الأربعاء، 6 مايو 2015

المداومة على العمل الصالح





المداومة على العمل الصالح

لقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فضل المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلا.
قال البخاري في صحيحه: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا سليمان، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" سددوا وقاربوا، واعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".
صحيح البخاري - كتاب الرقاق – باب القصد والمداومة على العمل.- رقم: 6464 –موقع الإسلام.
ومن الأسباب المعينة على المداومة على العمل الصالح:
1. الاقتصاد في الطاعة.
2. عدم تكليف النفس ما لا تطيق.
قال البخاري في صحيحه: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، عن هشام، قال: أخبرني أبي، عن عائشة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال: "من هذه؟" قالت: فلانة، تذكر من صلاتها، قال: "مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا". وكان أحب الدين إليه مادام عليه صاحبه.
صحيح البخاري - كتاب الإيمان - باب أحب الدين إلى الله عز وجل أدومه – رفم:43- موقع الإسلام.
قال الشيخ ابن عثيمين:
فالمعنى أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أمر هذه المرأة أن تكف عن عملها الكثير، الذي قد يشق عليها وتعجز عنه في المستقبل فلا تديمه، ثم أمر النبي - عليه الصلاة والسلام- أن نأخذ من العمل بما نطيق ، فقال: ( عليكم بما تطيقون ) يعني لا تكلفوا أنفسكم وتجهدوها، فإن الإنسان إذا أجهد نفسه، وكلف نفسه، ملت وكلت، ثم انحسرت وانقطعت .
….قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ : "فوالله لا يمل الله حتى تملوا " يعني أن الله عز وجل يعطيكم من الثواب بقدر عملكم، مهما داومتم من العمل فإن الله تعالى يثيبكم عليه .
*وذكر الشيخ من فوائد الحديث:
وفيه أيضاً أنه ينبغي للإنسان أن لا يجهد نفسه بالطاعة وكثرة العمل، فإنه إذا فعل هذا مل، ثم ترك، وكونه يبقى على العمل ولو قليلاً مستمراً عليه أفضل.
الإنسان ينبغي له أن يعمل العـبادة على وجه مقتصد، لا غلو ولا تفريط، حتى يتمكن من الاستمرار عليها، وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل. والله الموفق .
المكتبة المقروءة: الحديث: شرح رياض الصالحين المجلد الثاني – الشيخ ابن عثيمين- باب الاقتصاد فى الطاعة.
منقول 

هناك تعليق واحد: