الثلاثاء، 17 أبريل 2012

معنى السيادة وإطلاق لفظ السيد ؟



معنى السيادة وإطلاق لفظ السيد ؟

اجاب عليها فضيلة الشيخ د/ صــالح بن فوزان الفوزان

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فالسيد يطلق ويراد به المالك، ويطلق ويراد به زعيم القوم ورئيسهم كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأنصار: ( قوموا إلى سيدكم ): يعني سعد بن معاذ [رواه الإمام البخاري في " صحيحه " ( 4/28 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه].(1)
وإطلاق لفظ السيد على الشخص فيه خلاف بين أهل العلم، منهم من منع، ومنهم من أجاز، والذي منعوا احتجوا بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قال له بعض الناس : أنت سيدنا وابن سيدنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما السيد الله ) [ رواه الإمام أحمد في " مسنده " ( 4/24، 25 ) ، ورواه أبو داود في " سننه " ( 4/255 ) ، ورواه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص85 ) ( حديث رقم 211 ) (2)، كلهم من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه رضي الله عنهم ] ، فأنكر عليهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك، قالوا : فهذا يدل على أنه لا يجوز إطلاق السيد على المخلوق؛ لأنه وصف للخالق، وقوم أجازوه واحتجوا بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال للأنصار : ( قوموا إلى سيدكم ) [ رواه الإمام البخاري في " صحيحه " ( 4/28 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ] لما أقبل وكان يحمل على دابة، لأنه كان جريحًا، فهذا يدل على جواز إطلاق السيد على بعض الناس .
والقول الصحيح - إن شاء الله - أنه يجوز أن يُقال لبعض الناس : سيد إذا كان زعيمًا أو رئيسًا في قبيلته، فيقال : سيد بني فلان، أو سيد القبيلة الفلانية بمعنى أنه زعيمها ورئيسها، ولا يكون هذا للإطراء والغلو، وإنما يكون من باب الوصف والتميز، يقال : فلان سيد بني فلان، لكن لا يواجه به الشخص أو في حضوره؛ لأنه يحمله على الكبر والعجب، بل يقال في غير حضوره جمعًا بين الأحاديث .
أما ما يتعارف عليه بعض المنحرفين اليوم من إطلاق السيد على بعض المضللين من زعمائهم، ويعتقدون منهم البركة، وأنهم يمنحون شيئًا من المقاصد التي تطلب منهم فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا يجوز، وهؤلاء في الحقيقة ليسوا سادة، وإنما هم مضللون يجب الحذر منهم .
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

منــــقــول
موقــع المســلــم

هنـــا

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

(1) رواه البخــاري / الجـامع الصحيـح / حديث رقم 6262
(2) رواه أبو داود / حققه الألباني / صحيح أبي داواد / حديث رقم 4806/صحيح

الاثنين، 16 أبريل 2012

حَذارِ من اللّعن!

حَذارِ من اللّعن!
أ.د. ناصر العمر


من الظواهر السّيّئة التي نجدها في مجتمعاتنا الإسلامية، ظاهرةُ لعن الأفراد بعضهم بعضاً، على سبيل الجدّ، وتعبيراً عن الغضب، أحياناً، أو على سبيل المُزاح واستثارةً للمرح، أحياناً أخرى، بدون انتباه لخطورة الفعل الّذي يقومون به، مقارنةً مع السّبب أو الأسباب التي كانت دافعاً لإيقاع هذا اللَّعن.
وكثيراً ما نسمع سائقي السّيّارات، إذا ما وقع على أحدهم خطأ من سائقٍ آخر، مهما يكن هذا الخطأ طفيفاً؛ يُبادر باستنزال اللّعنة على صاحبه.

وكذلك للأسف كثيراً ما يحدث اللّعن بين بعض الأزواج، وقد بعث إليّ أحدُ الإخوة قبل عدّة أيّامٍ برسالةٍ، ذكر فيها أنّه قال لزوجته: إن خرجتِ من البيتِ؛ فعليكِ وعليَّ لعنةُ الله!

إنّ هذا التّساهل في إيقاع اللّعن، واستخدامه كوسيلةٍ للتّشفّي وإزالة الغيظ، لدى بعض المشكلات العارضة والخلافات التّافهة، إن دلّ فإنّما يدلّ على الجهل البالغ بخطورة اللّعن!

فاللّعن طردٌ من رحمة الله عزّ وجلّ، والطّر من رحمة الله عزّ وجلّ أمرٌ إلهيٌّ، لا ينبغي لأحدٍ من البشر أن يُباشره، وإلا دخل في حدود دائرة التّألِّي على الله عزّ وجلّ، الذي ورد فيه قوله صلّى الله عليه وسلم: (أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ) فأنت عندما تلعن شخصاً مّا، فكأنّك تحكم عليه بالطرد من رحمة الله عزّ وجلّ، وذلك أمرٌ ليس إليك، ولا علم لك ولا لأحدٍ به؛ ولذا فإنه لا يجوز مبدئيّاً إيقاعُ اللّعن إلا فيمن أوقعه عليه اللهُ ورسولُه، كما هو حالُ أبي لهبٍ وغيره، ممّن تعيّن وقوعُ اللعنة عليهم، وكذلك يجوز لك أن تلعن بصيغة التّعميم مثل (ألا لعنة الله على الظالمين)، أمّا بصيغة التّعيين فلا يجوز لك أن تلعن حتى شخصاً كافراً، إلا إذا علمتَ أنّه سيموت على كفره، وهذا ما لا سبيل إلى علمه، اللّهمّ إلا إذا مات فعلاً، وثبت عندك أنّه مات على كفره، فعندئذٍ!, هذا هو القول الراجح.

فاللّعن أمره خطير، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه، عن عمران بن حصين قال: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار، على ناقةٍ، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة! قال عمرانُ: فكأني أراها الآن تمشي في النَّاس، ما يعرض لها أحد!) فانظر إلى هذا الزّجر البالغ، الّذي كان سببه إيقاع اللّعن على بهيمةٍ عجماءَ، وعلم الرّسولُ صلى الله عليه وسلم أنّ اللّعن قد حلّ بها فعلاً، فأمر بوضع ما عليها من حمولةٍ، وأمر باجتنابها، فانظر إلى الأثر الخطير للّعن!

ألا، فلننتبه إلى عظيم خطر اللّعن، ونحبس ألسنتنا عن إطلاق القول به، سواءٌ كان ذلك بدافع التّشفّي والغضب، أو كان بسبب نوعٍ من الهزل والمرح، ممّا نسمع كثيرين للأسف يفعلونه، فيقذف بعضُهم بعضاً به، على سبيل المداعبة، يا للجهل البالغ!

منـــقـول
هـنــا

التعارض بين طلب العلم ومتابعة الواقع






التعارض بين طلب العلم ومتابعة الواقع

ســــؤال أجــاب عنــه الشيــخ الدكتور / عبد الكريــم الخضيــر.حفظه الله

السؤال
الجوال ووسائل الاتصال - الإنترنت والقنوات- أشغلتنا عن الطلب، وأصبحت من الضروريات؛ فماذا نعمل معها؟ كيف يكون عندي توازن في علم الشرع والواقع؟

الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فأما تقديم هذه الوسائل على ما جاء الحث عليه من الكتاب والسنة؛ لأن المقرر عند أهل العلم أن العلم الذي جاء الحث عليه هو علم الكتاب والسنة المورث للخشية، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}[(28) سورة فاطر].
فالمورث للخشية هو العلم الذي جاء طلبه في النصوص، وإذا شغلتك هذه القنوات عن العلم الذي أنت بصدده فاتركها، وإذا أعانتك هذه الآلات على تحصيل العلم الشرعي فاستفد منها، المسجل يفيدك ويعينك، الإنترنت قد يفيد إذا حصرت نفسك في المواقع التي تبث الدروس العلمية، فإذا أمكنك الاستفادة منها فيما أنت بصدده من تحصيل العلم فاستفد منها، وإذا رأيت نفسك مقصراً في العلم بسببها فاتركها، لا تكن على حساب العلم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


منــــــقــول

مـوقع المســـلــم
هنــــا







الثلاثاء، 10 أبريل 2012

الخوف والرجاء


الخوف والرجاء
للشيخ/ عبد العزيز ال الشيــخ . حفظه الله





الخطبة الأولى

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، يقول الله جل جلاله في كتابه العزيز: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَـٰجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلألْبَـٰبِ [الزمر:9].

أيها المسلم، هذا خلق المؤمن في هذه الدنيا، بين خوفٍ من الله، وبين رجاءٍ لفضله وكرمه، بين خوفٍ من عقوبة الله وشدة بأسه، وانتقامه ممن خالف أمره، وبين قوة رجاء وأملٍ وطمع في سعة رحمة الله وفضله، وتجاوزه وإحسانه، فمتى قام بقلب المؤمن هذان الأمران: الخوف والرجاء، فإنه يرجى للمسلم خير، فإن المؤمن كلما وجد من نفسه تهاوناً وتساهلاً وكسلاً عن الطاعة وضعفاً في الأداء وجرأة على المحارم ذكّرها خوف الله وبأسه وانتقامه وأنه قادر على كل شيء، وكلما وجد من نفسه يأساً وقنوطاً ذكرها رجاء الله، وقوَّى ثقتها بالله، فبهذين الأمرين يستقيم حال المسلم.

والله جل وعلا في كتابه العزيز قد ذكر لنا أخلاق المؤمنون، صفات المؤمنين، أعمالهم، وما أعد لهم من الثواب العظيم: وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف:72]، إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً [الكهف:30].

وذكر لنا أخلاق المكذبين الضالين، والمنحرفين عن المنهج القويم، وما توعّدهم به من العذاب الأليم: إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدُونَ لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّـٰلِمِينَ [الزخرف:74-76]، قال تعالى: ٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المائدة:98]، وقال: نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلألِيمُ [الحجر:49، 50].

أيها المسلم، لا تكون راجياً لله حقاً حتى تؤدي العمل، وتؤدي السبب، فالرجاء لله لا يكون إلا بعد الأعمال الصالحة، ترجو من الله قبول ذلك العمل، والإثابة عليه، أما مجرد رجاء مع تهاونٍ وتعطيلٍ للأوامر وارتكاب للنواهي، فتلك الأماني، والغرور، قال تعالى: إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَـٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [البقرة:218]، فبأعمالهم الصالحة التي عملوها إخلاصاً لله وقياماً بالواجب صاروا ممن يرجون رحمة الله، أُوْلـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، فالرجاء بلا عمل أمانٍ كاذبة، قال تعالى مبيّنا فساد هذا التصور، تصور الرجاء مع ترك العمل الصالح: أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيّئَـٰتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَوَاء مَّحْيَـٰهُمْ وَمَمَـٰتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ [الجاثية:21]، ما داموا في الحياة متفاوتين فهم كذلك بعد الموت متفاوتين، قال تعالى: أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [القلم:35، 36].

يا من يرجو جنة الله وعفوه، يا من يرجو مغفرة الله وتجاوزه، يا من يرجو رضاء الله عنه، قدم عملاً صالحاً، ائت بالأسباب التي أمرك الله بها ليتحقق لك الرجاء، وأما الرجاء بلا عمل فتلك الأماني الكاذبة، قال تعالى: لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيّكُمْ وَلا أَمَانِىّ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ مَن يَعْمَلْ سُوءا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً [النساء:123]، ثم قال: وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً [النساء:124].

أيها المسلم، قوِّ الرجاء مع العمل الصالح، فالأعمال الصالحة يكون بها الرجاء حقاً، قال تعالى: فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مّن بَعْضٍ الآية [آل عمران:195]، المهم من ذلك أن يكون رجاؤك لرحمة الله، ورجاؤك لجنة الله، ورجاؤك لرضى الله عنك واقعاً بعد أعمال صالحة عملتها وتقربت بها إلى الله، قال تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا [الكهف:110].

أيها المسلم، إن الله جل وعلا توعّد المخالفين لأمره بالوعيد الشديد: أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِى تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.[النحل:45-47].

والله تعالى يصف عباده المؤمنين ويذكر أعمالهم الصالحة: إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَـٰناً وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلـئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَـٰتٌ عِندَ رَبّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4]، قال بعض السلف: "ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال"[1].

قيل للحسن رحمه الله: إنا نصاحب أقواماً يؤمِّنوننا، قال: "لأن تصحب أقواماً يخوِّفونك حتى تزداد أمنا أحب إليَّ من أقوام يؤمنونك حتى تزداد خوفاً"[2]، فإن من يقوي رجاءك مع تهاونك بالأعمال فذا خادع لك، وإنما يقوى الرجاء مع قوة العمل، ولهذا عند الاحتضار المؤمن المستقيم على الطاعة والهدى إذا بُشر بالنعيم المقيم أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وغير المؤمن إذا نظر إلى مقعده من النار وحاله السيئة بعد ذلك كره لقاء الله، فكره الله لقاءه. فالمؤمن يرجو لقاء الله لما قدم من عمل صالح خالصٍ لله، يدل على قوة الرجاء. وأما الرجاء بلا عمل فإنما هو الإتلاف والأماني والخداع الذي لا ينتج شيئاً.

فلنكن – إخوتي – راجين لله مع أعمالنا الصالحة، خائفين من بأسه وعقوبته، فإن قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف شاء، إذا أراد أن يقلب قلب عبدٍ قلبه، وَنُقَلّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَـٰرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام:110]، ومحمد كثيراً ما يقول: ((اللهم مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك))، فسئل فقال: ((إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه)) [3].

فنسأله تعالى أن يثبتنا على دينه، وأن يهدينا صراطه المستقيم، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخرجه البيهقي في الشعب (1/80) عن الحسن البصري رحمه الله.

[2] أخرجه ابن المبارك في الزهد (303) ، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص259) ، وأبو نعيم في الحلية (2/150).

[3] أخرجه أحمد (6/91)، والنسائي في الكبرى (7737)، والترمذي في القدر (2140)، وابن ماجه في الدعاء (3834) من حديث أنس رضي الله عنه، وحسنه الترمذي، وقال: "وفي الباب: عن النواس بن سمعان وأم سلمة وعبد الله بن عمرو وعائشة"، وصححه الألباني في ظلال الجنة (223)، وحديث عبد الله بن عمرو أخرجه مسلم في القدر (2654).

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

سؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار جامعٌ بين الخوف والرجاء، سأل النبي رجلاً من أصحابه فقال له: ((ماذا تدعو في صلاتك؟)) قال: يا رسول الله، أسأل الله الجنة، وأستعيذ به من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، قال : ((حولها ندندن))[1]، يقول الرجل: يا رسول الله، أنا عندي أمران، أسأل الله الجنة أقول: اللهم إني أسألك الجنة، اللهم إني أعوذ بك من النار، ما أحفظ الدعاء الذي تدعو به أنت، ولا الذي يدعو به معاذ، إنما أقتصر على الكلمتين اللتين أحفظهما، أسأل الله الجنة، وأستعيذ به من النار، قال : ((حولها ندندن)) أي: كل دعائنا وكل تضرعنا وكل طاعاتنا حول الأمرين: أن نسأل الله الجنة ونستعيذ به من النار، فهذه هي الغاية من كل شيء، سؤال الله الجنة، والاستعاذة به من النار، وصدق الله: فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ [آل عمران:185].

فهذا الصحابي رضي الله عنه ما كان يحفظ إلا: اللهم إني أسألك الجنة، اللهم إني أعوذ بك من النار، والنبي أقرّه على أمره، وأخبر أن كل الأدعية وإن طالت أو قصرت فمردها إلى أمر واحد: سؤال الله الجنة، والاستعاذة به من النار، فمن زحزحه الله عن النار وأدخله الجنة فقد نال الفوز العظيم، والعطاء الجزيل.

نسأل الله أن يدخلنا وإياكم جنته، ويعيذنا وإياكم من ناره، إنه على كل شيء قدير.

واعلموا – رحمكم الله – أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ....

--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخرجه ابن ماجه في الإقامة (910) ، وفي الدعاء (3847) من حديث الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وصححه ابن حبان (868) ، وأخرجه أحمد (3/474) ، وأبو داود في الصلاة (792) من طريق الأعمش ، عن أبي صالح ، عن بعض أصحاب النبي ، وذكره الألباني في صحيح أبي داود (710)




منـــــــــــــــــــــــقول
رســالة الإســـلام

السبت، 7 أبريل 2012

متى يكون المدرك منا للركوع مدركاً للركعة ؟ للشيــخ الألبـاني رحمه الله

السَّائل:

متى يكون المُدْرِكُ مِنَّا للركوع مُدْرِكًا للركعة؟ الإمام راكعٌ إذا أدركناه في الرُّكوع هل نكون مُدركين للركعة؟

الشَّيخ:

هذه مسألة خلافية بين جمهور الأئمة وبعض الأئمة؛ جمهور الأئمة،
وفي مقدمتهم الأئمة الأربعة على أن مدرك الركوع مُدركٌ للرَّكعة.


بعض الأئمة كالإمام البخاري -من السلف- والإمام الشوكاني -من الخلف الصالح- يرون –وما بينهما كثير-
يرون أنَّ مدرك الركوع لا يعتد بتلك الركعة؛
لأنه قد فاته قراءة الركن ألا وهو الفاتحة.

وأرى أنَّ المذهب الأول مذهب الجمهور هو الصواب في هذه المسألة،
وإن كنت -كما تعلمون إن شاء الله- لست جمهوريًّا؛
وإنما أنا أتبع الحق حيثما كان مع الكثير أو القليل؛ وذلك لأسباب منها -وهو أهمها-:
أنه قد ثبت لديَّ الحديث الذي رواه أبو داوود في سننه بإسنادٍ غير إسناده، أنَّ من أتى الإمام وهو راكع؛ فليركع، وليعتد بالركعة. وإذا وجد الإمام ساجدًا فليسجد، ولا يعتد بالركعة، فأُخِذَ من هذا أن مدرك الركوع مدرك للركعة.


لكن حديث أبى داود بلا شك فيه ضعف ظاهر، وإن كان هذا الضعف ليس شديدًا؛ بل ولو كان شديدًا لأستغنينا عنه بإسنادين آخرين مدارهما على رجل من الأنصار، وأعني بإسنادين، باعتبار من أخرجهما، ولا أعني بإسنادين كل من المخرجين رواه بإسناد أولاً، ثم رواه آخر بإسناد ثان. لا.

وإنما أعني أن الإمام البيهقي -رحمه الله- روى في هذا الحديث الذي في سنن أبي داود [..] بإسناد قوي عن رجل من الأنصار من طريق عبد العزيز بن رُفيْع، عن رجل من الأنصار أن النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال، وذكر معنى الحديث الذى ذكرته لكم آنفًا.

علة هذا الإسناد في رواية البيهقي أننا لم نعلم أنَّ هذا الرجل الأنصاري أهو تابعي أم هو صحابي؟


وإن كان يتبادر إلى الذهن أنه صحابي؛ لأن الراوي عنه تابعي معروف؛ وهو: عبد العزيز بن رُفيْع؛ ولكن الإنصاف يقتضينا أنَّ هذا التلازم ليس ضروريًّا في الأسانيد؛ أي: لا يلزم من رواية تابعي عن رجل من الأنصار، أو رجل من المهاجرين، أن يكون هذا الرجل أو ذاك صحابيًا؛ لاحتمال أن يكون ابن صحابي من جهة، ولأنَّه قد وقفنا مرارًا وتكرارًا على بعض الأسانيد يرويه التابعي عن تابعي عن صحابي.


وذكر الحافظ بن حجر أنه بالاستقراء تبين أنه في بعض الأحاديث بين التابعي الأول والصحابي أربعة من التابعين آخرين! أي: خمسة تابعين على التسلسل، ثم يأتي بعد ذلك الصحابي؛ تابعي، عن تابعي، عن تابعي، عن تابعي، عن تابعي، عن الصحابي، فضلاً عن تابعي، عن تابعي، عن تابعي، عن تابعي، عن صحابي، فضلاً عن تابعي، عن تابعي، عن تابعي عن صحابي، وهكذا.


فحينما نجد مثل هذه الرواية: عبد العزيز بن رُفيْع تابعي، عن رجل من الأنصار؛ ترى هذا صحابي أم تابعي!؟ يحتمل!
ثم وجدنا -والحمد لله- أن هذا الاحتمال طاح وراح إلى حيث لا رجعة، فقد جاء في كتاب: "المسائل" لإسحاق بن منصور الْمَرْوَزِيّ، عن الإمام أحمد، وعن اسحاق بن راهويه، روى الْمَرْوَزِيُّ هذا باسناده الصَّحيح، عن عبد العزيز بن رُفيْع عن رجل من الأنصار من أصحاب النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، هذا غطَّى الموضوع، وجعل الإسناد موصولاً بعد أن كان يحتمل أن يكون مرسلاً؛ وبذلك صح الحديث، وقامت الحجة.


يضاف إلى ذلك آثار عن كبار الصحابة؛ وعلى رأسهم أبو بكر الصديق، وآخرهم سنًّا عبد الله بن عمر بن الخطاب، كلهم قالوا: بأن مدرك الركوع مدركٌ للركعة؛ فاتفقت الآثار السلفية الصحيحة مع هذا الحديث الصحيح -والحمد لله-، وثبت بذلك أرجحية مذهب الجمهور على المخالفين، وإن كان بعض العاملين بالحديث إلى زمننا هذا لا يزالون يفتون بأن مدرك الركوع ليس مدركًا للركعة.
وأذكر أن أحد الغُماريين -وإن كان هو من أهل الأهواء ومن الصوفية، الذين لهم طرق انحرفوا بها عن السنة- ألَّف رسالة يؤكِّد فيها أن الصَّواب أن مدرك الركوع ليس مدركًا للركعة.


والواقع أنه هو شأنه في ذلك شأن بعض أهل الحديث في الهند فاتتهم هذه الرواية الصحيحة، التي لا تزال موجودة في ذاك المخطوط النادر العزيز في المكتبة الظاهرية، مخطوط من النوادر لأنه يعود تاريخ كتابته إلى العهد القريب من الإمامين: أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه.


ولو أنهم وقفوا على هذه الرواية لانقلبت وجهة نظرهم من تأييد الرأي المخالف للجمهور، إلى تأييد رأي الجمهور في هذه المسألة.
وهم لا يخفى عليهم بعض تلك الآثار؛ ولكنهم يطبقون القاعدة التى ينبغي على المسلم أن يلتزمها؛ وهي: "أن الأثر إذا جاء مخالفًا للنص ولو بإجتهاد؛ فلا ينبغى أن نأخذ بالأثر"؛ أعني بالأثر هنا ما أشرت إليه آنفًا من الأثر عن أبي بكر، وعن ابن عمر، وبينهما جماعة آخرون كثيرون؛ كزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وهم أربعة من الصحابة، وهم -كما ترون- من أكابر الصحابة، رأوا وصرَّحوا بأن مدرك الرُّكوع مُدرِكًا للرَّكعة.


فهم لم يأخذوا بهذه الآثار لتوهمهم أنها مخالفة لقوله عليه الصلاة والسلام: ((لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ)).
ونحن نرى أن هذا العموم الشامل لهذا الجزء لا يشمله؛ لما ذكرناه في غير هذه الجلسة أكثر من مرة؛ ولهذا الحديث الصحيح. وبذلك ينتهي الجواب عن هذا .

المصــدر
مــوقع الشيخ محمد نـاصر الدين الألباني
تفـريغ شريط اللهـو المبـاح واللهـو المحرم
الشريط رقم 32 فتاوي جدة
هنــــا

الجمعة، 6 أبريل 2012

حــديث ( من أراد الدنيا فعليه بالقرآن .....)


حــديث ( من أراد الدنيا فعليه بالقرآن .....)


سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن هذا الحديث وهذا نص السؤال والجواب:
درجة حديث: ((من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معاً فعليه بالقرآن)).

بسم الله الرحمن الرحيم، حمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فلا أعلم صحة شيء من هذه الأحاديث ، وليس لها أصل فيما نعلم ولكن إذا قرأ القرآن ليستفيد منه في أمور دنياه، وأمور دينه فهو مطلوب لكنه أنزل لعمل الآخرة وليستقيم عليه أمر الآخرة، هذا هو الأهم ، ويترتب على العمل بالقرآن صلاحه في الدنيا والآخرة لكن ليس المقصود من إنزاله صلاح أمر الدنيا إنما الدنيا تابعة, فإذا قرأ القرآن ودرس القرآن وتدبر القرآن ليعلم أمور الدنيا والآخرة وليستفيد من ذلك ما يصلح أمر الدنيا والآخرة هذا كله طيب, ولكن ليكن أكبر همه إصلاح أمر الآخرة والعناية بما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه حتى يعرف من كتاب الله ما أوجب الله وما حرم الله, وحتى يستقيم على طاعة الله ورسوله وإذا استفاد من القرآن أيضا فيما يتعلق بطيب الكسب فهذا من أمور الآخرة كمن يجتهد في أن يكون كسبه طيباً حلالاً بعيداً عن الحرام ، يستفيد منه في صلة رحمه، في بر والديه، في إكرام جاره، في حفظ وقته كل هذا ينفع في الدنيا والآخرة, وكهذا اقرأ القرآن لما شئت بمعنى له وجه صحيح يقرأه ليتفقه في الدين, يقرأه ليخاف الله ويراقب الله ، يقرأه ليعالج به مرضه ، يقرأه ليعرف أحكام بيعه، أحكام معاملته للناس ، يعرف به أحكام صلاته إلى غير ذلك. يقرأ لما يشاء ، لكن أهم ما يكون أن يكون يقرأه ليعرف ما يرضي الله وما يقرب إليه، وليعرف أسباب السعادة, وليعرف أسباب النجاة, وليعرف أسباب الهلاك حتى يحذرها ، هو أنزل ليستقيم العبد على طاعة الله ورسوله كما قال- عز وجل-: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (صّ:29) وقال-سبحانه- : وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ(النحل: من الآية89) فلبيان أسباب السعادة في الدنيا والآخرة فإن من سار على القرآن في معاملاته أفلح، فيصدق في الحديث ويصدق في المعاملة،لا يغش، لا يخون, لا يكذب إلى غير هذا من الأخلاق الطيبة التي يدعو إليها القرآن، فهو إذا أخذ بهذه الأخلاق، ولو كان إنما أراد الدنيا ينفعه ذلك, لكن لا يكون له أجر إذا كان ما أراد إلا الدنيا أما إذا أراد بذلك إرضاء الله والتقرب لديه جمع الله له خير الدنيا والآخرة، أثيب ومع ذلك صلح له أمر الدنيا فيما فعل وإن لم يقصد الآخرة وثواب الله ، نفعه ما فعله في الدنيا من صدق والأمانة, وعدم الغش إلى غير هذا من الأشياء التي دل عليها القرآن وأرشد إليها القرآن, ولكن إذا فعله المكلف طاعة لله وتعظيماً لله ورغبة فيما عنده ولإصلاح أيضا أمر دنياه جمع الله له خيري الدنيا والآخرة


منـــــقــول
مــوقع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
هنـــــا