الاثنين، 30 يناير 2012

وأقـــــم الصــلاة لـذكــري




وأقـــــم الصــلاة لـذكــري

محــاضرة قــيـمــة

للشيــخ / نـاصر العمــر ... حفظه الله




الجـــزء الأول



الجــزء الثــاني






نفعـــني الله وإيــاكم


اللـــهم آميــن





الثلاثاء، 24 يناير 2012

كيف نصلى كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم.

كيف نصلى كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم.


((*) وجوب الصلاة إلي سترة والدنو منها، ويجب أن تكون السترة مرتفعة

عن الأرض مثل مؤخرة الرحل . ما يقرب من 30 ســم (مسائل ذات صلة)

(*) ولا بد للمصلي من أن ينوي الصلاة التي قام إليها وتعيينها بقلبه وهو شرط أو ركن .

وأما التلفظ بها بلسانه فبدعة مخالفة للسنة ولم يقل بها أحد من متبوعي المقلدين من الأئمة.

(انظر هنا)و (هنا)

أولا: . يُسَن أن يرفع يديه عند التكبير وتكون مضمومتي الأصابع والباطن باتجاه القبلة

  • إلى منكبيه (الاكتاف)

  • يرفعهما بمحاذاة أذنيه

  • النظر يكون موضع السجود

  • ولا يرفع صوته بالتكبير في كل الصلوات إلا إذا كان إماما

  • وينظر في قيامه إلى موضع سجوده

  • ولا يلتفت يمينا ولا يسارا فإن الالتفات اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد

  • ولا يجوز أن يرفع بصره إلى السماء

ثانيا: قبض اليدين على الصدر
  • 3. يقبض كوع يده اليسرى بيده اليمنى

  • 4. أو يضع يده اليمنى على كفه وذراعه الأيسر

النظر يكون موضع السجود
(عن عائشة رضي الله عنها عن صلاته صلى الله عليه وسلم : ( ما خَلّف بَصرهُ موضعَ سجوده )

ثالثا: دعاء الاستفتاح ، وهو سنة ، وأدعية الاستفتاح كثيرة ، منها : ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك )(انظر صيغ الاستفتاح)

رابعا: الاستعاذة : أي يقول :

  • ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )

  • ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم )

  • ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه )

  • تقال في كل ركعة(انظر هنا)

خامسا : البسملة : ثم يبسمل ، أي يقول : ( بسم الله الرحمن الرحيم )

سادسا: ثم يقرأ الفاتحة في كل ركعة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )

  • وهي ركن لا تصح الصلاة بدونها

  • والسنة في قراءتها أن يقرأها آية آية يقف على رأس كل آية

  • وإذا كان المصلي لا يُجيد الفاتحة ، فإنه يقرأ ما تيسر من القرآن بدلها ،

  • فإذا كان لا يجيد ذلك ، فإنه يقول : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )
    ويجب عليه المبادرة بتعلم الفاتحة .
  • ويسن الزيادة عليها في الركعتين الأخيرتين أيضا أحيانا

  • حكم من نسي قراءة الفاتحة (انظر هنا)

سابعا: ثم يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن الكريم . إما سورة كاملة ، أو عدة آيات.

  • وتختلف القراءة باختلاف الصلوات فالقراءة في صلاة الفجر أطول منها في سائر الصلوات الخمس ثم الظهر ثم العصر والعشاء ثم المغرب غالبا

  • القراءة في صلاة الليل أطول من ذلك كله

  • والسنة إطالة القراءة في الركعة الأولى أكثر من الثانية

  • وأن يجعل القراءة في الأخريين أقصر من الأوليين قدر النصف

  • ويجهر بالقراءة في صلاة الصبح والجمعة والعيدين والاستسقاء والكسوف والأوليين من صلاة المغرب والعشاء

  • ويسر بها في صلاة الظهر والعصر وفي الثالثة من صلاة المغرب والأخريين من صلاة العشاء.

  • ويجوز للإمام أن يسمعهم الآية أحيانا في الصلاة السرية.

  • وأما الوتر وصلاة الليل فإسرار فيها تارة ويجهر تارة ويتوسط في رفع الصوت.

  • والسنة أن يرتل القرآن ترتيلا وقراءة مفسرة حرفا حرفا ويزين القرآن بصوته ويتغنى به في حدود الأحكام المعروفة عند أهل العلم

ثامنا: الركوع (انظر مسائل في الركوع)
  1. يضع كفيه على ركبتيه

  2. كان يمكِّن يديه من ركبتيه كأنه قابض عليهما

    • يفرج بين أصابعه

    • كان يجافي وينحي مرفقيه عن جنبيه

    (*) بسط ظهره وسوَّاه؛ حتى لو صبَّ عليه الماء لاستقر انظر صورة رقم (5)

  • النظر يكون موضع السجود
  • الطمأنية في الركوع (انظر هنا)

  • يقول في الركوع :(سبحان ربي العظيم، ثلاث مرات) وهناك صيغ أذكار اخرى (انظر هنا)

  • جمع الاذكار معاً: إذا كان في مثل صلاة القيام أو التراويح يجوز ، أما إذا كان صلاة عادية ليس هناك داعيا.

  • النهي عن قراءة القرآن في الركوع


تاسعا: القيام من الركوع:
  • ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً -أثناء الاعتدال-: ( سمع الله لمن حمده )

  • ويُسَن أن يرفع يديه – كما سبق – [ أنظر صورة 1 و صورة 2]

  • لا يجوز رفع اليدين بعد الاعتدال كممن يدعو... انظر الصورة

  • ثم يقول بعد أن يستوي قائماً :

    • ( ربنا لك الحمد )

    • ( ربنا ولك الحمد )

    • ( اللهم ربنا لك الحمد )

    • ( اللهم ربنا ولك الحمد ) .

    • يُسن أن يقول بعدها : ( ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)

    • يجوز ان يقبض اليدين على الصدر ويسن ان يرسلهما على جنبه. وهذان قولان لأهل السنة والجماعة.
    • النظر موضع السجود

عاشراً : السجود (انظر مسائل ذات صلة)

  • ثم يسجد قائلاً : ( الله أكبر )

  • النزول على اليدين ويجوز النزول على الركبتين. وهذان قولان لأهل السنة والجماعة

  • يجب أن يسجد المصلي على سبعة أعضاء : رجليه ، وركبتيه ، ويديه ، وجبهته مع الأنف ، ولا يجوز أن يرفع أي عضو منها عن الأرض أثناء سجوده ، وإذا لم يستطع المصلي أن يسجد بسبب المرض فإنه ينحني بقدر استطاعته حتى يقرب من هيئة السجود.

  • يُسَن في السجود أن يُبعد عضديه عن جنبيه [ أنظر صورة 7د ]
    ، لأنه صلى الله عليه وسلم ( كان يسجد حتى يُرى بياض إبطيه ) 17 ، إلا إذا كان ذلك يؤذي من بجانبه .
  • ويُسَن في السجود أن يُبعد بطنه عن فخذيه ، [ أنظر صورة 7د ].

  • ويُسَن في السجود أن يفرق ركبتيه ، أي لا يضمهما إلى بعض ، وأما القدمان فإنه يلصقهما ببعض لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك في سجوده ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان ( يرص عقبيه في سجوده ) 18 [ أنظر صورة 7د ].

    • عدم افتراش الارض باليدين (صورة 9)

    ثني أصابع الرجلين باتجاه القبلة وتكونان متقاربتان


  • الاقعاء في الجلوس (انظر هنا)

  • ويضع يديه في هذه الجلسة على فخذيه

    • وأطراف أصابعه عند ركبتيه

  • يجوز وضع يده اليمنى على ركبته اليمنى ويده اليسرى على ركبته اليسرى ، كأنه قابض لهما

  • ثم يسجد ويفعل في هذه السجدة ما فعل في السجدة الأولى

  • الرفع من السجود والجلوس.

  • ثم يرفع رأسه قائلاً : ( الله أكبر ) ، ويجلس بين السجدتين مفترشاً رجله اليسرى ناصباً رجله اليمنى
    * ويجب أن يقول وهو جالس بين السجدتين : ( رب اغفر لي ) مرة واحدة ، وما زاد على ذلك فهو سنة .
    * ويُسَن أن يقول : ( رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني )

ثم يصلي الركعة الثانية كما صلى الركعة الأولى ، إلا أنه لا يقول دعاء الاستفتاح في أولها.


  • ثم في نهاية الركعة الثانية يجلس

الحادي عشر: التشهد( تنظر هنا مسائل في التشهد)

  • يجلس مفترشاً :

  • يشير بالسبابة

  • تحريك السبابة باستمرا (انظر هنا)

  • أما يده اليسرى فيقبض بها على ركبته اليسرى ، وله أن يبسطها على فخذه الأيسر دون قبض الركبة

  • الصلاة الابراهيمية: (انظر مسائل ذات صلة)

    • التحيات لله والصلوات والطيبات السلام على النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله ، (رواه ابو داود).

    • ثم يصلي على النبي ويقول:
      اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، (رواه البخاري ومسلم).

  • ويُسَن أن يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وعذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال )

  • ثم يدعو بما شاء ، كقول ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )

  • ثم يسلم عن يمينه ( السلام عليكم ورحمة الله ) وعن يساره كذلك .


منقـــول


جمع واعداد:

زياد ابو رجائي

مدير ومشرف شبكة المنهاج الاسلامية

الأحد، 22 يناير 2012

شرح حديث : اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك


شرح حديث

)اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك(

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وحْده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه.

وبعد:

فقد روى الإمام التِّرمذي في سنَنه من حديث ابن عمر - رضِي الله عنهُما - قال: قلَّما كان رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقوم من مجلسٍ حتَّى يدعو بهؤلاء الدَّعوات لأصحابه: اللهُمَّ اقسِم لنا من خشْيتك ما يَحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتِك ما تبلِّغُنا به جنَّتك، ومن اليقين ما تهوِّن به عليْنا مصيبات الدّنيا، ومتِّعْنا بأسماعنا وأبصارنا وقوَّتنا ما أحييْتَنا، واجعله الوارِث منَّا، واجعل ثأْرَنا على مَن ظلَمنا، وانصُرْنا على مَن عادانا، ولا تجعل مُصيبتَنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أكبرَ همِّنا ولا مبْلغ عِلْمِنا، ولا تسلِّطْ عليْنا مَن لا يرحمُنا(([1].

قوله: ((اقْسِم لنا من خشْيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك)) اقسِم: بمعنى قدِّر، والخشية: هي الخوف المقْرون بالعلم، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر: 28]، والإنسان كلَّما خشِي الله - عزَّ وجلَّ - منعتْه خشْيتُه من الله أن ينتهك مَحارم الله؛ ولهذا قال: ((ما يحول بيْننا وبين معاصيك((

قوله: ((ومِن طاعتك ما تبلِّغنا به جنَّتك)) يعني: واقسِم لنا من طاعتك ما تبلِّغُنا به جنَّتك، فإنَّ الجنَّة طريقُها طاعة الله - عزَّ وجلَّ - فإذا وُفِّق العبد بخشية الله واجتِناب محارمه والقيام بطاعتِه، نَجا من النَّار ودخل الجنَّة بطاعتِه.

قوله: ((ومِن اليقين ما تهوِّن به عليْنا مصيبات الدُّنيا)) اليقين: هو أعلى درجات الإيمان؛ لأنَّه إيمان لا شكَّ معه ولا تردُّد، تتيقَّن ما غاب عنك كما تُشاهد مَن حضر بين يديْك، قال ابنُ مسعود: اليقين هو الإيمان كلّه، فإذا كان عند الإنسان يقينٌ تامّ بما أخبر الله تعالى من أمور الغيب فيما يتعلق بالله - عزَّ وجلَّ - أو بأسمائه أو صفاته أو اليوم الآخر وغير ذلك، وصار ما أخبر الله به من الغيب عنده بمنزلة المشاهد، فهذا هو كمال اليقين، والدنيا فيها مصائب كثيرة، لكن هذه المصائب إذا كان عند الإنسان يقينٌ تامّ أنَّه يكفَّر بها من سيئاته، ويُرفع بها من درجاته - إذا صبر واحتسب الأجْرَ من الله - هانتْ عليْه المصائبُ، وسهلتْ عليْه المِحَن، مهْما عظمتْ، سواء كانت في بدَنِه، أو في أهْلِه، أو في ماله، روى مسلمٌ في صحيحه من حديث أبِي هُرَيْرة - رضِي الله عنْه - قال: لمَّا نزلت: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ[النساء: 123] بلغتْ من المسلمين مبلغًا شديدًا، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((قاربوا وسدِّدوا، ففي كلّ ما يصاب به المسلم كفَّارة، حتَّى النَّكبة يُنْكَبُها أو الشَّوكة يُشَاكُها(([2].

قوله: ((متِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوَّتنا ما أحييْتنا))؛ أي: اجعلْنا متمتِّعين ومنتفعين بأسْماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا، أي: بأن نستعملها في طاعتِك.

قال ابن الملك: التمتُّع بالسَّمع والبصَر إبْقاؤُهُما صحيحَين إلى الموت، وإنَّما خصَّ السَّمع والبصر بالتَّمتيع من الحواسّ؛ لأنَّ الدَّلائل الموصّلة إلى معرفة الله وتوْحيده إنَّما تحصل من طريقها؛ لأنَّ البراهين إنَّما تكون مأخوذة من الآيات القُرآنيَّة، وذلك بطريق السَّمع، أو من الآيات الكونيَّة في الآفاق والأنفُس بطريق البصَر، والإنسان إذا تمتَّع بهذه الحواسّ حصل على خيرٍ كثيرٍ، وإذا افتقدها فاته خيرٌ كثير، قال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ[الملك:23]

كان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو متمتِّع بقوَّته وعقله، فوثب يومًا وثبةً شديدة، فعوتب في ذلك، فقال: هذه جوارحُ حفِظْناها عن المعاصي في الصِّغَر، فحفِظها الله عليْنا في الكبر[3].

قوله: ((واجعله الوارث منَّا)) واجعله: أي المذْكور من الأسماع والأبصار والقوَّة، (الوارث)؛ أي: الباقي؛ بأن يبقى إلى الموْت.

قوله: ((واجعلْ ثأْرَنا على مَن ظلَمنا))؛ أي: اجعلنا نستأثِر وتكون لنا الأثرة على مَن ظلَمَنا، بحيث تقتصّ لنا منْه، إمَّا بأشياء تُصيبه في الدُّنيا أو في الآخرة، قال تعالى: ﴿ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا [النساء:148]، وفي الصَّحيحَين من حديث معاذ بن جبل - رضِي الله عنْه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((واتَّق دعوة المظلوم، فإنَّه ليس بينها وبين الله حجاب(([4].

قوله: ((وانصرنا على مَن عادانا)) من الأعداء، وهم كثرٌ؛ من اليهود والنَّصارى والمشْركين والمنافقين وغيرهم، ومن أكبر أعدائِنا وأشدِّهم ضررًا عليْنا الشَّيطان، الَّذي حذَّرنا الله منْه فقال: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[فاطر:6]، وقال تعالى عن الكفَّار: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ[الممتحنة:1]، وقال تعالى عن المنافقين: ﴿ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ[المنافقون:4].

والله - تعالى - ناصرُنا عليهم جميعًا، قال تعالى: ﴿ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ[آل عمران:150].

قوله: ((ولا تجعل مصيبتنا في ديننا))، المصائب تكون في مال الإنسان أو بدَنه أو مسْكنِه أو أهله، فيمْرضون أو يموتون أو غير ذلك، وأعظم مصيبةٍ هي مصيبة الدِّين، وهي على قسمين: إمَّا أن يُبْتَلى بالمعاصي كأكْل الحرام واعتِقاد السوء، أو يُبْتَلى بما هو أعظم من ذلك كالشِّرْك والكُفْر والنِّفاق وما أشبه، فهذه مهْلكة مثل الموت للبدَن.

قوله: ((ولا تجعل الدُّنيا أكبر همِّنا ولا مبلغ علمنا))؛ أي: لا تجعل طلَب المال والجاه أكبرَ قصْدِنا وهمّنا، بل اجعل أكبر قصدنا مصروفًا في عمَل الآخِرة.

((ولا مبلغ علمنا))؛ أي: لا تجعلْنا حيث لا نعلم ولا نتفكَّر إلاَّ في أمور الدّنيا، بل اجعلنا متفكِّرين في أحوال الآخرة، والمبْلَغ؛ أي: الغاية الَّتي يبلغها الماشي والمحاسب فيقِف عنده.

روى التِّرمذي في سننه من حديث أنس - رضِي الله عنْه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن كانت الآخرة همَّه، جعل الله غناه في قلبه، وجَمَع له شَمْلَه، وأتتْه الدُّنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همَّه، جعل الله فقْرَه بين عينيْه، وفرَّق عليه شَمْلَه، ولم يأتِه من الدُّنيا إلاَّ ما قدِّر له(([5].

قوله: ((ولا تسلِّط عليْنا مَن لا يرحَمُنا))؛ أي: لا تجعلْنا مغلوبين للكفَّار والظَّلمة، أو لا تجعل الظَّالمين علينا حاكمين؛ فإنَّ الظالم لا يرحم الرَّعيَّة[6] [7].

والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحْبِه أجْمَعين.


[1] (ص 551 برقم 3502)، قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن غريب، وحسَّنه الشيخ الألباني - رحِمه الله - في صحيح سنن الترمذي (3 /168) برقم 2783.

[2] ص 1039 برقم 2574.

[3] جامع العلوم والحكم، ص: 225.

[4] جزء من حديث ص 821 ، برقم 4347، وصحيح مسلم ص 42، برقم 19، واللَّفظ لمسلم.

[5] ص 403 برقم 2465.

[6] تحفة الأحوذي (9 /442) برقم 3502.

[7] انظر شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - (4 /361 - 366).

منقـــول

الآلوكة

كتبه الدكتور/ أمين بن عبد الله الشقاوي