكر من الحداثيين ومن شابههم ممن يسمون بالليبراليين، ومن سلك سبيلهم من المثقفين، يشهد لذلك أنه أحد المشاركين في ملتقى المثقفين السعوديين الذي أقيم قريبا، وقد ظهرت صورته بينهم، وقد اشتهر عن هذا الملتقى في الأيام الماضية تصرفات مشينة أدلى بها أحد الحاضرين، وظهر بعضها مصورا. أما الذي حمله على الجرأة فقد تكون الرغبة في الشهرة، ولو بأقبح ما يكون من القول والاعتقاد، مع الأمن من الأخذ والمؤاخذة، أسوة بسابقيه من الكتاب.


وأما ما أعلنه من التوبة فلا يعول عليه حتى يمثل أمام القضاء، ويرى القاضي رأيه، حسبما يظهر من دلائل صدقه أو كذبه. والمتأمل لبيان توبة هذا الشانئ للرسول صلى الله عليه وسلم لا يشك أنه لم يكتبه هو؛ لأن من المستبعد أن يكون هذا البيان بصيغته قد صدر عن الذي بالأمس يفوه بأقبح الكلام في الله العظيم وشرعه القويم ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم! بل كتبه من كتبه نصرةً له، ظنا أن ذلك يكفيه ويحميه، ويمنعه من القبض عليه، وتقديمه للمحاكمة.


وقد أبلى الغيورون على حرمات الله ودينه وشرعه في الإنكار على هذا الملحد، والمطالبة بمحاكمته بلاء حسنا، أجزل الله لهم المثوبة على جهادهم. فجدوا بالمطالبة بمحاكمته، ولاسيما أن خادم الحرمين وفقه الله قد أمر بالقبض عليه ومحاكمته. فنسأل الله أن يمكن منه حتى يستبين الحق ويزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا. والله أعلم، وصلى وسلم على محمد وآله صحبه أجمعين.


وبعد كتابة هذه السطور، نشر في المواقع الشبكية عن مجلة (نيوزويك) الأمريكية الأربعاء 8 فبراير 2012م أن كاشغري صرح للمجلة (("أنه لن يتراجع عن أفكاره أبدا، وزعم أن "المعركة التي خاضها مؤخرا كانت أولى خطواته في الطريق نحو الحرية"، معتبرا أنه "مارس حقه في التعبير، وهو حق من الحقوق الإنسانية")). انتهى.


أقول: وهذا يصدق الظن المذكور في توبته، ويخيب حسن ظن بعض الناس به، ولم يستطع وائل القاسم أن يغالط إلا في بعض واحدة من تغريدات صاحبه، وقد فضح نفسه بذلك، وكشف عن سوأته. وهذا القاسم حقيق أن يحاكم، فسبيله سبيل كشغري.


أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك


الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

حرر في 18 ربيع الأول 1433هـ

منــــــــــــــقول

الاثنين، 13 فبراير 2012



(( النهي عن الجلوس بين الشمس والظل ))




كثيراً ما نجلس في الظل ثم يقلص عنا حتى يكون أحدنا بعضه في الشمس

وبعضه في الظل ولا يقوم ولا يتحوّل إلى الظل ! والجلوس بين الشمس والظل

نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم

عن أبي حازم قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قاعد في الشمس فقال :

" تحول إلى الظل" الصحيحة 833

وعن أبي هريرة قال : قال أبو القاسم : " إذا كان أحدكم في الفيئ فقلص عنه

الظل , وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم " الصحيحة 837

عن بريدة رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقعد بين

الظل والشمس " أخرجه بن ماجه وإسناده حسن كما قال البوصيري في "زوائده"

عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " أن النبي نهى أن يجلس

بين الضِّحِّ والظِّلِّ وقال : مجلس الشيطان "

أخرجه أحمد (3\413) وإسناده صحيح قاله الهلالي

أقوال أهل العلم

نص على ذلك الإمام أحمد والإمام إسحاق رحمهم الله كما في "مسائل المروزي"

ص 223 : قلت: يُكره أن يجلس الرجل بين الظل والشمس ؟ قال -يعني أحمد- :

هذا مكروه , أليس قد نهى عن هذا !" قلت -محمود- : والكراهة في مصطلح

السلف تعني التحريم , فتنبه!

وقال إسحاق : وقد صح النهي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

قال ابن قيم الجوزية في "زاد المعاد" 4\242 :

"والنوم في الشمس يثير الداء الدفين ! , ونوم الإنسان بعضه

في الشمس وبعضه في الظل رديء"


مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الصلاة

السؤال: يقول المرسل من عنيزة ما حكم الصلاة بين الظل والشمس الفرض

والنفل، وما الحكمة من عدمالنوم بين الظل والشمس؟

الجواب

الشيخ محمد صالح العثيمين: الحديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم

النهي عن الجلوس بين الظل والشمس وأن هذا مجلـس الشيطـــــان

لكنني لم أحرر هذه المسألة تحريراً بالغاً واكتفى بالجواب عن ذلك بأن

بعض العلماء ذكر أن من الحكمة في النهي هو أن الدورة الدموية تنتقل

من الظل البارد إلى الشمس الحارة وهذا بلا شك يؤثر عليها تأثيراً

بالغاً أن تنتقل من حار إلى بارد ومن بارد إلى حار، ثم إنه قال بعض

العلماء أيضاً إن من المجرب أنه يحدث الزكام إذا صح الحديث عن

الرسول عليه الصلاة والسلام وأن قلت لك أنني لم أحضره، فلا حاجة

إلى، أن تبين كمال الحكمة من ذلك فهو نور على نور، وإلا فالحكمة

في موافقة أمر الله ورسوله.

-الفتوى رقم ( 18980 )

س : ما حكم الجلوس بين الظل والشمس ؟

ج : الجلوس بين الظل والشمس مكروه ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم

نهى أن يقعد بين الظل والشمس رواه ابن ماجه بسند جيد ، وثبت أيضا عنه

عليه الصلاة والسلام أنه سماه:مجلس الشيطان رواه أحمد وابن ماجه

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

......................................................................
منــــــــــــــــقول
منتديـات الأخت المسلــــمة

الجمعة، 10 فبراير 2012

تفسير قوله تعالى : ( وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا )



تفسير قوله تعالى : ( وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا )


هذه الآية من أعظم الأدلة على أن الشريعة الإسلامية هي الشريعة المناسبة للتكوين النفسي والعقلي والجسدي للإنسان ، وأن أحد أهم قواعدها التي تقوم عليها مناسبة " الطبيعة البشرية " المجبولة على الضعف والوهن مهما علت النفوس وتكبَّرت ، فهي في حقيقتها ومآلها ضعيفة لا تقوى إلا على ما يناسبها ويشاكلها .

وبهذا كانت الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان ، فقد جاء قوله تعالى : ( وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا ) النساء/28، تذييلا وتبيينا لحكمته سبحانه وتعالى في تشريع بعض الأحكام ، وأن سبب هذه التشريعات اليسيرة الرحيمة هو مناسبتها لطبيعة الإنسان الضعيفة الفقيرة ، وهذا ما يتبين لمن يقرأ سياق الآيات الكريمات في قوله عز وجل : ( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا . يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا ) النساء/26-28.


يقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" قوله : ( وخلق الإنسان ضعيفا ) تذييل وتوجيه للتخفيف ، وإظهار لمزية هذا الدين ، وأنه أليق الأديان بالناس في كل زمان ومكان ، ولذلك فما مضى من الأديان كان مراعى فيه حال دون حال ، ومن هذا المعنى قوله تعالى : ( الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ) الآية في سورة الأنفال/66، وقد فسر بعضهم الضعف هنا بأنه الضعف من جهة النساء ، قال طاووس ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء ، وليس مراده حصر معنى الآية فيه ، ولكنه مما روعي في الآية لا محالة ؛ لأن من الأحكام المتقدمة ما هو ترخيص في النكاح " انتهى من " التحرير والتنوير " (5/22)
وهذا الذي اختاره العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله
من حمل " الضعف " في الآية على جميع أنواع الضعف البشري هو الأقوى والأنسب في التفسير ،
وإلا فقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله ثلاثة أقوال في الآية فقال :
" في المراد بـ ( ضعْف الإنسان ) ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه الضعف في أصل الخلقة ، قال الحسن : هو أنه خُلق من ماءٍ مهين .
والثاني : أنه قلة الصبر عن النساء ، قاله طاوس ، ومقاتل .
والثالث : أنه ضعف العزم عن قهر الهوى ، وهذا قول الزجّاج ، وابن كيسان
" انتهى من " زاد المسير " (1/395)
ولكن القاعدة المهمة في تفسير القرآن الكريم أنه كلما كان من الممكن حمل معاني القرآن على العموم والشمول كان أقرب إلى الصواب ؛ وأن الأقوال إذا لم تكن متناقضة ، وأمكن حمل الآية عليها جميعها كان أوفق في التفسير . يمكن مراجعة ذلك في كتاب " قواعد الترجيح عند المفسرين " (ص/41-44).
يقول ابن عطية الأندلسي رحمه الله :
" المقصد الظاهر بهذه الآية أنها في تخفيف الله تعالى ترك نكاح الإماء بإباحة ذلك ، وأن إخباره عن ضعف الإنسان إنما هو في باب النساء ، أي : لمَّا علمنا ضعفكم عن الصبر عن النساء خففنا عنكم بإباحة الإماء ، وكذلك قال مجاهد وابن زيد طاوس .
ثم بعد هذا المقصد تخرج الآية في مخرج التفضل ؛ لأنها تتناول كل ما خفف الله تعالى عن عباده ، وجعله الدين يسرا ، ويقع الإخبار عن ضعف الإنسان عاما ، حسبما هو في نفسه ضعيف يستميله هواه في الأغلب " انتهى من " المحرر الوجيز " (2/40-41) .
ويقول ابن جزي الغرناطي رحمه الله :
" ( وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً ) قيل : معناه : لا يصبر على النساء ، وذلك مقتضى سياق الكلام ، واللفظ أعم من ذلك " انتهى من " التسهيل " (1/188) .
ويقول ابن القيم رحمه الله – بعد أن ذكر بعض أقوال السلف في تفسير الآية - :
" والصواب أَن ضعفه يعم هذا كله ، وضعفه أَعظم من هذا وأَكثر : فَإنه ضعيف البنية ، ضعيف القوة ، ضعيف الإرادة ، ضعيف العلم ، ضعيف الصبر ، والآفات إليه مع هذا الضعف أَسرع من السيل في الحدور " انتهى من " طريق الهجرتين " (1/228) .
ويقول العلامة السعدي رحمه الله :
" ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ) وذلك لرحمته التامة وإحسانه الشامل ، وعلمه وحكمته بضعف الإنسان من جميع الوجوه ، ضعف البنية ، وضعف الإرادة ، وضعف العزيمة ، وضعف الإيمان ، وضعف الصبر ، فناسب ذلك أن يخفف الله عنه ما يضعف عنه وما لا يطيقه إيمانه وصبره وقوته " انتهى من " تيسير الكريم الرحمن " (ص/175) .
ولذلك فالأنسب في تفسير أوجُه " الضعف البشري " في الآية الكريمة حملها على إطلاقها ، لتشمل جميع جوانب الضعف : النفسية ، والبدنية ، والعقلية ، والعاطفية ، والتركيبية ، فالإنسان ضعيف النفس بسبب نوازع الخير والشر المخلوقة فيه ، إلى جانب الوساوس والأهواء التي تعرض له أيضا ، وهو ضعيف البدن أيضا بسبب ما يعرض له من الآفات والأسقام ، وبالمقارنة مع كثير من المخلوقات عظيمة الخلق ، وهو ضعيف العقل بسبب قدراته المحدودة التي تخوله من النجاح والإبداع ولكن في حدود المنظور في هذا الكون وما يمكن القياس عليه ، كما أنه ضعيف في الجوانب العاطفية والشعورية ، فيتأثر أسرع تأثير بما يبكيه أو يفرحه أو يُجبِنُه أو يُبخِله أو يشجعه أو يخوفه .
وللتوسع في شرح أنواع الضعف البشري
يمكن مراجعة مقال رائع لفضيلة الدكتور عبد الكريم بكار
على الرابط الآتي : http://www.saaid.net/Doat/bakkar/017.htm

فلكل هذه الأوجه من الضعف والفقر شرع الله عز وجل لنا ما يناسبنا ، وخفف عنا فلم يكلفنا فوق طاقتنا ، فكانت شريعتنا شريعة التخفيف والتيسير ، كما قال سبحانه وتعالى : ( الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ) الأنفال/66.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما :
" ثَمَانِ آيَاتٍ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ هِيَ خَيْرٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ ، أَوَّلُهُنَّ : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ) النساء/26 ثَلَاثًا مُتَتَابِعَاتٍ ، وَالرَّابِعَةُ : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا ) النساء/31، وَالْخَامِسَةُ : ( إِنَّ اللهَ لايَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ) النساء/40، الْآيَةَ ، وَالسَّادِسَةُ : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) النساء/110، وَالسَّابِعَةُ : ( إِنَّ اللهَ لايَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ) النساء/48 الْآيَةَ ، وَالثَّامِنَةُ : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ) النساء/152 " الآيَةَ " رواه البيهقي في " شعب الإيمان " (9/346) .
والله أعلم .

منقــول
الإسلام سؤال وجواب

الخميس، 2 فبراير 2012

السنة الميلادية : نظرة شرعية وتاريخية .

السنة الميلادية : نظرة شرعية وتاريخية
*التقويم الميلادي هو التقويم المستعمل مدنيا في أكثر دول العالم ويسمى بهذا الاسم لأن عَدّ السنين فيه يبدأ من سنة ميلاد المسيح كما كان يعتقد. *واضع عَدّ السنين هو الراهب الأرمني دنيسيوس الصغير. ويسمى بالتقويم الغريغوري نسبة إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر؛ بابا روما وهو الذي قام بتعديل التقويم اليولياني ليصبح على النظام المتعارف عليه حاليا.

*التقويم الميلادي هو التقويم المستعمل مدنيا في أكثر دول العالم ويسمى بهذا الاسم لأن عَدّ السنين فيه يبدأ من سنة ميلاد المسيح كما كان يعتقد.

*واضع عَدّ السنين هو الراهب الأرمني دنيسيوس الصغير. ويسمى بالتقويم الغريغوري نسبة إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر؛ بابا روما وهو الذي قام بتعديل التقويم اليولياني ليصبح على النظام المتعارف عليه حاليا.

*السنة الميلادية سنة شمسية أي تمثل دورة كاملة للشمس في منازلها.

*سمى الرومان (يناير) بهذا الاسم نسبة إلى جانوس إله الشمس عندهم الذي يحرس أبواب السماء إله البدايات والنهايات إله الحرب والسلم،وتصوروه على هيئة إنسان ذو وجهين متعاكسين فيلقون في أول أيامه نظرة إلى الماضي مودعين ونظرة إلى العام الجديد مستبشرين،وكان لجانوس هذا معبد تُفتح أبوابه أيام الحرب وتُغلق أيام السلم وله اثنا عشر بابا بعدد شهور السنة،وفي أول يوم منه كانوا يحتفلون به ويقدمون له العسل والتمر والحلوى فهذا العيد الوثني صار فيما بعد عيد رأس السنة.

*واشتقوا (فبراير) من الفعل (فبروار) ومعناها يتطهر، وكان الرومان يقيمون عيدا يتطهرون فيه روحيا من الذنوب في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر،وقيل سمي على اسم فيبروس إله النقاء عند الرومان،وكان هذا الشهر مخصصا عندهم لإلههم نبتون إله البحر عندهم لأن الأمطار تكون فيه غزيرة.

*وسمي (مارس) على اسم ماريتيوس إله الحرب عند الرومان وهو حاميهم وناصرهم وكان يُعتقد أنه يجلب الحظ إذا بُدئت الحروب فيه.

*وسمي (أبريل) بهذا الاسم نسبة إلى معبودتهم(أبريل) وهي التي تتولى في زعمهم تفتح الأزهار وفتح أبواب السماء لتضيء الشمس بعد احتجابها في فصل الشتاء،وقيل نسبة إلى فينوس أو أفروديت آلهة الحب والجمال عند الإغريق وهو عندهم بداية الربيع فصل الخضرة والنسيم العليل.

*سمي (مايو) بهذا الاسم نسبة إلى (مايا) آلهة الخصوبة والنمو والتكاثرعند الرومان وهي ابنة الإله أطلس حامل الأرض وأم الإله عطارد خادم الآلهة عندهم.

*(يونيو) سمي بهذا الاسم نسبة لجونو آلهة القمر وزوجة المشترى في الأساطير الرومانية، (ويوليو) نسبة إلى يوليوس قيصر الإمبراطور الروماني لأنه ولد فيه.

*(أغسطس) سمي بهذا الاسم نسبة إلى أوكتافيوس ولقبه أغسطس الإمبراطور الروماني وهو ابن يوليوس قيصر بالتبني لأنه حقق فيه أعظم انتصاراته،وجعلوا أيامه 31 يوما على حساب شهر فبراير لكيلا ينقص عن أيام شهر يوليو الذي يحمل اسم يوليوس قيصر،ثم عدلوا أيام الشهور بعد أغسطس لئلا تتوالى ثلاثة أشهر بنفس الطول (يوليو-أغسطس-سبتمبر) فعكسوا القاعدة فصارسبتمبر30 أكتوبر31 نوفمبر30 ديسمبر31.

*لاحظ غريغوريوس الثالث عشر بابا روما أن يوم الاعتدال الربيعي وقع في 11 مارس بدلا من 21 مارس بفارق عشرة أيام، فكلف الراهب اليسيوس ليليوس ليقوم بتعديل التقويم اليولياني فتم الاتفاق على حذف ثلاثة أيام كل 400 سنة، واتفقوا على أن تكون السنة القرنية (التي هي من مضاعفات100) سنة بسيطة إلا إذا قبلت القسمة على (400) بدون باقٍ، وهكذا نام الناس يوم الخميس 4 أكتوبر 1582 واستيقظوا يوم الجمعة 15 أكتوبر 1582 !ولولا مكانة البابا الدينية ما كان هذا الأمر ليقبل عند الناس!

*ولذلك قاومت الدول غير الكاثوليكية هذا التقويم حتى استقر الأمر عليه في القرن العشرين فقبلته كل الدول مدنيا لكن كثيرا من القيادات الدينية لم تقبل ، ففي الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والرومية استمروا على استعمال التقويم اليولياني الذي أصبح الفرق بينه وبين الغريغوري حاليا 13 يوما، لذلك فحسب التقويم الغريغوري المستعمل يُعيّد النصارى الشرقيون في 7 يناير مع أن الجميع يعيد في 25 ديسمبر ولكن كل حسب تقويمه.

*وهكذا تلاعب الباباوات والأباطرة بأعداد أيام الشهور حسب أهوائهم ؛ أما نحن فحِساَبنا بكتاب اللهيسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج،إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم.

*ذلك الدين القيم أي: هذا الذي أخبرتكم به من أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله وأن منها أربعة حرما هو الدين المستقيم. الطبري

*قال صلى الله عليه وسلم : (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن؟).

*وهكذا يمضي بعض ضعاف المسلمين قُدماً خلف هؤلاء الذين حرفوا دينهم وكفروا برسول ربهم يتشبهون بهم ويفرحون بأعيادهم أعظم من فرحهم بأعياد المسلمين، يقول طه حسين: علينا أن نسير سير الأوربيين ونسلك طريقتهم لنكون لهم أنداداً ونكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها ما يُحب منها ومايعاب.

ويقول أيضاً: نريد أن نتصل بأوربا اتصالاً يزداد قوة من يوم إلى يوم حتى نصبح جزءاً منها لفظاً ومعنى، حقيقة وشكلاً، ويقول : نريد أن نشعر الأوربي بأننا نرى الأشياء كما يراها ونقوّم الأمور كما يقومها ونحكم على الأشياء كما يحكم عليها.

*لقد وصل الحال إلى أن قام بعضهم بإذاعة وفاة نصراني داخل المسجد ثم أقاموا لهذا الميت سرادقاً كبيراً وأتوا فيه بقساوسة النصارى ووعاظ المسلمين!

*بل حدث أن زار بعض هؤلاء المشايخ الكنيسة فخلع عمامته وألبسها القس ولبس هو عمامة القس وأنشأ يقول: الشيخ والقسيس قسيسانِ وإن تشأ فقل هما شيخان!

*لما أراد علي أن يسافر لقتال الخوارج عرض له منجم فقال يا أمير المؤمنين لا تسافر فإن القمر في العقرب فإنك إن سافرت والقمر في العقرب هزم أصحابك؛ فقال له علي: بل نسافر ثقة بالله وتوكلاً على الله وتكذيباً لك، فسافر فبورك له في ذلك السفر حتى قتل عامة الخوارج .

*يجب أن يتخلى المسلم عن كل ما يخالف شريعة الله.

قال أبو حازم الأعرج: اعملوا ما تكرهون إذا أحب الله واتركوا ما تحبون إذا كره الله.

فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى

اللهم اجعلنا من الواقفين عند حدودك

والحمد لله رب العالمين

...............................

- متفق عليه.

2 - ابن تيمية
.................................
منـــقول
موقع الشيخ محمد صالح المنجد