الاثنين، 24 يناير 2011

الإرادة الكونية والإرادة الشرعية



الإرادة الكونية والإرادة الشرعية
--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~--

وقد ذكرنا أن الإرادة نوعان: إرادة كونية، وإرادة دينية شرعية
فالإرادة الكونية يلزم وقوع مرادها، والإرادة الشرعية لا يلزم وقوع مرادها ؛ فوجود هذه المخلوقات مراد إرادة كونية،
نقول مثلا: إن الله أراد كونًا وقدرًا وجود هذا الاجتماع وخلق هؤلاء الأشخاص ونحو ذلك، كل هذا مراد كونًا وقدرًا .
كذلك أراد كونًا وقدرًا وجود المبتدعة والكفرة والفجرة والعصاة ونحوهم - ولو شاء ما وجدوا - فهذه إرادة كونية قدرية أزلية سابقة معلومة لله قبل وجودها، ولا بد من تحقيق مراد الله الذي أراده في الكون والقدر.

أما الإرادة الشرعية فإنه لا يلزم وجود مرادها، ولكن مرادها محبوب لله تعالى، فالله - تعالى - أراد من العباد كلهم أن يؤمنوا به دينًا وشرعًا، وأن يعملوا الصالحات وأن يصدقوا الرسل، وأراد منهم أن يتركوا المحرمات ولكن هل وجد هذا المراد كله أو وجد بعضه ؟ أراد منهم أن يؤمنوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر، فالذين آمنوا اجتمعت فيهم الإرادتان: إيمانهم الذي حصل مراد كونًا وقدرًا لأنه مكتوب، ومراد شرعًا ودينًا لأنه محبوب.

كذلك أعمالهم الصالحة التي عملوها كالصلاة والصدقة والجهاد والأذكار والتلاوة مرادة دينًا وشرعًا، كما أنها مرادة كونًا وقدرًا؛ لأن الله قدر أن هؤلاء يؤمنون ويعملون الصالحات في الأزل، ويكثرون من العبادات، ويتعلمون العلوم النافعة، ويعتقدون العقائد الصالحة؛ أراد ذلك كونًا وقدرًا فوجد، وأراده دينًا وشرعًا فوجد فيهم.

والإرادة الشرعية مذكورة في قوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ( البقرة:185 ) وفي قوله تعالى : يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( النساء:26 ) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ( النساء:27 )
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ( النساء:28 ) .

كل هذه إرادة شرعية، يعني: يريد شرعًا ودينًا أن يخفف عنكم، يريد شرعًا وقدرًا أن يتوب عليكم، فمن تاب الله عليه ووفقه كان هذا مرادًا شرعًا ودينًا، وكونًا وقدرًا، ومن لم يتب لم يوافق الإرادة الشرعية حيث إنه أريد منه التوبة فلم يتب، فتجتمع الإرادتان في إيمان المؤمنين؛ لأنهم حققوا الإرادة الشرعية، ووقعت منهم الإرادة الكونية فاجتمعت فيهم الإرادتان الكونية والشرعية ، وتنفرد الإرادة الكونية في كفر الكافرين؛ لأن الله أراد منهم شرعًا ودينًا أن يؤمنوا فلم يؤمنوا، وأراد منهم كونًا وقدرًا أن يكفروا فكفروا.
وهذا معتقد أهل السنة أن الله - تعالى - أراد جميع الكائنات ،
فلا تخرج عن إرادته ولا عن تكوينه، وأن جميع الكائنات حاصلة بقضائه وقدره،
وأنه عالم بها. (ا.هـــ)
--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~
منقول
موقع الشيخ ابن جبرين
رحمه الله

الأحد، 23 يناير 2011

حكم من وجد الإمام راكعاً فركع معه دون تكبيرة الإحرام ؟

ما حكم من وجد الإمام راكع وركع معه ولم يكبر تكبيرة الإحرام

سؤال:
يقول: ما حكم من وجد الإمام راكع وركع معه ولم يكبر تكبيرة الإحرام؟

الجواب:
لم تنعقد الصلاة؛ لأن تكبيرة الإحرام ركن عند جمهور العلماء، وشرط عند الحنفية، وأما إذا لم يكبر مطلقاً فهذا أمره مفروغ، وأن الصلاة لم تنعقد، وأما إذا كبر حال الركوع أيضاً فالصلاة ليست بصحيحة عند جمهور العلماء، لا بد أن يعيدها عند جمهور العلماء؛ لأن تكبيرة الإحرام مكانها القيام.


منقول

موقع الشيخ / عبد الكريم الخضير

حفظه الله

السبت، 22 يناير 2011

مما ورد في خُلُق الحياء .


ممــــا ورد في خُـــلُـق الحـــيــاء

مما لا يخفى عليكم أن المرء منا أصبح عندما يقلب عينيه يميناً ويساراً في مجتمعات المسلمين يكاد لا يرى من يستحي لا من الله تبارك وتعالىولا من العباد .......فقد قل الحياء عند المسلمين (إلا ما رحم ربي ) وإنا لله وإنا إليه راجعون .لذلك أحببت أن أذكر نفسي و أخواتي ببعض فضائل خُلُق الحياء وبعض ما ورد فيه من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كي نتمسك به ونفتخر به ونرتقي به إن شاء الله.

******************
(1) الحياء صفة الرحمن

قال :عبد الله بن محمد بن نفيل ، قال حدثنا زهيرعن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ،عن عطاء عن يعلى :
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبراز بلا إزار فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر"
(رواه أبو داود / وحققه الألباني / في صحيح أبي داود / كتاب الحمام/ باب النهي عن التعري / حديث رقم 4012 / صحيح ) .

(2) الحياء من الإيمان
قال القعنبي عن مالك ،عن بن شهاب ،عن سالم بن عبد الله عن بن عمر:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن الحياء من الإيمان "


(رواه أبو داود / وحققه الألباني / في صحيح أبي داود / كتاب
الأدب / باب في الحياء / حديث رقم 4795 / صحيح ) .



(3) الحياء خُلُق الإسلام
عن زيد بن طلحة بن ركانة يرفعه " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء " .

(رواه مالك /حققه الألباني / صحيح الترغيب والترهيب / كتاب الأدب وغيره /
باب الترغيب في الحياء وما جاء في فضله والترهيب من الفحش / حديث رقم 2632 / صحيح )


(4) الحياء كله خير
قال سليمان بن حرب ثنا حماد عن إسحاق بن سويد عن أبي قتادة قال كنا مع عمران بن حصين وثم بشير بن كعب
فحدث عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"الحياء خير كله أو قال الحياء كله خير فقال بشير بن كعب إنا نجد في بعض الكتب أن منه سكينة ووقارا ومنه ضعفا فأعاد عمران الحديث وأعاد بشير الكلام قال فغضب عمران حتى احمرت عيناه وقال ألا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن كتبك قال قلنا يا أبا نجيد إيه إيه "

(رواه أبو داود / وحققه الألباني / في صحيح أبي داود / كتاب الأدب / باب في الحياء / حديث رقم 4796 صحيح ) .



(5) الحياء لا يأتي إلا بخير

وعن عمران بن حصين قال "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي إلا بخير . وفي رواية الحياء خير كله "
(رواه البخاري ومسلم / وحققه الألباني / في مشكاة المصابيح / كتاب الآداب /
باب الرفق والحياء وحسن الخلق الفصل الأول / حديث رقم 5071)


فلنتمسك جميعاً أحبتي بهذا الخُلُق الكريم عسى أن نكون سبباً في عودة الحياء لمجتمعات المسلمين وما ذالك على الله بعزيز

إذا لم تخـشى عاقبـة الليالي ولم تستحي فاصنع ما تشـاء
فلا والله ما في العيش خيـر ولا الدنيا إذا ذهـب الحيـاء
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحـاء


وجزاكم الله خير

الأربعاء، 19 يناير 2011

المعاصي وعواقبها .



المعاصي وعواقبها
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~

الحمد لله وبعد : فإن المعصية هي كل ما خالف أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، عواقبها وخيمة في الدنيا والآخرة .والمتجرئون على المعصية ما قدروا الله حق قدره وما عظموه وما كبَّروه كما ينبغي ، فكفى بالمعاصي شؤماً أن يضمحل من قلب صاحبها تعظيم الله جل جلاله ويهون أمره عليه .

قال ابن القيم رحمه الله : وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله فمنها : ـ حرمان العلم ، فالعلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تطفئ ذلك النور.لما جلس الشافعي بين يدي مالك ليقرأ عليه ، أعجبه ما رأى من وفور فطنته وتوقد ذكائه وكمال فهمه ، فقال له : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية .

ـ ومن عقوبات المعاصي : أن العاصي يجد وحشة بينه وبين الله تعالى لا توازنها ولا تقارنها لذة أصلاً فلو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة .وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة ،،، وما لجرح بميت إيلام . ـ ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس ، لا سيما أهل الخير منهم ، وكلما قويت تلك الوحشة بَعُدَ منهم ومن مجالستهم , وحُرِم بركة الانتفاع بهم، وقرب من حزب الشيطان وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم فتقع بين وبين امرأته وولده وأقاربه حتى بينه وبين نفسه ، فيصبح مستوحشاً في نفسه .إذا كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس

قال بعض السلف : إني لأعصي الله فأرى أثر ذلك في خلق دابتي وزوجتي.
ـ ومنها تعسر أمور العاصي فلا يتوجه إلى أمر إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه . من يتق الله يجد الأمور سهلة عليه والأسباب متيسرة { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً } . ـ ومنها أن العاصي يجد في قلبه ظلمة حقيقية يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم .تصبح ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ، فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة .

وكلما قويت هذه الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والمهلكات وهو لا يدري ، ثم تقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ، ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سواداً فيه يراه كل أحد . قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن للحسنة ضياء في الوجه ونوراً في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق ، وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق .


ـ ومن شؤم المعصية أنها تجر أختها وتزرع أمثالها وتولد بعضها بعضاً حتى يصعب على العبد مفارقتها والخروج منها .قال بعض السلف : إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها . لا يزال العبد يعمل الحسنة ويألفها ويحبها حتى يرسل الله الملائكة تعينه عليها وترغبه فيها .ولا يزال العاصي يفعل المعصية ويدمن عليها حتى يرسل الله عليه الشياطين تحمله عليها حملاً وتؤزه إليها أزَّاً .


ـ المعصية سبب لهوان المرء على الله تعالى وسقوطه من عينيه ، قال الحسن رحمه الله : هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم .إذا هان العبد على الله فلن يكرمه أحد {
وَمَنْيُهِنِاللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ } الحج آية 18 .إنهم في هوان حتى وإن عظّمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم ، أو اتقاءً لشرهم ، فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه .

ـ ومنها أن العبد لا يزال يرتكب المعاصي حتى تهون عليه وتصغر في قلبه وذلك علامة الهلاك ، فكلما صغر الذنب في عين العبد عظم عند الله .قال صلى الله عليه وسلم :" إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار " رواه البخاري(1) . وقال أحد السلف : لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر إلى عظمة من عصيت .


ـ ومنها أن المعصية تورث الذل ولا بد ، فالعز كل العز في طاعة الله {
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ
} فاطر آية 10.وكان من دعاء السلف : اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك . وقال الحسن رحمه الله : إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية في قلوبهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه . وقال ابن المبارك : رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانهاوترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها .ومن أعظم العقوبات : نسيان العبد لنفسه وإهماله لها وإضاعة حظها ونصيرها من الله ، وبيع ذلك بالغبن والهوان وأبخس الأثمان ، فضيَّع من لا غنى له عنه وعِوَضَ له منه واستبدل به من عنه كل الغنى أو منه كل العوض: من كل شيء إذا ضيَّعته عوض وما من الله إن ضيعته عوض.
ـ ومن عقوباتها أنها تزيل النعم وتحل النقم ، فما زالت النعمة عن عبد إلا بذنب ولا حلت به نقمة إلا بمعصية { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } الشورى آية 30
إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
وحُطْها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما استطعت فظلم العباد شديد الوخم
ـ ومنها أن العاصي دائماً في أسر شيطانه وسجن شهواته وقيود هواه ، فهو أسير مسجون مقيد ، فلا أسر أسوأ من أسر الشيطان ولا سجن أضيق من سجن الهوى ولا قيد أصعب من قيد الشهوة . ـ ومنها أنها تؤثر في نقصان العقل ، فلا تجد عاقلين أحدهما مطيع لله والآخر عاص ، إلا وعقل المطيع أوفر وأكمل وفكره أصح ورأيه أسدّْ والصواب قرينه والتوفيق حليفه . ولهذا كان خطاب الله تعالى في القرآن لأولي العقول والألباب { وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ } { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ } . وكيف يكون عقله وافراً من يعصي الله وهو في قبضته وفي داره ويعلم أنه يراه ويشاهده ، ثم يعصيه وهو غير متوار عنه ويستعين بنعمه على مساخطه ، ويستدعي كل وقت غضبه عليه ولعنته له وإبعاده عن قربه وطرده عن بابه وإعراضه عنه وخذلانه له والتخلية بينه وبين نفسه الأمارة بالسوء وعدوه الذي يتربص به كل لحظة ، ثم يسقط من عين الله ويحرم من روح رضاه ومحبته وقرة العين بقربه ، إلى أضعاف أضعاف ما أعد الله لأهل طاعته. .فأي عقل لمن آثر لذة ساعة أو يوم أو عام ثم تنقضي كأنها حلم لم يكن ، على لذة النعيم المقيم والفوز العظيم ؟ .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

منقول
كتبه الشيخ / سعد البريك
موقع الشيخ حفظه الله


(1) أخرجه الترمذي / تحقيق الألباني / صحيح سنن الترمذي /
كتاب صفة القيامة والرقائق والورع / باب / حديث رقم 2497 / صحيح .

الاثنين، 17 يناير 2011

قصة إيميل .


ما فتح الله به على العباد من مخترعات تبقى غالباً سلاحٌ ذو حدين سلباً وإيجاباً ,
فهي إما أن تصب في ميزان الحسنات , أو في ميزان السيئات .

ولئن كان المرء لا ينفك من الذنوب والمعاصي إلا أنها تبقى على نوعين إما قاصرة أو متعدية .

ومن علم من نفسه ضعفاً في عدم القدرة على ترك بعض الذنوب فلعل عقله أن يدله على أن يجعلها قاصرة على نفسه دون أن تمتد إلى غيره في بحر من السيئات لا منتهى له في عصر أصبح نشر الخير والشر أسرع من المطر إذا استدبرته الريح .

يتملك المرء العجب كثيرا ممن جعل توقيعه في المنتديات , أو المواقع الخاصة أو غيرها صورة فاتنة لشاب أو فتى لا يدري المسكين كم تكون سبباً في فساد غيره ممن يشاهدها ؟

وإلى أي مدى ستصل هذه الصورة ؟

وكم سنة ستبقى بعده من سنوات ؟

وقل مثل ذلك في نشر مقال أو رأي يخالف الشرع ثم يُدفع به إلى المواقع .

هذه مقدمة لبيان خطورة هذا الأمر , وأن المرء لا ينبغي له التساهل فيه – خصوصاً أنه لا يجد من وراءها اللذة – إلا أنه دليلٌ على سفه العقل , وعظيم تسلط الشيطان على مثل هؤلاء .

أما قصة الإيميل فهي رسالة أعجبتني كثيراً أرسلها أحد المحبين على بريدي مفادها : أن أحد الإخوة أرسل رسالة بريد قد جمع فيها روابط نافعة من قرآن كريم , ومواقع لأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام , ومواقع مفيدة , وطلب نشرها , لتكون صدقة جارية, يمتد أجرها إلى يوم القيامة ,لأحد الأخيار الذي وافتهم المنية في حادث مروري أليم واسمه " عادل " نعرفه جيدا ونشهد له بحسن الخلق , فشكرة لهؤلاء المحبين صنيعهم ,
وأحببت تسطير الشكر لهم هنا .

أيها القارئ الكريم

إن محبة الناس للمرء بُشرى معجلةٌ للمرء ولكنها لا تتيسر إلا لمن صدق في معاملته مع ربه , ومع الناس أجمعين , وأحسب أن " أخانا عادل " قد وُفق لهذا بأدائه لحق ربه وحُسن خلقه مع الناس , وتأمل في توفيق الله له بعد مماته كيف يسخر الله العباد لينفعوه مع أنه قد رحل من دنياه ولم يوص بذلك.

ولعلي أن أنقل هنا موقفين لإخينا الحبيب - غفر الله له - , حتى نعلم كيف يحفظ الله عبده ووليه ,
ولعل من لديه مواقف له أن يتحفنا بها هنا - :

أحدهما : أنه كان في ينبع فاتصل بوالدته كعادته , فقالت له : يا ولدي ليس عندنا خبز , فتخيل ما فعل هذا الابن البار, لعلك تقول : أنه اتصل بأحد أصحابه وقال له اشتر للوالدة خبزاً وأوصله لها . لا والله لم يفعل هذا , بل نزل من ينبع مسافة ثلاثمائة كيلو ذهاباً وعودة ليأتي لها بالخبز , برهاناً لمحبتها , ورغبةً في الأجر من الله تعالى , فليت شعري كيف هو برنا لأمهاتنا ؟

أما الموقف الثاني : فقد أخبرني به أحد قرابته أنه في يوم سفره كان آخر من ودع هي أمه الحنون فُقبل رأسها ويدها , ثم سافر وقدر الله له الحادث .

لقد كان نموذجاً للبر , وفعل الخير وحسن الخلق – غفر الله له - وجعلها مما ترفعه عند ربه .

وعوداً على بدء احرص أخي وأختي على ترك الأثر الطيب لكم بعد الممات , فالحياة والله قصيرة جداً , وكن عاقلاً باستخدام هذه التقنيات , وان عجزت عن فعلالخير وركبت الشر فاجعله قاصراً عليك غير مجاهر به ,
فكل الأمة في عافية إلا المجاهرين

منقول
صيد الفوائد

السبت، 15 يناير 2011

معنى حديث لا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول

قال ابن مفلح الحنبلي :

  • في المسند والصحيحين وغيرها عنه عليه السلام قال : " لا هامة ولا صفر " ، زاد مسلم وغيره " ولا نَوء ولا غُول " .

فالهامَة : مفرد الهام ، وكان أهل الجاهلية يقولون : ليس أحد يموت فيدفن إلا خرج من قبره هامَة ، وكانت العرب تزعم أن عظام الميت تصير هامَة فتطير ، وكانوا يقولون : إن القتيل يخرج من هامته أي : من رأسه هامة ، فلا تزال تقول : اسقوني ، اسقوني حتى يؤخذ بثأره ويقتل قاتله .

وقوله " لا صَفَر " قيل : كانوا يتشاءمون بدخول صفر ، فقال عليه السلام " لا صَفَر " ، وقيل : كانت العرب تزعم أن في البطن حية تصيب الإنسان إذا جامع وتؤذيه وإنما تعدي فأبطله الشارع . وقال مالك : كان أهل الجاهلية يحلون صفر عاماً ويحرمونه عاماً .

والنَّوء : واحد الأنواء ، وهي ثمانية وعشرون منـزلة ، وهي منازل القمر ومنه قوله تعالى { والقمر قدرناه منازل } ، ويسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر ، ويطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع نظيرها يكون مطر فينسبونه إليها فيقولون مطرنا بنوء كذا ، وإنما سمي نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالغرب ناء الطالع بالشرق ينوء نوءا أي : نهض وطلع ، وقيل : أراد بالنوء الغروب وهو من الأضداد .

فأما من جعل المطر من فعل الله تعالى وأراد بقوله مطرنا بنوء كذا أي : في نوء كذا أي : إن الله أجرى العادة بالمطر في هذا الوقت فلنا خلاف في تحريمه وكراهته .

والغول : أحد الغيلان وهي جنس من الجن ، والشياطين ، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة يتراءى للناس فيتغول تغولا أي : يتلون تلونا في صور شتى ويغولهم أي : يضلهم عن الطريق ويهلكهم ، فنفاه الشارع وأبطله قيل هذا .

وقيل : ليس نفياً لعين الغول ووجوده وإنما فيه إبطال زعم العرب وتلونه بالصور المختلفة واغتياله فيكون معنى " لا غول " لأنها لا تستطيع أن تضل أحداً ، ويشهد له الحديث الأخير " لا غول ولكن السعالي " ، وهو في مسلم وغيره ، و " السعالي " : سحرة الجن لكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ، ... وروى الخلال عن طاوس أن رجلا صحبه فصاح غراب فقال : خير ، خير ، فقال له طاوس : وأي خير عند هذا ، وأي شر ؟ لا تصحبني .

" الآداب الشرعية " ( 3 / 369 ، 370 ) .

وقال ابن القيم :

ذهب بعضهم إلى أن قوله " لا يورد ممرض على مصح " منسوخ بقوله " لا عدوى " ، وهذا غير صحيح ، وهو مما تقدم آنفاً أن المنهي عنه نوع غير المأذون فيه ، فإن الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " لا عدوى ولا صَفَر " هو ما كان عليه أهل الإشراك من اعتقادهم ثبوت ذلك على قياس شركهم وقاعدة كفرهم ، والذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من إيراد الممرض على المصح فيه تأويلان :

أحدهما : خشية توريط النفوس في نسبة ما عسى أن يقدره الله تعالى من ذلك إلى العدوى ، وفيه التشويش على من يورد عليه وتعريضه لاعتقاد العدوى فلا تنافي بينهما بحال .

والتأويل الثاني : أن هذا إنما يدل على أن إيراد الممرض على المصح قد يكون سبباً يخلق الله تعالى به فيه المرض ، فيكون إيراده سبباً ، وقد يصرف الله سبحانه تأثيره بأسباب تضاده أو تمنعه قوة السببية وهذا محض التوحيد بخلاف ما كان عليه أهل الشرك .

وهذا نظير نفيه سبحانه الشفاعة في يوم القيامة بقوله { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة } فإنه لا تضاد الأحاديث المتواترة المصرحة بإثباتها ، فإنه سبحانه إنما نفى الشفاعة التي كان أهل الشرك يثبتونها وهي شفاعة يتقدم فيها الشافع بين يدي المشفوع عنده وإن لم يأذن له ، وأما التي أثبتها الله ورسوله فهي الشفاعة التي تكون من بعد إذنه كقوله { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } وقوله { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } وقوله { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } . " حاشية تهذيب سنن أبي داود " ( 10 / 289 - 291 ) .

والله الموفق للصواب .


الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

الخميس، 13 يناير 2011

من طلب الراحة ترك الراحة !


قال ابن القيم : المكارم منوطة بالمكاره ، والسعادة لا يُعْبَر إليها إلاَّ على جَسْر الْمَشَقَّة ، فلا تُقْطَع مَسافتها إلاَّ في سفينة الجد والاجتهاد ...
وقد قيل : مَن طَلب الرَّاحَة تَرَك الرَّاحَة .



وقال رحمه الله :
المصالح والخيرات واللذات والكمالات كُلّها لا تُنَال إلاَّ بِحَظٍّ مِن الْمَشَقَّة ، ولا يُعْبر إليها إلاَّ على جَسرٍمِن التعب .

وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدْرَك بالنعيم ، وإن مَن آثر الراحة فاتته الراحة ، وإن بِحَسَب رُكوب الأهوال واحتمال الْمَشَاقّ تَكون الفرحة واللذة ، فلا فَرْحة لِمَن لا هَمّ له ، ولا لَذَّة لِمن لا صَبر له ، ولا نَعيم لِمن لا شَقَاء له ! ولا راحة لِمن لا تَعب له ، بل إذا تَعِب العبد قليلا استراح طويلا ، وإذا تَحَمَّل مَشَقَّة الصبر ساعة قادَه لِحَياة الأبد ، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة ، والله المستعان ، ولا قوة إلا بالله ، وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلا كان تَعَب البَدَن أوْفر ، وحَظّه مِن الرَّاحَة أقَلّ . اهـ .

فإذا كان أهل الدنيا يَتْرُكون الراحة في سبيل الدنيا .. فأهل الآخرة وطُلاّبها أولى بذا ..

منقول

منتدى الإرشاد للفتاوى الشرعية

جزء من موضوع

متجر العابدين

الثلاثاء، 11 يناير 2011

النفع المتعدي والقاصر .



الفرق بين النفع المتعدي والنفع القاصر

النفع المتعدي:
هو العمل الذي يصل نفعه للآخرين سواءً كان هذا النفع أخروياً :كالتعليم والدعوة إلى الله تعالى، أو دنيوياً : كقضاء الحوائج،ونصرة المظلوم وغير ذلك.

أما النفع القاصر:

فهو العمل الذي يقتصر نفعه وثوابه على فاعله
فقط، كالصوم، والاعتكاف وغيرهما.
أيهما أفضل النفع المتعدي أم النفع القاصر؟
نص فقهاء الشريعة على أن النفع المتعدي
للغير أولى من النفع القاصر على النفس.

ولذا قال بعضهم: إن أفضل العبادات أكثرها نفعاً، وذلك لكثرة ما ورد في الكتاب والسنةمن نصوص دالة على فضل الاشتغال بمصالح الناس، والسعي الحثيث لنفعهم وقضاء حوائجهم،

ومن أبرزها ما يلي:
عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب» ([1]).
وقال لعلي بن أبي طالب :
«لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم»([2]).
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
«من دعا إلى هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً»([3]).
كما أن صاحب العبادة القاصرة على النفس إذا مات انقطع عمله،
أما صاحب النفع المتعدي فلا ينقطع عمله بموته.

وقد بعث الله الأنبياء بالإحسان إلى الخلق، وهدايتهم ونفعهم في معاشهم ومعادهم،
ولم يبعثوا بالخلوات والانقطاع عن الناس، ولهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم
على أولئك النفر الذين هموا بالانقطاع للتعبد وترك مخالطة الناس .
وهذا التفضيل إنما هو باعتبار الجنس، ولا يعني ذلك أن كل عمل متعدي النفع أفضلمن كل عمل قاصر،بل الصلاة والصيام والحج عبادات قاصرة – في الأصل –ومع ذلك هي من أركان الإسلام ومبانيه العظام.

ولذا قال بعض العلماء :(أفضل العبادات: العمل على مرضات الرب في كل
وقت مما هو مقتضي ذلك الوقت ووظيفته
)([4]).

منقول
كتاب : اترك أثراً قبل الرحيل
للشيخ / محمد صالح المنجد

تــوضــيـح
موضوع هام ويحتاج فقه كبير
ربنا يرزقنا فقه الأولويات
فمن الأعمال، الفاضل والمفضول
وينضم إليها فقه الأولويات فيصبح أحيانًا
العمل المفضول أولى من العمل الفاضل
في ذاك الوقت بالذات
مثال
القرآن والذكر
القرآن أفضل الذكر فتصبح قراءة القرآن أفضل من ترديد الأذان
والأذكار المسببة مثل أذكار الصلاة
رغم كون اتلاوة القرآن ..... عمل فاضل
وكون ترديد الأذان والأذكار ..... عمل مفضول
لكن وقت رفع الأذان يصبح ترديد الأذان خلف المؤذن
أولى من تلاوة القرآن
وكذلك عقب صلاة الفريضة
رغم كون تلاوة القرآن ..... عمل فاضل
وكون والأذكار ..... عمل مفضول
لكن عقب صلاة الفريضة يصبح الإتيان بالأذكار الخاصة
بهذا الموضع أولى من تلاوة القرآن
وهكذا


([1]) رواه أبو داود (3641) وهو صحيح / صحيح الجامع حديث رقم (6279).
([2]) رواه أبو داواد / حققه الألباني / صحيح سنن أبي داود /كتاب العلم /
باب فضل العلم / حديث رقم 3661/صحيح
([3])
رواه أبو داواد / حققه الألباني / صحيح سنن أبي داود /كتاب السنة/
باب فلزوم السنة / حديث رقم 3661/صحيح
.
([4]) انظر مدارج السالكين (1/85-87).


الاثنين، 10 يناير 2011

مواعظ لسفيان الثوري - رحمه الله .



مواعظ الإمام سفيان الثوري رحمه الله
~~~*~~~*~~~*~~~
- أصلحْ سَرِيْرَتَك يصلح اللهُ علانيتَك، وأصلح فيما بينك وبين الله يصلحِ الله فيما بينك وبين الناس، واعمل لآخرتك يكفِك الله أمر دنياك، وبع دنياك بآخرتك تربَحْهما جَميعاً، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.

- اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، و للآخرة بقدر بقائك فيها.
- ما عالجت شيئاً أشد علي من نفسي؛ مرة عليَّ، ومرة لي.

- قال بشر بن الحارث: "قيل لسفيان: أيكون الرجل زاهداً، ويكون له مال؟، قال: نعم؛ إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر".- احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمرك، احذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك، وأن تطلب شيئاً من الدنيا فلا تجده أن تسخط على ربك.

- لو أن اليقين استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحاً، وحزناً، وشوقاً إلى الجنة، أو خوفاً من النار.

- إذا زارك أخوك فلا تقل له: "أتأكل؟، أو أقدم إليك؟"، ولكن قدِّم، فإن أكل وإلا فارفع.- إذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك.

- عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء، وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة.- إنما مثلُ الدنيا مثلُ رغيفٍ عليه عسلٌ مرَّ به ذبابٌ، فقطع جناحيه، وإذا مر برغيف يابس مرَّ به سليماً.

- لأن تلقى الله بسبعين ذنباً فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد.- إذا هممت بأمر من أمور الآخرة فشمر إليها وأسرع من قبل أن يحول بينها وبينك الشيطان.

- عليك بكثرة المعروف يؤنسك الله بقبرك، واجتنب المحارم تجدْ حلاوة الإيمان.
- ارض بما قسم الله تكن غنياً، وتوكل على الله تكن قوياً.
من كتاب "مواعظ الإمام سفيان الثوري"
منقول
مكتبة المسجد النبوي

السبت، 8 يناير 2011

الصلاة في مكان فيه تصاوير .



حكم الصلاة في مكان فيه تصاوير

السؤال رقم 9437


السؤال :


السؤال :
هل يجوز أن نصلي في مكان يوجد به صورة ولا نستطيع أو ليست لدينا القدرة على أن نقطع هذه الصورة ؟

الجواب:


الجواب :
الحمد لله
لا بأس بالصلاة وخاصة إذا كانت الصورة مما يُداس بالأرجل كما لو كانت في الفراش أو في موضع يداس ويوطأ ، هذا لا بأس به كما صرح به شيخ الإسلام ابن تيمية ، أما لو كانت الصورة أمامك وأنت مستقبل القبلة فهذا مكروه ، والصلاة صحيحة إن شاء الله ، ولا بأس بذلك ، فإن أمكن أن تجد مكاناً لم يكن فيه صورة فهو أولى وإذا لم يمكن وصليت فالصلاة صحيحة ولا حرج عليك والله أعلم.


فتاوى سماحة الشيخ عبد الله بن حميد ص 79

فضيلة الشيخ : محمد صالح المنجد
المصدر : رابط الفتوى.

.. الإسلام سؤال وجواب

التحفظ من حركة اللسان





قال ابن القيم في الجواب الكافي (ص203):



((ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى يُرى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي ما يقول)).


نسأل الله العفو والعافية
اللهم آمين

حكم الآذان في أذن المولود ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكن أحبتي

سؤال وجه للشيخ الألباني (رحمه الله) عن حكم الآذان في أذن المولود .


السائل:

السؤال هو: هل ثبت حديث الآذان في [أذن] الولد أنه ضعيف؟

الشيخ الألباني رحمه الله: إي نعم.

السائل: فهل يُعمَل به؟

الشيخ الألباني رحمه الله: لا.

السائل: فما تنصحوننا؟

الشيخ الألباني رحمه الله:

نصيحتي: هذا بيان للناس؛ كنا نقول مِن قبل بمشروعية الأذان في أذن المولود، مع العلم بأن الحديث الذي ينص علي سُنية الآذان في أذن المولود مرويٌّ في "سنن الترمذي" بإسناد ضعيف، لكننا نحن على طريقة تقوية الأحاديث الضعيفة بالشواهد؛ كنا وجدنا لهذا الحديث شاهدًا في كتاب ابن قيم الجوزية المعروف بـ "تحفة الودود في أحكام المولود"، كان يومئذ عزاه إلى كتاب "شعب الإيمان" للبيهقي، ومع أنه صرَّح بأن إسناده ضعيف؛ فقد اعتبرتُ تصريحَه هذا بأن السند ليس شديدَ الضعف، وبناءً على ذلك اعتبرتُه شاهدًا لحديث الترمذي، وهو مِن روايةِ أبي رافع, ولم يكن يومئذٍ كتاب "شعب الإيمان" بين أيدينا لا مخطوطًا ولا مطبوعًا؛ لأنكم -كما يَعلم الكثيرُ منكم - مع وجودي في "المكتبة الظاهرية" وفيها الألوف المؤلّفة مِن المخطوطات الحديثية؛ فلم يكن هذا الكتاب "شعب الإيمان" للحافظ البيهقي موجودًا في هذه المكتبة، بل وفي أكثر مكاتب العالم، أما اليوم؛ فقد تيسر طبع هذا الكتاب "شعب الإيمان"، وانضم إلى المكاتب الإسلامية كتاب نفيس جدًا، فيه كثير مِن الأحاديث التي لا توجد في الكتب الستة، بل وفي غيرها أيضًا, منها الحديث الذي كنتُ اعتمدتُ على ابن قيم الجوزية في اعتباره شاهدًا لحديث أبي رافع في "سنن الترمذي", وإذا بهذا الحديث رواه الإمامُ البيهقي في كتابه "الشعب" بسندٍ فيه راويان متّهمان بالكذب، وحينئذ تبين لي أن ابن القيم رحمه الله كان متساهلاً في تعبيره عن إسناد الحديث بأنه "ضعيف" فقط, وكان الصواب أن يقول بأنه "ضعيف جدًا"،لأنه في هذه الحاله لا يجوز لمن يشتغل بعِلم الحديث أن يعتبر الشديدَ الضعف شاهدًا لِمَا كان ليس شديدَ الضعف، وحينئذٍ لم يَسعني إلا التراجع عن تقوية حديث أبي رافع في "سنن الترمذي" بحديث "شعب الإيمان"؛ لشدة ضعفه، فبقي حديثُ أبي رافع على ضعفه، ونحن على ما هدانا الله عز وجل إليه مِن عدم جواز العمل بالحديث الضعيف؛ رجعنا إلى القول ما دام أن حديث أبي رافع أصلُه ضعيف السند، والشاهد له أشد ضعفًا منه، إذًا بقي الضعفُ على ضعفه، فرجعنا عن القول السابق بسُنية أو شرعية الأذان في أذن المولود, هذا جواب السؤال.

الرابط الصوتي

منقول


الثلاثاء، 4 يناير 2011

صلاة الكسوف -- شرح




أولاً :- كيفية ــ النداء لـ ــ صلاة الكسوف
:


فإنه ينادى لها إذا حصل كسوف ينادى الصلاة جامعة مرتين أو ثلاثا أو خمسا أو سبعا حتى يغلب على ظنه أن النداء بلغ الناس وليس في النداء لها تكبير ولا تشهد وإنما يقال الصلاة جامعة فقط ولا يزاد صلوا يرحمكم الله لأن الاقتصار على ما ورد أفضل من الزيادة

أما كيفية الصلاة:


فإنه يكبر ويستفتح ويقرأ الفاتحة وسورة طويلة جدا بقدر ما يستطيع حتى جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ فيها بنحو سورة البقرة

ثم يركع ركوعا طويلا، طويلا. طويلا يسبح الله فيه ويعظمه يقول سبحان ربي العظيم سبحان ذي الجبروت سبحان ذي الملكوت سبحان ذي العظمة ويكثر من تعظيم الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما الركوع فعظموا فيه الرب سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي سبوح قدوس رب الملائكة والروح المهم أنه يأتي بكل ما ورد من تعظيم الله عز وجل

ثم يرفع رأسه قائلا سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقرأ الفاتحه وسورة طويلة، طويلة، طويلة لكنها دون الأولى

ثم يركع ركوعا طويلا، طويلا يكثر فيه من تعظيم الله عز وجل
إلا إنه دون الركوع الأول

ثم يرفع رأسه قائلا سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ويقوم قياما طويلا، طويلا طويلا بقدر ركوعه وهو يسبح الله ويحمد الله ويثني عليه ولو كرر ذلك فلا بأس

ثم يسجد سجودا طويلا طويلا جدا بقدر الركوع يكثر فيه من التسبيح سبحان ربي الأعلى ومن الدعاء لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم)

ثم يرفع من السجدة الأولى ويجلس بين السجدتين جوسا طويلا. طويلا، طويلا بقدر السجود يدعو فيه بما أحب رب أغفر لي وارحمني وعافني وأجبرني وأهدني ووسع أمري وأشرح صدري وما شاء من الدعاء

ثم يسجد السجدة الثانية سجدة طويلة. طويلة. طويلة كالأولى

ثم يقوم فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة. طويلة لكنها دون الأولى

ثم يركع ركوعا طويلاً طويلا لكنه دون الأول

ثم يرفع فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة. طويلة لكنها دون الأولى

ثم يركع الركوع الثاني ويطيل الركوع لكنه دون الأول

ثم يرفع فيقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ويطيل الوقوف بقدر الركوع

ثم يسجد ويطيل السجود لكنه دون الأول

ثم يجلس بين السجدتين ويطيل الجلوس لكنه دون الأول

ثم يأتي بالسجدة الثانية ويطيل السجود لكنه دون السجود في الركعة الأولى

ثم يقوم ويتشهد ويسلم

هذه صفة صلاة الكسوف التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين كسفت الشمس


ثم بعد ذلك يخطب خطبة واعظة يعظ الناس فيها ويبين لهم الحكمة من الكسوف ويحذرهم من عقاب الله عز وجل كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين خطب في الناس بعد الصلاة خطبة واعظة تحرك القلوب وتلينها

فإن الشمس كسفت في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم يعني ابن محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنهم في الجاهلية يعتقدون إنها لا تنكسف إلا لموت عظيم أو حياة عظيم ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين لهم أن هذه عقيدة فاسدة كسفت في اليوم التاسع والعشرين من شهر شوال في السنة العاشرة من الهجرة هكذا قال المحققون الفلكيون حينما ارتفعت صباح ذاك اليوم قيد رمح فكسفت كسوفا كليا حتى صارت كأنها قطعة نحاس ففزع الناس فزعا عظيما حتى إن رسول الله صلى الله وسلم خرج فزعا عجلا يجر رداءه صلوات الله وسلامه عليه حتى لحق بهم وأقام الصلاة وفي مقامه هذا عرضت عليه الجنة والنار ورأى ما فيهما فحين عرضت عليه الجنة عرض له عنقود من العنب فتقدم ليأخذ منه ثم بدا له ألا يفعل عليه الصلاة والسلام وعرضت عليه النار حتى تأخر عليه الصلاة والسلام فخاف أن يصيبه من لفحها وكان يوما مشهودا عظيما فزع فيه الناس فزعا عظيما


وبه يدرك المرء شأن الكسوف وأنه يجب أن يهتم به الناس وان من السنة أن يفزعوا فزعا مع الخوف من الله عز وجل

ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا حدث الكسوف أن يفزع الناس إلى الصلاة والذكر والصدقة والعتق كل هذا خوفا من نزول عذاب أنذر الله منه عباده بهذا الكسوف

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا آياته على وجه نتعظ بها ونعتبر بها إنه على كل شيء قدير

فتاوى نور على الدرب (نصية) الصلاة
للشيخ محمد بن صالح بن العثيمين رحمه الله
منقول
ملتقى أخوات أهل السنة والجماعة

الاثنين، 3 يناير 2011

هذه كلمتي في الأحداث الجارية ( للشيخ الحويني )

بسم الله الرحمن الرحيم


هذه كلمتي في الأحداث الجارية


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا سيد المرسلين وعلي آله وصحبه أجمعين وبعد :


فقد علمت اليوم بحادث تفجير مروع وقع في الأسكندرية أثناء احتفالات النصاري بعيد الميلاد ، وأن شاباً فجَّر نفسه في جموع الحاضرين مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين نفساً من النصاري والمسلمين ، وإصابة أكثر من مائةٍ ،إصابةُ بعضهم خطيرة .


وهذا الذي حدث لا يجوز شرعاً ، ومرتكبه آثم ، والقصد منه إشعال نار الفتنة في بلادنا ، لا سيما في الآونة الأخيرة ، والمشهد كله يحتاج إلي قراءة صحيحة وعاقلة ، فهذا التوتر الكائن بين المسلمين والنصاري خلفه مقصد رئيس لإعدائنا ، وهو إشاعة ما اصطلحوا علي تسميته ب " الفوضي الخلاقة " في بلاد المسلمين


ومقصدهم : الفوضي المنظمة التي تقوم علي أصول لإشاعة أكبر قدر من الفساد وليست الفوضي بمعناها العام ، كما لو قلت : إن المؤسسة الفلانية تحولت من الفساد إلي إدارة الفساد .


ومعلوم أن الفتنة إذا وقعت واتصل شرها بالعوام فلن يستطيع إطفاءها كل عقلاء الدنيا ، فالذي ينبغي أن يكون ولا يجوز غيره هو توعية الجماهير بالأحكام الشرعية والآداب المرعية ، وذلك بنشر العلم الصحيح بينهم ، وفتح الباب أمام جهود العلماء الربانيين الذين تثق الجماهير في علمهم ودينهم وجعل الله لهم لسان صدق في الناس ، فلن يرجع الناس إلي الحق والعدل إلا أن يعرفوا كلام الله ورسوله وتفسيره علي وجهه الصحيح الذي كان فاشيا في السلف الصالح ، وصار الآن غريباً كل الغربة .


فيجب علي الدولة أن تحشد كل طاقتها بالحق والعدل لوقف هذا النزيف .


ومعلوم لكل من يقرأ المشهد قراءة صحيحة – حتي ولو علي عجل – أن أعدائنا لا يريدون بمصر خيراً ، ولن ينجينا من هذا إلا أن نرجع إلي الله عز وجل ونطرح أنفسنا علي عتبة عبوديته ، ونستعين به حق الاستعانة بعد بذل الأسباب الصحيحة .


وعلماء الشريعة هم الجهاز المناعي للأمة فيجب تقويته والحرص عليه وما انتصر المسلمون علي أعدائهم كالتتار مثلا إلا لما قام العلماء بدورهم وساندهم الأمراء .


فالعلماء هم الملوك بغير تيجان ، وتنحيتهم عن المشهد خسارة جسيمة ، والله أسأل أن يحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين مما يراد لهم من قبل أعدائهم ، إنه علي كل شيء قدير وبالإجابة جدير


وكتبه أبو اسحاق الحويني

حامدا الله تعالي ومصليا علي نبينا وأله وصحبه
محرم 1432 - يناير 2011
منقول
موقع الشيخ حفظه الله

الأحد، 2 يناير 2011

أسباب حدوث البدع


أسباب حدوث البدع ؟

أول أسباب حدوث البدع الجهل بالسُّنن: إذا جهل المرء الذي يزن الخير بالسنة فإنه جهله هذا يأتي الشيطان من جهته ويحبب له الخير بشيء مبتدَع، مثل ما قال أولئك لابن مسعود: يا ابن مسعود ما أردنا إلا الخير. ما أرادوا إلا الخير، وإذا كانوا ما أرادوا إلا الخير فالأمر جائز، وهذا ليس بصواب.
إذاً فأهم أسباب البدع أن المحدث لها يقول ما أردنا إلا الخير وهو جاهل بالسنة.
ما سمعنا مبتدعا يقول: أنا أردت مخالفة السنة. هل سمعتم؟ ما أحد يقول أنا أردت مخالفة السنة. كلهم يقولون ما أردنا إلا الخير. نحن نبغي التقرب إلى الله، كيف تقول إن هذا الفعل كذا وكذا وتنهى عنه ؟ هو صالح !
اجعل الناس يتذكرون !
اجعل الناس يعبدون!
اذهب إلى الفسقة إلى الفجرة وانههم !
أما الذين يريدون الخير فاجعلهم يتعبدون لأنهم ما أرادوا إلا الخير !!
هل كل مريد للخير يحصله؟ لا، لابد أن يكون على هذا الطريق وهو طريق المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153].
السبب الثاني من وجود البدع واستمرار البدع الهوى والتقليد؛ لأنك تجد أن الذي استمر على البدع وعمل بها إذا سألته: النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ألم يقل كذا؟ هل فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الشيء؟ فيقول العالم الفلاني قال كذا، وشيخنا قال كذا، وهذا كان في القرية كان فيها كذا وكذا والبلد، هؤلاء ضلال، فيأتيه الهوى الذي من أجله نصر من قبله نصر أسلافه، يأتيه التقليد يأتيه التعصب فيجعله ينتصر لهذا الأمر الباطل، ولم ينتصر إلى السنة فسأل نفسه هل كان النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ على هذا الأمر أم لا؟ فيكون عنده هوى وتقليد وتعصّب، جعله هذا الهوى والتقليد والتعصب ينتصر للرجال ولا ينتصر لسنة النبي العدنان عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ هذا سبب مهم.
ومن أسباب حدوث البدع أمور سياسية: وهذا الأمر السياسي كان من أعظم فشوِّ البدع في المسلمين لم؟ لأن الشيء إذا أيدته دولة فإنه ينتشر، البدع وذلك على أصنافها المختلفة أيدتها دولة فنشرتها في المسلمين وهي الدولة الفاطمية، التي حقيقة اسمها الدولة العبيدية، هم ينتسبون إلى العبيديين ولا ينتسبون إلى علي رضي الله عنه على الصحيح، هذه الدولة جاءت وتكلم العلماء فيها وقالوا إنها كذا ودولة باطنية وهي على غير الإسلام ولها معتقدات مكفِّرة، إلى آخره، فكيف يقنعون الناس أنهم محبون للدين ومحبون للنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وأنهم من آل البيت أول ما بدأ أحدثوا الاحتفالات البدعية، فهم أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي ، جاءوا قالوا هذا يوم المولد لابد أن نحتفل به، فلما رأى العوام أن هؤلاء هذه الدولة تحتفل بمولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتتلوا سورته، ويفعلون في المولد صرخات وأكل وطعام ونحو ذلك قالوا هؤلاء محبون للشريعة محبون للسنة، والعوام ليس عندهم من تقييم الأمور ما عند أهل العلم، وابتدأ ذلك فبدل أن يكون يوم واحد من الاحتفالات في السنة صار كما قال المؤرخون عندهم في كل يوم مولد في كل يوم احتفال في الدولة العبيدية، فأيدتها الدولة وانتشرت في الناس ذلك شيئا فشيئا حتى عمّ في الناس.إذاً من الأسباب التي دعت إلى انتشار البدع ما أيدت به البدع الدولة العبيدية، وأعظم البدع التي أيدتها الدولة العبيدية من جهة العمل الاحتفالات بأنواعها مع ما هم عليه من البدع في الاعتقاد.
من الأسباب أيضا لإحداث البدع ولبقائها ولانتشارها الاستحسان العقلي في مقابلة النص الشرعي: الدين كامل فلا يجوزأن تستحسن فيه بالعقل في عبادة؛ لأن العبادات في الأصل لا تعلم عللها، لم جُعلت صلاة الظهر أربعا والمغرب ثلاثا، لم المغرب ثلاثا وبعد ساعة ونصف العشاء أربع؟ لم صار التقييد في التسبيح بكذا وكذا؟ هذه العبادات لا نعلم عللها.
فلهذا وجب أن يقتصر فيها على نص الشارع؛ لأنه لا علة معلومة فيها، ولهذا يقول العلماء العبادات هي غير معلومة العلة يعني في الغالب، الحكمة غير العلة، الحكمة وصف قاصر، أما العلة هي الأمر الذي أو الوصف المناسب الذي تستخرج منه حكما لغير المسألة بجامع بينها وبين المسألة المنصوص عليها، الحكم شيء والعلل شيء آخر.إذاً من أسباب البدع الاستحسان العقلي، والشريعة كاملة والعبادات لا مجال فيها للعقل أصلا.
إذا قال قائل: أنا أريد أن أدعوا الله بالطريقة الفلانية. فقل: لماذا لا تصلي الظهر خمسا ؟
فهو يقول: الظهر خمسا؟!! ما صلى النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ خمسا.

فإذاً هل فعل النبي هذا الدعاء أو هذه الهيئة أو هذا الذكر؟ أو هل اجتمع الصحابة على هذا النحو؟ ما الفرق بين هذه وهذه؟أدخل تحسينه العقلي في أشياء ولم يدخله في أشياء لأنه هابه؛ هاب المخالفة فيه لعظم المخالفة.
ولهذا من أسباب البدع الدخول فيه بالتحسين العقلي، يدخل في العقل يقول هذا الشيء نفعل كذا
حتى نجيب الناس نجمعهم بهذه الطريقة.

وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
إذاً هذه خمسة أسباب لحدوث البدع ولاستمرار البدع في هذه الأمة.

منقول
مكتبة المسجد النبوي
من محاضرة بعنوان
التحذير من البدع وعواقبها الوخيمة
الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله

كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا ؟


الســــلام عــلــيكم ورحـــمة الله وبــركاته

~~~*~~~*~~~*~~~

معنى كلام الإمام مالك: " كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر "
لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله



يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله ، هل كلام الإمام مالك رحمه الله " كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر " هل هو في المسائل الفقهية ، الإجتهادية فقط ؟ دون المسائل العقدية ؟

الجواب :
المسائل العقدية ما فيها خلاف ماهي مجال للأخذ والرد ، لأنها مسلّمة مبنية على التوقيف ,إنما هذا في مسائل الفقه "كل يؤخذ من قوله" ما وافق الدليل ؛ "ويرد" ما خالف الدليل ، هذا قصد الإمام مالك رحمه الله . نعم .

منقول
مكتبة المسجد النبوي